قامت أجهزة أمنية تابعة للإدارة الذاتية/قوات سوريا الديمقراطية باعتقال ثلاثة نشطاء محليين بارزين في محافظة الرقة خلال شهر شباط/فبراير 2020، وذلك لأسباب مجهولة، حيث تمّ احتجازهم في مقرات تابعة لها في مدينتي الرقة والطبقة، بعد أنّ قام مكتب الاستخبارات بتنفيذ ثلاث عمليات دهم متفرقة أفضت لاعتقال النشطاء الثلاث.
فبتاريخ 29 شباط/فبراير 2020، قامت دوريات تابعة لمكتب الاستخبارات التابع لقوات سوريا الديمقراطية (بحسب أحد أصدقاء المعتقل) باعتقال “أحمد الهشلوم” المدير التنفيذي لمنظمة إنماء الكرامة.
وكانت نفس الجهة الأمنية قد قامت باعتقال “نزار العكلة” رئيس مجلس إدارة منظمة صناع المستقبل وذلك بتاريخ 26 شباط/فبراير 2020. قبل أنّ تقوم باعتقال “جمال المبروك” منسق برنامج فرات (أحد البرامج الانمائية التي تدعهما وزارة الخارجية الأمريكية في المنطقة)، في بتاريخ 12 شباط/فبراير 2020.
سوريون من أجل الحقيقة والعدالة، تحدثت يوم 2 آذار/مارس 2020، مع أحد أصدقاء المعتقلين الثلاثة عن طريق الهاتف، والذي طلب عدم كشف هويته لأسباب أمنية، حيث أوضح المصدر أنه تم اعتقال “الهشلوم” من مكتبه في مقر المنظمة بمدينة الرقة وذلك قرابة الساعة 12 ظهراً، دون توضيح الأسباب والتهم الموجهة له، وهو موجود حالياً في مقر استخبارت قوات سوريا الديمقراطية في مدينة الرقة.
أمّا بالنسبة لـ”المبروك”، فقد تمّ اعتقاله من منزله الواقع في قرية “سوية الكبيرة” عند مفرق جعبر قرب مدينة الطبقة، وذلك قرابة الساعة الثانية بعد منتصف الليل، حيث قامت دورية من جهاز الاستخبارات باعتقاله وهو موجود حالياً في مقر استخبارت قوات سوريا الديمقراطية في مدينة الطبقة. بينما تم اعتقال “العكلة” من منزله في قرية الكسرة قرب مدينة الرقة، وهو موجود حالياً في مقر استخبارت قوات سوريا الديمقراطية في مدينة الرقة.
وسبق أن أعدّت سوريون من أجل الحقيقة والعدالة تقريراً موسعاً تناولت فيه اعتقال نشطاء بارزين في محافظة الرقة كان من بينهم أحمد الهشلوم وجمال المبروك[1]، وتم إطلاق سراح “جمال” حينها يوم 16 تشرين الأول/أكتوبر 2019، في حين تم إطلاق سراح “أحمد” يوم 29 تشرين الأول/أكتوبر 2019.
وأشار صديق المعتقلين/ناشط أنه خلال الاعتقال السابق لهم تم اعتقالهم بتهمة تمويل تنظيم”داعش” والتواصل مع جهات استخباراتية تركية، ولكن تم إطلاق سراحهم بعد أن قام التحالف الدولي بالتحقيق معهم بشكل مباشر وخَلص التحقيق إلى عدم ثبوت هذه التهم.
وتجدر الإشارة إلى أن “الإدارة الذاتية” قد أطلقت سراح الناشط “مازن الحرامي” يوم 10 كانون الثاني/يناير 2020 وذلك بعد أن تم اعتقاله من قبل دورية تابعة للأمن العام يوم 17 كانون الأول/ديسمبر 2019 بتهمة التعاون مع جهات إعلامية “معادية” للإدارة الذاتية.
توصيات:
- يجب على الإدارة الذاتية شرح وإيضاح الأسس القانونية التي تتم على أساسها عمليات التوقيف والاعتقال، ونشرها بلغة واضحة ومفهومة لجميع المواطنين، خاصة تلك التوقيفات التي تطال المدنيين والنشطاء.
- يجب أنّ لا تتم عمليات التوقيف إلا من قبل سلطات مخّولة بذلك، استناداً إلى تصاريح رسمية صادرة من مكتب المدعي العام أو المخولين بإصدار هكذا أوامر.
- يجب منح الموقوفين حق التواصل مع ذويهم ومحامين دون إبطاء، وإخطارهم بأسباب توقيفهم وضمان سرعة العرض على قاض وتوجيه اتهام رسمي أو الإفراج عنهم فوراً.
- عند توجيه أي اتهام، يجب منح المتهمين محاكمة عادلة أمام محكمة مستقلة. على أنّ يتمّ السماح لمنظمات حقوق الإنسان المحلية والدولية بمراقبة المحاكمات.
[1] سوريا: اعتقالات تعسفية بحق نشطاء بارزين في مدينة الرقة، سوريون من أجل الحقيقة والعدالة بتاريخ 30 آب/أغسطس 2019، آخر زيارة بتاريخ 2 آذار/مارس 2020، https://stj-sy.org/ar/%d8%b3%d9%88%d8%b1%d9%8a%d8%a7-%d8%a7%d8%b9%d8%aa%d9%82%d8%a7%d9%84%d8%a7%d8%aa-%d8%aa%d8%b9%d8%b3%d9%81%d9%8a%d8%a9-%d8%aa%d8%b7%d8%a7%d9%84-%d9%86%d8%b4%d8%b7%d8%a7%d8%a1-%d8%a8%d8%a7%d8%b1%d8%b2/