ملّخص: شهدت مخيمات ريف إدلب الشمالي والغربي، تسجيل مئات الإصابات بمرض سوء التغذية[1]، وخاصةً بين فئة الأطفال حديثي الولادة، وذلك حتى تاريخ 17 كانون الثاني/يناير 2019، وبحسب العديد من الشهادات التي حصلت عليها سوريون من أجل الحقيقة والعدالة، فقد تمّ إحصاء أكثر من 800 إصابة بمرض سوء التغذية، غالبيتهم يعانون من سوء التغذية الحاد وبحاجة إلى دخول المشفى بشكل سريع، وكل ذلك نتيجة سوء الأوضاع الإنسانية والطبية في تلك المخيمات.
وبحسب الباحث الميداني لدى سوريون من أجل الحقيقة والعدالة، فإنّ مخيمات ريف إدلب الشمالي والغربي مثل تجمّعات “مخيم أطمة الجنوبي ومخيم أطمة الشمالي ومخيم كفرلوسين ودركوش وحارم ومخيم الكرامة وحارم” تضمّ أكثر من 120 ألف نازح داخلياً، من شتّى المناطق السورية، وقد شهدت هذه المخيمات، ازدحاماً كبيراً منذ بداية العام 2018، بسبب توجّه العديد من السكان إليها من مناطق درعا وريف دمشق وريف حمص الشمالي وريف حماه الجنوبي عقب سيطرة القوات الحكومية السورية على تلك المناطق، كما أفاد الباحث الميداني لدى سوريون من أجل الحقيقة والعدالة، بأنّ هنالك تراجعاً كبيراً في نسبة الدعم المقدّم لهذه المخيمات من قبل المنظمات الإنسانية العاملة في الشمال السوري، إضافة إلى استياء قاطني هذه المخيمات من غلاء الأسعار وسوء الأوضاع الإنسانية والخدمية، حيث تتراوح قيمة علبة حليب الأطفال الواحدة في الشمال السوري ما بين 2000 إلى 3000 ليرة سورية، الأمر الذي يعتبر عبئاً كبيراً على معظم العائلات النازحة في تلك المخيمات، ما تسبّب بانتشار مرض سوء التغذية بين الأطفال حديثي الولادة على وجه الخصوص.
وسبق لسوريون من أجل الحقيقة والعدالة أن وثقت وفاة طفلة (7 أشهر) في أحد مخيمات ريف إدلب، بعد إصابتها بمرض سوء التغذية، إضافة إلى إقدام أحد النازحين على الانتحار بسبب عدم قدرته على تأمين متطلبات عائلته، خلال شهر كانون الأول/ديسمبر 2018.[2]
كما كانت المنظمة قد أعدّت تقريراً آخراً حول أكثر من 600 نسمة يمكثون في خيام ممزّقة ويعانون قلة الغذاء والدواء مازالوا ينتظرون الرعاية والاهتمام من المنظمات الإنسانية، في مخيمات ريف إدلب الشمالي.[3]
صورة خاصة بسوريون من أجل الحقيقة والعدالة، تظهر جانباً من مخيمات ريف إدلب الشمالي وذلك خلال شهر شباط/فبراير 2019.
