الرئيسية صحافة حقوق الإنسان سوريا/إدلب: من هي كتيبة التوحيد والجهاد؟

سوريا/إدلب: من هي كتيبة التوحيد والجهاد؟

تمّ تصنيف الفصيل الجهادي الأوزبكي المتواجد في إدلب على لوائح الإرهاب الأمريكية مؤخراً

بواسطة communication
673 مشاهدة تحميل كملف PDF هذا المنشور متوفر أيضاً باللغة: الإنجليزية حجم الخط ع ع ع

خلفية:

بتاريخ 7 آذار/مارس 2022، أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية إدراج تنظيم “كتيبة التوحيد والجهاد” الذي يتخذ من مدينة إدلب السورية مقراً له، في قائمة الإرهاب وتحديداً في قائمة “الإرهابيين العالميين المحددين بصفة خاصة” (SDGT) الخاصة بها، كما وأضيف اسم الكتيبة أيضاً إلى قائمة الجزاءات المفروضة على تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) وتنظيم القاعدة، الصادرة عن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، مايعني أنَّ جميع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة أصبحت الآن مطالبة بتنفيذ إجراءات تجميد الأصول وحظر السفر وحظر الأسلحة عن المنظمة وأعضائها. ووفقاً للخارجية الأمريكية فقد تمَّ اتخاذ هذا القرار ضد تنظيم “كتيبة التوحيد والجهاد” بسبب انتمائه إلى تنظيم القاعدة وتعاونه مع العديد من الجماعات المصنفة كـ “إرهابية”، كـ “هيئة تحرير الشام”، ولتورطه في عدة هجمات خارج سوريا منذ عام 2017.

صورة رقم (1): شعار كتيبة التوحيد والجهاد.

“كتيبة التوحيد والجهاد” هي منظمة جهادية صغيرة، غالبية أعضائها هم من “الأوزبك” وتضم أيضاً مقاتلين من آسيا الوسطى. تُعرَف “كتيبة التوحيد والجهاد” أيضاً بـ”جنات أوشكلاري” وهو اسم أوزبكي يعني بالعربية “عشاق الجَنَّة”. تمَّ إنشاء هذه الكتيبة من قبل مجاهدين أوزبك ينتمون إلى “جبهة النصرة” وحليفتها “كتيبة الإمام البخاري”، والتي هي أكبر فصيل جهادي يديره الأوزبك في سوريا. إنَّ تاريخ إنشاء “كتيبة التوحيد والجهاد” غير معروف بدقة ولكن الأكيد أنَّها وجدت بين عامي 2013 و 2014، منذ إنشائها، قدَّمت الكتيبة نفسها على أنها جماعة مستقلة بيد أنها ظلَّت مقربة من “جبهة النصرة” بل وبايعتها و”القاعدة” في أيلول/سبتمبر 2015.

عمليات الكتيبة:

نشطت “كتيبة التوحيد والجهاد” في مناطق شمال غرب سوريا التي تقع تحت سيطرة المعارضة، وقد شارك مقاتلوها في معارك كثيرة ضد قوات النظام على جبهات امتدت من جسر الشغور واللاذقية غرباً، إلى إدلب وشمال حماة وصولاً إلى حلب. وقد وشوهد مقاتلو “التوحيد والجهاد” مؤخراً وهم يحرسون الخطوط الأمامية في جبل الزاوية، والمناطق حول الحدود بين حلب وإدلب قرب مدينة الأتارب، وفي جبال اللاذقية.

يتمتع الكثير من مقاتلي “كتيبة التوحيد والجهاد” بخبرة قتالية مهمة، قاموا باكتسابها في المعارك التي خاضوها خارج سوريا، شأنهم في ذلك شأن سائر المقاتلين الأجانب في الفصائل الصغيرة الأخرى الموجودة في سوريا، كما أنهم يمتلكون خبرات متخصصة في مهام معينة كتنفيذ العمليات الإنغماسية (العمل كقوات صدمة) والقنص.

تستخدم “كتيبة التوحيد والجهاد”، كما بقية الفصائل المسلحة في شمال غرب سوريا، أسلحة روسية الصنع تعود إلى الحقبة السوفييتية، وأخرى صنعت في شرق أوروبا، بعض هذه الأسلحة كانت بحوزة قوات النظام وتمَّ الاستيلاء عليها على مدى سنوات الحرب من قبل هذه الفصائل، وبعضها الآخر تمَّ شراؤه من السوق السوداء في إدلب. بيد أنَّه وفي مرات عديدة شوهد مقاتلو “كتيبة التوحيد والجهاد” وهم يستخدمون أسلحة تركية و أمريكية الصنع، والتي من المرجح أن تكون الكتيبة قد استولت عليهم من مخازن جماعات وفصائل جهادية أخرى في إدلب أو اشترتها منهم.

إنَّ امتلاك “كتيبة التوحيد والجهاد” لصواريخ موجَّهة مضادَّة للدبابات يعني أنها تحصل على تمويل جيّد نسبياً يأتي إليها على الأرجح على شكل تبرعات سرّية عبر الإنترنت من قبل المؤيدين لنشاطاتها. وقد شوهد مقاتلو “كتيبة التوحيد والجهاد” مرة واحدة على الأقل وهم يستخدمون الأسلحة المعروفة رسمياً باسم الأجهزة المتفجرة المرتجلة المحمولة على المركبات الانتحارية(SVBIED) وإحدى هذه المرات كانت في 1 آذار/مارس 2020 عندما فجر مقاتل تابع للكتيبة نفسه في سيارة مفخخة مستهدفاً موقع للنظام في إطار الدفاع عن جبل الزاوية.

العضوية:

يقيم معظم مقاتلو كتيبة التوحيد والجهاد في جبل السمّاق وريف جسر الشغور حيث يفضلون الابتعاد عن الحياة المدنية المحلية وذلك حسب مصدر من داخل أحد الفصائل المعارضة في إدلب. وقد قدَّر المصدر نفسه عدد مقاتلي الكتيبة بـ 500، مؤكداً أنَّ غالبيتهم من الأوزبك و الطاجيك، وأنَّ بينهم عددٌ لا بأس به أتوا من وادي فرغانة. بيد أنَّ الخبير في شؤون الجماعات الإسلامية في سوريا “علي الحموي” أكد لـ “سوريون من أجل الحقيقة والعدالة” أنَّ عدد مقاتلي الكتيبة هو 1200، وأضاف بأنَّ العديد من هؤلاء المقاتلين اكتسبوا خبرة قتالية في أفغانستان عندما حاربوا إلى جانب طالبان ضد الجيش الأمريكي. وثمة جانب جدير بالملاحظة وهو أنَّ “كتيبة التوحيد والجهاد” لازالت تدعو مقاتلين من الخارج لتجنيدهم في صفوفها، الظاهرة التي أصبحت نادرة بعد فرض تركيا قيوداً على حركة المرور عبر الحدود داخل وخارج سوريا منذ عام 2014، وما يؤكد ذلك هو التقارير التي تفيد بأنَّه لازال هناك شبكات تجنيد نشطة في آسيا الوسطى.

 

لقراءة التقرير كاملاً وبصيغة ملف PDF يُرجى الضغط هنا.

منشورات ذات صلة

اترك تعليقاً

* By using this form you agree with the storage and handling of your data by this website.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك عدم المشاركة إذا كنت ترغب في ذلك. موافق إقرأ المزيد