الرئيسية اخترنا لكم “انتقام أعمى”: تخريب مقابر ومزارات دينية من قبل أطراف النزاع في سوريا

“انتقام أعمى”: تخريب مقابر ومزارات دينية من قبل أطراف النزاع في سوريا

تقرير يوثّق الاعتداء على حرمة المقابر وطمس معالمها في بعض الأحيان من قبل القوات التركية والجيش الوطني السوري المدعوم منها، والقوات الحكومية السورية بالإضافة للحزب الإسلامي التركستاني

بواسطة communication
754 مشاهدة تحميل كملف PDF هذا المنشور متوفر أيضاً باللغة: الإنجليزية حجم الخط ع ع ع

ملّخص تنفيذي:

تعرّضت العديد من المقابر والمزارات التاريخية والدينية، إلى موجة انتهاكات واسعة من قبل أطراف النزاع المختلفة، لأسباب قد تبدو في بعضها انتقامية وأخرى لها خلفيات دينية و/أو آيديولوجية، حيث تضمّن بعضها الاعتداء على حُرمة تلك المقابر والمزارات بشكل متعمّد ورغبة في الانتقام، من خلال حرقها أو تخريبها أو سرقة محتوياتها، وامتدّ بعضها الآخر حتى طمس معالم المقابر بشكل كامل من خلال جرفها وتحويلها إلى أسواق للماشية وأحياناً لقواعد عسكرية.

توثق سوريون من أجل الحقيقة والعدالة، في هذا التقرير، 12 حادثة مختلفة، ثلاثة منها قامت بها القوات النظامية السورية والميليشيات التابعة لها عقب سيطرتها على مناطق مختلفة في محافظتي حلب وإدلب في العام 2020، ولعل أبرزها، تخريب ضريح الخليفة “عمر بن عبد العزيز” في بلدة دير شرقي بريف إدلب، عقب سيطرتها على تلك البلدة في أواخر كانون الثاني/يناير 2020.

أمّا الحادثة الثانية فتتعلق بتخريب وتكسير شواهد أكثر من 40 قبراً تعود لمدنيين وعسكريين (مناهضين للحكومة السورية) في مقبرة “الشهداء” الواقعة في بلدة خان السبل بريف إدلب، عقب سيطرتها على البلدة في 31 كانون الثاني/يناير 2020.

أمّا الحالة الثالثة، فقد تضمّنت حرق قبرين يضمان رفات عنصرين سابقين من عناصر المعارضة السوريّة المسلّحة، في مقبرة بلدة “حيان” الواقعة بريف حلب، وذلك في 18 شباط/فبراير 2020.

لم تقتصر تلك الانتهاكات على القوات الحكومية السورية بل تعدتها إلى القوات التركية وفصائل الجيش الوطني السوري/المعارض المدعوم منها والتابعة للحكومة السورية المؤقتة/الائتلاف المعارض، حيث سجّلت سوريون من أجل الحقيقة والعدالة، تخريب وتدمير ما لا يقلّ عن 8 مقابر تضم رفات مدنيين ومقاتلين تابعين لوحدات حماية الشعب YPG في منطقة عفرين، من قبل الأطراف المذكورة. وقد حدثت تلك الاعتداءات خلال “عملية غصن الزيتون”[1] أو بعيد السيطرة على كامل المنطقة وريفها، حيث كان من أبرزها تخريب مقبرة قرية “شيخ خورز” (تضم رفات مدنيين) في ناحية “بلبل” في منطقة عفرين، على يد عناصر الجيش الوطني السوري المدعوم من تركيا مرتين، الأولى حصلت في شباط/فبراير 2018، والثانية وقعت في تموز/يوليو 2020.

فضلاً عن تخريب مقبرة تضم رفات مدنيين في قرية “أبو كعبة” التابعة لناحية جنديرس في منطقة عفرين، حيث كانت قد تعرّضت هي الأخرى للتخريب مرتين، مرة في العام 2018، ومرة أخرى في آذار/مارس 2020 من قبل فصائل الجيش الوطني السوري المدعوم من تركيا.