- “أعيش في جسد هزيل قدّره الأطباء بجسد طفل لم يتجاوز ال 11 عاماً”:
“إسماعيل وسام إسماعيل” 15 عاماً، من بلدة كفرعويد في ريف إدلب الجنوبي، كانت قد دفعته ظروف الحرب للنزوح برفقة عائلته إلى أحد مخيمات “أطمة” الواقعة في ريف إدلب الشمالي، وتحديداَ منذ العام 2012، حيث مضى على وجوده في ذلك المخيم حوالي 6 سنوات، ويعيش حالياً مع عائلة المكونة من 18 فرداً، بجسم هزيل قدرّه الأطباء بأنه جسد طفل لا يتجاوز 11 عاماً، بعد إصابته بتأخرٍ في النمو بسبب سوء التغذية الحاد الذي أصابه، وحول ذلك تحدّث الطفل لسوريون من أجل الحقيقة والعدالة[4] قائلاً:
“نزحنا إلى مخيمات الشمال السوري هرباً من القصف الذي تعرّضت له بلدتنا من قبل القوات النظامية السورية، وبعد رحلة البحث عن مأوى، لجأنا إلى مخيمات أطما الحدودية، حيث نعيش في خيمتين أنا ووالدي ووالدتي بالإضافة لزوجات والدي الاثنتين و18 فرداً آخرين، وعند الحديث عن أوضاع المخيم لا بد أن أقول أنه يعاني من حالة معيشية صعبة جداً، فالمواد الغذائية لم تصل منذ قرابة سنة ونصف، فضلاً عن شحّ مياه الشرب، والبطالة التي تنتشر بين شباب المخيم، فوالدي وأخوتي جميعهم عاطلين عن العمل، ونعيش على ما تتفّضل به علينا بعض المنظمات التي تمرّ مرور الكرام لتزويد المخيم بدعم قليل جداً لا يسدّ مؤونة عدة عائلات، فالخضار والفواكه واللحوم على اختلاف أنواعها هي بالحقيقة حلماً يراود معظم أطفال هذا المخيم البائس.”
وأضاف “إسماعيل” بأنه أصبح يلاحظ مؤخراً، أنّ نموه ضعيف جداً، حيث يبلغ طول قامته 144 سم، ووزنه 33 كغ، ما استدعى والديه إلى علاجه في أحد المشافي المجانية في مدينة أطمة، وحول هذا تابع “إسماعيل” قائلاً:
“على الرغم من تدهور وضعي الصحي، إلا أنّ الحالة المادية لوالدي حالت دون أن يقوم بعلاجي منذ البداية، فتوجه بي بعد مدة إلى مشفى أطما الخيري، وبعد عدّة تحاليل أجريتها هناك، تبيّن أنني أعاني من تأخر في النمو، فطول قامتي ووزني يعتبران مقاسات لجسم طفل في الـ 11 عاماً من عمره كما أوضح لنا الطبيب هناك، وتبّين من خلال الفحوصات أنّ هنالك غدداً متوقفة عن العمل ومسؤولة عن نمو الجسم والعضلات ونمو الشعر، ووصف لي الطبيب في المشفى دواء “إيوتروبين” (يؤخذ عن طريق الإبر) والذي يساعد على النمو، كما أشار عليّ الطبيب بضرورة تناول وجبات كافية من الطعام الذي يحتوي على حد قوله على مواد ضرورية للجسم مثل اللحوم والخضار والفواكه، ويبلغ سعر العلبة الواحدة من الدواء حوالي 8 آلاف ليرة سورية، الأمر الذي ضاق به والدي نتيجة سوء أوضاعنا المادية، وبعد أيام طويلة من البحث عن متبرّعين، استطعنا الوصول لشخص تكفّل بنصف قيمة الدواء تقريباً، ونقوم الآن بشراء الدواء على فترات متباعدة، رغم أنه يفترض بي يتم أخذ الدواء بشكل يومي، ولكن نظراً لعدم قدرة والدي على تأمين المبلغ، أقوم بأخذه على فترات طويلة ما بين 10 إلى 15 يوم تقريباً، ما ساهم في عدم تحسني بشكل كبير.”
يحاول “إسماعيل” مواصلة حياته متأقلماً مع وضعه الراهن، فقد درس الصف التاسع الإعدادي في العام 2018، ولكنه لم يوفق بالنجاح نتيجة لعدم قدرته على التركيز والحفظ[5]، ما دفعه لإعادة الدراسة مرة أخرى، وبعد تلك المعاناة أصيب مؤخراً بالتهاب الصدر نتيجة روائح الدخان المنبعثة من مدافئ المخيم، حيث قام بزيارة مشفى أورينت الخيري بتاريخ 16 كانون الأول/يناير 2019، يحدوه الأمل في الحصول على الدواء الكافي للشفاء من حالته هذه، علماً أنه حاول التواصل وطلب المساعدة من عدد من المنظمات الإنسانية ولكن لم يصله أي رد إلى يومنا هذا.
