الرئيسية صحافة حقوق الإنسانقصص وشهاداتقصص مكتوبة “أريد أن يصل صوتي إلى كل العالم”

“أريد أن يصل صوتي إلى كل العالم”

شهادة خاصّة لأحد المحكومين بالإعدام في "سجن حماة المركزي" والذي تمّ تخفيف حكمه مؤخراً إلى السجن المؤبد

بواسطة wael.m
431 مشاهدة تحميل كملف PDF هذا المنشور متوفر أيضاً باللغة: الإنجليزية حجم الخط ع ع ع

مقدمة: مازال "علي"[1] يأمل أن يجد آذاناً صاغية قد تحول دون تنفيذ حكم الإعدام[2] بحقه برفقة 10 من المحتجزين الآخرين في سجن حماة المركزي، وهو الذي  مضى على احتجازه وتنقله بين أفرع الأجهزة الأمنية السورية، قرابة ثمانية أعوام مريرة، حيث كان قد تمّ اعتقاله على أحد الحواجز العسكرية في مدينة محردة في العام 2011 ، عندما كان طفلاً يبلغ من العمر حوالي 16 عاماً، لتبدأ بعدها رحلة العذاب والألم في أكثر الأفرع الأمنية السورية قساوةً، إذ لم يكن في حسبانه أن يمضي في فرع فلسطين وسجن صيدنايا أقسى وأطول لحظات حياته، وكل ذلك بلا أي ذنب، سوى أنّ اتهامات عدّة وجهت إليه وتم انتزاعها منه تحت التعذيب وأبرزها "التظاهر ضدّ نظام الحكم وقتل عناصر أمن"، وذلك بحسب ما روى "علي" لسوريون من أجل الحقيقة والعدالة في هذه الشهادة التي تمّت عبر الانترنت في شهر تشرين الثاني/نوفمبر 2018 أثناء فترة احتجازه في سجن حماه المركزي.

وكان قاضي الفرد العسكري بحماه (التابع لمحكمة الميدان العسكرية بدمشق)، قد أصدر قراراً في بداية شهر تشرين الثاني/نوفمبر 2018، يقضي بنقل 11 معتقلاً مدنياً في سجن حماه المركزي إلى سجن صيدنايا العسكري، لتنفيذ أحكام إعدام "مؤجلة بحقهم"، وجاء ذلك بعد يومين من زيارة مسؤولين في الحكومة السورية للسجن واجتماعهم مع المعتقلين، إذ قاموا خلاله باطلاعهم على لوائح تحمل أحكاماً مختلفة بحق 68 معتقلاً، حيث كانت سوريون من أجل الحقيقة والعدالة قد أعدّت خبراً حول هذا الموضوع.[3]

وعلى إثر ذلك بدأ معتقلون في سجن حماه المركزي مساء يوم 11 تشرين الثاني/نوفمبر 2018 إضراباً عن الطعام، احتجاجاً على الأحكام التعسفية التي صدرت بحقهم، من قبل "محكمة الميدان العسكرية" و "محكمة مكافحة الإرهاب"، حيث حصلت سوريون من أجل الحقيقة والعدالة على ثلاثة وثائق تحوي أسماء المعتقلين والأحكام الصادرة ضدهم، وتتحفظ على نشرها لدواعي أمنية.[4]

وكان قد دخل المعتقلون المضربون عن الطعام في سجن حماه المركزي يومهم الثامن، حيث تم تسجيل حالتي إغماء وفقدان وعي وعدة حالات إعياء ووهن عام بين المعتقلين المشاركين في الإضراب، في حين استمرت السلطات السورية بالمماطلة وعدم الاستجابة لمطلب المضربين المتمثّل بإعادة النظر في قضاياهم وإلغاء أحكام الإعدام التعسفية التي صدرت بحق عدد منهم، وذلك وفق خبر آخر أعدته سوريون من أجل الحقيقة والعدالة.[5]

