تداولت العديد من وسائل الإعلام المحلية وناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي صورة قالوا إنها لرجل فاقد الذاكرة كان قد خرج مؤخراً من إحدى مراكز الاحتجاز التابعة للحكومة السورية في مدينة حماه، وتتبعت سوريون من أجل الحقيقة والعدالة قصة الرجل وتبين أنه من سكان مدينة حماه ولم يسبق أن تم اعتقاله.
وقد تم نشر عدة صور للرجل الأربعيني في بداية شهر كانون الأول/ديسمبر 2019، وهو يرتدي ملابس مهترئة، حيث عُرف لاحقاً أنّه يتواجد بشكل دائم في منطقة “ساحة العاصي” وسط مدينة حماه وتحديداً أمام حديقة “أم الحسن” وينام في الحديقة أو على الرصيف المحاذي لنهر العاصي.
الباحث الميداني لدى سوريون من أجل الحقيقة والعدالة في حماه تعرّف على صورة الشخص المتداولة وتحدث إلى عدد من أهالي المدينة الذين أكدّوا أن هذا الرجل -متزوج ولديه طفلان- وهو ينحدر من “حي الصواعق” في مدينة حماه ولم يسبق أن تعرض للاعتقال، وقد امتهن التسول، ويعاني من مرض نفسي ما، ويتواجد بشكل شبه يومي منذ زمن طويل في منطقة ساحة العاصي وسط مدينة حماه، وهو شخص معروف لكافة المارة واسمه “أحمد الداشر”.
وبحسب أحد الأهالي، فإن أحد الأشخاص قام بالتقاط صورة لهذا الرجل بغرض مساعدته بتأمين مأوى أو حصوله على الرعاية، ولكن العديد من الصفحات المهتمة بالشأن السوري لم تتحرى الدقة في نقل أصل الخبر والصورة.
صورة (1) – صورة مأخوذة من صفحة فيس بوك، قالت أن الشخص خرج من المعتقل.
وحاولت عائلة الرجل المشرد مرات عدة أن تأخذه إلى منزله ولكنه كان يرفض ويقوم بالهروب من المنزل في حال إجباره على البقاء فيه، وقد قامت أيضاً دار للمسنين وعدة فرق تطوعية في مدينة حماه بتقديم المساعدة والإيواء له إلا أنه رفض الحصول على أية مساعدة وقام بشتم الفريق الذي حاول أخذه إلى دار المسنين، كما تعرض العديد من الأشخاص الذين حاولوا تقديم المساعدة له بشكل فردي إلى الصد والشتم، وأيضاً قامت دورية من شرطة حماه بكتابة ضبط عن حالة الشخص ونقله قسراً إلى مشفى ابن سينا الخاص بالأمراض النفسية في مدينة دمشق.
انتشرت ظاهرة التشرد والتسول في مدينة حماه بكثرة خلال السنوات السابقة، بسبب الضغوط النفسية الكبيرة على السكان المحليين والأوضاع الاقتصادية السيئة والنزوح، وغالباً ما تقوم الشرطة احتجازهم وإيداعهم في السجن أو المصحات أو المراكز الاجتماعية التي تتوفر فيها إمكانية إيوائهم -وهي غير متوفرة غالباً- ولكن في حال إيداعهم السجن فإنهم يمكثون في السجن لمدة قصيرة ثم يعودون للشارع.