مقدمة: تعرضت عدة مؤسسات ومنظمات إنسانية عاملة في الغوطة الشرقية المحاصرة، إلى عمليات سطو ونهب طالت كافة محتوياتها وتحديداً في شهر تشرين الأول/أكتوبر 2017. ففي يوم الخميس الموافق 19 تشرين الأول/اكتوبر 2017، أقدم عدد من المسلحين الملثمين على اقتحام مستودعات مواد غذائية تابعة لمحافظة ريف دمشق[1] داخل بلدة حمورية[2]، حيث قام المسلحون بسلب كافة محتوياتها من مواد غذائية كان من المفترض أن يتمّ توزيعها على المدنيين المحاصرين في غصون أيام (كالطحين والسكر والحليب). ووفقاً للعديد من الشهادات التي حصلت عليها سوريون من أجل الحقيقة والعدالة، فإن أولئك المسلحين يرجّح أنّهم ينتمون لفصيل "فيلق الرحمن".
وعقب يوم واحد فقط من الحادثة السابق ذكرها، وتحديداً في يوم الجمعة الموافق 20 تشرين الأول/أكتوبر 2017، أقدم مجموعة من المسلحين -يعتقد أنهم من فصيل فيلق الرحمن أيضاً[3] – على اقتحام مقر مؤسسة "آمال" التربوية في بلدة حمورية، حيث تمّ سرقة كافة محتوياتها من معدات تقنية وتجهيزات تعليمية. وقد تزامن الاعتداء على مؤسسة "آمال" التربوية مع اعتداء آخر طال مؤسسة "نبع الحياة" للطفولة في بلدة بيت سوى[4]، إذ قام أشخاص يرتدون الزي المدني -ويعتقد أنهم من فصيل فيلق الرحمن أيضاً- بالسطو على مقر المؤسسة وسلب محتوياتها هي الأخرى من مواد غذائية ومعدات تقنية، وذلك حسبما أكد العديد من أهالي البلدة لسوريون من أجل الحقيقة والعدالة.
وفي يوم الأحد الموافق 8 تشرين الأول/أكتوبر 2017، قامت مجموعة من فصيل فيلق الرحمن بالاعتداء على مقر مؤسسة "بناء" للإغاثة والتنمية داخل بلدة حزة[5]، حيث أقدموا على سرقة كافة محتوياته من محروقات ومواد غذائية، كما أقدم عناصر من فيلق الرحمن على اعتقال مدير المؤسسة وثلاثة من كودارها بحجة أنّ إدارة المؤسسة تقوم بالاتجار وبيع المحروقات مستغلة ارتفاع الأسعار والحاجة الملحة إليها، ووفقاً لمراسل سوريون من أجل الحقيقة والعدالة فقد تمّ الإفراج لاحقاً عن أولئك المعتقلين.
السياق السياسي والعسكري:
بتاريخ 4 أيار/مايو 2017، كانت الدول الراعية لمحادثات آستانة (روسيا وتركيا وإيران) قد وقعت على مذكرة تفاهم لإقامة مناطق خفض التصعيد في سوريا، حيث شملت تلك المناطق كلاً من الغوطة الشرقية في ريف دمشق، ومحافظة إدلب وبعض أجزاء شمال محافظة حمص، إضافة إلى بعض أجزاء المحافظات المتاخمة لها (اللاذقية، وحماة، وحلب) وبعض أجزاء جنوب سوريا، وكان من أبرز بنودها وقف الاعمال العدائية بين الأطراف المتصارعة وتوفير الظروف لإيصال المساعدات الطبية.
وفي تاريخ 22 تموز/يوليو 2017، شارك جيش الإسلام في التوقيع على اتفاقية خفض التصعيد في سوريا، ثم تبعه فصيل فيلق الرحمن بتاريخ 18 آب/أغسطس 2017، حيث اتفق الجانب الروسي وفصيل فيلق الرحمن على وقف إطلاق النار ومواصلة محاربة تنظيم جبهة النصرة أيضاً.
ومن الجدير ذكره أن القوات النظامية السورية مازالت تفرض حصاراً خانقاً على الغوطة الشرقية منذ أواخر العام 2013، وحتى تاريخ إعداد هذا التقرير.
تخضع الغوطة الشرقية عسكرياً لسيطرة المعرضة السورية المسلحة منذ أواخر العام 2012، ويتواجد فيها عدة فصائل مثل جيش الإسلام[6] وفصيل فيلق الرحمن وحركة أحرار الشام الإسلامية[7]، إضافة إلى هيئة تحرير الشام[8] التي تملك بعض المقرات في مناطق سيطرة فصيل فيلق الرحمن.
