الرئيسية صحافة حقوق الإنسان إدلب: مقتل طفلين ورجل برصاص حرس الحدود التركي داخل الأرضي السورية

إدلب: مقتل طفلين ورجل برصاص حرس الحدود التركي داخل الأرضي السورية

أطلقت الجندرما التركية النار بشكل مباشر على الطفلين والرجل أثناء عملهم في أراض زاعية قرب الجدار الحدودي في ثلاثة حوادث منفصلة خلال شهري كانون الثاني وشباط 2022

بواسطة communication
312 مشاهدة تحميل كملف PDF هذا المنشور متوفر أيضاً باللغة: الإنجليزية حجم الخط ع ع ع

وثقت “سوريون من أجل الحقيقة والعدالة” مقتل طفلين ورجل برصاص حرس الحدود التركي خلال شهري كانون الثاني/يناير وشباط/فبراير 2022، في محافظة إدلب، حيث قام عناصر من الجندرمة بإطلاق النار مباشرة في ثلاث حوادث منفصلة على الطفلين والرجل أثناء تواجدهم في مزارع  قريبة من الشريط الحدودي داخل الأراضي السورية، دون معرفة السبب المباشر لذلك الاستهداف.

إن ممارسات حرس الحدود التركي على الحدود السورية التركية، تتسم بالعنف المفرط وغير المبرر بشكل عام، فإلى جانب عمليات إطلاق النار التي تستهدف المدنيين داخل الأراضي السورية فهي تقوم أيضاً بالاعتداء بالضرب المبرح واحتجاز من يتم إلقاء القبض عليه أثناء محاولة الدخول إلى الأراضي التركية بطريقة غير شرعية، وقد وثقت سوريون من أجل الحقيقة والعدالة هذه الممارسات في إطار تحقيق موسع سيتم نشره خلال شهر آذار/مارس 2022.

  1. مقتل الطفل “عبدالله خالد سكيف”

في يوم 30 كانون الثاني/يناير 2022، قتل حرس الحدود التركي الطفل عبدالله خالد سكيف (14 عاماً) بالرصاص أثناء تواجده رفقة شقيقه في أرض زراعية قرب “قرية الدرية”، في ناحية دركوش القريبة من الشريط الحدودي، واستمروا في إطلاق النار على تحركات الأهالي في المنطقة الذين هرعوا لإسعاف الطفل.

قال والد الطفل واسمه (خالد سكيف) لسوريون من أجل الحقيقة والعدالة ما يلي:

“بتاريخ 30 كانون الثاني، ذهب ولداي إلى البساتين المحاذية للحدود قرب قرية الدرية من أجل قطف المشمش والزيتون، وهذه الأراضي تبعد عن الجدار الحدودي حوالي 2 كم، وكان طفلاي يركبان حماراً، وعند انتهاء عملهم في الأرض وفي طريق عودتهم للمنزل حوالي الساعة 12.15 ظهراً بالتوقيت المحلي، أطلق حرس الحدود التركي النار عليهما فأصيب ابني عبد الله، أما ابني الثاني فاختبئ وحاول أن يسحب أخاه المصاب إلى منطقة آمنة لكنه فشل في ذلك، حيث كان حرس الحدود التركي يطلق النار كلما حاول أن يسحبه. عندها صرخ ابني الثاني طالباً النجدة من الأهالي في المنطقة، وانا كنت في بستان قريب أعمل فيه، فهرعت للمكان لكن لم نتمكن من سحب ابني المصاب (عبد الله) إلا بعد نصف ساعة من إصابته، حيث منعنا رصاص حرس الحدود من ذلك، وكأنهم كانوا يريدون التأكد من أنه توفي، وبعدها تمكنا من إسعافه إلى مشفى الرحمة في دركوش، لكنه كان قد فارق الحياة، فالرصاصة اخترق صدره قرب القلب وخرجت من الطرف .. كان ابني يموت أمام عيني ولكن لم أتمكن من إسعافه في الوقت المناسب“.

وختم الوالد:

“لقد قتلوا ابني بدم بارد ومنعونا من إسعافه.. منذ الحادثة وحتى الآن الأهالي متخوفون من الذهاب إلى أراضيهم على الشريط الحدودي، يجب أن يجدوا حلاً لهذا الأمر، وعلى الأتراك أن يتركونا بحالنا.”

وأكّد تقرير طبّي صادر عن مشفى الرحمة في دركوش، تعرّض الطفل عبد الله لطلق ناري أدّت إلى توقف القلب والتنفس، فيما فشلت جميع محاولات “الإنعاش القلبي الرئوي”. (انظر الملحلقات – صورة رقم 4).