- “أصبح صغيري يعاني من ضمور في الدماغ نتيجة سوء التغذية الحاد الذي أصابه”:
“علي حسين الشيخ ” 40 عاماً، من بلدة القنطرة الواقعة في جبل الأكراد بريف اللاذقية، كان قد نزح هو الآخر مع عائلته إلى “مخيمات دركوش” في ريف إدلب الغربي منذ العام 2016، حيث أصيب طفله البالغ من العمر عاماً ونصف بسوء التغذية الحاد بسبب عدم تلقيه الرضاعة الطبيعية وإبدالها بالرضاعة عبر الحليب الصناعي وبكمية قليلة، وكل ذلك نتيجة غلاء سعر الحليب في المخيم وعدم قدرة الوالد على شراء ما قد يكفي طفله، حيث تحدّث لسوريون من أجل الحقيقة والعدالة قائلاً:
“نزحت من منطقة جبل الأكراد بسبب شدّة القصف وسيطرة القوات النظامية السورية على المنطقة منذ بداية العام 2016، وحطّت بي الرحال في مخيم “الفاروق”، ضمن مخيمات دركوش في ريف إدلب الغربي، وأعيل أسرتي البالغ عددها 5 أفراد ، كان آخرهم طفلي “حسين” الذي لم يتجاوز العام والنصف، حيث ولد بتاريخ 8 آب/ أغسطس من العام 2017، وبعد ولادته بأيام بدأت حالته الصحية تتدهور بشكل ملحوظ، فذهبت به إلى مشفى مدينة دركوش، حيث قال لي الطبيب هناك بأنّ الطفل يعاني من ضيق تنفس ويحتاج لوضعه في الحاضنة لمدة، حتى يتم الإشراف على علاجه ومراقبة حالته الصحية، فبقي في الحاضنة لمدة 20 يوم، وأثناء تلك الفترة كان الأطباء يزودونه بحليب صناعي كبديل عن الرضاعة الطبيعية من والدته، وبعد مضي تلك الفترة عدت به إلى الخيمة حيث نسكن أنا ووالدته وأخوته، وتفاجأنا بعدم وجود حليب طبيعي لدى والدته لأسباب نفسية كما أشار الأطباء لاحقاً، فبدأت أعوضه بحليب صناعي وهي عبارة عن علب حليب مجّفف، يبلغ سعرها في المخيم والقرى المحيطة به ما بين 2500 إلى 3000 ليرة سورية، ولارتفاع سعرها فإننا نجبر على تقنين كمية الطعام له، كي تكفي العلبة مدة أطول بسبب ضعف حالتي المادية وعدم قدرتي على شراء كميات كبيرة تكفيه، وقد بقينا على هذه الحالة لمدة 4 أشهر تقريباً، ثم لاحظنا عودة التدهور في صحته مرة أخرى، فتوجهت به إلى أحد الأطباء المختصين في مدينة جسر الشغور، ليفاجئنا بأن الطفل يعاني من بداية ضمور بالدماغ بسبب سوء التغذية الذي أصابه، ونتيجة لعدم تغذيته بشكل جيد.”