وفي شهر نيسان/ أبريل 2017، خاض جيش الإسلام حملة لاستئصال هيئة تحرير الشام/جبهة النصرة في الغوطة الشرقية، حيث استمرت قرابة الشهر وأسفرت عن تقليص وجود الهيئة لينحصر على بعض المقرات المحدودة في أطراف بلدة عربين وبعض مناطق حزة وقسم من مزارع الأشعري، وخلال الحملة تدخل فصيل فيلق الرحمن لمواجهة جيش الإسلام، فتوسعت دائرة المواجهات العسكرية، وانتهت المواجهات بتراجع كل فصيل إلى مناطق سيطرته، فأصبحت مناطق (دوما ومسرابا وأوتايا والنشابية والشيفونية وبعض مزارع الأشعري) خاضعة لسيطرة جيش الإسلام، ومناطق (عربين منطقة سيطرة مشتركة بين حركة أحرار الشام الإسلامية وفصيل فيلق الرحمن وهيئة تحرير الشام /جبهة النصرة) و(منطقة حزة منطقة سيطرة مشتركة بين فصيل فيلق الرحمن وهيئة تحرير الشام/جبهة النصرة) و(حمورية منطقة سيطرة كاملة لفصيل فيلق الرحمن) و(سقبا منطقة سيطرة كاملة لفصيل فيلق الرحمن) و(كفربطنا منطقة سيطرة مشتركة بين هيئة تحرير الشام/جبهة النصرة وفصيل فيلق الرحمن) و (جسرين منطقة سيطرة كاملة لفصيل فيلق الرحمن) و(زملكا منطقة سيطرة كاملة لفصيل فيلق الرحمن) و(جوبر منطقة سيطرة كاملة لفصيل فيلق الرحمن) و(عين ترما منطقة سيطرة كاملة لفصيل فيلق الرحمن ) و (مديرا منطقة سيطرة كاملة لفصيل فيلق الرحمن) و (بيت سوا منطقة سيطرة كاملة لفصيل فيلق الرحمن إلا أن قسماً صغيراً من مزارع البلدة يخضع لسيطرة جيش الإسلام) و(حرستا منطقة سيطرة كاملة لحركة أحرار الشام الإسلامية/لواء فجر الأمة سابقا).
خارطة توضّح مناطق السيطرة العسكرية في مدن وبلدات الغوطة الشرقية حتى بداية شهر تشرين الثاني/نوفمبر 2017.
أولاً: عملية نهب وسطو على مستودعات أغذية تابعة لمحافظة ريف دمشق:
في منتصف ليلة يوم الخميس الموافق 19 تشرين الأول/أكتوبر 2017، انتشر عدد من المسلحين الملثمين في شوارع بلدة حمورية الخاضعة لسيطرة فصيل فيلق الرحمن، وتحديداً في الطرق المؤدية إلى المستودعات التي تتبع لمحافظة ريف دمشق، حيث كان عددهم يقدر بحوالي (40) مسلحاً أقدموا على كسر باب المستودع الأول، وسرقة كافة محتوياته من مواد غذائية كالطحين والسكر، وهو الأمر الذي أكده (حسن العلي) وهو اسم مستعار لأحد أهالي بلدة حمورية الذين كانوا شاهدين على ما حدث، وفي هذا الصدد تحدّث لسوريون من أجل الحقيقة والعدالة قائلاً:
"بمجرد قيام أولئك المسلحين بكسر باب المستودع الأول، سارعنا إلى الاستعانة بالشرطة[9]، إلا أنها لم تستطع الوقوف في وجههم، ومن ثمّ أتت عدة شاحنات يُعتقد أنها تتبع لفيلق الرحمن، وقامت بإفراغ المواد الأساسية الموجودة داخل المستودع، واستمرت عملية السرقة لساعات طويلة وتحديداً حتى الخامسة فجراً، حيث تم إفراغ المستودع من كافة محتوياته، مثل (70) طن من السكر والحليب والجاف. من الواضح أن أولئك المسلحين كانوا ينتمون لفيلق الرحمن، إذ أنه من غير الممكن تواجد هكذا عدد من المسلحين بمنطقة تتبع كلياً لسيطرة الفيلق."
