مقدمة: شكّلت المواجهات العسكرية المتجددة[1] ما بين فصائل المعارضة السورية المسلحة في الغوطة الشرقية، عبئاً إضافياً على المدنيين المحاصرين منذ عدّة سنوات من قبل القوات الحكومية السّورية في عموم مدن وبلدات الغوطة الشرقية. فعلى الرغم من توصل جيش الإسلام[2] وفيلق الرحمن[3] في شهر أيار/مايو 2017 إلى اتفاق يقضي بإنهاء المواجهات العسكرية التي اندلعت بينهما بتاريخ 28 نيسان/أبريل 2017، إلا أن تلك المواجهات مالبثت أن عادت إلى الواجهة من جديد بعد أنّ كانت المواجهات الماضية قد حصدت أرواح العشرات من العسكريين وعدد من المدنيين.
ففي تاريخ 17 أيلول/سبتمبر 2017، تجددت المواجهات العسكرية مابين فيلق الرحمن من جهة وهيئة تحرير الشام[4] ولواء رابطة المرج[5] من جهة أخرى، وذلك بسبب استيلاء لواء رابطة المرج على منازل يقطنها نازحون في بلدة كفر بطنا، ووفقاً لمراسل سوريون من أجل الحقيقة والعدالة فقد أسفرت تلك المواجهات عن مقتل مدني وسقوط عدة جرحى.
وعلى خلفية المواجهات العسكرية التي سبق ذكرها، تظاهر العديد من أهالي بلدة حمورية بتاريخ 28 أيلول/سبتمبر 2017، وذلك للمطالبة بوقف الاشتباكات وإزالة حواجز الفصائل المنتشرة على امتداد الغوطة الشرقية، حيث توجهت تلك المظاهرة من "بلدة حمورية" باتجاه بلدة "بيت سوى[6]" حين قوبلت تلك المظاهرة بإطلاق الرصاص الحي من قبل جيش الإسلام، الأمر الذي تسبب في سقوط جريحين من المتظاهرين.
وفي تاريخ 6 آب/أغسطس 2017، اندلعت مواجهات عسكرية عنيفة مابين كافة فصائل المعارضة المسلحة في الغوطة الشرقية (فصيل فيلق الرحمن وحركة أحرار الشام الإسلامية[7] وهيئة تحرير الشام وجيش الإسلام)، حيث أسفرت تلك المواجهات عن مقتل مدني، ما استدعى أهالي مدينة عربين للتظاهر مطالبين بوقف تلك المواجهات، إلا أن هيئة تحرير الشام قابلتهم بالرمي بالحجارة ما أدى إلى سقوط عدة جرحى في صفوف المتظاهرين.
السياق السياسي والعسكري:
بتاريخ 4 أيار/مايو 2017، كانت الدول الراعية لمحادثات آستانة (روسيا وتركيا وإيران) قد وقعت على مذكرة تفاهم لإقامة مناطق خفض التصعيد في سوريا، حيث شملت تلك المناطق كلاً من الغوطة الشرقية في ريف دمشق، ومحافظة إدلب وبعض أجزاء شمال محافظة حمص، إضافة إلى بعض أجزاء المحافظات المتاخمة لها (اللاذقية، وحماة، وحلب) وبعض أجزاء جنوب سوريا، وكان من أبرز بنودها وقف الاعمال العدائية بين الأطراف المتصارعة وتوفير الظروف لإيصال المساعدات الطبية (علماً بأن آخر قافلة دخلت إلى الغوطة الشرقية كانت بتاريخ 27 تموز/يوليو 2017، وهي عبارة عن خمس شاحنات تابعة للهلال الأحمر حملت مواد ومستلزمات طبية وأدوية ولقاحات).
وفي تاريخ 22 تموز/يوليو 2017، شارك جيش الإسلام في التوقيع على اتفاقية خفض التصعيد في سوريا، ثم تبعه فصيل فيلق الرحمن بتاريخ 18 آب/أغسطس 2017، حيث اتفق الجانب الروسي وفصيل فيلق الرحمن على وقف إطلاق النار ومواصلة محاربة تنظيم جبهة النصرة أيضاً.
