الرئيسية صحافة حقوق الإنسان شمال شرق سوريا: هجمات متبادلة بين تركيا وقسد تسفر عن قتلى وجرحى ونزوح العشرات

شمال شرق سوريا: هجمات متبادلة بين تركيا وقسد تسفر عن قتلى وجرحى ونزوح العشرات

أدى التصعيد العسكري في بداية شباط 2022 إلى مقتل ما لا يقل عن طفلين ودمار منازل وتهجير سكان محليين

بواسطة communication
288 مشاهدة تحميل كملف PDF هذا المنشور متوفر أيضاً باللغة: الإنجليزية حجم الخط ع ع ع

في مطلع شهر شباط/فبراير 2022، شهدت المناطق الواقعة داخل المثلث الحدودي في محافظة الحسكة شمال شرق سوريا، تصعيداً عسكرياً وهجمات متبادلة بين القوات التركية وقوات سوريا الديمقراطية “قسد”.

بدأت تلك الهجمات باعتداء القوات التركية على مركز تدريب لقوات سوريا الديمقراطية في منطقة المالكية/ديريك في يوم 1 شباط/فبراير، وتحديداً في قرية “تقل بقل” بجانب إحدى محطات التغذية الكهربائية. وهو ما أدّى إلى مقتل عدة عناصر بسبب الغارة الجويّة التركية داخل الأراضي السورية، إضافة إلى انقطاع التيار الكهربائي عن عشرات القرى بسبب الضرر الذي لحق بالمحطة، في انتهاك آخر من قل الجيش التركي للقانون الدولي.

تزامن ذلك الاعتداء، مع قصف جوي تركي آخر في منطقة سنجار/شنكال ومخمور داخل الأراضي العراقية، وهو ما قوبل بإدانة عراقية شديدة، جاءت على لسان “خلية الإعلام الأمني” التابعة لرئاسة الوزراء العراقية، حيث “طالبت الجانب التركي إلى الالتزام بحسن الجوار وفق الاتفاقيات الدولية“.

ورداً على القصف التركي، وبتاريخ 2 شباط/فبراير، قام عناصر من قوات سوريا الديمقراطية باستهداف نقطة لحرس الحدود التركية على الجهة المقابلة لقرية عين ديوار، بالمقابل ردت القوات التركية بقصف عشوائي بقذائف المدفعية على القرية ما أدى لدمار في بعض المنازل ونزوح مؤقت للسكان.

إن قيام عناصر من قوات سوريا الديمقراطية باستهداف نقطة عسكرية تركية من داخل قرية عين ديوار يوم 2 شباط/فبراير 2022، بواسطة الأسلحة الرشاشة، ورد القوات التركية بالقصف المدفعي العشوائي، يخالف المبادئ الأساسية للقانون الإنساني الدولي ويشكّل انتهاكاً لقوانين النزاع المسلّح، حيث تتمثل مخالفة “قسد” بوضع الهدف العسكري بمنطقة مجاورة للسكان المدنيين والأعيان المدنية، وهو ما يمكن اعتباره اتخاذ المدنيين كدروع بشرية، بينما تتمثل مخالفة القوات التركية بانتهاك مبدأ التناسب والتمييز والاحتكام إلى الهجمات العشوائية المحظورة في قوانين الحرب، والتي يمكن أن ترقى إلى  جريمة الحرب.

تفاصيل الهجمات:

قال الباحث الميداني لدى “سوريون من أجل الحقيقة والعدالة” أنّه و بتاريخ 1 شباط/فبراير 2022، استهدفت طائرة مسيرة تركية نقطة عسكرية لقوات سوريا الديمقراطية (قسد) تقع بالقرب من محطة توليد كهرباء في قرية “بروج/تقل بقل” في منطقة المالكية/ديريك، ما أدى لمقتل 4 عناصر من قوات سوريا الديمقراطية وجرح 5 مدنيين آخرين.

