منعت الجهات الأمنية التابعة للإدارة الذاتية والمتمثلة بقوات الأسايش “الأمن الداخلي”، أعضاء وقيادات المجلس الوطني الكردي من عقد مؤتمرهم العام الرابع، والذي كان من المزمع عقده في مدينة القامشلي/قامشلو، وذلك يوم الثلاثاء الموافق 7 تشرين الثاني/نوفمبر 2017، حيث قامت بتطويق مكان انعقاد المؤتمر ومنعت أعضاء المجلس الكردي من دخول قاعة المؤتمر، بحجة أن المجلس الوطني الكردي وأحزابه ومنظماته غير مرخصين لدى هيئات الإدارة الذاتية، وذلك وفقاً لمراسل سوريون من أجل الحقيقة والعدالة.
“آريا جمعة” وهي رئيسة اتحاد نساء كردستان- سوريا، أكدّت لسوريون من أجل الحقيقة والعدالة على أنّ “قوات الأسايش” قامت بتطويق مكان المؤتمر الذي كان معقوداً في بهو إحدى المباني في “شارع الكورنيش” بمدينة القامشلي/قامشلو، وفي هذا الصدد تحدّثت لسوريون من أجل الحقيقة والعدالة قائلة:
“كان من المقرر أن نعقد مؤتمر المجلس صباح يوم الثلاثاء، حيث حضره أعضاء المجلس الوطني الكردي من كافة المناطق الكردية، وللأسف ماكدنا نبدأ بفعاليات المؤتمر، حتى جاءت “قوات الأسايش” ومنعوا أعضاء المؤتمر من دخول القاعة، كما أنهم قاموا بتطويق المكان وطلبوا إيقاف أعمال المؤتمر، فحاولنا إقناعهم بأن مؤتمرنا سياسي ووطني لا نسيء فيه لأحد، إلا أنهم تحجّجوا بأننا غير مرخصين لدى الإدارة الذاتية.”
وفي الجانب الآخر من انعقاد المؤتمر، تجمهر عدد من أنصار حزب الاتحاد الديمقراطي أو مايسمون بحركة الشبيبة الثورية، حيث بدأوا بإطلاق شعارات وهتافات نابية بحق قيادات المجلس الوطني الكردي، تتهمهم فيها بالخيانة والعمالة للدولة التركية، وفي هذا الصدد تحدّث نائب سكرتير حزب “يكيتي” الكردي في سوريا “حسن صالح” لسوريون من أجل الحقيقة والعدالة قائلاً:
“نتيجة لتطويق واقتحام مكان المؤتمر من قبل “قوات الأسايش” وإخراج أعضاء المجلس الوطني الكردي بالقوة، قررت قيادة المجلس الخروج من القاعة وعدم المواجهة، حتى لا تحدث مشاكل أكثر، لذا اعتبرنا وكأن المؤتمر تمّ انعقاده، وقررنا عقد اجتماع في الأيام القادمة للوقوف على هذه الأمور. حتى النظام السوري لم يقدم على هكذا أفعال، فإخراج المؤتمرين من القاعات لم يحدث في تاريخ سوريا، هذه أفعال ضد الديمقراطية وحقوق الإنسان.”
ووفقاً لمراسل سوريون من أجل الحقيقة والعدالة، فقد توجّه أعضاء المجلس الوطني الكردي عقب إخراجهم من قاعة المؤتمر، إلى مقر منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) والكائن على “طريق السياحي” في مدينة القامشلي/قامشلو، وذلك للاعتصام والتنديد بأفعال الإدارة الذاتية و”قوات الأسايش”، إلا أنّ مجموعة من حركة الشبيبة الثورية، قامت بالتهجم على المعتصمين بالحجارة والعصي، ما أدى إلى تدخل قوات النجدة التابعة ل”قوات الأسايش”، وذلك لمنع وصولهم إلى المعتصمين، الأمر الذي أسفر عن فك الاعتصام.