وتخضع الغوطة الشرقية عسكرياً لسيطرة المعرضة السورية المسلحة منذ أواخر العام 2012، ويتواجد فيها عدة فصائل مثل جيش الإسلام وفصيل فيلق الرحمن وحركة أحرار الشام الإسلامية، إضافة إلى هيئة تحرير الشام التي تملك بعض المقرات في مناطق سيطرة فصيل فيلق الرحمن.
وفي شهر نيسان/ أبريل 2017، خاض جيش الإسلام حملة لاستئصال هيئة تحرير الشام/جبهة النصرة في الغوطة الشرقية، حيث استمرت قرابة الشهر وأسفرت عن تقليص وجود الهيئة لينحصر على بعض المقرات المحدودة في أطراف بلدة عربين وبعض مناطق حزة وقسم من مزارع الأشعري، وخلال الحملة تدخل فصيل فيلق الرحمن لمواجهة جيش الإسلام، فتوسعت دائرة المواجهات العسكرية، وانتهت المواجهات بتراجع كل فصيل إلى مناطق سيطرته، فأصبحت مناطق (دوما ومسرابا وأوتايا والنشابية والشيفونية وبعض مزارع الأشعري) خاضعة لسيطرة جيش الإسلام، ومناطق (عربين منطقة سيطرة مشتركة بين حركة أحرار الشام الإسلامية وفصيل فيلق الرحمن وهيئة تحرير الشام /جبهة النصرة) و(منطقة حزة منطقة سيطرة مشتركة بين فصيل فيلق الرحمن وهيئة تحرير الشام/جبهة النصرة) و(حمورية منطقة سيطرة كاملة لفصيل فيلق الرحمن) و(سقبا منطقة سيطرة كاملة لفصيل فيلق الرحمن ) و(كفربطنا منطقة سيطرة مشتركة بين هيئة تحرير الشام/جبهة النصرة وفصيل فيلق الرحمن ) و (جسرين منطقة سيطرة كاملة لفصيل فيلق الرحمن) و(زملكا منطقة سيطرة كاملة لفصيل فيلق الرحمن) و(جوبر منطقة سيطرة كاملة لفصيل فيلق الرحمن) و(عين ترما منطقة سيطرة كاملة لفصيل فيلق الرحمن ) و (مديرا وبيت سوا منطقتا سيطرة كاملة لفصيل فيلق الرحمن ما عدا بعض المزارع التي يسيطر عليها جيش الإسلام حتى تاريخ كتابة هذا التقرير في شهر تشرين الأول/أكتوبر 2017) و (حرستا منطقة سيطرة كاملة لحركة أحرار الشام الإسلامية/لواء فجر الأمة سابقا).
خريطة توضّح مناطق السيطرة العسكرية في مناطق الغوطة الشرقية حتى بداية شهر تشرين الثاني/نوفمبر 2017
أولاً: الاستيلاء بالقوة على منازل مخصصة للنازحين في بلدة كفر بطنا:
في يوم الأحد الموافق 17 أيلول/سبتمبر 2017، وفي حوالي الساعة (1:00) بعد منتصف الليل، قام عناصر من لواء رابطة المرج في بلدة كفر بطنا الخاضعة لسيطرة مشتركة من قبل فصيل فيلق الرحمن وهيئة تحرير الشام، بالاستيلاء على عدد من البيوت التي كانت مخصصة للنازحين القادمين من بلدة عين ترما (النازحون جاؤوا بسبب الحملة العسكرية الأخيرة التي شنتها القوات الحكومية السورية على البلدة في منتصف شهر حزيران/يونيو 2017)، وعلى إثر ذلك توجه أهالي البلدة بالشكوى إلى مخفر البلدة وطلبوا مساعدة فصيل فيلق الرحمن لإخراجهم، الأمر الذي تسبب في اندلاع اشتباكات مابين فصيل فيلق الرحمن من جهة ولواء رابطة المرج الذي لقي مؤازرة من قبل هيئة تحرير الشام من جهة أخرى، وهذا ما أكده أبو أحمد (وهو اسم مستعار لأحد السكان) وأحد شهود العيان الذي كانوا متواجدين في مكان الحادثة، حيث تحدث لسوريون من أجل الحقيقة والعدالة قائلاً:
"لم تدم الاشتباكات طويلاً بين الفصائل المتقاتلة، إذ أنها توقفت لكن دون إخراج عائلات لواء رابطة المرج التي تمّ إسكانها -بدلاً من النازحين- في تلك المنازل، ما دفع أهالي كفربطنا إلى التظاهر فجراً مطالبين بإخلاء البيوت، حيث وقعت ملاسنات بينهم وبين عناصر هيئة تحرير الشام التي آزرت لواء رابطة المرج، ثم تطورت إلى قيام الأهالي برمي عناصر هيئة تحرير الشام بالحجارة، فاندلعت شرارة إطلاق الرصاص، وعلى الفور تدخل عناصر من فصيل فيلق الرحمن، واندلعت اشتباكات ما بينه وبين هيئة تحرير الشام، حيث استمرت الاشتباكات عدة ساعات."
