الرئيسية صحافة حقوق الإنسان تل أبيض: مقتل مدني على يد عناصر من “فيلق المجد” التابع للجيش الوطني

تل أبيض: مقتل مدني على يد عناصر من “فيلق المجد” التابع للجيش الوطني

تمت عملية القتل بدافع السرقة بعد استدراج الضحية ومحاولة إحراق سيارته وذلك يوم 1 كانون الثاني/يناير 2020 قبل أن يتم توقيف القاتلان لاحقاً

بواسطة bassamalahmed
569 مشاهدة تحميل كملف PDF هذا المنشور متوفر أيضاً باللغة: الإنجليزية حجم الخط ع ع ع

أقدم عنصران من “فيلق المجد” التابع للجيش الوطني/الحكومة السورية المؤقتة/المعارضة على قتل رجل مدني في منطقة تل أبيض بالرقة بدافع السرقة، بعد أن قاما باستدراجه إلى القرب من أحد مقرات الفصيل العسكرية ومحاولة حرق سيارته، وذلك في يوم 1 كانون الثاني/يناير 2020، لتشهد مدينة تل أبيض احتجاجاً شعبياً واسعاً على إثر الحادثة تطالب بطرد الفصيل من المدينة وإخلاءها من المقرات العسكرية الأخرى.

وكانت القوات التركية وفصائل من “الجيش الوطني” قد سيطروا على منطقة تل أبيض السّورية بعد انطلاقة عملية “نبع السلام” التي انطلقت بتاريخ 9 تشرين الأول/أكتوبر 2019.

وتخضع مدينة تل أبيض بشكل أساسي لسيطرة فصيلي “الجبهة الشامية” و”فيلق المجد”، حيث سبق أن ارتكب الفصيلان عدة انتهاكات بحق الأهالي منها الاعتقال والتعذيب داخل مراكز الاحتجاز، إضافة إلى الاستيلاء على أملاك مدنيين وسرقة أخرى، وسبق أن أعدت سوريون من أجل الحقيقة والعدالة تقارير مفصلة حول بعض هذه الحوادث.[1]

الباحث الميداني لدى سوريون من أجل الحقيقة والعدالة التقى بذوي الضحية وتابع مجريات القضية، كما تحدث مع أحد العاملين الطبيين الذين أجروا الكشف على الجثة إضافة إلى أحد المسؤولين في “الشرطة العسكرية” التي تولت التحقيق في القضية.

 

1. ما الذي حدث؟

 بتاريخ 1 كانون الثاني/ يناير 2020، طلب العنصران في “فيلق المجد” (ع/س .ح .ع/ر) و(أ. ز.ح) من الضحية عمار الحجي/من المكون العربي، أن يوصلهما بسيارته إلى “قرية كندار” غربي مدينة تل أبيض حيث يوجد هناك مقر للفصيل، وعندما وصلوا طلبوا منه النزول من السيارة وإعطاءهم هاتفه الجوال وما يحمل من مال، وعندما حاول الضحية الفرار بالسيارة قاموا بإطلاق النار عليه وأصيب بكتفه جراء ذلك وانحرفت السيارة عن الطريق وعندها قام العنصران بالاقتراب منه وإطلاق النار على رأسه من مسافة قريبة جداً.

الباحث الميداني لدى سوريون من أجل الحقيقة والعدالة تحدث إلى الممرض أحمد العيسى” الذي كان حاضراً أثناء الكشف على جثة الضحية حيث قال في إفادته:

“لقد أتت الجثة إلى المشفى بين الساعة الرابعة والخامسة مساءاً. للوهلة الأولى ظننا أنه تعرض للضرب على الرأس بأداة حادة، ولكن بعد الفحص تبين أنه قتل بطلق ناري دخل من الفم وخرج من الرأس، كما رأينا أنه تعرض لطلق ناري آخر بالكتف.”