وأضاف حسن بأن أهالي البلدة حاولوا بشتّى الوسائل إيقاف عملية السرقة، فاتصلوا مع كافة الجهات المعنية والفعاّلة على الأرض، إلا أنّهم لم يجدوا تجاوباً من أي أحد، وأشار إلى أن المواد الأساسية التي تمّ سرقتها كان من المقرر أن يتم توزيعها بغصون أيام على المدنيين المحاصرين.
ولم يكتفِ المسلحون بسرقة ذاك المستودع فحسب، بل عمدوا إلى سرقة مستودعين آخرين داخل بلدة حمورية، وهو الأمر الذي أشار إليه حسن العلي، في معرض حديثه عن السرقات التي طالت مستودعات للمواد الغذائية داخل البلدة، حيث تابع قائلاً:
"عندما فرغ المسلحون من سرقة المستودع الأول عند الساعة الخامسة فجراً، سارعوا باتجاه المستودع الثاني، وسرقوا كافة محتوياته والتي يقدر وزنها بحوالي (12) طن من الأرز والزيت، ومن ثمّ توجهوا إلى المستودع الثالث فانضم إليهم بعض المدنيين الذين يشهد لهم بسوء الأخلاق، حيث أقدموا على سرقة كمية تقدر ب (10) طن من المواد الأساسية كالسكر والخميرة والأرز، وبعدها قاموا أيضاً بالدخول إلى مستودع رابع يتبع للمكتب الإغاثي في القطاع الأوسط[10] ومقره في بلدة حمورية، حيث أقدموا على سرقة السكر والأرز والمعدات التقنية منه، ولم يتم تحديد الكميات المسروقة من هذا المستودع."
صورة تظهر الانفلات الأمني الذي حدث في بلدة حمورية، كما تبين قيام عدد كبير من الأشخاص بسرقة المستودع الثالث الذي يتبع لمحافظة ريف دمشق داخل البلدة، وذلك بتاريخ 19 تشرين الأول/أكتوبر 2017، مصدر الصورة: نشطاء من بلدة حمورية.
ومن جهتها أدان (مكتب محافظة ريف دمشق) -التابع للحكومة السورية المعارضة المؤقتة- عمليات السطو والنهب التي طالت مستودعاتها داخل بلدة حمورية، من خلال بيان نشرته بتاريخ 21 تشرين الأول/أكتوبر 2017، حيث أشارت إلى أنها كانت تقوم بتخزين تلك المواد من أجل توزيعها على المدنيين في فترة الحصار.
صورة تظهر البيان الذي نشرته محافظة ريف دمشق التابعة للحكومة السورية المؤقتة بتاريخ 21 تشرين الأول/أكتوبر 2017، حيث أدانت فيه عمليات السطو والنهب التي طالت مستودعاتها في بلدة حمورية من قبل ما أسمتهم ب "الغوغائيين"، مصدر الصورة: صفحة الفيس بوك الخاصة بمجلس محافظة ريف دمشق.
ثانياً: نهب منظمات إنسانية ومؤسسات تعليمية:
لم تسلم المؤسسات التعليمية في الغوطة الشرقية من عمليات السطو والنهب أيضاً، فعقب يوم واحد فقط من حادثة نهب المستودعات التابعة لمحافظة ريف دمشق وتحديداً في يوم الجمعة الموافق 20 تشرين الأول/أكتوبر 2017، قام مجموعة من المسلحين الملثمين، بالدخول إلى مقر مؤسسة "آمال" التربوية في بلدة حمورية الخاضعة لسيطرة فصيل فيلق الرحمن، ومن ثمّ أقدموا على سرقة كافة محتويات المقر والمستودع من معدات تقنية وتجهيزات خاصة بالتعليم، ووفقاً للعديد من الشهادات التي حصلت عليها سوريون من أجل الحقيقة والعدالة، فإن أولئك المسلحون يتبعون لفصيل فيلق الرحمن.
وبدوره عمد "حسن الباشا" وهو مدير مؤسسة "آمال" التربوية، إلى التعليق حول ماجرى على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك، حيث أكدّ على أن مجموعة من المسلحين الملثمين (دون تحديد الجهة التي يتبعون لها) أقدموا على اقتحام مستودع مؤسسة "آمال" التربوية كما قاموا بسرقة جميع محتوياته من محروقات ولابتوبات وتقنيات.