إلى ذلك، تحدّثت “سوريون من أجل الحقيقة” مع مسؤول محلّي في قرية الدرية، التي قتل فيها الطفل عبد الله السكيف، والذي قال في شهادته ما يلي:

“سجلنا منذ العام الماضي حتى تاريخ 19 شباط/فبراير أكثر من 6 حالات قتل من قبل حرس الحدود التركي لأشخاص داخل الأراضي السورية.. تقوم الجندرمة باستخدام الرصاص الحي بشكل مباشر على الأشخاص بغرض القتل، أغلب سكان القرية يعيشون من خيرات أراضيهم الزراعية التي هي محاذية للحدود، لكن الأتراك يقومون باستهداف الجميع.. لم يسلم لا الأطفال ولا النساء ولا الشيوخ من رصاص الجندرمة، يجب إيجاد حل جذري لهذه المشكلة فالأهالي فقراء والبساتين وحدها التي تغطي احتياجاتهم“.

  1. مقتل الطفل “رشيد الرفاعي”

في حادثة ثانية، وبتاريخ 10 شباط/فبراير 2022، قتل حرس الحدود التركي الطفل رشيد الرفاعي (12 عاماً) بالرصاص أثناء تواجده في أرض زراعية قرب الحدود عند قرية “عين البيضة” في ناحية دركوش أيضاً، وينحدر الطفل من قرية بداما ويقيم مع عائلته في مخيم “الأنصار” قرب قرية عين الجوز.

قال أحد شهود العيان لسوريون من أجل الحقيقة والعدالة حول الحادثة ما يلي:

 “بتاريخ 10 شباط/فبراير كان الطفل رشيد برفقة والده قرب مخيم قريب من قرية عين البيضةـ يسكن فيه أهالي قرية بداما بشكل عام. حيث كانا يقومان بجمع الحطب من أجل التدفئة من مكان بعيد بما فيه الكفاية عن الجدار الحدودي التركي.. لكن كان هناك نقطة حراسة للجندرمة التركية تطل على المنطقة، وأثناء عودتهما إلى مخيم الأنصار الذي يقيمان به، أطلق حرس الحدود التركي النار على الطفل مباشرة ودخلت الرصاصة تحت القلب وخرجت من الجهة الأخرى، ومن ثم وقع الطفل على الأرض، قام السكان بإسعافه مباشرة إلى النقطة الطبية التي لا تبعد سوا 100 متر تقريباً عن مكان إصابة الطفل لكنه توفي رغم جهود الأطباء بإسعافه.”

  1. مقتل الرجل “عبد المطلب الخسارة”

بتاريخ 21 شباط/فبراير 2022، قتل حرس الحدود التركي النازح عبد المطلب الخسارة (55 عاماً)، المنحدر من “قرية العيس” في ريف حلب الجنوبي، عبر إطلاق النار عليه أثناء عمله في الأراضي الزراعية قرب قرية المشرفية بالقرب من مدينة سلقين على الحدود السورية التركية.

قال أحد سكان قرية المشرفية لسوريون من أجل الحقيقة والعدالة حول حادثة القتل ما يلي:

 “خرج عبد المطلب صباحاً من القرية باتجاه الأراضي الزراعية من أجل جمع الحطب للتدفئة، وعند الظهيرة أطلق حرس الحدود التركي النار عليه رصاصتين إحداهما استقرت في راسه وجرى إسعافه مباشرة إلى مشفى باب الهوى، وتوفي عند فترة المغيب.”

صورة رقم (1) – صورة عبد المطلب خسارة (55 عاماً)، والذي قل برصاص حرس الحدود التركي يوم 21 شباط/فبراير 2022، مصدر الصورة: مصادر محلية.

صورة رقم (2) – صورة للطفل رشيد الرفاعي الذي قتل برصاص حرس الحدود التركي يوم 10 شباط/فبراير 2022. مصدر الصورة: وسائل إعلام محلية.

صورة رقم (3) – مجموعة من الصور للطفل عبد الله إسكيف، بعد استهدافه ومقتله على يد حرس الحدود التركي بتاريخ 30 كانون الثاني/يناير 2022. مصدر الصور: عائلة الطفل الضحية.

صورة رقم (4) – صورة التقرير الطبّي الذي منحه مشفى الرحمة لعائلة الطفل عبد الله إسكيف.

منشورات ذات صلة

اترك تعليقاً

* By using this form you agree with the storage and handling of your data by this website.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك عدم المشاركة إذا كنت ترغب في ذلك. موافق إقرأ المزيد