وفي شهادة متقاطعة، أكد أحد الإعلاميين الذين كانوا في منطقة الاشتباك، بأن مجموعة من القناصة التابعين لهيئة تحرير الشام قاموا باعتلاء أسطح الأبنية الواقعة على أطراف بلدة كفر بطنا من جهة بلدة حزة، وهذا ما أدى إلى قطع الطرق المؤدية إلى بلدة كفربطنا من جهة بلدات حزة وعين ترما وزملكا، كما أنه أعاق تنقل المدنيين بسبب تبادل إطلاق الرصاص الذي استمر حتى انحسار موجة الاشتباكات بعد عدة ساعات من اليوم ذاته.
ووفقاً لمراسل سوريون من أجل الحقيقة والعدالة، فقد أدت تلك المواجهات العسكرية إلى مقتل مدني يدعى (زياد غنيم) جرّاء إصابته بطلق ناري في رأسه، إضافة إلى سقوط ثلاثة عسكريين.
صورة تظهر الضحية (زياد غنيم) والذي قضى على خلفية الاشتباكات مابين فصيل فيلق الرحمن من جهة ولواء رابطة المرج وهيئة تحرير الشام من جهة أخرى، وذلك بتاريخ 17 أيلول/سبتمبر 2017، مصدر الصورة: أحد إعلاميي الغوطة الشرقية.
وبدوره قام المجلس المحلي لبلدة كفربطنا بإصدار بيان يدين فيه اعتداء لواء رابطة المرج على المدنيين، حيث طالب فيه "القيادة الثورية" لدمشق وريفها وفصيل فيلق الرحمن بتحمل مسؤولياتهما وإخراج لواء رابطة المرج وهيئة تحرير الشام من البلدة.
صورة تظهر البيان الذي نشره المجلس المحلي لبلدة كفربطنا بتاريخ 17 أيلول/سبتمبر 2017، والذي أدان فيه اعتداء لواء رابطة المرج على المدنيين، كما طالب فيه "القيادة الثورية" لدمشق وريفها وفيلق الرحمن بتحمل مسؤولياتهما وإخراج لواء رابطة المرج وهيئة تحرير الشام من البلدة.
مصدر البيان: صفحة الفيس بوك الخاصة بمركز الغوطة الإعلامي.
ثانياً: الاعتداء على متظاهرين من قبل جيش الإسلام:
تسبّب الاستيلاء على منازل المدنيين النازحين من قبل "لواء رابطة المرج" في بلدة كفر بطنا في زيادة استياء أهالي الغوطة الشرقية، والذين يعانون من الأساس من انتشار حواجز الفصائل المعارضة على امتداد الغوطة الشرقية، وذلك نتيجة المواجهات العسكرية فيما بينهم. ولم تمضِ أيام على تلك الحادثة حتى تلتها حادثة أخرى في بلدة بيت سواى الواقعة تحت سيطرة فصيل فيلق الرحمن (ما عدا بعض المزارع التي يسيطر عليها جيش الإسلام حتى تاريخ كتابة هذا التقرير في شهر تشرين الأول/أكتوبر 2017) حيث تعرض مدير النقطة الطبية "أحمد الأصفر" للإصابة إثر إطلاق النار عليه من قبل عناصر الفيلق بتاريخ 27 أيلول/سبتمبر 2017، ما دفع أهالي بلدة بيت سوا إلى الخروج بمظاهرة هاجمت مقرات الفيلق وطردتهم من البلدة وأزالت الحواجز التابعة له.