كثيراً ما حاول “حسين” علاج طفله البالغ من العمر عاماً ونصف، حيث أكدّ له الأطباء بأنّ إصابة طفله بمرض “ضمور الدماغ”، كان سببه سوء التغذية الحاد الذي عانى منه، وحول ذلك تابع “فراس” قائلاً:
“لم تتحسّن حالة طفلي، رغم أننا حاولنا تزويده ببعض الأدوية التي وصفها لنا الطبيب، ونأمل أن يبرأ من هذا المرض بأقرب وقت، وبشكل عام فإنّ مخيمات دركوش جميعها تعاني من حالة معيشية متردية، فالتجمّع يضم 15 مخيماً يقطنها 1400 عائلة، تعاني جميعها من نقص حاد في المواد الغذائية والمواد الطبية وغيرها الكثير من الخدمات، فضلاً عن الحالة التي أصابت المخيمات نتيجة السيول والفيضانات التي تسبّبت بها العاصفة المطرية مؤخراً، حيث تضرّرت 6 مخيمات من هذا التجمّع، وتشردت ما يقارب الـ 1200 عائلة، الأمر الذي زاد من صعوبة العيش في المخيم.”
- “غالبية الحالات تعاني من سوء تغذية حاد وتحتاج لدخول مشفى بشكل سريع”:
” خالد الخطيب ” أحد المسؤولين عن إدارة المخيمات في ريف إدلب الشمالي والغربي، روى لسوريون من أجل الحقيقة والعدالة، عن انتشار مرض سوء التغذية في المخيمات وخاصةً بين فئة الأطفال، إذ قال بأنّ هنالك مئات المصابين بمرض سوء التغذية في هذه المخيمات، وفقاً لإحصاء رسمي قامت به إدارة تلك المخيمات في شهر كانون الثاني/يناير 2019، حيث تحدّث في هذا الخصوص قائلاً:
“تنتشر في الشمال السوري على الشريط الحدودي مع تركيا العديد من تجمّعات المخيمات للنازحين والمهجرّين من شتّى المناطق السورية، ويقدّر أعداد هذه التجمّعات في ريف إدلب الشمالي والغربي بحدود الـ 10 تجمّعات، ويقدّر عدد المخيمات في كل تجمع ما بين الـ15 إلى 50 مخيماً تقريباً، ويقطنها الآلاف من النازحين والمهجرّين، وقد بدأ تشييد معظم هذه التجمّعات في العام 2012 إلى العام 2014، وتعاني جميعها من ظروف معيشية صعبة جداً، وبسبب تقاعس العديد من المنظمات عن دعمها لهذه التجمّعات في الآونة الأخيرة، بدأت يطفو على السطح انتشار مرض سوء التغذية، علماً أنّ العديد من هذه التجمّعات مقطوع عنها الدعم منذ سنة أو سنتين، ونقوم على التعاون مع الجهات التي ترغب بتقديم الدعم والتنسيق معنا، والعمل على ما يمكن من أجل سدّ ثغرة الجوع والنقص الكبير في العديد من المواد الأساسية لهذه العوائل، ومع أنّ هنالك بعض المنظمات الإنسانية لا تزال تقدم بعض المساعدات بين الفترة والأخرى، إلا أنّ الحاجة الكبيرة للمستلزمات والغذائية والطبية لا يزال قائماً، خصوصاً مع دخول فصل الشتاء البارد، حيث تشرّدت آلاف العوائل بسبب العواصف المطرية التي ضربت الشمال السوري نهاية العام 2018.”