وأنهى المعتقلون المضربون عن الطعام في سجن حماه المركزي إضرابهم الذي استمر عشرين يوماً وتحديداً بتاريخ 1 كانون الأول/ديسمبر 2018، وذلك بعد اجتماعهم مع لجنة مندوبة عن الحكومة السورية وتلقيهم وعوداُ بالنظر في مطالبهم وإحالة ملفاتهم إلى الحليف الروسي للنظر بها، وذلك بحسب تقرير أعدته سوريون من أجل الحقيقة والعدالة.[6]

وبناءً على "عفو رئاسي خاص" حمل الرقم 82 -مؤرخاً بتاريخ 7 آذار/مارس 2019- قامت الحكومة السورية/دمشق بإطلاق سراح 38 سجيناً/محتجزاً من سجن حماه المركزي على ثلاث دفعات، وذلك خلال الفترة الواقعة بين 10 و14 آذار/مارس 2019، بعد أنّ قامت "محكمة الميدان العسكرية الأولى والثانية" و "محكمة مكافحة الإرهاب" بتعديل أحكام صدرت عنهم سابقاً بحق 106 سجيناً/محتجزاً كان قد تمّ اعتقالهم لأسباب سياسية، وتضمنّت التعديلات أيضاً، تخفيف عقوبة الإعدام إلى السجن مع الأشغال الشاقة لـ7 سجناء، وتخفيف مدّة أحكام أخرى، بحسب تقرير آخر أعدته سوريون من أجل الحقيقة والعدالة.[7]

  1. مجريات حادثة الاعتقال:

في شهر تشرين الثاني/نوفمبر 2011 وبينما كان "علي" في طريقه إلى العمل، تمّ توقيفه من قبل أحد الحواجز العسكرية التابعة للقوات النظامية السورية، ليعلم لاحقاً بأنّ عناصر هذا الحاجز يتبعون لفرع المخابرات الجوية في مدينة حماه، حيث تمّ احتجازه بحجّة تشابه في الأسماء، ليتم إرساله بعدها إلى فرع الأمن العسكري في مدينة محردة، ويعيش هناك أولى ساعات العذاب، حيث تحدّث لسوريون من أجل الحقيقة والعدالة في هذا الصد قائلاً:

"في بادئ الأمر تمّ اقتيادي إلى غرفة صغيرة منشأة حديثاً ضمن الحاجز المتمركز على بوابة مدينة محردة من جهة مدينة حلفايا، وطلب مني عناصر الحاجز أن أخلع جميع ملابسي، ثمّ قام أحدهم بضربي ضرباً شديداً، وطلب مني رفع كلتا يدي ليفتشوني بعدها، ويطلبوا مني  مجدداً خلع الملابس، ثمّ خرجوا وتركوني عارياً في تلك الغرفة، لأفاجئ بعد مضي أكثر من ساعتين وأنا عاري في جو شديد البرودة بدخول عنصرين، وبيدهما خراطيم أخذا يضربانني بها، ما ترك  آثاراً على جسدي، ثمّ دخل أحد العناصر ليطلب مني أن ألبس قطعة واحدة تستر عورتي، ومن ثم قام بتكبيل يديّ بشريط بلاستيكي، وعصب عيناي، ومن ثمّ ألقوني في سيارة، واستمرّ ضربهم لي طوال الطريق، وبعد أن وصلوا إلى وجهتهم قام أحدهم بفكّ العصابة عن عينيّ، ولم أعرف أين أنا، وعندما تلّفت يميناً وشمالاً لم أرَ شيئاً إلا الجدران، حيث تمّ وضعني في المنفردة، هكذا قضيت ربما 3 أو 4 أيام، وفي كل يوم كان يلقي أحدهم  إليّ بكسرة خبز في ظلمة ووحشة المكان، والذي علمت لاحقاً أنه مفرزة الأمن العسكري في مدينة محردة، وأيقنت عندها أنني في زنزانة لا ينفذ من خلالها سوى أصوات التعذيب، وبعد عدّة أيام، دخل أحد العناصر إلى الزنزانة وأخذ يضربني بشيء يشبه العصا، قبل أن يسحبني عنصران آخران ويسوقاني إلى غرفة التحقيق، حيث بدأ المحقق بسؤالي حول علاقتي بالمسلحين، وفيما إذا كنت قد ارتكبت جرائم ضد الدولة، وكم قتلت من عناصر الأمن، وكم عدد المظاهرات التي خرجت بها، وما إن أجبته بأنني لست سوى عامل ولا أعلم أي شيء عمّا ذكر، وكأنما "طاقة جهنم" فُتحت علي، وبدأ العناصر بضربي بأشياء صلبة وخراطيم."

