ملخص تنفيذي:
باتت الحرائق التي تستهدف المحاصيل الصيفية في مناطق الشمال السوري ظاهرة متكررة خلال السنوات القليلة الماضية، وغالباً ما يتزامن موعد هذه الحرائق مع موسمي حصاد القمح والشعير أي في مستهل شهر أيار/مايو. وأصبحت تشكل هذه الظاهرة خطراً على المحاصيل التي يعتاش عليها المزارعون والتي تعتبر الغذاء الرئيسي لسكان المنطقة.
وكان لمحافظة الحسكة التي تُلقّب بـ “سلة الغذاء السورية” نصيب كبير من تلك الحرائق حيث اندلعت النيران في مختلف أنحائها، ورسمت خرائط للخطوط الأمامية بين “الجيش الوطني” المدعوم من قبل تركيا وقوات سوريا الديمقراطية (قسد). وأظهر التحليل الذي أجرته منظمة باكس من أجل السلام عبر الأقمار الصناعية أنَّ ما يقرب من 43 ألف فدان من الأراضي في المنطقة الواقعة بين بلدتي رأس العين/سري كانيه وتل تمر كانت قد احترقت في الفترة ما بين 15 أيار/مايو و 25 تموز/يوليو 2020، وهو ما يمثل 10٪ من إجمالي الأراضي المحروقة في منطقة الحسكة خلال هذه الفترة الزمنية.
في إطار التحضير لهذا التقرير تحدثت سوريون من أجل الحقيقة والعدالة إلى عدد من المزارعين المحليين، وكذلك مع مسؤولين مدنيين وعسكريين فاعلين على الخطوط الأمامية لاسيما في محيط بلدة تل تمر. وقد سلطت هذه الشهادات الضوء على بعض الجوانب المتعلقة بحرائق المحاصيل هذه.
لكن تلك الشهادات تضاربت حول ما أو من المسؤول عن هذه الحوادث، و هذا لا يدل فقط على أنَّ المنطقة التي حدثت فيها الحرائق تحتوي على بيئة صراع تخضع للاستقطابات وإنما أيضاً يوضح الصعوبة التي واجهتها السلطات المحلية في التحقيق في هذه الحرائق وفي إيجاد أدلة على أسبابها. من المحتمل أن تكون الحرائق قد اشتعلت بطرق مختلفة فمثلاً من الممكن أنَّ بعضها كان عرضياً، أو مدبّراً أو أنها كانت قد توسعت من حرق مخلفات الزرع، أو أن تكون قد قامت الفصائل المسلحة بإشعالها بهدف توضيح الرؤية حول خطوط الجبهة الأمامية، أو كانت نتيجة غير مباشرة للقصف والاشتباكات صغيرة النطاق التي تحدث في المنطقة. وعلاوة على ذلك، فقد ذكرت بعض الشهادات أنَّ هناك مسلحين، وتحديداً من الفصائل التابعة للجيش السوري الوطني، قد قاموا بتهديد فلاحين محليين بحرق مزارعهم وذلك ضمن مساعٍ منهم للحصول على رشاوى أو إيجارات.
من الواضح هنا أنَّ هناك قصور في الموارد وفي قدرة المنظمات المحلية المعنية بالاستجابة للطوارئ على مواجهة هذه الحرائق، وقد تحدَّث المزارعون الذين يعملون في الأراضي – سواء تلك التي تقع تحت سيطرة الجيش الوطني السوري أم التي تقع تحت سيطرة قوات سوريا الديمقراطية– لسوريون من أجل الحقيقة والعدالة مراراً عن الاستجابة البطيئة ونقص اللوازم لدى فرق الإطفاء المحلية، الأمر الذي أدى إلى احتراق فدانات بأكملها. وفي الحقول التي تقع مباشرةً على خطوط الجبهة الأمامية، تشكل جغرافية الصراع عائقاً آخراً أمام جهود مكافحة الحرائق، حيث تفيد التقارير بأنَّ وجود المقاتلين المحليين والنيران التي يطلقونها على الجانب الآخر تجعل الوصول إلى هذه المناطق أمر غير ممكن.
لقراءة وتحميل التقرير كاملاً (39) صفحة وبصيغة ملف PDF يرجى الضغط هنا.