أفادت شهادات حصّرية حصلت عليها “سوريون من أجل الحقيقة والعدالة” بشكل أساسي من عائلات/أقرباء لمقاتلين سوريين، إضافة إلى ضباط، بقيام القوات الروسية المتواجدة في سوريا بنقل ما لا يقل عن 500 مقاتل إلى روسيا للقتال كمرتزقة إلى جانب قواتها شرقي أوكرانيا، كانوا قد سجلوا أسمائهم في وقت سابق لدى شركات أمنية ووسطاء.
عمليات نقل مقاتلين من سوريا إلى روسيا والتي رصدتها “سوريون من أجل الحقيقة” تمّت عبر قاعدة حميميم العسكرية ووقعت في خلال شهري آذار/مارس ونيسان/أبريل 2022، وجاءت متزامنة مع عمليات نقل مقاتلين سوريين آخرين من ليبيا أجرتها روسيا للهدف ذاته، حيث سبق أن نشرت المنظمة تقارير مفصلة حول بدء عمليات تسجيل أسماء مقاتلين داخل الأراضي السورية ولاحقاً، نقل مقاتلين آخرين متواجدين في ليبيا إلى سوريا تهميداً لنقلهم إلى روسياً ولاحقاً أوكرانيا.
استندت “سوريون” في هذا التقرير والمعلومات الواردة فيه، إلى شهادات ومقابلات أجريت مع مصادر من أقارب مقاتلين ذهبوا إلى روسيا، وإلى معلومات حصلت عليها من ضباط من الدرجة الثانية ضمن القوات الحكومية السورية والمنضوين ضمن مجموعات وكتائب تم تجنيد ونقل مقاتلين منها.
قامت “سوريون” بعدها بمقاطعة تلك المعلومات التي وردت في الشهادات حول تواريخ السفر، مع معلومات الرحلات الجوية التي تمّ رصدها عبر موقع Flightradar24 والتي وقعت خلال الفترة الممتدة بين 14 آذار/مارس و 7 نيسان/أبريل 2022. (انظر الصور الملحقة).
-
نقل عشرات المقاتلين “المتطوعين” من سوريا إلى روسيا:
تشير المعلومات التي حصلت عليها “سوريون” أنه تمّ نقل ما لا يقل 100 مقاتل من أبناء وسط وجنوب سوريا إلى جبهات القتال شرقي أوكرانيا وذلك بعد تجنيدهم على يد “شركة الصياد الأمنية/ صائدو داعش” والقوات الروسية لقاء أجور مالية متفاوتة تبدأ من 1000 دولار أمريكي وصولاً إلى 1500 للشهر الواحد، مع وعود بالحصول على علاوات وميزات إضافية بعد انهاء المهمة والعود للالتحاق بالكتيبة الأساسية في سوريا، والتي جاء منها المقاتل.
أيضاً، علمت “سوريون” بعد تحدّثها مع مصادر عسكرية عن تجنيد ونقل ما لا يقل عن 530 مقاتل من عناصر “الفرقة 25 قوات خاصة” بعد أن خضعوا لمعسكرات تدريبية على يد ضباط روس لمدة 15 يوماً، وسبق ذلك إرسال عدد من الضباط والقادة في القوات الحكومية السورية والميليشيات الموالية لها إلى روسيا لتسيير وتنظيم عمليات استقبال المقاتلين وتوزيع المهام.
المصدر الأول، وهو من عائلة المحاميد، وقريب أحد المقاتلين[1] الذين تمّ تجنيدهم في أوكرانيا، الذي ينضوي ضمن مرتبات اللواء الثامن في الفيلق الخامس (تم تشكيله ودعمه من قبل القوات الروسية في سوريا بشكل أساسي)، منطقة درعا بصرى الشام، والذي قال في شهادته ما يلي:
” كان قريبي مقاتلاً ضمن صفوف (جيش اليرموك) التابع للمعارضة السورية المسلّحة سابقاً، ومن ثمّ انضم إلى اللواء الثامن باختصاص سلاح مدفعي. أخبرني أنه سجل اسمه للقتال في أوكرانيا، وأنه تم تجميعه مع 50 شاب من درعا والسويداء وريف دمشق في إحدى الساحات في مدينة بصرى الشام، وتمّ نقلهم إلى قاعدة حميميم وذلك في يوم 14 آذار/مارس 2022، تمهيداً لنقلهم إلى روسيا، وأخبروهم هناك أنهم سيحصلون على راتب وقدره 1300 دولار شهرياً، وأنه لا يوجد مدّة محددة لهذه المهمة، كما وعدوهم أنهم سيحصلون بعد عودتهم على زيادة في الراتب، وانقطع الاتصال مع قريبي في ذلك اليوم.”
