الرئيسية صحافة حقوق الإنسان سوريا: 3 تفجيرات في إدلب وعملية إعدام جماعي على خلفية أحدها

سوريا: 3 تفجيرات في إدلب وعملية إعدام جماعي على خلفية أحدها

استهدف تفجير مزدوج مقرات لمقاتلين من أوزباكستان في 18 شباط/فبراير 2019، واستهدف تفجير ثالث مطعماً تعود ملكيته لمقاتل في هيئة تحرير الشام يوم 1آذار/مارس 2019

بواسطة wael.m
630 مشاهدة تحميل كملف PDF هذا المنشور متوفر أيضاً باللغة: الإنجليزية حجم الخط ع ع ع

شهدت مدينة إدلب الواقعة تحت سيطرة هيئة تحرير الشام ثلاثة تفجيرات استهدفت مواقع عسكرية وأخرى حيوية تتبع لمقاتلين أجانب ضمن فصائل عسكرية مسلحة، وتسببت تلك التفجيرات بمقتل عدد من المدنيين إلى جانب عدد كبير من المقاتلين الأجانب وعائلاتهم وتلاها عملية إعدام جماعي نفذتها هيئة تحرير الشام بحق أشخاص أسرى لديها قالت إنهم عناصر في التنظيم الذي يطلق على نفسه اسم "الدولة الإسلامية/داعش"، وذلك خلال الفترة الواقعة بين 18 شباط/فبراير 2019 و2 آذار/مارس 2019.

الباحثون الميدانيون لدى سوريون من أجل الحقيقة والعدالة التقوا عدداً من شهود العيان الذين كان متواجدين أثناء التفجيرات الثلاثة ورووا مشاهداتهم، كما زاروا موقع التفجير بعد وقوعه ورصدوا تواجد مقرات عسكرية إلى جانب المؤسسات المدنية في المنطقة.

  1. تفجيران متتاليان في شارع القصور:

وقع التفجير الأول حوالي الساعة الواحدة والنصف يوم 18 شباط/فبراير 2018 وكان ناجماً عن سيارة مفخخة انفجرت عند بناء في شارع القصور، هذا البناء يتواجد فيه مقر لمقاتلين أوزباكستانين يقيمون فيه مع عدد من عائلاتهم، وكذلك كان يتواجد في البناء ذاته مكتب لمنظمة "بارقة أمل" الذي يقدم خدمات إجتماعية وتوعوية خاصة بالمرأة ومحل لبيع الأسلحة.

أما التفجير الثاني فقد وقع بعد نحو 7 إلى 10 دقايق من التفجير الأول وعلى الجهة المقابلة منه، وكان ناجماً أيضاً عن سيارة مفخخة، وبحسب الشهادات التي جمعتها سوريون من أجل الحقيقة والعدالة فإن التفجيران أسفرا عن مقتل 16 مدنياً وجرح عدد آخر، ولكن القتلى الذين سقطوا جراء التفجيران هم أكثر من ذلك بكثير حيث أن معظم القتلى هم مقاتلون أجانب مع نسائهم وأطفالهم، ولكن لم يتم توثيقهم من قبل الجهات التي قامت بعمليات الإسعاف.

وأشار شاهد عيان على التفجيران -رفض كشف هويته لأسباب أمنية- أن التفجيران استهدفا اجتماعاً ذا مستوى عالٍ لقيادات من الصف الثاني في هيئة تحرير الشام ومقاتلي الأوزبك، وتشير المعلومات الأولية إلى أن الحكومة السورية وبالتعاون مع خلايا من تنظيم "داعش" تقف وراء هذا التفجير، وأضاف الشاهد أن التفجير أسفر عن مقتل قيادي وإصابة اثنين آخرين إصابات بليغة.

شاهدة عيان على التفجير قالت للباحث الميداني لدى سوريون من أجل الحقيقة والعدالة ما يلي:

"لقد كنا قد خرجنا للتو من مركز بارقبة أمل بعد أن حضرنا ورشة تدريبية فيه، وكنا قد قطعنا جزءاً من الشارع إلى الطرف المقابل عندما فجرت أول سيارة خلفنا، لقد كان خلفنا حار مبنى يدعى أبو بلال وثلاث فتيات من أصدقائنا لم نعرف عنهم شيئاً، وأسرعنا بالهرب من الشارع وبعد نحو عشر دقائق سمعنا صوت تفجير آخر."

  • تحليل الأدلة والمنشآت الموجودة في شارع القصور:

صورة خاصّة بسوريون من أجل الحقيقة والعدالة تُظهر ردم حفرة نتجت عن انفجار سيارة مفخخة (التفجير الأول) والذي وقع في حي القصور بمدينة إدلب يوم 18 شباط/فبراير 2019.

