يعشقون الشاشات الرقمية، ويأسرهم ما تعرضه لهم من فيديوهات ورسوم متحركة وألعاب تفاعلية واكتشاف للمعلومات وتواصل مع الآخرين، عالمٌ مفتوحٌ ومجهولٌ يغري الأطفال بمختلف فئاتهم العمرية للتعرف على عوالم أخرى لكن هذا الفضول قد يفضي بهم إلى الوقوع في أيدٍ غير أمينة، لا سيما عندما يكون المحتوى الذي يتلقونه عبر شبكة الإنترنت غير خاضع لإشراف الوالدين.
لاستخدام الأطفال للإنترنت باعتدال وتحت الإشراف المناسب منافع كبيرة عليهم، إذ إنه يساعد في زيادة قدراتهم التعليمية من خلال التوسع بالقراءة والبحث حول الموضوعات التي يتلقونها في المدرسة، إلى جانب ما تتيحه الألعاب والتطبيقات المختلفة من طرق ممتعة للتعلم.
ويشكل إشراف الأبوين على ما يطلّع عليه الأطفال من محتوى وما يقومون بتنزيله من ألعاب وتطبيقات الخطوة الأهم من أجل ضمان تحقيق أطفالهم أقصى استفادة ممكنة من الإنترنت، إضافة لأهمية فتح باب للحوار والمشاركة في الاهتمامات وجو من الصداقة والمصارحة بين الآباء والأبناء، وعدم تركهم في حالة من العزلة والتوحد مع أجهزتهم الإلكترونية.
أوصت “الأكاديمية الأمريكية AAP” و”الجمعية الكندية لطب الأطفال” بعدم تعرض الأطفال الرضع حتى عمر السنتين للتكنولوجيا بشكل نهائي، بينما حددتا وقت استخدام التكنولوجيا للأطفال بين عمر 3 و5 سنوات بمعدل ساعة يومياً، ولمن هم بين عمر 6 و18 سنة بمدة ساعتين يومياً.[1] |
o مساوئ الاستخدام المفرط للإنترنت على الأطفال
يصبح الأطفال الذين يقضون وقتاً مبالغاً فيه على شبكة الإنترنت أكثر عرضة للعزلة الاجتماعية والشعور بالوحدة والقلق والاكتئاب والكسل والخمول واضطرابات النوم والسلوك العدواني.
كما يتسبب الجلوس لفترات طويلة أمام الأجهزة الإلكترونية بالخمول والسمنة والصداع وإجهاد العين وآلام الظهر وتشنج العنق.
o المخاطر التي تواجه الأطفال على الإنترنت
قد يقع الأطفال فريسة سهلة لمختلف التهديدات الإلكترونية كهجمات التصيد وانتحال الشخصية وبرمجيات التجسس والبرمجيات الخبيثة والفيروسات نظراً لما قد يجده قراصنة الإنترنت من سهولة في الوصول إلى ملفاتهم وهوياتهم التي قد لا تكون محمية بالشكل الكافي[2]، كما قد يكون الأطفال عرضة للتنمر الإلكتروني والتحرش والاستغلال والتعرف على سلوكيات غير صحية كإيذاء النفس أو الانتحار.
o علامات تحذر من أن الطفل قد تعرض لتهديدات عبر الإنترنت
على الآباء مراقبة سلوك طفلهم عندما تظهر بعض الدلالات التي قد تشير إلى أنه يواجه مشكلة ما على الإنترنت وهي:
-
- تغييرات دراماتيكية مفاجئة في سلوكه دون وجود سبب واضح.
- محاولة الانفراد عند الاتصال بالإنترنت أو الاستيقاظ ليلاً.
- زيادة أو نقصان كبيرين بعدد أصدقائه على شبكات التواصل الاجتماعي.
- صداقة الطفل مع أشخاص يكبرونه بالسن بفارق كبير.
- حذف الطفل لصفحته على إحدى مواقع التواصل الاجتماعي بشكل مفاجئ.[3]
o متصفحات آمنة للأطفال
يوجد متصفحات موجهة حصرياً للأطفال تتضمن فلاتر وخدمات بحث آمن، كما تُتيح للأهل التحكم بالمحتوى الذي سيشاهده أطفالهم عبر الإنترنت، ومنع وصولهم إليه في الأوقات التي يحددونها. ومنها:
o تطبيقات آمنة للأطفال
يُتيح البرنامج للأهل تحديد قنوات “يوتيوب” التي يمكن لأطفالهم الوصول إليها، وحظر القنوات غير المناسبة، مع إمكانية الإبلاغ عن الفيديوهات التي يعتبر الأهل أن وجودها على التطبيق غير مقبول للأطفال، كما يتضمن التطبيق “ساعة ميقاتية” للتحكم في الأوقات التي يمكن للطفل استخدامه فيها.