كما تحدث الباحث الميداني إلى أحد العناصر في الشرطة العسكرية والذي كان قد حضر التحقيق مع القاتلين، حيث قال:

“لقد اعترف القاتلان بالجريمة كاملة، وأقرا أنهما طلبا من الضحية إيصالهما إلى قرية كندار عند الساعة الثانية والنصف عصراً، وطلبوا منه النزول من السيارة فحاول الهرب وقاموا بإطلاق النار عليه، ومن ثم قام العنصر( ع س.ح.ع ر) بوضع البندقية في فم الضحية وأطلق النار، كما حاولا إحراق السيارة ولكن لم يفلحا بذلك، وبعد ذلك دخل العنصران إلى القرية وبدلا ملابسهما، وفي الأثناء علم أحد العناصر المتواجدون بالقرية ما حدث وقام بإبلاغ مقر الفصيل الذي طلب الشرطة العسكرية وأبلغهم بوقوع جريمة القتل، وعثرت الشرطة العسكرية على الملابس الملطخة بالدماء التي تعود للعنصران، وجلبوا الجثة إلى مشفى تل أبيض، وقام الفصيل بتسليم العنصرين المجرمين إلى الشرطة العسكرية.”

 

صورة رقم (1). صورة حصلت عليها بسوريون من أجل الحقيقة والعدالة للضحية “عمار الحجي” الذي قتل على يد عنصرين من “فيلق المجد” يوم 1 كانون الثاني/يناير 2020.

 

صورة رقم (2). صورة أخرى من زاوية مختلفة، حصلت عليها بسوريون من أجل الحقيقة والعدالة للضحية “عمار الحجي” الذي قتل على يد عنصرين من “فيلق المجد” يوم 1 كانون الثاني/يناير 2020.

 

بدوره قال شقيق الضحية مصطفى الحجي للباحث الميداني لدى سوريون من أجل الحقيقة والعدالة ما يلي:

“لقد أبلغنا عناصر الشرطة العسكرية بـأنهم وجدوا أخي مقتولاً في قرية كندار وأنهم نقلوا الجثة إلى مشفى تل أبيض، وذهبنا إلى هناك للتعرف على الجثة وبالفعل كان أخي عمار، بعدها عاودت الاتصال بالعنصر الذي أبلغني بالخبر وأخبرني أنهم ألقوا القبض على العنصرين القاتلين وهما رهن الاعتقال لاجراء التحقيقات، توجهت أنا وعدد من أبناء عمومتنا إلى السجن وطالبنا بالقصاص من القتلة، وجاء إلينا عناصر من فصيل أحرار الشرقية ومن الجبهة الشامية وأخبرونا أن التحقيقات مستمرة وسوف يتم محاسبة المجرمين.”

وتابع: “لقد اتصل شقيق القاتل بنا وأخبرنا أن عائلتهم قد تبرأت من القاتل وأن دمه مهدور منذ فترة طويلة حيث سبق له أن قتل شخصاً في مدينة جرابلس من أجل مبلغ بسيط من المال.”

 

2. ترهيب وترويع المدنيين:

في حادثة منفصلة، وبتاريخ 28 كانون الأول/ديسمبر 2019، وفي قرية الثورة/الجلبة والتي تقع على خط المواجهة بين “الجيش الوطني” و”قوات سوريا الديمقراطية”، قام عناصر من “فيلق المجد” المسيطر على القرية بالتعرض للفلاح “رشيد أحمد” وطلبوا منه ترك الأرض التي يحرثها، ودارت مشاحنة بين الفلاح والعناصر ما دفعهم لإطلاق النار بالهواء مرات عدة وضرب الفلاح وإهانته، كما قام أحد العناصر بوضع فوهة بندقيته على صدر الفلاح وتهديده بالقتل، وعندما تجمع أهالي القرية قام العناصر بالمغادرة، وتوفي الفلاح بعد ذلك بساعتين إثر نوبة قليبة أصابته على خلفية الحادثة.

 

صورة رقم (3) – صورة للضحية “رشيد أحمد”. المصدر نشطاء محليون.

 

3. من هو “فيلق المجد”:

تأسس “فيلق المجد” في العام 2017، بقيادة شخص يُدعى “يامن تلجو”، والذي انشق بدوره عن “جيش الإسلام” مع عدد من المقاتلين، وشكل بعدها “فيلق المجد” وكان عدد المقاتلين فيه حينها لا يتجاوز 200 مقاتل وفق تقارير إعلامية.

ويتبع “فليق المجد” إلى “الفيلق الثالث” ضمن الجيش الوطني السوري الذي يتبع لهيئة الأركان العامة في وزارة الدفاع في الحكومة السورية المؤقتة المنبثقة عن الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة ومقره اسطنبول.

