الرئيسية صحافة حقوق الإنسان سوريا: بدء تسجيل أسماء الراغبين بالقتال في الحرب الروسية على أوكرانيا

سوريا: بدء تسجيل أسماء الراغبين بالقتال في الحرب الروسية على أوكرانيا

طلب ضباط روس من بعض الأجهزة الأمنية السورية البدء تسجيل أسماء مقاتلين ذي خبرة عالية في حرب الشوارع، بينما بدأت فصائل معارضة سورية بتسجيل أسماء مقاتلين لمساندة أوكرانيا دون رعاية رسمية تركية

بواسطة communication
1.8K مشاهدة تحميل كملف PDF هذا المنشور متوفر أيضاً باللغة: الإنجليزية حجم الخط ع ع ع

مع بداية الغزو/الحرب التي شنتها روسيا ضد أوكرانيا في 24 شباط/فبراير 2022، انقسم السوريون ما بين مؤيدين للعملية الروسية وبين رافض لها وبين من وقف على الحياد، في الوقت الذي بدأ الحديث فيه عن إمكانية/احتمالية إرسال مقاتلين سوريين للقتال إلى جانب طرفي النزاع.

على الجانب الآخر، بدأت الدعوات الرسمية من السلطات الأوكرانية للراغبين بالقتال ضدّ القوات الروسية بالتوجّه نحو الأراضي الأوركرانية، وبتاريخ 28 شباط/فبراير، قام الرئيس الأوكراني “فولوديمير زيلينسكي -Volodymyr Zelensky” بوقف اشتراط الحصول على تأشيرة دخول للأراضي الأوكرانية للمقاتلين الأجانب الذين يرغبون في القتال إلى جانب أوكرانيا، وذلك وفق ما نشره موقع (كييف إندبندنت – The Kyiv Independent) بتاريخ 28 شباط/فبراير 2022.

إلى ذلك، قالت وزيرة الخارجية البريطانية “، يوم الأحد 27 شباط/فبراير، أنّها تدعم الأفراد الراغبين من بلدها بالانضمام إلى القوة الدولية المزمع تشكيلها في أوكرانيا، فيما قال رئيس الوزراء الدنماركي “ميت فريدريكسن – Mette Frederiksen” أنّه لا توجد موانع قانونية مبدأية تمنع الأفراد من الذهاب لأوكرانيا والمشاركة بالنزاع الدائر هناك.

تزامنت تلك الأخبار، مع ورود أنباء تفيد بقيام أجهزة أمنية تابعة للحكومة السورية، وعدد من فصائل المعارضة المسلحة السورية المدعومة من تركيا، بفتح باب التسجيل أمام لمقاتلين الراغبين بالقتال في أوكرانيا إلى جانب كلاً من طرفي النزاع هناك، كما قام بعض المقاتلين المعارضين، بينهم شخصيات محلية معروفة بالإعلان عن رغبتهم بالقتال في أوكرانيا ونشروا ذلك على مواقع التواصل الاجتماعي.

ولغرض التحقق من المعلومات الواردة حول بدء التمهيد لإرسال مقاتلين سوريين للقتال إلى  جانب كلا طرفي النزاع في أوكرانيا، قامت “سوريون من أجل الحقيقة والعدالة” بالتحدث مع عدد من المصادر ضمن القوات الموالية للحكومة السورية وفصائل الجيش الوطني السوري المعارض، وتمّ التوصل إلى ما يلي:

  1. بدء تسجيل أسماء مقاتلين لصالح شركات أمنية روسية:

تحدثت “سوريون من أجل الحقيقة والعدالة” مع مصدرين في منطقة ريف دمشق، أحدهما شخص قام بتسجيل اسمه لدى الأجهزة الأمنية السورية من أجل الذهاب إلى أوكرانيا والقتال إلى جانب القوات الروسية، والآخر مسؤول محلي في إحدى لجان المصالحة التي أنشأتها الحكومة السورية، وقد أكّد المصدران أنّ هنالك قوائم يتم تحضيرها من أجل عرضها على القوات الروسية المتواجدة في سوريا من أجل الموافقة عليها قبل بدء عملية إرسال المقاتلين. ورفض المصدران اللذان تحدّثت إليها “سوريون”نشر هويتهما بشدّة وذلك لأسباب أمنية.

