الرئيسية صحافة حقوق الإنسان استمرار تجنيد ونقل أطفال سوريين إلى ليبيا رغم المطالب بإخراج المرتزقة

استمرار تجنيد ونقل أطفال سوريين إلى ليبيا رغم المطالب بإخراج المرتزقة

تمّ توثيق حالات تجنيد جديدة منذ مطلع العام 2021 ورصد تواجد مالا يقل عن 55 طفلاً تحت سن الثامنة عشر داخل معسكرات في طرابلس

بواسطة communication
804 مشاهدة تحميل كملف PDF هذا المنشور متوفر أيضاً باللغة: الإنجليزية, التركية حجم الخط ع ع ع

رغم اتفاق وقف إطلاق النار خلال شهر تشرين الأول/أكتوبر 2020، والمطالب الدولية المتكررة لاحقاً بإخراج كافة القوات الأجنبية والمرتزقة من ليبيا، إلا أنّ عمليات تجنيد ونقل مقاتلين ومدنيين سوريين للذهاب بغرض الحراسة أو القتال كمرتزقة إلى ليبيا لم تتوقف، وتحديداً خلال العام 2021. وهي العمليات التي قامت بها روسيا وتركيا بشكل أساسي، وشملت أطفالاً تحت سنّ الثامنة عشر.

“سوريون من أجل الحقيقة والعدالة” استطاعت الحصول على مجموعة جديدة من الشهادات، خلال شهر تموز/يوليو 2021، تفيد برصد وجود مجموعات جديدة من الأطفال، تم مشاهدتهم ابتداءاً من شهر آذار/مارس 2021 في العاصمة طرابلس.

المصادر التي تحدّثت معها “سوريون” عبر الهاتف وتطبيقات الانترنت الآمنة خلال تموز/يونيو، رصدت وجود حوالي 55 طفلاً سورياً جديداً، ضمن مواقع مختلفة؛ في المناطق الخاضعة لسيطرة “حكومة الوفاق” سابقاً، منها “مطار معتيقة الدولي” و”مخيم النازحين” بالقرب منه، و “معسكر الصاحبة” و “مشروع الهضبة” و “مخيم النعام”.

صورة رقم (1) – خارطة تظهر أماكن تواجد أطفال سوريين في طرابلس.

  • مجموعات عسكرية تمّ رصد أطفال مجندين فيها:

إضافة إلى طفل مجنّد يبلغ من العمر 16 عاماً، و مقاتل ضمن فصيل الحمزات بقيادة “سيف أبو بكر” فقد قابلت “سوريون” عامل طبّي عالج عدد من الأطفال المجندين المرضى في أحد مشافي العاصمة طرابلس، حيث زوّدت تلك المصادر المنظمة بأسماء عدّة مجموعات تمّ مشاهدة أطفال مجندين ضمنها، منها “القوات الرديفة” و”وحدة الجبهات والاستنفار” و”وحدات الاقتحام الخاصة”، وهي مجموعات تمّ تنظيم المقاتلين السوريين فيها، وتمّ أنشأؤها من قبل فصائل من الجيش الوطني السوري/المعارض ضمن المعسكرات التي يتخذونها مقرات عسكرية لهم في ليبيا.

قال الطفل المجنّد (المصدر الأول) في معرض حديثه لسوريون حول طريقة الوصول إلى ليبيا ما يلي:

“تمّ جلبي من سوريا إلى ليبيا منذ حوالي ثلاثة أشهر، حسب اتفاق مبدأي مدّته ثلاثة أشهر، على أنّ يتم تجديده تلقائياً لمدّة ثلاثة أشهر إضافية بعد ذلك. ولا أعلم تماماً أين سوف أكون بعد تلك الفترة أو ماذا سوف يحدث.”

الطفل أكّد لسوريون بمشاهدته لقائد كتيبة الحمزة “سيف أبو بكر” في ليبيا، وقيادي آخر من الفصيل اسمه “مصطفى الشيوخ”، وهو الشخص الذي يترأس مجموعة عسكرية في ليبيا.

وأضاف:

“تمّ فرزي مع 10 أطفال مقاتلين ضمن مجموعة تسمّى (الوحدة المقاتلة)، وهو المكان الذي قابلت فيها هؤلاء الأطفال، وقدّ تمّ توكيلنا بمهام الحراسة، براتب شهري قدره 800 دولار أمريكي لكل شخص. وتبعيتنا العسكرية المباشرة هي لفرقة الحمزة بقيادة أبو بكر.”