يضاف إلى ذلك، جرف مقبرة “الشهيد رفيق” في قرية “متينا/ماتنلي” التابعة لناحية “شران”، وتحديداً في النصف الثاني من شهر أيار/مايو 2020، وجرف مقبرة “الشهيدة أفيستا خابور” الواقعة عند مفرق قرية “كفرشيل” بمنطقة عفرين، خلال آب/أغسطس 2018، وتحويلها لاحقاً إلى سوق للماشية، وتدمير مقبرة “الشهيد سيدو” الواقعة في جبل “قازقلي” المطل على قرية “كفرصفرة” شمال غرب جنديرس، في أيار/مايو 2018.

كما تعرّضّت عدد من المزارات الدينية في منطقة عفرين، للنبش والسرقة عن طريق مجموعات تقوم بالتنقيب عن الآثار في المنطقة، وتتبع بشكل مباشر للجيش الوطني السوري المدعوم من تركيا، أو تعمل تحت حمايته، حيث كان من أبرز المزارات التي تعرّضت للنبش والسرقة في آب/أغسطس 2018، مزار “حنان” الواقع في قرية “مشعلة” في منطقة عفرين، حيث يضم هذا المزار مقبرة لرمز كردي معروف، يدعى “نوري ديرسمي” بالإضافة إلى قبور شخصيات كردية أخرى.

أمّا الحالة الثانية، فقد تم فيها نبش مزار أيزيدي في قرية “قيبار” بريف عفرين، يدعى “چيل خانه” وتحديداً في أيار/مايو 2020، حيث يعتبر هذا المعبد بمثابة مزار تقصده العديد من العائلات بهدف “التبرّك والتصوف والعبادة”.

إلى ذلك، وثقت المنظمة أيضاً تخريب وسرقة محتويات قبر ومزار ديني (الحادثة رقم 12) يُعتقد أنه يعود لـ”الصحابي جابر بن عبد الله الأنصاري” في بلدة الزيارة في منطقة سهل الغاب، على يد عناصر الحزب الإسلامي التركستاني في آذار/مارس 2016، حيث قام عناصر الحزب بتخريب القبر وهدمه من الداخل بشكل جزئي، فيه والاستيلاء على كافّة محتوياته.

وسبق لسوريون من أجل الحقيقة والعدالة أن وثقت تجريف قسم كبير من “المقبرة الفوقانية” في قرية “سنارة” التابعة لناحية شيخ الحديد/شيه في ريف مدينة عفرين، والتي يمتد تاريخها إلى أكثر من 400 عام، على يد القوات التركية، وقامت بالإضافة إلى ذلك بتدمير مزارها الأثري المسمّى “علي داده” بالكامل، وذلك بعيد سيطرته على البلدة، وعقب معارك استمرت نحو أسبوع ضد وحدات حماية الشعب YPG التابعة للإدارة الذاتية، في خضم عملية “غصن الزيتون”.[2]

المنهجية:

اعتمد هذا التقرير في منهجيته على 18 شهادة ومقابلة بالمجمل، من بينها شهادة ناشط إعلامي وثلاثة من أهالي بلدة دير شرقي، وشهادة خبير التحققّ الرقمي لدى المنظمة، بخصوص حادثة تخريب ضريح الخليفة “عمر بن عبد العزيز”، بالإضافة إلى شهادة اثنين من المصادر المحلية حول حادثة الاعتداء على مقبرة “الشهداء” في بلدة “خان السبل”، وأيضاً شهادة مصدر محلي ثالت من بلدة حيان في محافظة حلب، حول حرق قبرين يعودان لعنصرين سابقين في المعارضة المسلّحة.

كما تمّت مقابلة 6 من الشهود والمصادر المحلية في منطقة عفرين، فيما يخصّ جرف وطمس معالم عدد من المقابر في المنطقة، فضلاً عن نبش مزارات دينية وتاريخية أيضاً. وأخيراً تمّت مقابلة 3 من الشهود فيما بتعلق بتخريب وسرقة محتويات مزار ديني في بلدة الزيارة في منطقة سهل الغاب بريف حماه، من بينهم ناشط إعلامي واثنين من أهالي بلدة الزيارة.

تمّت مقابلة هؤلاء الشهود خلال الفترة الزمنية الواقعة ما بين اوائل العام 2020 وحتى بدايات كانون الأول/ديسمبر من العام ذاته، حيث تمّ التواصل معهم عبر تطبيقات الانترنت، فضلاً عن مقاطعة العديد من المصادر المفتوحة والمراجع حول الحوادث السابقة.