وفي اليوم التالي والموافق 28 أيلول/سبتمبر 2017، خرج أهالي بلدة حمورية في مظاهرة طالبت بإزالة حواجز فيلق الرحمن المتواجدة ما بين بلدتي حمورية وبيت سوا، وتابعت سيرها حتى وصلت إلى أطراف بلدة بيت سوا وتحديداً عند مايسمى بمعمل "الأحلام" حيث تتواجد أحد الحواجز التابعة لجيش الإسلام، وحسبما أكدّ أحد شهود العيان لسوريون من أجل الحقيقة والعدالة- رفض الكشف عن اسمه لأسباب أمنية- فقد قام عناصر الحاجز بإطلاق الرصاص على المتظاهرين، ما أدى إلى إصابة شخصين أحدهما بخاصرته والآخر بيده.
ووفقاً لمراسل سوريون من أجل الحقيقة والعدالة، فقد قام جيش الإسلام بإرسال وفد قابل المتظاهرين الذين طالبوا بإزالة الحواجز الفاصلة بينهم وبين أراضيهم، فعرض عليهم أن ينسحب من الأراضي وأن تتحول منطقتا حمورية وبيت سوا إلى بلدات خالية من أي تواجد عسكري، وانتهى الاجتماع بأن يعرضوا هذا الحل على فصيل فيلق الرحمن، لكن حتى تاريخ إعداد هذا التقرير لم تتحقق نتائج هذا الاجتماع.
وقد وثق مقطع فيديو نشرته وكالة سمارت بتاريخ 30 أيلول/سبتمبر 2017، قيام جيش الإسلام بإطلاق النار على متظاهرين من بلدة حمورية، وإصابة اثنين من المتظاهرين جرّاء ذلك.
صور تبين المظاهرات التي خرجت من بلدة حمورية باتجاه بلدة بيت سوا بتاريخ 28 أيلول/سبتمبر 2017، والتي طالبت بإزالة حواجز فصيل فيلق الرحمن المتواجدة مابين بلدتي حمورية وبيت سوا.
مصدر الصورة: صفحة الفيس يوك الخاصة بمركز الغوطة الإعلامي.
ثالثاً: الاعتداء على متظاهرين في مدينة عربين من قبل هيئة تحرير الشام:
في يوم الأحد الموافق 6 آب/أغسطس 2017، اندلعت مواجهات عسكرية مابين كافة فصائل المعارضة السورية المسلحة في الغوطة الشرقية، وذلك إثر انشقاق عناصر من حركة أحرار الشام الإسلامية وانضمامهم إلى فصيل فيلق الرحمن بأسلحتهم الثقيلة وآلياتهم، وهذا مادفع بحركة أحرار الشام الإسلامية للمطالبة عبر بيان نشرته على صفحتها الرسمية بإعادة السلاح من قبل فصيل فيلق الرحمن، فردّ فصيل فيلق الرحمن على لسان المتحدث الرسمي باسمه (وائل علوان) عبر بيان نشره على "التويتر"، مستنكراً ومديناً تحالف حركة أحرار الشام الإسلامية مع هيئة تحرير الشام.
صورة تظهر البيان الذي نشرته حركة أحرار الشام الإسلامية بتاريخ 6 آب/أغسطس 2017، والذي طالبت فيه بإعادة السلاح من قبل فصيل فيلق الرحمن.
مصدر الصورة: الصفحة الرسمية لحركة أحرار الشام الإسلامية.