أكّد المقاتل في “فرقة الحمزة” (المصدر الثاني)، في معرض حديثه عن عمليات تجنيد الأطفال لسوريون من أجل الحقيقة والعدالة، بأنّه رأى 12 طفلاً في “مخيم النعام” في العاصمة طرابلس، وأفاد بفرز هؤلاء الأطفال على مجموعات عسكرية عديدة، منها مجموعة “القوات الرديفة” و”مجموعة الاستنفار” و”مجموعة الحراسة”. وأضاف:

“الأطفال الذين قابلتهم كانوا ضمن مجموعة تتبع للقيادي في فرقة الحمزة (مصطفى الشيوخ)، كان ظاهراً من بنيتهم الجسدية أنّ أعمارهم تتراوح بين الـ15 و16 عاماً. وكان بعضهم قدّ تعرّض لعقوبات، منها الحبس الإنفرادي والحرمان من بعض الميزات، بسبب عصيانهم لبعض الأوامر العسكرية.”

  • مشافي استقبلت أطفال مجندين:

أحد العاملين في إحدى النقاط الطبيّة في العاصمة طرابلس (المصدر الثالث)، تحدّث إلى سوريون من أجل الحقيقة والعدالة، حول عمليات تجنيد لأطفال سوريين، وأفاد برصده ما بين 30 إلى 35 طفلاً، خلال ستة أشهر (نهاية العام 2020 والأشهر الأولى من العام 2021)، وقال:

“الأطفال الذين قمت بالكشف عليهم طبّياً، جاء معظمهم من معسكر الصاحبة ومطار معتيقة ومشروع الهضبة، كانت أعمارهم غالباً لا تتجاوز الـ16 عاماً، لم أتمكن من الاحتكاك بهم كثيراً أوالحديث معهم حول أوضاعهم والمعاملة التي يتلقونها، بسبب الخوف من المسائلة”.

وأضاف:

“خلال الأشهر الثلاثة الماضية (نيسان/أبريل وأيار/مايو وحزيران/يونيو) جاءنا طفلان فقط، وكانوا مصابين بفايروس كوفيد 19. لقد جاؤوا بمرافقة سيارة عسكرية وخضعوا للفحص وذهبوا. عادة ما تستقبل هذه النقطة الطبية التي أعمل بها الحالات الخطيرة فقط، ربما يكون هناك أطفال آخرين تم نقلهم لنقاط أخرى، معظم الأطفال لا نراهم إلا مرة واحدة.”

  • تأكيدات أممية سابقة حول تجنيد أطفال سوريين في ليبيا:

كانت الأمم المتحدّة قد تحققت من تجنيد واستخدام جماعات المعارضة السوريّة المسلّحة (المعروفة سابقاً باسم الجيش السوري الحرّ) لثلاثة أطفال في ليبيا، تمّ تهريبهم من سوريا إلى ليبيا من قبل “فرقة المعتصم” و “لواء سمرقند”. جاء ذلك في التقرير الذيّ قدمّه الأمين العام للأمم المتحدة خلا شهر أيار/مايو 2021، إلى مجلس الأمن حول قضية الأطفال والنزاع المسلّح”.

وهذه هي ليست المرة الأولى، التي تستطيع فيها سوريون من أجل الحقيقة والعدالة رصد عمليات تجنيد لأطفال، من قبل فصائل المعارضة السورية في ليبيا، ففي تاريخ 10 آذار/مارس 2021، نشرت المنظمة تقريراً بعنوان: (سوريا/ليبيا: أطفال مقاتلون عالقون في مطار معتيقة الدولي). تمّ من خلاله الكشف عن معلومات وشهادات تؤكد استمرار تجنيد أطفال سوريين كمرتزقة في النزاع الليبي ووجود العشرات منهم في ثكنات بطرابلس.

يأتي ذلك في الوقت الذي أصدرت فيه وزارة الخارجية الأمريكية تقريرها السنوي حول “الاتجار بالبشر” في أوائل شهر تموز/يوليو 2021، مؤكدّة فيه باستخدام تركيا وتجنيدها لأطفال في سوريا وليبيا. محددة تقديم تركيا لدعم ملموس للجماعة السورية المعارضة، التي تطلق على نفسها اسم “السلطان مراد” العاملة تحت مظلة الجيش الوطني السوري، وتورطها في تجنيد الأطفال واستخدامهم كجنود. وهو ما قوبل برفض من أنقرة عبر بيان صار عن وزارة الخارجية التركية معتبرةً أنها “اتهامات تستند على افتراضات لا أساس لها من الصحة”.

منشورات ذات صلة

اترك تعليقاً

* By using this form you agree with the storage and handling of your data by this website.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك عدم المشاركة إذا كنت ترغب في ذلك. موافق إقرأ المزيد