الاعتداء على حرمة المقابر من قبل القوات الحكومية السورية:

في هذه الفقرة، تورد سوريون من أجل الحقيقة والعدالة، ثلاثة حوادث مختلفة، تمّ فيها الاعتداء على مقابر وأضرحة تاريخية من قبل القوات الحكومية السورية، وذلك خلال الفترة الممتدة منذ بدايات العام 2020، وحتى بداية حزيران/يونيو 2020، وذلك عقب إحكام سيطرتها على مناطق مختلفة من محافظتي إدلب وحلب، ومن ضمنها:

تخريب ضريح الخليفة الأموي “عمر بن عبد العزيز”:

يقع قبر الخليفة الأموي “عمر بن عبد العزيز” في قرية الدير الشرقي جنوب شرق معرة النعمان بمسافة 30 كم، حيث تمّ دفنه وزوجته “فاطمة بنت عبد الملك” وخادم الضريح “أبو زكريا بن يحيى المنصور”  في دير يُعرف باسم”دير سمعان”، والذي يعود تاريخ بنائه إلى القرن الخامس الميلادي بحسب دكتور علم التاريخ “بديع الحموي”، حيث تمّ بناء الضريح في العهد المملوكي ليدثر مع الزمن وتضيع معالمه، إلى أن تمّ ترميمه في تسعينيات القرن الماضي  من قبل المديرية العامة للآثار والمتاحف التابعة لـ “وزارة الثقافة  في الحكومة السورية” بجهود الباحث الأثري “كامل شحادة” والذي كان يتولى إدارة متحف معرة النعمان حينها.

وتأتي أهمية ضريح الخليفة “عمر بن عبد العزيز” كونه كان يعتبر مقصداً سياحياً هاماً في محافظة إدلب، سيّما أنه يقع على مقربة من متحف مدينة معرة النعمان الهام، إضافة للمكانة الدينية الكبيرة الذي يحظى بها “عمر بن عبد العزيز” لدى المسلمين بشكل عام.

في هذه الفقرة، قامت سوريون من أجل الحقيقة والعدالة، بالتقصي والتحققّ حول مجريات حادثة تخريب ضريح الخليفة “عمر بن عبد العزيز”، حيث انتشرت مقاطع فيديو أحدهما تمّ نشره في 28 كانون الثاني/يناير 2020، من قبل وكالة سانا الرسمية الناطقة باسم الحكومة السورية والتي ادّعت تعرّض الضريح للحرق والتخريب من قبل ما وصفتهم بـ”الإرهابيين”،  والفيديو الثاني تمّ نشره في 26 أيار/مايو 2020، من قبل ناشطين إعلاميين (ينتمون للمعارضة السورية)، ويزعم أنّ الضريح كان قد تعرّض عقب سيطرة القوات الحكومية السورية على المنطقة لعملية تخريب ثانية، شملت سرقة محتويات ضريح الخليفة ونقل رفاته إلى مكان غير معلوم.

صورة رقم (1)

صورة رقم (2) و(1)- صور تظهر جانباً من ضريح الخليفة “عمر بن عبد العزيز” في بلدة دير شرقي في أعوام سابقة، مصدر الصور: موقع “MADEIN PROJECT”.

صورة رقم (3)- صورة مأخوذة بواسطة القمر الصناعي، تبين موقع ضريح “عمر بن عبد العزيز” في 11 أيلول/سبتمبر 2019، أي قبيل سيطرة الحكومة السورية على المنطقة بعدة أشهر.

ماذا حدث؟

بتاريخ 24 كانون الثاني/يناير 2020، أعلنت القوات الحكومية السورية سيطرتها على عدّة بلدات جنوب إدلب، ومن ضمنها بلدة “دير الشرقي”، حيث يقع ضريح الخليفة “عمر بن عبد العزيز”، ويذكر أنّ البلدة كانت خاضعة لسيطرة “هيئة تحرير الشام”.

في اليوم التالي من سيطرة القوات الحكومية السورية على بلدة دير شرقي، وتحديداً في 25 كانون الثاني/يناير 2020، تداولت صفحات موالية للحكومة السورية مثل صفحة أخبار حماه[3]  وشبكة أخبار حلب،[4] صوراً لضريح الخليفة “عمر بن عبد العزيز” يبدو وقد لحقت به بعض الأضرار، ربما بفعل القصف الجوي الذي طال المنطقة، وتظهر الصور البناء الحاضن للقبور بحالة طبيعية مع وجود لوحات بحالة سليمة على الجدران، وغيرها من المقتنيات.