صورة تظهر المنشور الذي تمّ نشره من قبل مدير مؤسسة "آمال" التربوية، "حسن الباشا" بتاريخ 20 تشرين الأول/أكتوبر 2017، حيث تحدث فيه عن قيام مجموعة من المسلحين الملثمين باقتحام مستودع مؤسسة "آمال" التربوية داخل بلدة حمورية، ونهب كافة محتوياته، مصدر الصورة: صفحة الفيس بوك الخاصة بمدير مؤسسة آمال التربوية "حسن الباشا".
ووفقاً لمراسل سوريون من أجل الحقيقة والعدالة، فقد تزامن الاعتداء على مقر مؤسسة "آمال" التربوية في بلدة حمورية، مع اعتداء آخر طال مقر مؤسسة "نبع الحياة" للطفولة والتنمية في بلدة بيت سوى الخاضعة لسيطرة شبه كاملة من قبل فصيل فيلق الرحمن، ففي يوم الجمعة الموافق 20 تشرين الأول/أكتوبر 2017، وتحديداً في فترة الظهيرة، تجمع حوالي (300) شخص أمام مقر المؤسسة، وتمّ سرقة كافة محتوياتها، وهو الأمر الذي أكده محمد الأمير وهو أحد أهالي البلدة الذين كانوا شاهدين على ماحدث، حيث تحدّث لسوريون من أجل الحقيقة والعدالة قائلاً:
"تجمع العديد من الأشخاص الذين يرتدون اللباس المدني داخل بلدة بيت سوى، والذين كان بعضهم ينتمي لفيلق الرحمن -حسب اعتقادي- ثمّ بدأوا يطلقون تهديداتهم دون أن يتعرض لهم أحد، وبعدها قام مجموعة من الشبان باقتياد تلك الجموع إلى مقر مؤسسة "نبع الحياة"، حيث قاموا بفتح الباب عنوة، في حين قام بعض أولئك الشبان بالقفز على سور المؤسسة بغية اقتحامها، واستمرت عملية السرقة لأكثر من ساعتين متواصلتين، ولم يقتصر الأمر على سرقة المواد الغذائية داخل المؤسسة والتي تقدر كميتها بحوالي طن ونصف، بل تعداه حتى سرقة المعدات التقنية من أجهزة كمبيوتر وألواح طاقة شمسية إضافة إلى القرطاسية المخصصة لتعليم الأطفال داخل المؤسسة."
وكانت مؤسسة "نبع الحياة" للطفولة، قد أصدرت بياناً بتاريخ 20 تشرين الأول/أكتوبر 2017، أكدت من خلاله على قيام مجموعة من الأشخاص باقتحام وسرقة مقرها ومستودعها في بلدة بيت سوى، كما طالبت عبره قيادة المنطقة وخاصة العسكرية، بتحمل مسؤوليتها وحماية المؤسسات المدنية.
صورة تظهر البيان الذي أصدرته مؤسسة "نبع الحياة" للطفولة بتاريخ 20 تشرين الأول/أكتوبر 2017، والذي أكدت فيه على إقدام مجموعة من الأشخاص الذين يرتدون اللباس المدني، باقتحام مقرها ومستودعها في بلدة بيت سوى، مصدر الصورة: صفحة الفيس بوك الخاصة بمؤسسة نبع الحياة للطفولة.
ثالثاً: الاعتداء على مؤسسة "بناء" للإغاثة والتنمية:
وفي تاريخ 8 تشرين الأول/أكتوبر 2017، أقدمت مجموعة تابعة لفصيل فيلق الرحمن على الدخول إلى أحد المستودعات التابعة ل مؤسسة "بناء" في بلدة حزّة الخاضعة لسيطرة مشتركة من قبل فيلق الرحمن وهيئة تحرير الشام، وهو الأمر الذي أكدّه (جعفر الشامي)، وهو اسم مستعار لأحد أهالي بلدة حزّة الذين كانوا شاهدين على اللحظات الأولى من الاقتحام، وفي هذا الصدد تحدّث لسوريون من أجل الحقيقة والعدالة قائلاً:
"في مساء يوم الأحد الموافق 8 تشرين الأول/أكتوبر 2017، تناهى إلى مسامعنا ضجيج وأصوات أعداد كبيرة من السيارات وهي تملأ الحي الذي أقطن فيه، هكذا بدا لي المنظر عندما نظرت من نافذة منزلي القريب من مستودع مؤسسة "بناء"، حيث تمّ اقتحام أحد مستودعات تلك المؤسسة، وبدأت أعداد كبيرة من المسلحين العسكريين الذين يقدرون بحوالي (50) مسلح، بإخراج المواد الغذائية والمحروقات من القبو التابع للمؤسسة، ومن ثمّ قاموا بوضع تلك المواد داخل سياراتهم، واستمرت عملية إخراجهم للأغراض حوالي الخمس ساعات، إذ أنهم لم يتركوا شيئاً إلا وأخذوه. ولم يقتصر الأمر على ذلك فحسب، بل تمّ اعتقال مدير المؤسسة وثلاثة من كودارها ايضاً، فبعد مرور عدة ساعات على إفراغ المستودع من محتوياته، حضر مدير المؤسسة وتمّ توجيه الشتائم له من قبل عناصر الفيلق، ومن ثمّ أقدموا على اعتقاله بطريقة مهينة جداً، حيث تمّ وضع العصابة على عينيه ورميه داخل الصندوق الخلفي للسيارة، ومن ثمّ علمنا أن فيلق الرحمن قام بالإفراج عن المعتقلين عقب أربع ساعات من اعتقالهم."