وأضاف الباحث أن النقطة التي جرى استهدافها من قبل القوات التركية تتألف من جزئين، الأول كان سابقاً محطة لمراقبة آبار النفط، وقد جرى تحويلها إلى مركز تدريب لقوات سوريا الديمقراطية، والجزء الآخر هي محطة كهرباء تغذي المنطقة، حيث تم استهداف الجزء الذي هو مركز تدريب ما أدلى لمقتل 4 عناصر، وجرح خمسة مدنيين من الذين كانوا يعملون في محطة الكهرباء.

وفي اليوم التالي، وكردّ على الاستهداف التركي قامت مجموعة من قوات سوريا الديمقراطية باستهداف نقطة حراسة تركية عند الحدود قبالة قرية عين ديوار، شاهد عيان في قرية عين ديوار قال لسوريون من أجل الحقيقة والعدالة:

“جاءت سيارة عسكرية تابعة لقوات للإدارة الذاتية إلى قرية عين ديوار وقامت باستهداف نقطة حراسة للجيش التركي على الشريط الحدودي ومن ثم غادرت المكان، بعدها قام الجيش التركي بقصف القرية بطريقة عشوائية حيث أطلق قذائف مدفعية سقطت القذائف على ثلاثة منازل.. أدى ذلك إلى نزوح سكان القرية باتجاه مدينة المالكية/ديريك”.

شاهد آخر قال لسوريون من أجل الحقيقة والعدالة: “إن المنازل الثلاثة التي استهدفها الجيش التركي في القرية احترقت، كما أصيب شخص جراء القصف”.

أيضاً، أكد الباحث الميداني لدى سوريون من أجل الحقيقة والعدالة، إنه في اليوم ذاته (3 شباط/فبراير 2022) قامت طائرة مسيرة تركية باستهداف سيارة كانت تقل موظفين تابعين لـ”الإدارة الذاتية” على الطريق الواصل بين مدينتي “عامودا والدرباسية قرب قرية خرزة فوقاني” ما أدى إلى إصابة 4 أشخاص بجروح بينهم سيدة بحالة حرجة، ثم وصلت أربعة سيارات إسعاف للمكان وقامت بنقل الجرحى إلى “مشفى خبات” في القامشلي.

وفي مساء ذات اليوم، عاودت القوات التركية وفصائل الجيش الوطني السوري المتواجدة في منطقة رأس العين/سري كانيه، عمليات القصف واستهدفت “قرى الأسدية وتل عبود والخضراوي وتل الورد ومحرملة ودادا عبدال وربيعات وتل شنان وتل جمعة وأم الكيف والطويلة وقرية كوليا”، بحسب رصد الباحثون الميدانيون لدى “سوريون من أجل الحقيقة”، حيث أسفر القصف عن إصابة امرأة بجراح وتسبب بنزوح لأهالي تلك القرى نحو مدينة تل تمر ومن ثم عادوا لمنازلهم بعد توقف عمليات القصف.

كما قام الجيش التركي أيضاً باستهداف قرى “مزرعة الشاطئ وقسروك والكسوة” قرب مدينة المالكية، ما أدى لدمار في منازل بقرية قسروك ودمار في مخفرا للأسايش في قرية مزرعة الشاطئ وموقعاً لقوات سوريا الديمقراطية في قرية الكسوة.

لاحقاً وبتاريخ 9 شباط/فبراير 2022، استهدفت القوات التركية سيارة تقل مدنيين بالقرب من قرية “بهيرة الغمر“، وهو ما أدّى إلى مقتل الطفل “محمد علي كلاح/ 11 عام”، وإصابة ثلاثة آخرين بينهم طفل آخر بجروح وهم: “ماهر عيسى/13 عام” و “علاء جدّوع/25 عام” و “عمر الغانم/45 عام”.

أدّى الاعتداء التركي إلى انقطاع التيار الكهربائي عن حوالي 40 قرية في ريف مدينة عامودا، وخروج خط “تل حبش” المغذي لهذه القرى عن الخدمة أثناء عملية قصف السيارة.

منشورات ذات صلة

اترك تعليقاً

* By using this form you agree with the storage and handling of your data by this website.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك عدم المشاركة إذا كنت ترغب في ذلك. موافق إقرأ المزيد