صورة خاصة بسوريون من أجل الحقيقة والعدالة، تظهر اعتصام العديد من أعضاء المجلس الوطني الكردي أمام مقر منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) في مدينة القامشلي/قامشلو في يوم الثلاثاء الموافق 7 تشرين الثاني/نوفمبر 2017، وذلك احتجاجاً على منع عقد المؤتمر العام الرابع للمجلس الكردي من قبل “قوات الأسايش” التابعة للإدارة الذاتية.
وفي مساء اليوم ذاته أصدرت الأمانة العامة للمجلس الوطني الكردي بياناً تحدثت فيه عن مداهمة “قوات الأسايش” لمؤتمر المجلس الوطني الكردي، وذكرت فيه مايلي:
“إنّ استهداف المجلس ومؤتمره، إنما يؤكد على ما للمجلس من دور وما يعقد عليه أبناء الشعب الكردي من آمال لتحقيق تطلعاته القومية، كما ويؤكد مدى ما وصل إليه هؤلاء من استهتار بالقيم الديمقراطية ومبادئ حقوق الإنسان”.
وأدان المجلس الوطني الكردي في بيانه هذا العمل كما ناشد ما سماه بقوى الخير والديمقراطية ومنظمات حقوق الإنسان والقوى والأحزاب الكردستانية والدول المعنية بالشأن السوري ومأساة شعوبها، بالضغط للكف عن هذه الأعمال المرفوضة والمدانة، بحسب بيان المجلس.
ومن جانبها نشرت “هيئة الداخلية” التابعة للإدارة الذاتية في اليوم ذاته ايضاً، تصريحاً صحفياً بخصوص منع “قوات الأسايش” التابعة لها أعضاء المجلس الوطني الكردي من عقد مؤتمرهم، وأكدّت من خلاله على أنّ جميع الإجراءات التي اتخذتها “قوات الأسايش” بمنع عقد الاجتماع جاءت في سياقها القانوني وضمن الأصول والقواعد المرعية في مقاطعة الجزيرة حيث جاء في هذا التصريح:
“نظرا للمرحلة الحساسة التي تمر بها “روج آفا” وشمال سوريا فيما يتعلق بحالة الأمن والاستقرار، نجد بعض التقاربات الغير مسؤولة والاستفزازية من قبل بعض الأحزاب الغير مرخصة وما يسمى “أنكسى” حول عقدها اجتماع في مدينة قامشلو هذا اليوم المخالفة لقوانين الإدارة الذاتية.”
ومن الجدير ذكره أنّ المجلس الوطني الكردي كان من المفترض أن يناقش في مؤتمره -الذي تم منعه- الهيئات والهيكلية التنظيمية للمجلس ورئاسته وموقفه من التطورات الحاصلة بالمنطقة، على الصعيدين المحلي والإقليمي تجاه القضية الكردية في سوريا والمنطقة. كما أنّ انعقاد مؤتمر المجلس الوطني الكردي كان قد تأخر لأكثر من عام، حيث كان من المفترض عقده في كل عام، لكن وبحسب قياديي المجلس فإنّ سبب التأخير يعود لعدم قدرة ممثلي المجلس في كل من مدينتي كوباني/عين العرب وعفرين، على الحضور إضافة إلى إغلاق مكاتب أحزاب المجلس من قبل الإدارة الذاتية وملاحقة أعضائه واعتقالهم منذ شهر آذار/مارس 2017.
وكانت سوريون من أجل الحقيقة والعدالة قد نشرت في وقت سابق، تقريراً يسلط الضوء على حملة الاعتقالات التي قامت بها “قوات الأسايش” بحق عدد من قيادي وأعضاء المجلس الوطني الكردي، وذلك على خلفية التحضيرات التي كانوا يقومون بها لإحياء الاحتفالات دعماً للاستفتاء على استقلال إقليم كردستان العراق الذي تم إجراؤه بتاريخ 25 شهر أيلول/ٍسبتمبر 2017.