الباحث الميداني لدى سوريون من أجل الحقيقة والعدالة قال إن شارع القصور يضم مكاتب لمنظمات مجمتع مدني وهي؛ منظمة ركين للأيتام ودائرة مهجري حمص ومركز بارقة أمل ومدرسة الفتح الأهلية الخاصة ومدرسة أمة واحدة للأيتام ومنظمة نارنج ومركز الرعاية الإنسانية للصم والبكم،  وأيضاً في البناء الذي وقع التفجير قربه يوجد محل لبيع الأسلحة وفيه أيضاً المقر الأول للمقاتلين الأوزبك والمقر الثاني لهم هو مسبح محافظة إدلب سابقاً والذي أصبح مقراً عسكرياً . ويعد شارع القصور أكبر تجمع للمقاتلين الأوزبك.

  • ضحايا التفجيرين وشهادات شهود العيان:

"مديرية صحة إدلب الحرة/تابعة للحكومة السورية المؤقتة في السابق" وثقت أسماء 13 قتيلاً مدنياً إضافة إلى جثتين مجهولتا الهوية كانوا قد قتلوا جراء التفجيرين، إضافة إلى أسماء 37 جريحاً مدنياً استقبلتهم مشفى إدلب، والقتلى هم؛ عبد الله العباد ومحمود العباد وسعيد عيساتي وبكر محمد الأسعد وطارق جبارة ومحمد شرهان ومحمد عبد الفتاح سميع وعلي الباش وشاب من عائلة زيداني وبشار قدور وأحمد حج محمد وعلي زلفو وشحادة معتوق.

من جانبه، قال متطوع في الدفاع المدني السوري/الخوذ البيضاء "مصطفى الحاج يوسف" للباحث الميداني لدى سوريون من أجل الحقيقة والعدالة ما يلي:

"أعداد القتلى الذين تم توثيقهم في مديرية الصحة هم 16، وأكثر من 85 إصابة، إضافة إلى دمار هائل في المباني السكنية وسيارات المدنيين، لقد أصيب أربع من متطوعي الخوذ البيضاء إصابة أحدهم خطيرة."

شاهدا عيان على وقوع التفجير الثاني قالا إن التفجير الثاني كان قد وقع بعد التفجير الأول بنحو 7 إلى 10 دقايق بعد أن بدأ الناس بالتجمع لإسعاف مصابي التفجير الأول وازداد عدد  الناس في الشارع وقع التفجير الثاني، وهذا ما سبب تضاعف عدد الضحايا المدنيين.

  1. تفجير في مطعم "فيوجن" وعمليات إعدام:

في يوم 1 آذار/مارس 2019 أقدم انتحاري/رجل مجهول الهوية على تفجير نفسه بواسطة حزام ناسف بعد أن قام بإطلاق عدة أعيرة نارية من بندقية كان يمحلها داخل مطعم "فيوجن" في حي الضبيط والذي تعود ملكيته لمقاتل أجنبي في صفوف تحرير الشام يدعى "شاكيل/بريطاني الجنسية"، وأسفر التفجير عن مقتل سبعة أشخاص وإصابة أكثر من عشرة آخرين وفق تقارير إعلامية.

"م.ح" شاهد عيان كان متواجداً قرب موقع التفجير قال للباحث الميداني ما يلي:

"كانت الحياة طبيعية في الشارع وسمعنا صوت التفجير وتوجهت إلى هناك، لقد دمر المطعم بالكامل ورأيت داخله جثث عدد من المقاتلين الأجانب تمكنت من تميز واحد منهم لأني كنت أراه يتردد سابقاً على النادي العائلي في المدينة، وقد رأيت جثتبن تعودان لأشخاص مدنيين، كان هناك انتشار مكثف لعناصر تحرير الشام."

  • عمليات الإعدام:

وفي اليوم الذي تلا التفجير قامت هئية تحرير الشام بإعدام عشرة أشخاص رمياً بالرصاص أمام مطعم "فيوجن"، وقالت إنهم عناصر من "تنظيم داعش" كانت قد أسرتهم سابقاً مع 150 آخرين خلال معارك خاضتها في منطقة الخوين سابقاً.

وسبق أن أعدمت تحرير الشام أيضاً 12 شخصاً بتهمة مماثلة يوم 20 كانون الثاني/يناير 2019 بعد أن ضرب تفجير مجهول مقراً لها في الأطراف الشمالية من مدينة إدلب.

صورة تُظهر عمليات الإعدام التي قامت بها هيئة تحرير الشام على خلفية تفجير مطعم فيوجن في مدينة إدلب.

 

منشورات ذات صلة

اترك تعليقاً

* By using this form you agree with the storage and handling of your data by this website.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك عدم المشاركة إذا كنت ترغب في ذلك. موافق إقرأ المزيد