المصدر الأول، وهو شاب قد أنهى خدمته الإلزامية والاحتياطية مؤخراً مع الجيش النظامي السوري، قام بتقديم طلب للقتال إلى جانب روسيا في أوكرانيا، وقال في شهادته التي أدلى بها يوم 28 شباط/فبراير ما يلي: (تورد سوريون من أجل الحقيقة الشهادة كاملة كما وردت دون اقتطاع):

“لقد تمّ تسريحي من خدمة الاحتياط منذ فترة، وهناك صعوبات معيشية كبيرة، بعد تسريحي لم أستطع العثور على أي عمل، والأوضاع مزرية لا يوجد كهرباء ولا تدفئة ولا غاز، ومن ثمّ وعن طريق الصدفة، سمعت عن فتح التسجيل للقتال في أوكرانيا، وذلك عبر مسؤول المصالحة بالمنطقة التي أقيم فيها، كان مسؤول المصالحة يتحدث مع مختار المنطقة، وعندما انتهى الحديث ذهبت وطلبت من مسؤول المصالحة أن يساعدني بالتسجيل، وبالفعل قام الرجل بالتحدث مع أحد المساعدين في فرع المخابرات الجوية في حرستا بريف دمشق، وذهبت إلى الفرع يوم 27 شباط.”

وتابع شهادته قائلاً:

“دخلت إلى مكتب المساعد الذي قام بتسجيل بياناتي وسجل إسمي ومعلومات عسكرية عني وعن الأماكن التي سبق أن قاتلت فيها، وإذا ما كنت قد قاتلت سابقاً تحت إمرة ضباط روس أم لا، والكثير من المعلومات الأخرى، ثم قال لي المساعد أنه بحال تم الموافقة على ذهابي فإنه يتوجب علي أن أدفع له مبلغ 200 ألف ليرة سورية مقابل تسجيله اسمي (إكرامية).”

وختم قائلاً:

“لم يخبرني المساعد عن التعويض المالي أو الراتب الشهري، وأخبرني أنه يعمل كمنسق مع شركة أمنية روسية، وأنه خلال الأيام القادمة سوف يخبرني بنتيجة الدراسة الأمنية للملف الخاص بي وأنه سوف يتواصل معي بحال تمت الموافقة، وعندما سألته إن كان يقبل بتسجيل أشخاص آخرين راغبين بالقتال في أوكرانيا، قال لي أنهم يسجلون فقط الأشخاص ذو الخبرة القتالية الجيدة والأفضلية للأشخاص الذين سبق أن قاتلوا تحت إمرة ضباط روسي أو ضمن الفرقة 25 في الجيش السوري.”

المصدر الثاني، وهو أحد مسؤولي لجان المصالحة المحليين في منطقة تقع في محافظة ريف دمشق، تحدّثت معه “سوريون من أجل الحقيقة والعدالة”، في ذات اليوم، 28 شباط/فبراير، حيث قال في شهادته ما يلي: (تورد سوريون من أجل الحقيقة الشهادة كاملة كما وردت دون اقتطاع):

“كنت في زيارة إلى فرع المخابرات الجوية من أجل مساعدة عدّة مطلوبين بتسليم أنفسهم والحصول على العفو، وهناك تحدّث أمامي أحد الضباط أنهم سوف يعدون قوائم بأسماء مقاتلين لديهم خبرة قتالية جيدة من اخضاعهم لدورة تدريب صغيرة على يد ضباط روس تمهيداً لإرسالهم إلى روسيا ونقلهم للقتال إلى جانبها في أوكرانيا.”

وتابع قائلاً:

“نقل هذا الضابط السوري عن ضابط روسي أنه قال بإنّ هناك عدد كبيراً من المقاتلين الروس والبيلاروسيين والشيشان أيضاً، وأن مشاركة السوريين هي مشاركة رمزية ومن باب الوفاء لروسيا، وقال أيضاً أنه في حال تحول القتال إلى قتال شوارع فإن لدى السوريين خبرة جيدة، وقال الضابط الروسي أنه من الممنوع إرسال أشخاص عديمي الخبرة.”

وختم المصدر:

“ما تزال العملية في مراحلها الأولى، وهي مرحلة تسجيل الأسماء، وبعد أن يتمّ تدريبهم على يد ضباط روس لفترة قصيرة سوف يقررون ما إن كان سيتم إرسالهم أمّ لا. وربمّا لن يتمّ إرسالهم أبداً . لا أحد يعلم، أما فيما يتعلق بالرواتب والميزات لم يذكر أحد أيّ شيء حول ذلك.”