المصدر الثاني، من عائلة الحصني، وهو قريب أحد المقاتلين،[2] الذين انهوا خدمتهم العسكرية الإلزامية في الجيش النظامي السوري في عام 2021، وكان يخدم في منطقة الضمير باختصاص دبابات، وانضم إلى شركة “الصياد/صائدو داعش” مطلع شهر شباط/فبراير 2022، وكان ضمن الدفعات الأولى التي تم نقلها للقتال في أوكرانيا.
يقول المصدر:
“التحق قريبي بشركة الصياد عن طريق شخص يدعى (حسام أبو وليم)، وهو ينحدر من بلدة سحلب، وعندما سجل اسمه للقتال في أوكرانيا عبر الشركة نفسها طلبوا منه الخضوع لاختبار قبول المقاتلين في حقل تدريب في قرية الصايد-الفرقلس، وطلبوا 5 صور شخصية والبطاقة الشخصية/الهوية، وبيان وضع تجنيد.”
وتابع المصدر:
“تحدثت مع قريبي آخر مرة في يوم 14 آذار/مارس، وأخبرني أن الراتب هو نحو ألف دولار أمريكي، وأخبرني أيضاً أنه متواجد في قاعدة حميميم وأنه لن يستطيع التحدث معنا بشكل مباشر بعد الآن، وأنه يتوقع أن يتم نقلهم في اليوم ذاته، وانقطع الاتصال معه لكننا نستطيع الاطمئنان عليه عبر أبو وليم.”
المصدر الثالث، وهو شخص برتبة عقيد سابق في الجيش السوري، وقيادي سابق في فرقة أحرار حوران، ويشغل حالياً منصباً يخوله التواصل مباشرة مع الشرطة العسكرية الروسية في محافظة درعا، وافق على إعطاء الشهادة التالية بشرط حجب معلومات الشخصية. يقول المصدر:
“بتاريخ 17 آذار/مارس تمّ نقل العديد من الضباط السوريين من قاعدة حميميم العسكرية إلى روسيا من أجل تنسيق وتوزيع المهام على المقاتلين القادمين من سوريا، وكان من ضمن القادة الذين ذهبوا إلى روسيا (سمير.د) القيادي في شركة صائدوا داعش، و(محمد.س)، والعقيد (نسيم.ع) قائد اللواء الثامن في الفيلق الخامس في درعا، و(محمد.ج) قائد صقور الصحراء، واللواء (زيد.ص) قائد الفرقة 30 ضمن الفيلق الخامس حلب.”
المصدر الرابع، وهو ضابط، من مرتبات الفرقة 25 قوات مهام خاصة (فرقة سهيل النمر)، والذي قال في شهادته ما يلي:
“لقد خصصت الفرقة حتى الآن 530 جندياً للقتال في أوكرانيا. تمّ نقل العديد منهم بالفعل إلى أوكرانيا، وتحديداً إلى منطقة خيرسون على ثلاث رحلات انطلقت من قاعدة حميميم أيام 24 و 25 آذار/مارس و7 نيسان/أبريل، وتمّ تقسيم هؤلاء المقاتلين على كتائب؛ كل كتيبة تضم نحو 25 مقاتل يترأسهم ضابط ومعهم مترجم، تمّ إعداد هؤلاء المقاتلين لخوض معارك في شرقي أوكرانيا أولاً ومن ثم الانتقال إلى حراسة المدن التي يتم السيطرة عليها، وسوف يتقاضى المقاتل حوالي 900 دولار أمريكي عن كل شهر أثناء تواجده في أوكرانيا، وسوف يتقاضى 400 دولار عن كل شهر عند عودته إلى سوريا.”
وختم المصدر:
“لقد تم تجنيد هؤلاء المقاتلين تحت مسمى الذهاب بداعي التطوع والدفاع مع الجيش الروسي، وقد خضعوا قبل نقلهم إلى روسيا إلى معسكر تدريب لمدة 15 يوماً تضمن التدريب على الإنزال الجوي تحت إشراف ضباط روس في منطقة كفرنبل وخان شيخون جنوبي إدلب.”
لقراءة التقرير كاملاً وبصيغة ملف PDF يُرجى الضغط هنا.
[1] تم إخفاء اسم المصدر واسم المقاتل بناء على رغبة المصدر نفسه.
[2] تم إخفاء اسم المصدر واسم المقاتل بناء على رغبة المصدر نفسه.
1 تعليق
[…] تقرير للمنظمة ، إن مشاركة المقاتلين التابعين للنظام جاءت لقاء أجور […]