مقدمة:
استمرت القوات السورية وحلفاؤها الروسية في التصعيد العسكري على بلدات ريف إدلب الجنوبي وخاصةً تلك الواقعة بالقرب من الطريق الدولي M5 الواصل ما بين محافظتي دمشق وحلب والذي يمر من محافظة إدلب، وتحديداً خلال أيام 27 و28 و29 آب/أغسطس 2019، حيث رصدت سوريون من أجل الحقيقة والعدالة في هذا التقرير عدّة حوادث تمّ فيها قصف تجمّعات وأحياء السكنية ما أسفر عن مقتل وجرح العديد من المدنيين جلّهم من الأطفال والنساء، ولوحظ أنّ هذا التصعيد جاء قبيل أيام من سيطرة القوات النظامية السورية وحلفاؤها على بلدة التمانعة الواقعة شرق بلدة خان شيخون[1] وذلك بتاريخ 30 آب/أغسطس 2019.
ففي 29 آب/أغسطس 2019، قام طيرن حربي تابع لسلاح الجو السوري، بقصف الأحياء السكنية في بلدة معرشمشة[2] الواقعة بالقرب من الطريق الدولي M5، ما أدى إلى مقتل أربعة أشخاص بينهم طفل وامرأتين، وأدى إلى نزوح العديد من أهالي البلدة باتجاه المناطق الحدودية.
وفي تاريخ 28 آب/أغسطس 2019، أسقط طيران حربي تابع لسلاح الجو السوري، كامل حمولته من الصواريخ المتفجرة والتي يبلغ عددها 12 صاروخ، على الأحياء السكنية في مدينة معرة النعمان[3] والواقعة على الطريق الدولي M5، ما أدى إلى وقوع مجزرة راح ضحيتها ما لا يقلّ عن 13 قتيل وإصابة أكثر من 36 آخرين، جلّهم من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم ما بين 2 إلى 15 عاماً، فضلاً عن الدمار الكبير الذي لحق بممتلكات المدنيين، ما أجبر العديد من السكان أيضاً على ترك منازلهم والنزوح إلى مناطق أكثر أماناً.
وفي 27 آب/أغسطس 2019، قام طيران مروحي تابع لسلاح الجو السوري، بقصف الأحياء السكنية في بلدة معرشورين[4] والواقعة على بعد 3 كيلو متر من مدينة معرة النعمان وبالقرب من الطريق الدولي M5، وذلك بواسطة البراميل المتفجّرة والألغام البحرية، ما أدى إلى مقتل وجرح عدد من المدنيين، ونزوح العديد من سكانها.
وكانت وزارة الدفاع الروسية قد أعلنت[5] أنّ الجيش النظامي السوري سيوقف إطلاق النار من جانب واحد في محافظة إدلب اعتباراً من يوم 31 آب/أغسطس 2019، إلا أنّ الباحثة الميدانية لدى سوريون من أجل الحقيقة والعدالة، قالت بأنّ التصعيد العسكري على مناطق محافظة إدلب عموماً وريف إدلب الجنوبي خصوصاً، لم يتوقف بشكل كامل رغم الإعلان عن اتفاق وقف إطلاق النار.
وهذه ليست المرة الأولى التي تشهد فيها مناطق ريف إدلب الجنوبي والواقعة بالقرب من الطريق الدولي تصعيداً عسكرياً عنيفاً، من جانب القوات النظامية السورية وحلفاؤها، حيث كانت سوريون من أجل الحقيقة والعدالة قد وثقت في تقرير سابق لها عمليات القصف خلال عمليات السيطرة على ريف حماه الشمالي ومدينة خان شيخون الاستراتيجية، حيث رصدت عدّة حوادث تمّ فيها قصف أحياء وتجمّعات سكنية، ما أسفر عن مقتل وجرح العديد من المدنيين، غالبيتهم من الأطفال.[6]
خارطة تظهر توزع السيطرة العسكرية في محافظة إدلب حتى تاريخ 9 أيلول/سبتمبر 2019. المصدر: Syria live map (تمّت إضافة بعد التعديلات من قبل سوريون من أجل الحقيقة والعدالة).
صورة مأخوذة بواسطة القمر الصناعي تبين موقع بلدات معر شمشة ومعرة النعمان ومعرشورين بريف إدلب الجنوبي بالنسبة للطريق الدولي الواصل مابين دمشق وحلب M5.
لقراءة كامل التقرير وتحميله بصيغة ملف PDF (مفصلاً بالحوادث والصور والأدلة البصرية المتاحة) يُرجى الضغط هنا.
——————————-
[1] سيطرت القوات النظامية السورية وحلفاؤها على بلدة خان شيخون في 21 آب/أغسطس 2019.
[2] تسيطر عليها هيئة تحرير الشام.
[3] تسيطر عليها هيئة تحرير الشام.
[4] تسيطر عليها هيئة تحرير الشام.
[5] “الجيش السوري يوقف إطلاق النار من جانب واحد في إدلب غدا” موقع روسيا اليوم في 30 آب/أغسطس 2019. (آخر زيارة بتاريخ 10 أيلول/سبتمبر 2019). https://arabic.rt.com/middle_east/1041984-%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%81%D8%A7%D8%B9-%D8%A7%D9%84%D8%B1%D9%88%D8%B3%D9%8A%D8%A9-%D8%AA%D8%B9%D9%84%D9%86-%D9%88%D9%82%D9%81-%D8%A7%D9%84%D8%AC%D9%8A%D8%B4-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%88%D8%B1%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%A7%D8%B1-%D9%81%D9%8A-%D8%A5%D8%AF%D9%84%D8%A8-%D8%BA%D8%AF%D8%A7/?fbclid=IwAR0TN-EcYGZwo7Opd_4QmULU3ybFZUbfiXaKoG6ogOOdmoWcDmrz8l46B6s.
[6] ” سوريا: قتلى مدينون بينهم أطفال في هجمات جوية عنيفة بريف إدلب الجنوبي” سوريون من أجل الحقيقة والعدالة في 31 آب/أغسطس 2019. آخر زيارة بتاريخ 10 أيلول/سبتمبر 2019. https://stj-sy.org/ar/%d8%b3%d9%88%d8%b1%d9%8a%d8%a7-%d9%82%d8%aa%d9%84%d9%89-%d9%85%d8%af%d9%8a%d9%86%d9%88%d9%86-%d8%a8%d9%8a%d9%86%d9%87%d9%85-%d8%a3%d8%b7%d9%81%d8%a7%d9%84-%d9%81%d9%8a-%d9%87%d8%ac%d9%85%d8%a7%d8%aa/.