وبدورها أصدرت إدارة تنسيق العمل الإغاثي[11] في الغوطة الشرقية، بياناً بتاريخ 11 تشرين الأول/أكتوبر 2017، أكدت من خلاله على اقنحام ونهب مستودع مؤسسة "بناء" للإغاثة من قبل مجموعة تابعة لفصيل فيلق الرحمن، إضافة إلى اعتقال مدير المؤسسة وثلاثة من كوادرها.
صورة تظهر البيان الصادر عن إدارة تنسيق العمل الإغاثي في الغوطة الشرقية بتاريخ 11 تشرين الأول/ أكتوبر 2017، والذي أكدت من خلاله على قيام مجموعة من فصيل فيلق الرحمن باقتحام مستودع مؤسسة "بناء" للإغاثة، ونهب وسلب محتوياته، إضافة إلى اعتقال مدير المؤسسة وثلاثة من كوادرها، مصدر الصورة، إدارة تنسيق العمل الإغاثي في الغوطة الشرقية.
ومن جهته قام فصيل فيلق الرحمن بإصدار بيان بتاريخ 12 تشرين الأول/أكتوبر 2017، وذلك بشأن دخوله إلى مستودع مؤسسة "بناء" في بلدة حزّة، حيث وضّح من خلاله الأسباب التي دعته لذلك، مشيراً إلى أنه قد تبين لفيلق الرحمن وبالأدلة القطعية، قيام إدارة المؤسسة بالاتجار وبيع بالمحروقات مستغلة ارتفاع الأسعار والحاجة المحلة إليها، الأمر الذي دعا فيلق الرحمن للتحفظ على هذه المواد.
صورة تظهر البيان الذي صدر عن فيلق الرحمن بتاريخ 12 تشرين الأول/أكتوبر 2017، والذي وضح من خلاله الأسباب التي دعته الدخول إلى مستودع مؤسسة "بناء" في بلدة حزّة، مشيراً إلى أنه قد تبين لفيلق الرحمن وبالأدلة القطعية، قيام إدارة المؤسسة بالاتجار وبيع بالمحروقات مستغلة ارتفاع الأسعار والحاجة المحلة إليها، الامر الذي دفع فيلق الرحمن للتحفظ على هذه المواد، مصدر الصورة: الصفحة الرسمية لفصيل فيلق الرحمن.
وكانت سوريون من أجل الحقيقة والعدالة قد نشرت في تقرير سابق لها، ممارسات بعض الفصائل السورية المعارضة بحق العديد من المدنيين في الغوطة الشرقية المحاصرة، كاستيلاء لواء رابطة المرج[12] بالقوة على منازل يقطنها نازحون في بلدة كفربطنا الخاضعة لسيطرة مشتركة من قبل فصيل فيلق الرحمن وهيئة تحرير الشام.
[1] تتبع مستودعات الأغذية في الغوطة الشرقية لمحافظة ريف دمشق والتي تتبع بدورها للحكومة السورية المؤقتة.
[2] تخضع بلدة حمورية لسيطرة كاملة من قبل فصيل فيلق الرحمن.
[3] حسبما أكد العديد من أهالي بلدة بيت سوى، فإنّ من قاموا بالسطو على مؤسسة نبع الحياة للطفولة هم عناصر ينتمون لفصيل فيلق الرحمن.
[4] تخضع بلدة بيت سوى لسيطرة فصيل فيلق الرحمن، إلا أنّ قسماً صغيراً من مزارع البلدة يسيطر عليه جيش الإسلام.
