بتاريخ 25 شباط/فبراير 2022، تداول ناشطون سوريون على مواقع التواصل الاجتماعي، صوراً لجثة شخص بدا عليها آثار تعذيب وحشي، ليتبين لاحقاً أن الضحية اسمه “عبد الرزاق طراد العبيد النعيمي”؛ النازح داخلياً من محافظة حماه، حيث كان قد تمّ اعتقاله وتعذيبه في أحد المقرات الأمنية التابعة لفصيل “فيلق الشام” في منطقة عفرين، وهو ما أدى إلى مقتله.
وفي اليوم ذاته نشر فصيل “فيلق الشام” بياناً أقرّ فيه بواقعة تعذيب ومقتل “النعيمي” ضمن مركز توقيف يتبع للإدارة الأمنية للفصيل، وأكّد أنهم قاموا بتسليم جثمان الضحية لذويه وعليها آثار تعذيب، وأضاف الفصيل أنه “يستنكر هذا التصرف وقام بتوقيف لجنة التحقيق والعناصر المشرفة على مركز التوقيف الذي حدثت به الجريمة وتم تسليمهم للقضاء العسكري.. لتحقيق العدالة الكاملة.”
يشار أن حادثة تعذيب ومقتل “النعيمي” على يد فصيل ضمن الجيش الوطني السوري المدعوم من تركيا في منطقة عفرين، هي الحادثة الثانية من نوعها خلال شهر شباط/فبراير، حيث سبق أن تم توفي “ريزان خليل” إثر تعرضه للتعذيب على يد فصيل “أحرار الشرقية” مطلع الشهر ذاته، وسبق أن نشرت “سوريون من أجل الحقيقة والعدالة” تقريراً مفصلاً حول الحادثة.
تفاصيل حادثة مقتل “النعيمي”:
نزح “عبد الرزاق طراد العبيد النعيمي” الملقب “أبو العوف” من بلدة معرزاف بريف حماه، باتجاه منطقة عفرين إبان سيطرة القوات التركية والجيش الوطني عليها، واستقر في قرية جلمة في ناحية جنديرس، حيث يقيم فيها في حين أنه يعمل في تجارة السيارة ولديه مكتب في بلدة جنديرس.
وفي يوم الخميس 24 شباط/فبراير كان “عبد الرزاق” متوجهاً من منزله في قرية جلمة إلى مكتبه في بلدة جنديرس، وتم اعتقاله قرابة الساعة العاشرة صباحاً وبقي هاتفه مغلقاً حتى الساعة الثالثة عصراً ليقوم أحد عناصر الفصيل بإبلاغ أحد أفراد عائلة “عبد الرزاق” عبر هاتف الضحية أنه موقوف لدى الفصيل وأنه قيد التحقيق وسوف يتم الإفراج عنه قريباً.
تم احتجاز “عبد الرزاق” في مقر[1] للفصيل قرب تل جنديرس الأثري، والذي هو بالأساس منزل تعود ملكيته لأحد أهالي المنطقة الأصليين واسمه “خوجة زيبي”، وتمّ الاستيلاء عليه في سياق عملية “غصن الزيتون” التركية عام 2018.
جاءت عملية اعتقال “عبد الرزاق” بعد اتهامه بالعمل لصالح وحدات حماية الشعب YPG الموجودة في منطقة الشهباء، إلا أن الضحية في الحقيقة كان قد تم اعتقاله على يد تلك القوات في وقت سابق (الوحدات). وبحسب أحد أقارب الضحية فإن السبب الحقيقي لاعتقال “عبد الرزاق” هو تأخر الضحية بدفع الضريبة/الإتاوة الشهرية لفصيل “فيلق الشام”، والتي اعتاد على دفعها لهم بشكل دوري.
في فجر يوم الجمعة 24 شباط/فبراير، قام فصيل فيلق الشام” بتسليم جثة الضحية وعليها أثار تعذيب إلى جهاز الشرطة العسكرية، الذي قام بعد عدة ساعات بإبلاغ ذوي الضحية بمقتله وتسليمهم الجثة.
وأظهرت صور جثمان الضحية التي تم تداولها بشكل واسع على وسائل التواصل الاجتماعي آثار تعذيب واضحة لاسيما في منطقة الفخذين والظهر والرجلين، كما أظهرت كدمات وآثار القيود على اليدين والقدميين، وقال أحد أقارب الضحية في تسجيل صوتي تم تداوله أن تقرير الطب الشرعي أكّد تعرض الضحية للصعق بالكهرباء في منطقة (المؤخرة) ومنطقة (العضو الذكري) مما أدى إلى الوفاة.
لقراءة التقرير كاملاً وبصيغة ملف PDF يُرجى الضغط هنا.
___
[1] الإحداثيات: 36.38777965722025, 36.69010468861586