صورة رقم (4)- صورة تظهر جانباً من ضريح “عمر بن عبد العزيز” عقب سيطرة القوات الحكومية السورية على بلدة دير شرقي، مصدر الصورة: صفحة أخبار حماه.

وقبل ذلك، كان قد لحق الدمار بالمنطقة المجاورة لضريح “عمر بن عبد العزيز”، نتيجة قصف القوات الحكومية السورية على بلدة دير شرقي قبيل سيطرة الأخيرة على البلدة، بحسب مقطع فيديو[5] تداوله الناشط الإعلامي “أنس المعرواي” في مطلع كانون الثاني/يناير 2020.

صورة رقم (5)

صورة رقم (6) و(5)- صور مأخوذة من الفيديو السابق، تظهر جانباً من الدمار الكبير الذي لحق بالمنطقة المجاورة لضريح “عمر بن عبد العزيز”.

صورة رقم (7)

صورة رقم (7) و(8)- تحليل الأدلة البصرية للدمار الذي طال المنطقة المحيطة بضريح “عمر بن عبد العزيز” بحسب ما ظهر في فيديو الناشط “أنس المعراوي”

صورة رقم (9)- صورة مأخوذة بواسطة القمر الصناعي تظهر مواقع أماكن الدمار التي ظهرت في فيديو الناشط “أنس المعراوي”، نتيجة القصف الذي طال بلدة دير شرقي، النقاط الحمراء تشير إلى الأماكن المدمرة بشكل كبير، فيما تشير النقاط ذات اللون البرتقالي إلى الأماكن المدمرة بشكل جزئي.

بتاريخ 28 كانون الثاني/يناير 2020، أي عقب ثلاثة أيام فقط من تداول صورة الضريح على عدد من الصفحات الموالية، (وعقب أيام من سيطرة القوات الحكومية السورية على البلدة)، بثت[6] وكالة سانا الناطقة باسم الحكومة السورية صوراً لما قالت أنه تعرّض الضريح للحرق والتخريب من قبل “الإرهابيين” كما وصفتهم في قرى “الدير الشرقي وتلمنس” جنوب إدلب، ويظهر في الصور أضراراً كبيرة قد لحقت بالضريح، حيث يبدو وكأنّ حريقاً قد اندلع في البناء الحاوي لقبر “عمر بن عبد العزيز” وزوجته وخادمه، مع بقاء بعض العناصر ذاتها الموجودة في الصورة التي نشرتها الصفحات الموالية كاللوحات والكتب.

صورة رقم (10)

صورة رقم (10) و(11)- صور مأخوذة من وكالة سانا، لما قالت أنه جانب من التخريب والحريق الذي لحق بضريح “عمر بن عبد العزيز” على يد “الإرهابيين” بحسب ما وصفتهم.

في 26 أيار/مايو 2020 أي خلال فترة سيطرة القوات الحكومية السورية على البلدة، تداول ناشطون إعلاميون مقطع فيديو،[7] قالوا أنه يظهر عملية ثانية لتخريب الضريح، حيث تضمّن نبش ضريح الخليفة “عمر بن عبد العزيز” وزوجته وخادمه، إضافة لتخريب أجزاء واسعة من القبور الثلاثة، كما قالوا بأنّ القوات الحكومية السورية والمليشيات الموالية لها، قامت بسرقة محتويات ضريح الخليفة الأموي ونقلها إلى مكان غير معلوم.

صورة رقم (12)- صورة مأخوذة من الفيديو السابق، تظهر جانباً من الأضرار التي طالت ضريح الخليفة “عمر بن عبد العزيز” في بلدة دير شرقي، في 26 أيار/مايو 2020.

في 5 حزيران/يونيو 2020، أصدرت وزارة الأوقاف السورية بياناً[8] بخصوص ضريح الخليفة “عمر بن عبد العزيز”، نفت من خلاله كما قالت “شائعات “الإعلام المعادي” حول تعرضه للنبش والتخريب، حيث قالت وزارة الأوقاف في البيان:

“تناقلت بعض وسائل الإعلام المعادية والداعمة للإرهاب أخباراً وفيديوهات حول ‏العبث بقبر الخليفة العادل والراشد عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه‎ ‎قرب معرة ‏النعمان”، “للتوضيح فإنّ وزارة الأوقاف‎ ‎وبعد تحرير منطقة معرة النعمان من دنس ‏العصابات الإرهابية‎ ‎قامت بالكشف على موقع ضريح الخليفة الراشد، وأكدت أن قبر ‏الخليفة عمر بن عبد العزيز ورفاته لم يتم العبث بها، رغم وجود “آثار لبعض أعمال ‏التخريب في جدران ومكان الضريح من قبل العصابات الإرهابية وجبهة النصرة”.