 وفي العام 2018 انضم إلى صفوف “فيلق المجد” القيادي في “فيلق الشام” الرائد ياسر عبدالرحيم، ومقاتلون منشقون معه بسبب خلافات داخلية. وتم تعيين “عبدالرحيم” قائداً عسكرياً لـ”فيلق المجد”، كما التحق بـ”فيلق المجد” مقاتلون من “حركة نور الدين الزنكي” بعدما أن أعلنت حلت نفسها مطلع عام 2019، ليصل عدد مقاتلي الفصيل إلى نحو 3000 مقاتل من مختلف المحافظات السورية.

وينحدر يامن تلجو -مؤسس الفصيل- من مدينة حلب، وكان مسؤولاً عسكرياً في فصيل “جيش الإسلام – قطاع الشمال” وكان مندوباً عنه لحضور اجتماعات “أستانة” عام 2017، التي ترعاها روسيا وتركيا وإيران، ويتهمه ناشطون محليون باختلاس الدعم والأسلحة التي كانت تأتي لـ(جيش الإسلام – قطاع الشمال) عند انشقاقه.

وكانت عملية “غصن الزيتون”  التي شنتها تركية بمشاركة “الجيش الوطني” على منطقة عفرين مطلع 2018، هي أولى العمليات العسكرية التي خاضها “فيلق المجد” وذلك بدعم من تركيا، إذ بات يتلقى دعمه بشكل كامل ومباشر منها.

وارتكب “فيلق المجد” انتهاكات واسعة ضد السكان الأصليين في عفرين وغالبيتهم من الكرد، إذ شارك باقي فصائل الجيش الوطني بالاستيلاء على أملاك السكان ومنازلهم ومزارع الزيتون.

كذلك شارك الفصيل إلى جانب القوات التركية في عملية “نبع السلام” التي بدأت في 9 تشرين الأول/أكتوبر 2019، وتركز نشاطه في منطقة تل أبيض في الرقة، وارتكب انتهاكات أيضا شملت الاستيلاء على منازل سكان في المدينة وسرقة محلات تجارية واعتقال مدنيين والتمثيل بجثث قتلى من “قوات سوريا الديمقراطية”.

كما ارتكب القائد العسكري لـ”فيلق المجد” الرائد ياسر عبدالرحيم انتهاكاً صارخاً في معاملة الأسرى والتشفي بهم خلال عملية “نبع السلام” حيث التقط صوراً بوضعيه مهينة لإحدى المقاتلات في “وحدات حماية الشعب” الأمر الذي لاقى استهجانا ًواسعاً لدى شريحة واسعة من السوريين.


[1] انظر على سبيل المثال: ” تسجيل عدة انتهاكات ارتكبها “الجيش الوطني” في تل أبيض بالرقة” – سوريون من أجل الحقيقة والعدالة. 18 تشرين الثاني/نوفمبر 2019. https://stj-sy.org/ar/%d8%aa%d8%b3%d8%ac%d9%8a%d9%84-%d8%b9%d8%af%d8%a9-%d8%a7%d9%86%d8%aa%d9%87%d8%a7%d9%83%d8%a7%d8%aa-%d8%a7%d8%b1%d8%aa%d9%83%d8%a8%d9%87%d8%a7-%d8%a7%d9%84%d8%ac%d9%8a%d8%b4-%d8%a7%d9%84%d9%88%d8%b7/.

انظر أيضاً: “عمليات اعتقال وتعذيب من قبل “الجيش الوطني” في تل أبيض” – سوريون من أجل الحقيقة والعدالة. 28 تشرين الثاني/نوفمبر 2019. https://stj-sy.org/ar/%d8%b9%d9%85%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%aa-%d8%a7%d8%b9%d8%aa%d9%82%d8%a7%d9%84-%d9%88%d8%aa%d8%b9%d8%b0%d9%8a%d8%a8-%d9%85%d9%86-%d9%82%d8%a8%d9%84-%d8%a7%d9%84%d8%ac%d9%8a%d8%b4-%d8%a7%d9%84%d9%88%d8%b7/.

منشورات ذات صلة

اترك تعليقاً

* By using this form you agree with the storage and handling of your data by this website.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك عدم المشاركة إذا كنت ترغب في ذلك. موافق إقرأ المزيد