  1. لا حدود للعذاب في فرع الأمن العسكري في مدينة حماة:

قام العناصر بإعادة "علي" إلى الزنزانة، ليتمّ رفعه وشبحه على الحائط، وبعد فترة من الوقت بدأ بالصراخ من شدّة الألم وهو معصب العينان، بينما كان أحدهم يضربه بواسطة "الكرباج"، وبقي على هذا الحال مدة يومين، ليدخل إليه أحد العناصر ويسأله إن كان سيغير إجاباته، ومن شدّة الألم أجاب "علي" بأنه المسؤول عن كل ما يجري في سوريا، فأخذ أحد العناصر بالضحك، وتمّ سوقه مرة أخرى إلى غرفة التحقيق، حيث تابع "علي" في هذا الصدد قائلاً:

"أمسكوا بيدي اليسرى، وجعلوني أبصم على الاعترافات، بينما كان المحقق يقول لي: "يا كلب من الأول كن عاقل"، ومن ثم تمّ سحبي إلى مكان آخر، وهو غرفة صغيرة لكنها أوسع من زنزانتي وفيها حوالي 17 معتقلاً تبدو عليهم آثار التعذيب، وبعد مرور حوالي العشرين يوماً تمّ نقلي برفقة عدد من المعتقلين إلى فرع الأمن العسكري في مدينة حماة، حيث تمّ استقبالنا بالضرب والشتائم، وذقنا هنالك أبشع أنواع التعذيب، ما اضطرني للتوقيع على اعترافات جديدة بطريقة قسرية، وكان أبرزها التظاهر ضدّ نظام الحكم، وحمل سلاح وقتل عناصر تابعين للأمن، والتعامل مع مخبرين."

وصل "علي" مع عشرات المعتقلين إلى فرع الأمن العسكري في مدينة حماة، حيث تمّ استقباله مجدداً بالضرب بواسطة العصي والهراوات والخراطيم إلى أنّ تمّ وضعه في غرفة لا تزيد مساحتها عن 6 أمتار، وكان بداخلها أكثر من 60 معتقلاً، بعضهم واقف على قدميه وبعضهم جالس، فاضطرّ "علي" للوقوف على قدميه هو الآخر 3 أيام متواصلة، وكان يميز الليل من النهار من خلال نافذة صغيرة في السجن، يرى المعتقلون من خلالها أحذية السجانين والضباط وعناصر الفرع، وبعد مرور ثلاثة أيام، نجح "علي" أخيراً في الاستلقاء على ثلاث "بلاطات"، وخاصة بعد اقتياد عدد من المعتقلين إلى جهة مجهولة، وتابع قائلاً:

