وثقت “سوريون من أجل الحقيقة والعدالة” اعتقال خمسة مدنيين على يد أجهزة تتبع للإدارة الذاتية في دير الزور، كما سجلت عملية اعتقال جماعي طالت عدداً من أهالي قرية “زغير جزيرة” على خلفية اشتباكات اندلعت بين قوات سوريا الديمقراطية وبعض الأشخاص العاملين في “مجال التهريب” نتج عنها مقتل أحد المهربين، وذلك خلال شهر شباط/فبراير 2022.
يشار أن عدد المعتقلين في المناطق الخاضعة للإدارة الذاتية ضمن محافظة دير الزور يفوق العدد المذكور آنفاً وفق مصادر محلّية، إلا أن “سوريون” استطاعت التثبّت من صحة المعلومات الواردة حول خمسة حالات اعتقال فقط. وكانت تفاصيل تلك العمليات التي تحققت منها “سوريون” عبر شهود عيان وعدد من أقارب المتعلقين كالتالي:
-
اعتقال الطفل “حمزة حسين العودة”:
بتاريخ 18 شباط/فبراير، قامت مجموعة من قوات “الكوماندوس” باعتقال (حمزة حسين العودة/14 عاماً) من منزله في بلدة الشحيل لأسباب غير معروفة، وتم احتجازه في مقر لهذه القوات في بلدة البصيرة، وما يزال مصيره مجهولاً. أحد أقارب الطفل من الدرجة الثانية قال لسوريون من أجل الحقيقة والعدالة ما يلي:
“جاءت قوات من الكوماندوس مؤلفة من سيارتين نوع (كيا وفان)، وتوقفت أمام المنزل ومن ثم دخلوا المنزل وقاموا بتفتيشه بالكامل وصادروا الهواتف المحمول لأفراد العائلة، ومن ثم قاموا باعتقال حمزة دون ذكر السبب، لا نعرف ما هي التهم الموجهة له ولكن عرفنا أنه موجود في بلدة البصيرة ولم يتم عرضه على أي محكمة حتى الآن.”
-
اعتقال الشقيقين “ماجد وماهر عبيد المخلف”:
بتاريخ 18 شباط/فبراير، قامت مجموعة من قوات “الكوماندوس” باعتقال “ماجد وماهر” من منزلهما في بلدة الشحيل لأسباب غير معروفة، وتم احتجازهما في مقر لهذه القوات في بلدة البصيرة، وما يزال مصيرهما مجهولاً. أحد شهود العيان من جيران الشابين قال لسوريون من أجل الحقيقة والعدالة:
“جاءت قوات من الكوماندوس مؤلفة من سيارتين نوع (كيا وفان)، وتوقفت أمام منزل المعتقلين، وقام العناصر بتفتيش المنزل واعتقال الشابين ومصادرة الهواتف المحمولة لجميع أفراد المنزل، ولم يخبروا أحداً عن التهمة الموجهة لماجد وماهر.”
-
اعتقال “صالح المحمد العباس”:
بتاريخ 18 شباط/فبراير، قامت دورية من “جهاز الجريمة المنظمة” باعتقال (صالح المحمد العباس/ 20 عاماً) من منزله في “منطقة الحصان” لأسباب غير معروفة، وتم احتجازه في مقر لهذه القوات في منطقة الكسرة وما يزال مصيره مجهولاً. أحد شهود العيان من جيران الشابين قال لسوريون من أجل الحقيقة والعدالة:
“كنا نجلس أمام منزلنا عندما جاءت سيارة من نوع (بيك أب) وسيارة من نوع (فان) وتوقفت أمام منزل صالح، كان العناصر يرتدون لباساً أخضر فاتح اللون، طرقوا باب منزل صالح وفتح الباب لهم وقاموا باعتقاله مباشرة وذهبوا، لم نسمع ما هو سبب الاعتقال أو التهمة الموجة له.”
-
اعتقال “طارق حسن الحسين”:
بتاريخ 25 كانون الثاني/يناير، قامت مجموعة مشتركة من قوات “الكوماندوس” و”HAT” بمداهمة منزل المدني (طارق حسن الحسين/ 25 عاماً)، في بلدة الجنينة واعتقاله لأسباب غير معروفة، وتم احتجازه في سجن الجزرة. أحد أفراد عائلة “طارق” قال لسوريون من أجل الحقيقة والعدالة ما يلي:
“طارق متزوج ولديه طفلين، في يوم اعتقاله كان طارق نائماً في منزله عندما جاءت قوات مؤلفة من ست سيارات نوع (بيك أب( مع سيارة من نوع (أنتر) وسيارتين من نوع (شاص) عليهما سلاح رشاش، حاصرت السيارات المنزل وقام العناصر الذين يرتدي بعضهم لباساً أسود وبعضهم لباساً أخضر مموه مع قناع للرأس، دخلوا المنزل واعتقلوا طارق دون أن يخبرونا ما السبب، قمنا بالسؤال عن مكان احتجازه ودفعنا مبالغ مالية لأشخاص مسؤولين وعددونا بإطلاق سراحه، ولكن دون فائدة، عرفنا مؤخراً أنه موجود في سجن الجزرة.”
وقد تحققت “سوريون من أجل الحقيقة والعدالة من عملية الاعتقال خلال شهر شباط/فبراير.
اعتقال جماعي في قرية زغير جزيرة:
قالت مصادر محلية في قرية” زغير جزيرة” لسوريون من أجل الحقيقة والعدالة إن عناصر من قوات سوريا الديمقراطية فرضت حصاراً لمدة ثلاثة أيام على القرية في يوم 10 شباط/فبراير، وأغلقت منافذ القرية، وذلك على خلفية اشتباكات دارت بينها وبين عدد من مهربي المحروقات في القرية، وأسفرت تلك الاشتباكات عن مقتل أحد المهربين واسمه “ناصر فيصل الجراح”.
وبعد حصار القرية لثلاثة أيام قامت قوات مشتركة من قوات الكوماندوس والأسايش ومجلس دير الزور العسكري بمداهمة القرية واعتقال العشرات من الأهالي، وتم الافراج عنهم تباعاً على مدار عدة أيام، وأكدت مصادر محلية عدم تعرّض أي منهم للضرب أو إساءة معاملة خلال فترة الاعتقال.