  1. لا نيّة رسمية تركية لإرسال مقاتلين سوريين إلى أوكرانيا:

في الجانب الآخر، وتحديداً في المناطق الخاضعة لسيطرة النفوذ التركي في سوريا، انتشرت شائعات كثيرة حول قيام السلطات التركية بإعطاء أوامر لفصائل من الجيش الوطني السوري/المعارض، ولاسيما المجموعات التركمانية منها، بتجهيز مقاتلين لنقلهم للقتال إلى جانب أوكرانيا، كما انتشرت شائعات عن بدء عملية تسجيل أسماء المقاتلين في بعض الفصائل لهذا الغرض.

وفي الوقت الذي ثمّن فيه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ” نضال أوكرانيا حكومة وشعباً” و قال بأنّ الهجوم الروسي على أوكرانيا غير مقبول، أكّد أنّ الحكومة التركية “لن تنازل عن مصالحها الوطنية مع مراعاة التوازنات الإقليمية والعالمية”. وأضاف: “لذلك نقول إننا لن نتخلى لا عن أوكرانيا ولا عن روسيا”. وهو ما انعكس على الأوامر التي وصلت إلى مجموعات الجيش السوري الوطني/المعارض، بتأكيد عدم نيّة تركيا الرسمية إرسال مقاتلين للقتال إلى جانب أوكرانيا، كما فعلت في ليبيا وأذربيجان.

ولكن وعلى الرغم من الموقف التركي المعلن وإبلاغ السلطات التركية لعدد من قادة فصائل المعارضة عدم نيتهم  رعاية أو دعم إرسال أي مقاتل إلى أوكرانيا بشكل رسمي، فإنّ عمليات التسجيل للذهاب إلى أوكرانيا قد بدأت بالفعل، وذلك عبر مبادرات سواء من أفراد أو من بعض الفصائل المعارضة.

تحدثت “سوريون من أجل الحقيقة والعدالة” مع ضابط من الصف الأول ضمن أحد فصائل الجيش الوطني والذي نفى قيام جهاز الاستخبارات بعقد اجتماعات مكثفة مع فصائل الجيش الوطني بهدف إرسال مقاتلين إلى أوكرانيا، وقال في شهادته ما يلي: (تورد سوريون من أجل الحقيقة الشهادة كاملة كما وردت):

“لم يطلب منّا ضباط المخابرات التركية في أيّ اجتماع تسجيل أسماء مقاتلين للذهاب إلى أوكرانيا، لم يحصل ذلك، لقد انتشرت شائعات أنه تم طلب ذلك من الفصائل التركمانية  الثلاثة ضمن الجيش الوطني وإبلاغهم بجمع أسماء، ولكن هذا شيء غير صحيح، وأنا تأكدت من ذلك بشكل شخصي وأكد لي أبو عمشة (محمد الجاسم) أيضاً عدم صحة تلك الشائعات.”

وحول عملية التسجيل القائمة حالياً، أوضح المصدر ما يلي:

“هنالك عمليات تسجيل حالياً تتم في مناطق السيطرة التركية، وعمليات التسجيل هذه تتم بناءاً على رغبة الفصائل بقتال الروس، وتم إظهار هذه الرغبة للأتراك خلال أحد الاجتماعات بين ضباط من جهاز الاستخبارات وقيادات الصف الثاني، حيث طلب القادة السماح لهم بالسفر والقتال في أوكرانيا، ولكن الأتراك كانوا واضحين وقالوا أنهم لن يقموا بإرسال خبراء من الجيش التركي للقتال في أوكرانيا، وأن تركيا تقف على مسافة واحدة من الاوكرانيين والروس، وأن طائرات “بيرقدار” كانت صفقة قديمة ومن يديرها الآن هم الاوكرانيين وليسوا الخبراء الأتراك.”

وختم قائلاً:

“في ذلك الاجتماع قال الأتراك أنهم سوف ينقلون مطلب القادة إلى السلطات في أنقرة، وأكدوا أنه في حال تم الموافقة فإن ذلك يعني فقط السماح باستخدام المطارات التركية وتسهيل إجراءات السفر، ولا يمكن توقع أن تكون هناك أموال تدفع من الجانب التركي، أو أن تكون للسلطات التركية أي التزامات، وبالطبع إن هذا القرار هو في الفترة الراهنة ومن الممكن أن يتغير كل شيء لاحقاً.”

