تستمر ورشات مدنية تحت حماية عناصر مسلّحة تابعة لـ "قوات سوريا الديمقراطية/قسد" بتفكيك سكة الحديد الواقعة شمالي مدينة الرقة لأسباب مجهولة، حيث بدأت العملية في شهر أيلول/سبتمبر 2018 وما تزال مستمرة حتى تاريخ كتابة هذا التقرير، وخلال هذه الفترة تمّ فك ما لا يقل عن 10 كم من السكة في حين أن جهات مدنيّة مسؤولة في المدينة نفت مسؤوليتها عن الأمر.
"دائماً نشاهد شاحنات كبيرة مدنية تقوم بتحميل الحديد المفكك ونقله لمكان لا نعرفه."
أجرت سوريون من أجل الحقيقة والعدالة مقابلات مع أشخاص مدنيين/شهود عيان عن حيثيات تفكيك السكة الحديدية، إضافة إلى مسؤولين اثنين في "لجنة إعادة الإعمار" و"المجلس المدني لمدينة الرقة"، وذلك خلال الفترة الواقعة بين 15 كانون الأول/ديسمبر 2018 و8 كانون الثاني/يناير 2019، وتمّ الحصول على المعلومات الآتية:
قال أحد أهالي مدينة الرقة -رفض كشف اسمه لأسباب أمنية- في شهادته ما يلي:
"رأينا عمالاً مدنيين يقومون بفك السكة الحديدية المحاذية لأطراف المدينة الشمالية قبالة حي المشلب، ويرافقهم عناصر يرتدون لباساً عسكرياً خاصاً بقوات سوريا الديمقراطية، رأينا أنهم أخذوا جزءاً من الحديد المفكك إلى جسر الرقة القديم أثناء عملية ترميم الجسر، ولكن دائماً نشاهد شاحنات كبيرة مدنية تقوم بتحميل الحديد المفكك ونقله لمكان لا نعرفه."
وأوضح الشاهد أن تنظيم "الدولة الإسلامية" عمل سابقاً على فك جزء كبير من السكة واستخدامه في تصنيع المفخخات والألغام، حيث فكك السكة الواقعة غربي المدينة وصولاً إلى مطار الطبقة العسكري، أما الورشات المدنية المحمية من عناصر قوات سوريا الديمقراطية يقومون بفك السكة من الأطراف الشمالية الشرقية وحتى الأطراف الشمالية الغربية من المدينة، كما أنهم قاموا بإزالة السواتر والجدران الإسمنتية التي كانت موضوعة على طرفي السكة.
بدوره قال شاهد مدني آخر إن العمل بفك السكة يبدأ من الساعة الثامنة صباحاً وحتى الرابعة عصراً، وتابع:
"يفككون السكة من محاذاة حي المشلب وحتى نادي الفروسية، يعملون بشكل يومي وعندما حاول أهالي المنطقة في بداية العمل سؤالهم عن سبب تفكيك السكة رفض العناصر التحدث معهم وقاموا بإبعادهم عن موقع العمل."
صورة خاصة بسوريون من أجل الحقيقة والعدالة تظهر السكة الحديدية بعد تفكيكها قرب صوامع الحبوب شمالي مدينة الرقة، تم التقاط الصورة في شهر تشرين الثاني/نوفمبر 2018.
وحول الموضوع، أوضح "عبود الخلف" المسؤول الإعلامي في "لجنة إعادة إعمار الرقة" أن لا علاقة لإعادة الإعمار بعملية تفكيك السكة الحديدية حيث لا توجد أي مشاريع تتضمن ذلك، وتابع:
"نحن رأينا مثلكم تفكيك السكة ولا نعلم هوية الجهة المنفذة ولا السبب، كما لا نعلم الوجهة التي تم أخذ الحديد والإسمنت إليها."
أما "مصطفى العبد" المسؤول الإعلامي لـ"المجلس المدني لمدينة الرقة فقد قال:
"لا يوجد أي أعمال لفك السكة تجري الآن من قبلنا، لقد قمنا سابقاً بفك جزئين من السكة عند جسري الرومانية والصوامع، ولكن ذلك كان قبل أكثر من عام، وفي كل الأحوال فإن أي شخص مدني يقوم بفك السكة أو استخدام الممتلكات العامة فسوف يتم مصادرة المواد التي بحوذته، ويحق للمدنيين استخدام الأملاك العامة في حال حصولهم على إذن خطي من الجهة المسؤولة فقط."
وفي سياق متصل، نشرت وسائل إعلام محلية عدة عن عمل "قوات سوريا الديمقراطية" على حفر أنفاق في عدة مناطق خاضعة لسيطرتها، وبناء على ذلك فقد أشار ناشطون محليون في المحافظة إلى أن قوات سوريا الديمقراطية تستحدم الحديد المفكك من أجل تدعيم هذه الأنفاق، على غرار ما فعلت "هيئة تحرير الشام" في محافظة إدلب خلال عام 2018.