وهي نسخة مخصصة للأطفال تحت سن 13 عاماً، يُمكن للآباء إدارة التطبيق بعد تحميله على أجهزة الأطفال من خلال حساباتهم على موقع “فيس بوك”، كما يتضمن التطبيق خاصية “Sleep Mode” والتي تسمح للآباء بضبط مواعيد إغلاق التطبيق.
o نصائح لتوفير الحماية للأطفال على الإنترنت
- حماية الهوية: يجب توعية الأطفال حول أهمية الحفاظ على المعلومات الشخصية مثل “الاسم وعنوان السكن والمدرسة وأرقام الهواتف وكلمات السر”، والتأكيد على ضرورة عدم مشاركتها مع مجهولين على وسائل التواصل الاجتماعي أو في غرف المحادثة، وتبيان المخاطر التي قد تحدث جراء ذلك، بما فيها التعرض لانتحال شخصيتهم واستخدام حساباتهم.
- التحذير من النقر على الروابط المجهولة: توجيه الأطفال لتجنب النقر على روابط مشبوهة أو إدخال المعلومات الشخصية عند طلبها من قبل مواقع غير معروفة، للحماية من الوقوع في هجمات التصيد أو تحميل برمجيات خبيثة.
- تغطية الكاميرا: يُنصح بإغلاق كاميرا الجهاز الذي يستخدمه الطفل بشريط لاصق، لحمايته من المخترقين الذين قد يتمكنون من تشغيلها دون معرفته، أو من قبل بعض المواقع الإلكترونية التي تعمد إلى تشغيل الكاميرا دون موافقة المستخدمين.[4]
- تحذيرهم من الشبكات العامة: تُعتبر الشبكات العامة المتوفرة في مقاهي الإنترنت والمطاعم والمطارات وغيرها غير آمنة، إذ بإمكان القائمين عليها أو المخترقين التجسس على جميع المعلومات غير المشفرة التي يتم تبادلها عبر الإنترنت، كما قد يمكنهم الوصول إلى كلمات المرور والمعلومات الحساسة، أو نقل البرمجيات الخبيثة، لذلك يُنصح بتعطيل خاصية الاتصال بالإنترنت بواسطة هذه الشبكات عند التواجد في الأماكن العامة.[5]
- توعيتهم حول مؤشرات الأمان: كضرورة بدء الموقع بـ https واحتوائه على عنوان URL، وأن يتوافق هذا العنوان مع اسم الموقع[6].
- التحديث الدائم للتطبيقات: تعمل التحديثات الأمنية للتطبيقات وأنظمة التشغيل على معالجة الثغرات التي قد تفتح المجال للتجسس وسرقة المعلومات، وبالتالي فهي تؤمن حماية كبيرة لخصوصية الأطفال من المخترقين.
- الحديث مع الأطفال عن المضايقات التي قد يتعرضوا لها أثناء تواجدهم على شبكة الإنترنت: وشرح ماذا عليهم أن يفعلوا في حال حصول ذلك، على سبيل المثال إذا تعرضوا للتنمر الإلكتروني فيجب إخبار الأهل بذلك على الفور وشرح تفاصيل ما حدث وإعلامهم بالشخص الذي قام بذلك، لوضع حد للموضوع ومعالجة الآثار الناجمة عنه.
[1] “Children, Adolescents, and the Media”. AAP News and Journal Gateway. November 2013. Last visited: February 8, 2020. https://pediatrics.aappublications.org/content/132/5/958.full.
[2] للمزيد انظر: “خطوات عملية في الحماية الرقمية”. سوريون من أجل الحقيقة والعدالة. 30 تشرين الثاني/نوفمبر 2018. (آخر زيارة للرابط 8 شباط/فبراير 2020). https://stj-sy.org/ar/1029/.
[3] “تحقيق التوازن الرقمي عند الأطفال هدف منشود هذا الصيف “. البوابة. 25 تمّوز / يوليو 2019. (آخر زيارة للرابط: 8 شباط/فبراير 2020). http://bit.ly/2H4qqg0 .
[4] “إرشادات عامة لحماية الأطفال على الأنترنت”. CyberArabs. 25 أيار/مايو 2017. (آخر زيارة للرابط 8 شباط/فبراير 2020). http://bit.ly/2S9nQeU.
[5] للمزيد انظر: “خطوات عملية في الحماية الرقمية”. سوريون من أجل الحقيقة والعدالة. 30 تشرين الثاني/نوفمبر 2018. (آخر زيارة للرابط 8 شباط/فبراير 2020). https://stj-sy.org/ar/1029/.
[6] ” مساعدة الأطفال على استكشاف عالم الإنترنت بأمان وثقة”. مركز الأمان Google. (آخر زيارة للرابط 8 شباط/فبراير 2020). https://safety.google/intl/ar/families/families-tips/.