أيضاً تحدثت “سوريون من أجل الحقيقة والعدالة” مع أحد المقاتلين في فصيل منضوي تحت لواء الفيلق الأولى (الجيش الوطني السوري)، والذي قام بتسجيل اسمه للقتال في أوكرانيا ولكن ضمن مجموعة يترأسها أحد قادة فصيل “فرقة السلطان مراد” بقيادة (فهيم عيسى)، وقال الشاهد ما يلي: (تورد سوريون من أجل الحقيقة الشهادة كاملة كما وردت دون اقتطاع):

“لقد سبق لي أن قاتلت خارج سوريا في أذربيجان فقط، وسمعت عن التسجيل عبر مجموعة واتساب، لم يكن التسجيل ضمن الفصيل الذي أنتمي إليه، وإنّما عبر شخص يدعى (أبو كاسم) وهو أحد الأمنيين في فرقة السلطان مراد الذي قاتلت معه في أذربيجان، وتم تسجيل اسمي وأخذ معلوماتي وصورة هويتي الصادرة من مناطق الشمال السوري، ولا أعلم أي تفاصيل أخرى مثل التعويض المالي وما شابه.. غايتي في الحقيقة هي الإكمال إلى أوروبا بعد الدخول إلى بولندا.”

وفي السياق ذاته وعلى صعيد المبادرة الفردية، قام المقاتل في صفوف “فرقة الحمزة/الحمزات”، والمعروف باسم “سهيل أبو التاو/سهيل الحمود”، بنشر عدّة تغريدات بتاريخ 25 شباط/فبراير 2022، (وباللغة الإنكليزية) متسائلاً حول الطرق المتوفرة للوصول إلى أوكرانيا والقتال إلى جانب القوات الأوكرانية ضدّ القوات الروسية. وظهر مرة أخرى في مقابلة مع “تلفزيون سوريا” يوم 1 آذار/مارس، أكد فيها مرة ثانية رغبته بالقتال إلى جانب أوكرانيا وقال إنه على تواصل مع السفارة الأوكرانية وينسق معها للذهاب بالفعل.

منشورات ذات صلة

اترك تعليقاً

* By using this form you agree with the storage and handling of your data by this website.

5 التعليقات

“Get them to the conflict zone”: Russia turns to Syrian fighters for support in Ukraine | Middle East Institute مارس 16, 2022 - 4:52 م

[…] Russian build-up on Ukraine’s eastern borders. Syrian outlet Deir Ezzor 24 and monitoring group Syrians for Truth and Justice then offered details about the recruitment of pro-government fighters in the governorates of Deir […]

رد
“حملهم إلى منطقة الصراع”: روسيا تلجأ إلى المقاتلين السوريين للحصول على الدعم في أوكرانيا – ويكي أخبار العرب مارس 17, 2022 - 12:15 م

[…] لأوكرانيا. منفذ سوري دير الزور 24 ومجموعة المراقبة سوريون من أجل الحقيقة والعدالة ثم عرض تفاصيل حول تجنيد مقاتلين موالين للحكومة في […]

رد
Homs: Hezbollah joins recruitment market, Fifth Corps most preferred by needy youth - Enab Baladi مارس 24, 2022 - 6:44 م

[…] 4 March, the Syrians for Truth and Justice (STJ) organization released a report on the participation of Syrians in the Russian war on Ukraine that began on 24 […]

رد
تجنيد روسيا للمرتزقة.. مُعلن بحلب وسري بحمص ومرفوض في درعا - ملاحم الاخبارية مارس 30, 2022 - 2:09 م

[…] نشرت منظمة “سوريون من أجل الحقيقة والعدالة” تقريرًا يتحدث عن مشاركة سوريين في الحرب بين روسيا وأوكرانيا […]

رد
Is Russia’s airdrop exercises in Syria a proof of existence or field test? - Enab Baladi | Bible Prophecy In The Daily Headlines أغسطس 11, 2022 - 8:00 م

[…] in Russia’s invasion of Ukraine. On 4 March, Syrians for Truth and Justice (STJ) published a report on preparing Syrians to participate in the ongoing war since the Russian invasion of Ukraine was […]

رد

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك عدم المشاركة إذا كنت ترغب في ذلك. موافق إقرأ المزيد