كما نشرت صوراً ضمن ما قالت حينها أنها رفع الأضرار عن الضريح بعد إصابته ببعض أعمال التخريب التي تسبّبت بها فصائل المعارضة المسلّحة، خلال سيطرتها على المنطقة.

صورة رقم (13)- بيان وزارة الأوقاف السورية حول نفي تعرّض ضريح الخليفة “عمر بن عبد العزيز” للنبش والعبث بقبره، مصدر الصورة: الصفحة الرسمية لوزارة الأوقاف السورية على الفيس بوك.

صورة رقم (14)

صورة رقم (15) و(14)- صور تظهر جانباً من ضريح الخليفة “عمر بن عبد العزيز” عقب رفع الأضرار عنه من قبل وزارة الأوقاف السورية، مصدر الصورة: الصفحة الرسمية لوزارة الأوقاف السورية على الفيس بوك.

وفي 8 حزيران/يونيو 2020، نشرت وكالة الأنباء الدولية “Ruptly”، مجموعة من الصور[9] لضريح “عمر بن عبد العزيز” بعد رفع الأضرار عنه من الداخل والخارج.

صورة رقم (16)

صورة رقم (17)

صور رقم (16) و(17) و(18) صور نشرتها وكالة الأنباء الدولية “Ruptly”، تظهر ضريح “عمر بن عبد العزيز” بعد رفع الأضرار عنه من الداخل والخارج.

من خلال المقارنة بين الفيديو الأخير والصور التي تداولتها وكالة سانا، قال خبير التحقّق الرقمي لدى المنظمة بأنّ الضريح وعلى ما يبدو كان قد تضررّ في الوقت الذي سيطرت فيه الحكومة السورية على بلدة الدير الشرقي في 24 كانون الثاني/يناير 2020، مشيراً إلى أنه وقبل ذلك تم استهداف البلدة بقصف جوي مكثف، ما يرّجح أنّ بعض الأضرار قد لحقت بالضريح، ويدفعنا للقول بأنّ المزيد من الأضرار التي لحقت بالضريح (وخاصةً ما يبدو أنه حرق للضريح-الجدران السوداء)، وقعت في الفترة الفاصلة بين تاريخ نشر صورة شبكة “أخبار حماة” في 25 كانون الثاني/يناير 2020 وتاريخ نشر صور وكالة سانا في 28 كانون الثاني/يناير 2020- أي خلال سيطرة الحكومة السورية-كما أفاد بأنّ العديد من الأضرار التي ظهرت في مقطع الفيديو، هي نفسها التي ظهرت في صور وكالة سانا، باستثناء بعض الأضرار البسيطة.

صورة رقم (19)- مقارنة ما بين مقطع الفيديو من جهة والصور التي نشرتها وكالة سانا من جهة أخرى، والتي تبين بأنّ العديد من الأضرار الظاهرة في مقطع الفيديو هي نفسها الظاهرة في صور وكالة سانا، ولم تكن هناك أضرار إضافية كثيرة لحقت بالضريح في أيار/مايو 2020.

  • إفادات ناشطين وشهود عيان:

وفي هذا الخصوص استمعت سوريون من أجل الحقيقة والعدالة، لشهادة عدد من الناشطين وشهود العيان، للوقوف على ما حدث، وكان من ضمنهم الناشط الإعلامي “أنس معراوي” والذي أكدّ بأنّه زار ضريح “عمر بن عبد العزيز” قبيل أيام من سيطرة القوات النظامية السورية على المنطقة، حيث وثق[10] تعرّض سور مبنى الضريح لدمار نتيجة قصف قوات الحكومة السورية على البلدة، مؤكداً بأنّ الضريح كان بحالة سليمة من الداخل ولم يصب بأي تخريب.