صورة تظهر البيان الذي نشره المتحدث الرسمي باسم فصيل فيلق الرحمن (وائل علوان) على "تويتر" بتاريخ 6 آب/أغسطس 2017، والتي ردّ فيها على حركة أحرار الشام الإسلامية وأدان تحالفها مع هيئة تحرير الشام بدلاً من مؤازرة الفيلق على جبهة جوبر.
مصدر الصورة: حساب المتحدث الرسمي باسم فصيل فيلق الرحمن على "تويتر".
وكنتيجة لهذا الخلاف الذي نشأ بين فصيل فيلق الرحمن وحركة أحرار الشام الإسلامية، اندلع اشتباك بينهما في بلدة مديرا ومدينة عربين، ولقيت حركة أحرار الشام مؤازرة من قبل هيئة تحرير الشام المتمركزة في مزارع الأشعري، حيث انتهت تلك المواجهات ببسط سيطرة الفيلق على مدينة عربين، واستيلاء حركة أحرار الشام الإسلامية على أبنية في أطراف بلدة حزة ونشر القناصة عليها، وعلى إثر ذلك قام فصيل فيلق الرحمن بحملة اعتقالات طالت عناصر من الهيئة في مدينة كفر بطنا، وبدورها قامت حركة أحرار الشام الإسلامية بالتعاون مع هيئة تحرير الشام بالهجوم على مقرات للفيلق في بلدة مديرا، وفي هذه الأثناء استغل جيش الإسلام ماجرى ذكره سابقاً، فأقدم على مباغتة مقرات هيئة تحرير الشام في مزارع الأشعري، وسيطر على قسم منها.
ومن جهته أكد فصيل فيلق الرحمن بأن هجوم جيش الإسلام على مزارع الأشعري كان يستهدف مقراته وليس مقرات هيئة تحرير الشام، باعتبار أن الهيئة كانت قد انسحبت من المنطقة قبل دخول جيش الإسلام إليها، وقد جاء التأكيد عبر بيان نشره المتحدث الرسمي باسم فصيل فيلق الرحمن (وائل علوان)، على "تويتر" بتاريخ 7 آب/أغسطس 2017.
صورة تظهر البيان الذي نشره المتحدث الرسمي باسم فيلق الرحمن (وائل علوان) بتاريخ 7 آب/أغسطس 2017، والذي ردّ فيه على مزاعم جيش الإسلام بالهجوم على مقرات هيئة تحرير الشام في مزارع الأشعري، وأكد فيه أن الهجوم استهدف مقراته.
مصدر الصورة: حساب المتحدث الرسمي باسم فصيل فيلق الرحمن على "تويتر".
ومن جهته قام جيش الإسلام بالرد على الادّعاءات الأخيرة لفصيل فيلق الرحمن، وذلك عبر بيان نشره بتاريخ 8 آب/أغسطس 2017، حيث نفى فيه أي هجوم له على مواقع فصيل فيلق الرحمن متهماً إياه بالتواطؤ مع هيئة تحرير الشام، الأمر الذي أشعل حرب بيانات بين الطرفين، وأنذر الأهالي بعودة شبح المواجهات العسكرية من جديد.
صورة تظهر البيان الذي نشره جيش الإسلام بتاريخ 8 آب/أغسطس 2017، والذي رد فيه على فصيل فيلق الرحمن، وطالبه بتوضيح موقفه من هيئة تحرير الشام، والكف عن ترويج الإشاعات الإعلامية بحقه.
مصدر الصورة: الصفحة الرسمية لجيش الإسلام.