"لم أصدق حينها أنني نجحت في الاستلقاء على الأرض ولو بشكل جزئي، حيث كانت قدماي قد تورمتا إلى حدِ غير معقول، وفي صباح أحد الأيام جاء شخص إلى الزنزانة الجماعية التي أقبع فيها، وتبيّن بأنه طبيب جاء لفحصنا، لكنه كان بعيداً كل البعد عن هذه المهنة، فكلما كنا نشكو ألمنا للطبيب، كان يأمر بعقاب المشتكي بالشبح مدة 3 أيام، وقد كان بين المعتقلين شخصاً قد تجاوز ال70 من العمر وهو من بادية حمص، وكان قد فارق الحياة في الزنزانة، وبقيت جثته أكثر من 4 أيام  بيننا في فرع الأمن العسكري بحماة، دون أن يكترث لها أي عنصر أمن أو ضابط، ونتيجة الرائحة التي صدرت من الجثة تقدّم أحد المعتقلين إلى الباب وصاح بأعلى صوته: " إنّ الرجل قد مات لم لا تأتوا وتسحبوا  جثته"، فدخل العناصر إلى الزنزانة وقاموا باقتياد ذاك المحتجز ومن ثمّ ألقوه في الزنزانة الانفرادية وضربوه لمدة 8 أيام."

تعرّض "علي" لمختلف أنواع العذاب في فرع الأمن العسكري في مدينة حماة، فكثيراً ما كان يتعرض للصعق بواسطة الكهرباء خلال مجريات التحقيق معه، وفي إحدى المرات تمّ صعقه بالكهرباء خمس مرات أغمي على إثرها وفقد الإحساس بجسده، ما دفع العناصر لسكب الماء البارد على "علي"، إلى أن أفاق على صوت المحقق وهو يقول له: "هل أعجبك المشوار"، فوجد "علي" نفسه مرغماً على الاعتراف مرة أخرى بما لم يفعل، وتابع قائلاً:

"بعد مضي عدّة أيام  طلبوني إلى التحقيق مرة أخرى، وقال لي المحقق: "يا علي أنت خارب الدنيا وسوف أحرق دمك"، فربطوا كلتا يدي وقدميّ مع بعضهما، ووضعوني على كرسي خشبي، ليبدأ الكرسي بالإغلاق على بعضه، حتى شعرت أنّ عمودي الفقري سوف ينكسر، وأعاد السجّانون العملية أكثر من مرة، وبعدها صعقوني بواسطة الكهرباء، ثمّ سحبوني ببطانية وأعادوني إلى الزنزانة مرة أخرى، وبقيت على هذا الحال حوالي  3 أشهر قبل أن يتم تحويلي إلى  الشرطة العسكرية  في مدينة حماة، حيث أنّ الجوع هو أبرز ما يميز هذا الفرع، فقد كان الطعام عبارة عن تجارة بين السجانين، وأنا لا يوجد في جيبي أي نقود، أما الطعام  المخصّص من قبل إدارة السجن، فقد كان عبارة عن عدد من حبات الزيتون وبعض الخبز، يرميها السجان عند باب الزنزانة التي تحوي بداخلها أكثر من 100 معتقلاً، فبقيت 5 أيام بلياليها بدون طعام، حتى أشفق علي أحد المعتقلين وشاركني طعامه."

  1. "هل آتي لك بممرضة كي تدلك قدميك":

 أمضى "علي" حوالي 22 يوماً من الاحتجاز في فرع الشرطة العسكرية في مدينة حماة، قبل أن يتمّ اقتياده إلى فرع "البالونة" في مدينة حمص، حيث مكث هنالك 14 يوماً ومن ثمّ تمّ تحويله إلى فرع فلسطين في مدينة دمشق، ليستقبله السجّانون هناك بالضرب والشتائم، وتبدأ رحلة العذاب من جديد، لإجبار "علي" على الاعتراف بأنه ارتكب أعمالاً تمسّ سيادة الدولة، وأضاف قائلاً:

"أراد مني المحقق أن أعترف ذات الاعترافات التي قلتها في فرع الأمن العسكري بمدينة حماة، إلا أنني كنت قد نسيت تلك الاعترافات باعتبار أنها انتزعت مني تحت التعذيب، فسألني المحقق: "كم مخزن رصاص ضربت على رجال الأمن"، وأخذ العناصر بضربي بواسطة هراوة على رأسي، حتى فقدت وعيي وتمّ رميي في الزنزانة التي لم أشهد لقذارتها مثيلاً، حيث أصبت هنالك بمرض السلّ، دون  أن يكترث أحد لحالي أو لوضعي الصحي، وبقيت فترة طويلة أعاني من شدّة المرض، دون أن أعلم ما هو نوع المرض الذي أصابني، الى أن جاء أحد الأطباء وفحصني وأعطاني دواءً وهو مجرد مسكن للآلام، وعندما أخبرني ما أعاني منه، أجبته بأنه يلزمني علاج، فردّ عليّ قائلاً: "هل آتي  لك أيضاً بممرضة كي تدلك قدميك، إن أنت فارقت الحياة سوف نبول على جثتك."

  1. سجن صيدنايا العسكري في ريف دمشق:

بقي "علي" محتجزاً في فرع فلسطين حوالي 4 أشهر ومن ثمّ تمّ نقله برفقة عدد من المعتقلين إلى الفرع رقم 248 (إيداع عسكري) في مدينة دمشق، حيث أمضى هنالك 48 ساعة دون أن يأكل كسرة من الخبر، وبعدها تمّ تحويلهم إلى سجن صيدنايا في أواخر العام 2012، وبمجرد وصولهم إلى هناك، تمّ جمعهم في ساحة كبير حيث شرع السجّانون بضربهم بواسطة آلة حديدية و"جنزير"، وكانت الساحة حينها تضمّ 170 محتجزاً، قضى بعضهم تحت التعذيب، بحسب "علي"، وأكمل قائلاً:

"بعد 12 يوماً من احتجازي، تمّ نقلي برفقة معتقلين آخرين إلى الطابق الأرضي من سجن صيدنايا، حيث مكثت حوالي 3 أشهر ضمن غرفة صغيرة لا تكاد تتسع لـ5 أشخاص، لكنهم زجّوا بداخلها أكثر من 25 شخصاً، فاشتدّ المرض عليّ كثيراً حينها، حتى دخل إليّ طبيب وأعطاني بعض الأدوية، وتمّ نقلي إلى مشفى تشرين العسكري برفقة 27 معتقلاً آخرين، ولمّا وصلت هناك صُدمت من هول ما رأيت، حيث كان يتم تعذيب المعتقلين حتى في المشفى وبعضهم كاد أن يفارق الحياة من شدّة التعذيب هناك، ومن ثمّ أرجعوني إلى سجن صيدنايا، وهنالك اتفقت مع عدد من زملائي لكي نخبر ذوينا في حال خرج أحد منا، والحمد لله أن الحظّ حالفني، وعلمت عائلتي بمكاني وقاموا بدفع رشوة مالية بقيمة 3 ملايين ليرة سورية لأحد الضباط النافذين، ليتم بعدها تقديمي إلى محكمة ميدانية، حيث أخبرني القاضي بأنني معترف بالكثير من التهم، فأخبرت القاضي بأنها انتزعت مني تحت التعذيب ليعطي القاضي أمراً بتحويلي إلى سجن حماة المركزي."

  1. مرارة الانتظار:

وصل "علي" بعد رحلة عذاب طويلة إلى سجن حماة المركزي بينما كان مازال يعاني من مرض السلّ، وتمّ وضعه على إثر ذلك في أحد مشافي السجن، حيث بدأ بتناول جرعات لعلاج هذا المرض، وبعد انقضاء أكثر من خمسة أعوام على احتجازه في ذلك السجن، ورد نبأ إلى "علي" بأنه سيواجه حكماً بالإعدام مع عدد من المعتقلين، فكانت الصدمة كبيرة حينها ولم يعرف ما العمل، لكنه مازال يطمح أن يلقى آذاناً صاغية تحول دون تنفيذ الحكم بحقه، وبقية المعتقلين الذين تمّ احتجازهم برفقته وهم تحت سن ال 18 عاماً، وانتزعت منهم العديد من الاعترافات تحت التعذيب بحسب "علي"، وتابع "علي" قائلاً:

" أريد أن يصل صوتي إلى كل العالم، فكيف يتم إصدار حكم الإعدام بحقنا، ونحن لم نقترف أي ذنب، لاسيّما أنّ أغلب الذين تمّ الحكم عليهم، كانوا بمرحلة الاحداث حين تمّ اعتقالهم، ليتم اتهامنا بأفعال لم نسمع بها في حياتنا قط."

 


[1] تم إخفاء هوية الشاهد بناء على تقييم داخلي من قبل سوريون من أجل الحقيقة والعدالة ونصائح خبراء، رغم موافقة الشاهد على ذكر اسمه وتفاصيله الشخصية الحقيقية.

[2] بحسب معلومات حصلت عليها سوريون من أجل الحقيقة والعدالة، فقد تمّ تخفيض الحكم الصادر بحقّ الشاهد "علي" والذي كان قد أدلى بشهادته ل"سوريون من أجل الحقيقة والعدالة" في وقت سابق، إلى الحكم بالسجن المؤبد، وذلك بموجب "عفو رئاسي خاص" حمل الرقم 82 -مؤرخاً بتاريخ 7 آذار/مارس 2019- والذي قضى بإطلاق سراح 38 سجيناً/محتجزاً من سجن حماه المركزي على ثلاث دفعات، وذلك خلال الفترة الواقعة بين 10 و14 آذار/مارس 2019، كما تضمن تخفيف عقوبة الإعدام إلى السجن مع الأشغال الشاقة لـ7 سجناء، وتخفيف مدّة أحكام أخرى.

[3] " مخاوف حقيقية من تنفيذ أحكام إعدام تعسفية "مؤجلة" بحق معتقلين في سجن حماه" في 9 تشرين الثاني/نوفمبر 2018. آخر زيارة بتاريخ 29 تشرين الثاني/نوفمبر 2018. https://www.stj-sy.org/ar/view/949.

[4] " مُحتجزون في سجن حماه يبدأون إضراباً عن الطعام احتجاجاً على أحكام تعسفية صدرت بحقهم" سوريون من أجل الحقيقة والعدالة في 13 تشرين الثاني/نوفمبر 2018. آخر زيارة بتاريخ 29 تشرين الثاني/نوفمبر 2018. https://www.stj-sy.org/ar/view/959.

[5] " السلطات السورية تماطل في إيجاد حلّ لقضية معتقلي سجن حماه" سوريون من أجل الحقيقة والعدالة في 20 تشرين الثاني/نوفمبر 2018. آخر زيارة بتاريخ 29 تشرين الثاني/نوفمبر 2018. https://www.stj-sy.org/ar/view/991.

[6] " معتقلو سجن حماة المركزي ينهون إضرابهم عن الطعام بعد تلقيهم وعوداً بحل قضيتهم"، سوريون من أجل الحقيقة والعدالة في 6 كانون الأول/ديسمبر 2019. (آخر زيارة بتاريخ 2 نيسان/أبريل 2019). https://www.stj-sy.org/ar/view/1049.

[7] "سوريا: إطلاق سراح 38 محتجزاً من سجن حماه عقب "عفو رئاسي خاص" سوريون من أجل الحقيقة والعدالة في 14 آذار/مارس 2019. (آخر زيارة بتاريخ 2 نيسان/أبريل 2019). https://www.stj-sy.org/ar/view/1221.

 

منشورات ذات صلة

اترك تعليقاً

* By using this form you agree with the storage and handling of your data by this website.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك عدم المشاركة إذا كنت ترغب في ذلك. موافق إقرأ المزيد