شاهد ثانٍ من أبناء قرية دير الشرقي، كان آخر من خرج من البلدة قبيل ساعات من سيطرة القوات النظامية السورية عليها، ويقع منزله بالقرب من الضريح إذ لا يبعد عنه سوى 50 متر تقريباً، حيث تقاطعت شهادته مع شهادة الناشط السابق، وروى أيضاً أنّ الضريح كان إلى حد ما بحالة سليمة من الداخل، لدى دخوله إليه، باستثناء تعرّض سور مبنى الضريح لأضرار مادية نتيجة قصف القوات الحكومية السورية.

شاهد ثالث قال لسوريون من أجل الحقيقة والعدالة، بأنّ القوات النظامية السورية، ولدى سيطرتها على البلدة، أقامت بالقرب من مبنى الضريح على بعد 150 متر تقريباً، معسكرات تابعة للفرقة رقم (25) بالإضافة إلى وجود معسكرات أخرى تابعة للفرقة رقم (9)، وهو ما يجعل قدرة أي جهة أو أشخاص على الوصول إلى الضريح وحرقه أمراً مستبعداً خلال فترة سيطرة تلك القوات.

شهود آخرون من بلدة دير شرقي، قالوا لسوريون من أجل الحقيقة والعدالة، بأنّ الضريح كان قد تعرّض في أعوام سابقة، لمحاولة تخريب من قبل تنظيمات جهادية مثل تنظيم “حراس الدين” المتطرف سابقاً، لكنّ أهالي القرية وقفوا حائلاً أمامهم ومنعوهم من ذلك.

 

لقراءة التقرير كاملاً وبصيغة ملف PDF يُرجى الضغط هنا.

 

_______

[1] كانت القوات المسلّحة التركية قد أعلنت عن بدء عملية “غصن الزيتون”، وبمساندة فصائل من المعاضة السورية المسلحة، السبت 20 كانون الثاني/يناير 2018 بهدف السيطرة على مدينة عفرين، والتي انتهت بالسيطرة على مركز المدينة، الأحد 18 آذار/مارس 2018 بعد معارك استمرت (59) يوماً.

[2] ” سوريا: أدلة بصرية جديدة حول جرف مزار في عفرين” سوريون من أجل الحقيقة والعدالة في 10 أيلول/سبتمبر 2019. آخر زيارة في 27 كانون الثاني/يناير 2021. https://stj-sy.org/ar/%d8%b3%d9%88%d8%b1%d9%8a%d8%a7-%d8%a3%d8%af%d9%84%d8%a9-%d8%a8%d8%b5%d8%b1%d9%8a%d8%a9-%d8%ad%d9%88%d9%84-%d8%ac%d8%b1%d9%81-%d9%85%d8%b2%d8%a7%d8%b1-%d9%81%d9%8a-%d8%b9%d9%81%d8%b1%d9%8a%d9%86/

[3] للمزيد من الاطلاع انظر: https://m.facebook.com/614856112359900/photos/pcb.802516976927145/802516913593818/?type=3&source=48

[4] للمزيد من الاطلاع انظر: https://m.facebook.com/story.php?story_fbid=2606342889651127&id=1407430666209028&refid=52&__tn__=-R

[5] للمزيد من الاطلاع انظر: https://www.youtube.com/watch?v=jACBt83LGQE

[6] للمزيد من الاطلاع انظر: http://www.sana.sy/wp-content/uploads/2020/01/16-41.jpg

[7] للمزيد من الاطلاع انظر: https://twitter.com/ahmadal_shame/status/1265357310475501568?s=20

[8] للمزيد من الاطلاع انظر: https://www.facebook.com/awkafsyrian/posts/3577513712275968

[9] للمزيد من الاطلاع انظر: https://www.ruptly.tv/en/videos/20200608-021-Syria–Tomb-of-Caliph-Omar-bin-Abdul-Aziz-to-reopen-after-repairs

[10] للمزيد من الاطلاع انظر: https://www.youtube.com/watch?v=jACBt83LGQE&feature=youtu.be

منشورات ذات صلة

اترك تعليقاً

* By using this form you agree with the storage and handling of your data by this website.

1 تعليق

Yazidis of Afrin: Violations and religious restrictions threaten their existence - Enab Baladi مايو 17, 2022 - 9:36 ص

[…] a report entitled “Blind Revenge: Cemeteries and Religious Shrines Vandalized by Parties to Syrian […]

رد

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك عدم المشاركة إذا كنت ترغب في ذلك. موافق إقرأ المزيد