وتابع “الخطيب” بأن إدارة مخيمات ريف إدلب الشمالي والغربي، قامت وتحديداً بتاريخ 17 كانون الثاني/يناير 2019، بإحصاء عدد الحالات المصابة بسوء التغذية في تلك التجمّعات، حيث تبيّن أن نسبة 90 % منها من الأطفال، كما تبيّن أنّ السبب الرئيسي لإصابة هؤلاء الأطفال، هو حاجتهم لمادة حليب الأطفال من جهة والرعاية الطبية من جهة أخرى، وتابع قائلاً:
“أشار الإحصاء إلى أنّ عدداً من حالات سوء التغذية أصابت الشباب وكبار السن، لكنّ النسبة الأكبر كانت من الأطفال، حيث كانت النتيجة على الشكل التالي: “في تجمّع كفرلوسين تمّ تسجيل 15 حالة مصابة بسوء التغذية” وفي تجمّع أطما الجنوبي هنالك 143 حالة، بينما تمّ تسجيل 185 حالة في تجمع أطما الشمالي، وفي تجمّع السلام كان هنالك 144 حالة، أما في تجمع الكرامة فقد بلغت عدد الحالات المصابة بسوء التغذية، ب 190 حالة، في حين وصل عدد تلك الحالات في تجمّع لأجلكم إلى 127 حالة، وفي تجمّع سلقين بلغت 7 حالات، بينما تمّ تسجيل حالتين في تجمّع دركوش، واثنتين في تجمّع حارم، ليصل المجموع النهائي إلى 815 حالة مصابة بمرض سوء التغذية، غالبيتها يعاني من سوء تغذية حاد ويحتاج لدخول مشفى بشكل سريع، والبعض منها يحتاج للعلاج خارج سوريا، علماً أن هذا الإحصاء شمل فقط تجمّعات المخيمات في ريف إدلب الشمالي والغربي، ولم يشمل المخيمات في الداخل السوري كاملاً، ولا المخيمات الواقعة في مناطق ريف حلب ودير الزور والرقة وغيرها المئات، ما يشير أن هذا المرض يستشري بشكل كبير في المخيمات بسبب قلة الغذاء والدواء، والحالة المعيشية الحرجة التي يعيشها قاطنو هذه التجمعات.”
- “تعاني هذه المخيمات من نقص كبير في المراكز الطبية”:
وفي شهادة أخرى أدلى بها الطبيب “محمد رجب” مسؤول فرق اللقاح لدى منظمة أطباء بلا حدود في مخيمات أطمة الحدودية، إذ كشف لسوريون من أجل الحقيقة والعدالة، عن أسباب انتشار مرض سوء التغذية في مخيمات الشمال السوري، كما تحدث عن مشاهداته العينية لأعداد من الأطفال والبالغين المصابين بهذا المرض، والذين يتم إحالتهم عبر مكتب أطباء بلا حدود إلى المشافي والمراكز الصحية في الشمال السوري، كما أشار إلى الحالة الطبية المترّدية والنقص الكبير في المراكز والكوادر الطبية في تلك المخيمات، خصوصاً المتعلقة بعلاج هذا المرض المستشري حالياً، حيث قال :
“يُعرف مرض سوء التغذية بأنه نقص العناصر الغذائية الأساسية والمهمة لصحة جسم الإنسان، مثل البروتينات والكربوهيدرات والدهون والفيتامينات والمعادن، ويعدّ نقص أحد هذه العناصر أو بعضها كافياً لإصابة الجسم بما يعرف بسوء التغذية، وقد يتعرّض الإنسان لهذا المرض الخطير لسببين رئيسيين، أولهما هو قلة الطعام الذي يتناوله الإنسان إمّا لأسباب نفسية أو صحية أو لعدم توفر الطعام، أو قلة وجود الطعام في أماكن مزدحمة وتعيش حالة من التضخم السكاني، ويعدّ مرض سوء التغذية من الأمراض الشائعة جداً ويحمل مخاطر كبيرة، في الغالب يبدأ مرض سوء التغذية بشكل تدريجي في الجسم خلال فترة معينة، يظهر خلالها العديد من الأعراض على المريض مثل فقدان الوزن والشعور بالتعب والإرهاق، وتراجع في القدرة على القيام بالوظائف والمهام اليومية بشكل جيد، ويصيب المرض كافة الفئات العمرية وبالأخص الأطفال حديثي الولادة وقد ينتج عن سوء التغذية عدة أمراض منها “الكساح” وضعف النمو و”ضمور الدماغ و”هشاشة العظام و”تضخم الغدرة الدرقية” وفقر الدم “.”