أسفرت المواجهات الأخيرة بين الطرفين عن مقتل مدني يدعى (علي زغلول) نتيجة إصابته برصاصة طائشة، وهو الأمر الذي أكده (محمد. م) وهو أحد ناشطي مدينة عربين، والذي تحدّث لسوريون من أجل الحقيقة العدالة حول المظاهرات التي جابت أرجاء مدينة عربين للتعبير عن الغضب الشعبي من استمرار المواجهات العسكرية بين الفصائل، حيث قال:
"خلال الخلاف الحاصل بين حركة أحرار الشام الإسلامية وفيلق الرحمن، قامت هيئة تحرير الشام باستغلال الفرصة، وعلى الفور دخلت مقرات حركة أحرار الشام ونهبت مافيها، وعندما عادت عناصر حركة أحرار الشام لمقراتهم اتهموا فيلق الرحمن بذلك، فحصل الخلاف. هذه المناوشات والاشتباكات المتتالية كانت عبئاً يضاف إلى معاناة المدنيين ويزيد من تضييق الخناق عليهم، فانفجرت مظاهرات احتجاجية جابت أرجاء مدينة عربين، حيث بدأت من يوم الأثنين الموافق 7 آب/أغسطس 2017، وامتدت حتى يوم الجمعة الموافق 11 آب/أغسطس 2017، لتعبر عن غضب شعبي من تفاقم الوضع الأمني في الغوطة الشرقية، ولم تكن المظاهرات لتمر دون وقوع انتهاكات بحق المتظاهرين، ففي مظاهرة يوم الأربعاء الموافق 9 آب/أغسطس 2017، والتي طالبت بخروج هيئة تحرير الشام من المدينة، قامت حركة أحرار الشام بتفريق المتظاهرين عبر إطلاق الرصاص في الهواء، وذلك بعد التراشق بالحجارة بين الطرفين دون وقوع إصابات تذكر، وفي يوم الجمعة الموافق 11 آب/أغسطس 2017، قامت هيئة تحرير الشام بالرد على المتظاهرين برميهم بالحجارة ما أدى إلى سقوط جرحى في صفوفهم."
وأظهر مقطع فيديو نشرته وكالة "أموي" بتاريخ 11 آب/أغسطس 2017، خروج العديد من المتظاهرين في مدينة عربين مطالبين بخروج هيئة تحرير الشام من المدينة، كما أظهر الفيديو بعض الجرحى من المتظاهرين نتيجة تعرضهم للرمي بالحجارة من قبل هيئة تحرير الشام.
صور تظهر المظاهرات التي خرجت في مدينة عربين بتاريخ 11 آب/أغسطس 2017، والتي طالبت بخروج هيئة تحرير الشام من المدينة ووقف المواجهات العسكرية بين الفصائل.
مصدر الصورة: صفحة الفيس بوك الخاصة بالمكتب الإعلامي الموحد في عربين.
ومن الجدير ذكره أن سوريون من أجل الحقيقة والعدالة كانت قد وثقت في تقرير سابق لها سقوط قتلى وجرحى في صفوف المدنيين، وذلك عقب قيام جيش الإسلام بفتح النارعلى إحدى المظاهرات التي خرجت في مدينة عربين بتاريخ 30 نيسان/أبريل 2017، والتي طالبت بوقف المواجهات العسكرية مابين فصائل المعارضة المسلحة في الغوطة الشرقية.
[1] يذكر أن مواجهات عسكرية كانت قد اندلعت ما بين فصيلي جيش الإسلام وفيلق الرحمن بتاريخ 28 نيسان/ أبريل 2016، حيث استمرت قرابة شهر، ثم تجددت بعد عام كامل بالتاريخ ذاته، وتسببت تلك المواجهات بمقتل عدد كبير من العسكريين وآخرين من المدنيين قدر عددهم بحسب مصادر من داخل الغوطة بألف شخص في العامين.
[2] جيش الإسلام: في أيلول/سبتمبر 2011 أعلن "زهران علّوش" السجين السابق في سجن صيدنايا عن تشكيل "سريّة الإسلام" المعارضة، والتي أصبحت فيما بعد وتحديداً في منتصف عام 2012 إلى "لواء الإسلام". وفي 29 أيلول/سبتمبر 2013 اندمج اللواء مع عدد آخر من الفصائل ليتم الإعلان عن تشكيل "جيش الإسلام"، ثمّ انضمّ لاحقاً في نفس العام إلى "الجبهة الإسلاميّة" وضمّت في صفوفها كتائب إسلامية أخرى منها " ولواء التوحيد وصقور الشام إضافة إلى حركة أحرار الشام الإسلامية ولواء الحق"، وشغل زهران علوش فيها منصب القائد العام. وينشط الجيش حالياً وبشكل رئيسي في منطقة الغوطة الشرقية في ريف دمشق، إلاّ أنّ تواجد أيضاً في معظم المناطق الخارجة عن سيطرة الحكومة السورية ما عدا المناطق الخاضعة لتنظيم داعش وقوات سوريا الديمقراطية.
