الرئيسية تحقيقات مواضيعية وفاة ثلاثة أطفال وإصابة العشرات نتيجة إصابتهم بحالات تسمّم في مدينة زملكا -الغوطة الشرقية

وفاة ثلاثة أطفال وإصابة العشرات نتيجة إصابتهم بحالات تسمّم في مدينة زملكا -الغوطة الشرقية

"حالات التسمم حدثت بعد خلط بعض التجّار "مادة النتريت" مع "ملح الطعام"

بواسطة wael.m
772 مشاهدة تحميل كملف PDF هذا المنشور متوفر أيضاً باللغة: الإنجليزية حجم الخط ع ع ع

في يوم الأربعاء الموافق 22 تشرين الثاني/نوفمبر 2017، توفي ثلاثة أطفال وأصيب آخرون بحالات تسمّم في مدينة زملكا المحاصرة منذ عدة سنوت في الغوطة الشرقية بريف دمشق، وذلك عقب تناولهم مادة سامة تشبه مادة ملح الطعام، ووفقاً لمراسل سوريون من أجل الحقيقة والعدالة،  فقد لجأ عدد من الباعة وما سمّاهم "بتجّار الحروب" إلى ممارسة بعض الحيل من خلال خلط بعض المواد الغذائية مثل "ملح الطعام" بمواد أخرى، رغبة في زياة أرباحهم. وذلك في ظل الحصار المفروض على مدن وبلدات الغوطة الشرقية من قبل قوات الحكومة السوريّة منذ عدّة سنوات.

إسراء الحسين وهي إحدى نساء مدينة زملكا اللواتي أصبن بالتسمّم مع بقية أفراد عائلتها، عقب تناولهم مادة تشبه ملح الطعام، حيث تحدثت لسوريون من أجل الحقيقة والعدالة حول ماجرى قائلة:

"قمنا بشراء ملح الطعام من أحد الباعة في مدينة زملكا ومن ثمّ بدأنا بإعداد الطعام، ولمّا قمنا بتناوله أصيبت والدة زوجي، وبدأت الأعراض تظهر عليها أولاً، نظراً لكبر سنها وضعف بينتها الجسدية، وماهي إلا لحظات حتى نهضت من كرسيها ووضعت يدها على رأسها ثم بدأت بالتقيء وغابت عن الوعي. وبعدها ظهرت أعراض التسمم عليّ وعلى زوجي وابنتي، ومن ثمّ تمّ إسعافنا من قبل أحد الجارة إلى المركز الطبي في مدينة زملكا عند الساعة الثامنة مساءً، وكل ما أذكره أنني دخلت في غيبوبة ولم أستفق منها حتى الساعة السادسة صباحاً، كذلك الأمر بالنسبة لابنتي ووالدة زوجي، أما زوجي فلم يستفق من غيبوته حتى الآن."

وأضافت إسراء بأنّ الأطباء أشاروا عليها بعدم إرضاع طفلها الصغير مدة خمسة عشر يوماً بسبب إصابتها بحالة التسمّم، موضحة بأنّ تأمين الحليب الصناعي لطفلها أمر يصعب توافره في ظل الحصار الخانق الذي تعيشه مدن وبلدات الغوطة الشرقية.

صورة تظهر طفلين من مدينة زملكا، كانا قد توفيا نتيجة إصابتهما بحالتي تسمّم بتاريخ 22 تشرين الثاني/نوفمبر 2017، مصدر الصورة: صفحة الفيس بوك الخاصة بمركز الغوطة الإعلامي.

صورة أخرى تظهر أحد الشبان الذين أصيبوا بحالة تسمّم في مدينة زملكا بتاريخ 22 تشرين الثاني/نوفمبر 2017، وذلك عقب تناوله مادة سامة تشبه ملح الطعام، مصدر الصورة: صفحة الفيس بوك الخاصة بمركز الغوطة الإعلامي.

معتصم العلي وهو مدير المركز الطبي الذي استقبل عشرات المصابين بحالات التسمّم، قال لسوريون من أجل الحقيقة والعدالة، بأنً المركز استقبل أكثر من ثلاثين حالة تعرضت للتسمّم في يوم الأربعاء، ماسبب ضغطاً غير اعتيادي على المركز، وفي هذا الخصوص تابع قائلاً:

"بدأنا باستقبال أولى الحالات المصابة بالتسمم عند الساعة (4:30) بعد ظهر يوم الأربعاء، وكانت الأعراض البادية عليهم هي ألم في البطن وغيبوبة وإقياء ودقات قلب غير منتظمة، إلى جانب ذلك، استقبلنا عائلات بأكملها كان قد أصيب جميع أفرادها بحالات تسمّم وغابوا عن الوعي، فحاولنا ما بوسعنا لعلاج تلك الحالات، إلا أنّنا لم نتمكن من إنقاذ طفلة صغيرة تدعى (ختام صالح) وتبلغ من العمر ثلاث سنوات إذ أنها فارقت الحياة فور وصولها إلى المركز، ثمّ تبعتها مباشرة أختها الأخرى وتدعى (رحمة الصالح) وتبلغ من العمر أربع سنوات، وفي اليوم التالي توفيت أيضاً أختهم الثالثة والبالغة من العمر ست سنوات. لقد بذلنا كل ما بوسعنا لإنقاذ حياتهم الا أنّ نقص الادوية والمعدات في ظل الحصار الذي تعيشه الغوطة وقف حاجزاً منيعاً في وجهنا."

ومن جهتها أصدرت مديرية الصحة في دمشق وريفها بتاريخ 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2017، بياناً أكدت من خلاله على أنّ مراكز الإسعاف في الغوطة الشرقية استقبلت ثلاثين مصاب بحالة تسمّم في أقسام العناية المشددة، وذلك نتيجة تناولهم مادة سامة في ملح الطعام تبين لاحقاً انها "ملح النتريت" المخلوط مع ملح الطعام، ماتسبب في وفاة ثلاثة أطفال من عائلة واحدة.

صورة تظهر البيان الذي أصدرته مديرية الصحة في دمشق وريفها بتاريخ 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2017، حول حادثة التسمم التي وقعت في مدينة زملكا في الغوطة الشرقية، مصدر الصورة: صفحة الفيس بوك الخاصة بمديرية الصحة في دمشق وريفها.

منشورات ذات صلة

اترك تعليقاً

* By using this form you agree with the storage and handling of your data by this website.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك عدم المشاركة إذا كنت ترغب في ذلك. موافق إقرأ المزيد