وأضاف “رجب” بأنه ومن خلال عملهم على توثيق ومتابعة حالات سوء التغذية في مخيمات الشمال السوري، كانوا ومازالوا يتلقون وبشكل شهري عشرات الحالات المصابة بهذا المرض، في كلٍ من تجمّعات مخيمات ” أطما” و”كفرلوسين” و”الكرامة” وغيرها من مخيمات الشمال السوري، حيث أضاف قائلاً في هذا الخصوص:
“نلاحظ بشكل واضح انتشار هذا المرض بين فئة الأطفال الذين تتراوح اعمارهم ما بين سنة إلى 5 سنوات، ونقوم بما يمكن لعلاج هذه الحالات عن طريق تزويد الطفل بمكمّلات غذائية وأدوية معينة، كما أننا نحيل الكثير من هذه الحالات إلى المشافي والمراكز الصحية في الشمال السوري كمشفى منظمة “يداً بيد” الواقع في منطقة “أطما”، ويوجد هنالك أخصائيين تغذية يشرفون على علاجهم وصرف الأدوية لهم، ولا زلنا إلى الآن نقدم اللقاحات والعلاجات اللازمة لجميع النازحين في تجمّعات مخيمات “أطما” و”كفرلوسين” و”لأجلكم” و”الرحمة” و”السلام و”الكرامة” في ريف إدلب الشمالي، ويبلغ تعداد النازحين في هذه التجمّعات حوالي 120 ألف نازح، أما عن الناحية الطبية في المنطقة فإنها أولاً تعاني من نقص كبير في المراكز الصحية والمشافي، وتفتقر لوجود مركز صحي متخصّص بسوء التغذية، علماً أنها حاجة ملّحة نظراً لخطورة المرض ومضاعفاته المستقبلية على المريض، كما تعاني هذه المخيمات بشكل عام من نقص حاد في المواد الغذائية وضعف الدعم الموجه لها خصوصاً بما يتعلق بحليب الأطفال حديثي الولادة، والذين يحتاجونه لعدم توفر الحليب الطبيعي لدى أمهاتهم لأسباب مختلفة، كما نشيد بالجهات المعنية من منظمات إنسانية وجهات رسمية بضرورة تكثيف الدعم للمخيمات وتزويدها بالقدر الكافي والمستمر بالمواد الغذائية، والتركيز على تنوّع المواد الغذائية وفائدتها لتفادي وقوع المزيد من هذه الحالات مستقبلاً.”
[1] يظل سوء التغذية أحد المشاكل الصحية الخطيرة في إقليم شرق المتوسط. وهو المسؤول الأول عن وفيات الأطفال: حيث تقع 15% من عبء وفيات الولدان والأطفال العالمي في بلدان الإقليم. منظمة الصحة العالمية-سوء التغذية http://www.emro.who.int/ar/health-topics/malnutrition/index.html.
[2] “وفاة طفلة رضيعة نتيجة سوء التغذية وانتحار نازح لتردي ظروف المعيشة في مخيمات بإدلب” سوريون من أجل الحقيقة والعدالة في 21 كانون الأول/ديسمبر 2018. (آخر زيارة بتاريخ 12 شباط/فبراير 2019). https://stj-sy.org/ar/view/1127.
[3] “اقتراب فصل الشتاء يضيف مأساة جديدة إلى مآسي نازحي “مخيم إخوة سعدة” في ريف إدلب الشمالي” سوريون من أجل الحقيقة والعدالة في 10 تشرين الأول/أكتوبر 2018.(آخر زيارة بتاريخ 12 شباط/فبراير 2019). https://www.stj-sy.org/ar/view/848.
[4] تمّ إجراء اللقاء بحضور ذوييه.
[5] كانت سوريون من أجل الحقيقة والعدالة فد أعدّت تقريرا حول هذا الموضوع بعنوان ” “إن لم يتم ردم هذه الفجوة الخطيرة وتداركها، سنكون أمام أجيال من الأميّين” في 30 كانون الثاني/يناير 2019. (آخر زيارة بتاريخ 11 شباط/فبراير 2019). https://www.stj-sy.org/ar/view/1165.