[3] في بداية شهر آب/أغسطس 2012، تمّ الإعلان عن تشكيل "لواء البراء" بقيادة النقيب المنشق "عبد الناصر شمير" الذي ينحدر من محافظة حمص، وفي نهاية عام 2013 توسع اللواء بعد انضمام عدّة ألوية وفصائل أخرى له منها: فصيل: (لواء أبو موسى الأشعري ولواء شهداء الغوطة وكتائب أهل الشام واللواء الأول في القابون وحي تشرين وكتيبة العاديات في الغوطة الغربية). ويضم الفيلق بحسب مصادر عديدة حوالي (9000) مقاتل. ويكتسب الفيلق نفوذه من مناطق تواجده في أحياء شرقي العاصمة مثل جوبر وزملكا وغيرها، كما أنه يعد ثاني أكبر فصيل عسكري معارض في الغوطة بعد "جيش الإسلام".
[4] بتاريخ 28 كانون الثاني/يناير 2017، أعلنت عدّة فصائل جهادية في شمال سوريا الاندماج تحت مسمّى "هيئة تحرير الشام" وكانت الفصائل التي أعلنت عن حلّ نفسها والاندماج تحت المسمّى الجديد هي (جبهة فتح الشام – تنظيم جبهة النصرة سابقاً وحركة نور الدين الزنكي ولواء الحق وجبهة أنصار الدين وجيش السنّة) إلا أنه وعلى خلفية اندلاع المواجهات الأخيرة بين حركة أحرار الشام وهيئة تحرير الشام في الشمال السوري بتاريخ 15 تموز/يوليو 2017، أعلنت حركة نور الدين الزنكي انفصالها عن الهيئة بتاريخ 20 تموز/يوليو 2017.
[5] هذا اللواء عبارة عن تشكيل عسكري جديد تأسس بتاريخ 18 أيار/ مايو 2016، وضم عدداً من الأشخاص المنشقين عن هيئة تحرير الشام وحركة أحرار الشام الإسلامية وجيش الإسلام، ولم يحصل هذا اللواء على أية شرعية من قبل المجالس العسكرية، وكان يتحضر لمعركة في منطقة المليحة والمرج ولكنها لم تتم. ويعد هذا اللواء وبحسب أشخاص من الغوطة بمثابة واجهة جديدة لهيئة تحرير الشام باعتبار أنّها الوحيدة التي اعترفت به.
[6] تخضع بلدة بيت سوى لسيطرة فيلق الرحمن، إلاّ أنّ جزءاً من مزارع البلدة يخضع لسيطرة جيش الإسلام وهو ما فسّر إطلاق النار على المظاهرة من قبل جيش الإسلام.
[7] حركة أحرار الشام الإسلاميّة تم تأسيسها بتاريخ 11 تشرين الثاني/نوفمبر 2011، ويقدر عدد مقاتليها بحوالي 25 ألف مقاتل، وهي إحدى الفصائل العسكريّة الإسلاميّة والتي تشكّلت بعد اندماج أربع فصائل إسلاميّة وهي (كتائب أحرار الشام وحركة الفجر الإسلاميّة وجماعة الطليعة الإسلاميّة وكتائب الإيمان المقاتلة) وتنشط الحركة في الكثير من المناطق الخارجة عن سيطرة الحكومة السوريّة وخاصّة في محافظات إدلب وحلب وحماه. يترأّس الحركة حاليّاً السجين السابق لمدّة 12 سنة في سجن صيدنايا العسكري (حسن صوفان/أبو البراء) وهو من مواليد محافظة اللاذقيّة 1979، وقد تمّ الإفراج عنه إثر صفقة تبادل أجريت في نهاية عام 2016.