[5] تخضع بلدة حزة لسيطرة مشتركة من قبل فصيل فيلق الرحمن وهيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً).
[6] جيش الإسلام: في أيلول/سبتمبر 2011 أعلن "زهران علّوش" السجين السابق في سجن صيدنايا عن تشكيل "سريّة الإسلام" المعارضة، والتي أصبحت فيما بعد وتحديداً في منتصف عام 2012 إلى "لواء الإسلام". وفي 29 أيلول/سبتمبر 2013 اندمج اللواء مع عدد آخر من الفصائل ليتم الإعلان عن تشكيل "جيش الإسلام"، ثمّ انضمّ لاحقاً في نفس العام إلى "الجبهة الإسلاميّة" وضمّت في صفوفها كتائب إسلامية أخرى منها " ولواء التوحيد وصقور الشام إضافة إلى حركة أحرار الشام الإسلامية ولواء الحق"، وشغل زهران علوش فيها منصب القائد العام. وينشط الجيش حالياً وبشكل رئيسي في منطقة الغوطة الشرقية في ريف دمشق، إلاّ أنّ تواجد أيضاً في معظم المناطق الخارجة عن سيطرة الحكومة السورية ما عدا المناطق الخاضعة لتنظيم داعش وقوات سوريا الديمقراطية.
[7] حركة أحرار الشام الإسلاميّة تم تأسيسها بتاريخ 11 تشرين الثاني/نوفمبر 2011، ويقدر عدد مقاتليها بحوالي 25 ألف مقاتل، وهي إحدى الفصائل العسكريّة الإسلاميّة والتي تشكّلت بعد اندماج أربع فصائل إسلاميّة وهي (كتائب أحرار الشام وحركة الفجر الإسلاميّة وجماعة الطليعة الإسلاميّة وكتائب الإيمان المقاتلة) وتنشط الحركة في الكثير من المناطق الخارجة عن سيطرة الحكومة السوريّة وخاصّة في محافظات إدلب وحلب وحماه. يترأّس الحركة حاليّاً السجين السابق لمدّة 12 سنة في سجن صيدنايا العسكري (حسن صوفان/أبو البراء) وهو من مواليد محافظة اللاذقيّة 1979، وقد تمّ الإفراج عنه إثر صفقة تبادل أجريت في نهاية عام 2016.
[8] بتاريخ 28 كانون الثاني/يناير 2017، أعلنت عدّة فصائل جهادية في شمال سوريا الاندماج تحت مسمّى "هيئة تحرير الشام" وكانت الفصائل التي أعلنت عن حلّ نفسها والاندماج تحت المسمّى الجديد هي (جبهة فتح الشام – تنظيم جبهة النصرة سابقاً وحركة نور الدين الزنكي ولواء الحق وجبهة أنصار الدين وجيش السنّة) إلا أنه وعلى خلفية اندلاع المواجهات الأخيرة بين حركة أحرار الشام وهيئة تحرير الشام في الشمال السوري بتاريخ 15 تموز/يوليو 2017، أعلنت حركة نور الدين الزنكي انفصالها عن الهيئة بتاريخ 20 تموز/يوليو 2017.
[9] والمقصود هنا مخفر الشرطة في حمورية والتابع فعلياً لفيلق الرحمن.
[10] يضم القطاع الأوسط عدداً من المدن والبلدات التي تقع في منتصف الغوطة الشرقية ويسيطر عليها فصيل فيلق الرحمن، مثل (جسرين وحمورية وسقبا وكفربطنا).
[11] إدارة مدنية مستقلة تضم عدد من المؤسسات الإغاثية والجمعيات الخيرية الناشطة وتعمل كفريق واحد لتنسيق الأعمال الإغاثية في الغوطة.
[12] هذا اللواء عبارة عن تشكيل عسكري جديد تأسس بتاريخ 18 أيار/ مايو 2016، وضم عدداً من الأشخاص المنشقين عن هيئة تحرير الشام وحركة أحرار الشام الإسلامية وجيش الإسلام، ولم يحصل هذا اللواء على أية شرعية من قبل المجالس العسكرية، وكان يتحضر لمعركة في منطقة المليحة والمرج ولكنها لم تتم. ويعد هذا اللواء وبحسب أشخاص من الغوطة بمثابة واجهة جديدة لهيئة تحرير الشام باعتبار أنّها الوحيدة التي اعترفت به.