تعلن منظمة “سوريون من أجل الحقيقة والعدالة” التي تعنى بتوثيق انتهاكات حقوق الإنسان، ممثلة بفريق عملها الذي عايش الصراع في سوريا، والمدرك تماماً لمرارة ما يمكن أن تنطوي عليه الحروب من عمليات قصف عشوائي واغتصاب للأراضي وتشريد قسري، عن تضامنها الكامل للشعب الأوكراني في ظل العدوان الروسي.
لقد أظهرت روسيا منذ الأيام الأولى لحربها على أوكرانيا تجاهلاً واضحاً للقوانين الدولية التي صادقت عليها، واستخفافاً بأرواح المدنيين، حيث شنَّت هجمات عشوائية على مناطق مدنية مجبرةً أكثر من مليون لاجئ أوكراني وغير أوكراني على البحث عن الأمان في البلدان المجاورة. وعلى الجهة الأخرى فقد كممت روسيا أفواه مواطنيها الصحفيين والمدنيين ممن جاهروا بمعارضتهم لحرب بوتين على أوكرانيا، كما اعتقال الآلاف من المتظاهرين المناهضين للحرب في جميع أنحاء روسيا.
يتشابه سيناريو الحرب في أوكرانيا إلى حد كبير مع ما حدث في سوريا، حيث أنَّ هذه المشاهد والأحداث أصبحت مألوفة بالنسبة لنا نحن كمنظمة حقوقية رصدت أحداث الصراع السوري عن كثب، فعلى مدى السنوات العديدة الماضية قمنا بتوثيق آثار وتداعيات القصف المدفعي والجوي العشوائي من قبل القوات الروسية على مناطق مدنية في جميع أنحاء سوريا، كما استمعنا إلى شهادات العديد من الأشخاص الذين هجروا بفعل الحرب داخلياً وخارجياً واستحالت عليهم العودة إلى ديارهم. وفي سياق رصدنا لانتهاكات حقوق الإنسان في البلاد أيضاً، قمنا بتسليط الضوء على ما يرتكبه الاحتلال التركي من اعتداءات في شمال سوريا، لا سيما في مناطق عفرين، ورأس العين/سري كانيه، وتل أبيض.
وفي الختام، تدعو سوريون من أجل الحقيقة والعدالة المجتمع الدولي إلى:
- تقديم الدعم والمساعدة للشعب الأوكراني، وتسهيل عمليات اللجوء للأوكرانيين وغير الأوكرانيين على حد سواء، من الفارين من العنف بحثاً عن الأمان.
- إدانة الغزو الروسي لأوكرانيا بشكل لا لبس فيه، ومواصلة الضغط على الحكومة الروسية لوقف العمليات العسكرية وسحب قواتها فوراً من الأراضي الخاضعة لسيادة أوكرانيا.
- حماية جميع المدنيين في أوكرانيا، وتمهيد الطريق لمحاسبة جميع مرتكبي انتهاكات حقوق الإنسان خلال النزاع الأوكراني.