أطلقت "حركة رجال الكرامة"[1] في السويداء سراح 26 امرأة وطفل من البدو المخطوفين، كانت قد اختطفهم خلال عمليات عدّة نفذتها بعد الهجوم الذي تعرضت له محافظة السويداء في 25 تموز/يوليو 2018[2]، حيث أفاد بعض الأهالي أنّ بعض عشائر البدو متورطة في هذا الهجوم، كما أنها ساعدت تنظيم "داعش" في التسلل إلى قرى الريف الشرقي للمحافظة.
وقال الناشط المحلي "سلام عزام"/اسم مستعار، في حديث مع سوريون من أجل الحقيقة والعدالة يوم 4 تشرين الأول/أكتوبر 2018، إنّ مقاتلين من فصيل "البيارق" التابع لـ"حركة رجال الكرامة" نفذوا حملات أمنية ومداهمات عدة استهدفت منازل وخياماً للبدو في الريف الشرقي من محافظة السويداء خلال شهر آب/أغسطس 2018، واختطفوا خلال هذه الهجمات 33 رجلاً وامرأة وطفلاً، وعلى خلفية اعترافات أدلى بها هؤلاء المختطفون تابعت "رجال الكرامة" عملياتها الأمنية واختطفت عشرات آخرين من الأشخاص الذين سبق لهم التعامل مع تنظيم "داعش" سواء بتهريب السلاح أو البشر، وقامت لاحقاً بإطلاق سراح الأشخاص الذين لم يثبت تورطهم وتعاملهم مع تنظيم "داعش".
وبحسب "عزام" فقد تمّ إطلاق سراح 17 امرأة و9 أطفال ممن كانوا مختطفين لديها، من منزل شيخ "طائفة عقل الموحدون الدروز" في السويداء "يوسف جربوع"، وذلك بتاريخ 30 أيلول/سبتمبر 2018، كما تناقل ناشطون في المحافظة معلومات حول إطلاق سراح مجموعة أخرى من الرجال والشبان في اليوم التالي ليصل العدد الكلي إلى 60 شخص، وقامت الشرطة العسكرية الروسية باستلام المفرج عنهم من السويداء ونقلتهم إلى قرية خربة في الريف الجنوبي الغربي ليتم نقلهم لاحقاً إلى ريف درعا الشرقي.
كذلك فإنّ "حركة رجال الكرامة" ماتزال تحتجز متهمين من العشائر البدوية ومدانين بالتورط مع تنظيم "داعش"، إضافة إلى أسرى مقاتلين من التنظيم تمّ أسرهم خلال الاشتباكات التي جرت يوم 25 تموز/يوليو 2018، وبينهم مقاتل أجنبي من الجنسية الشيشانية، وذلك بحسب "عزام".
وأشار الناشط "عزام" إلى أنّ ميليشيات مقربة من القوات النّظامية السّورية استغلت حالة الفلتان الأمني في محافظة السويداء واعتقلت العشرات من أبناء العشائر البدوية إما طلباً للفدية المالية والإتجار بهم، أو لتسويق اعترافات مزيفة تهدف لتشويه سمعة المحافظة.
من جانبه، يرى الناشط الحقوقي "شادي صعب" أنّ عمليات العنف والخطف المتبادل التي تجري بين أبناء محافظة السويداء وعشائر البدو توتر العلاقات الأهلية وتقوض السم الأهلي وتهدد الاستقرار الاجتماعي، كما يساهم في تفشي الفلتان الأمني وانتشار حالات الخطف العشوائي في المحافظة.
[1] تأسست حركة رجال الكرامة في عام 2012 في محافظة السويداء، وهي فصيل مسلح مستقلّ من أبناء المحافظة، أسسه أحد مشايخ العقل "وحيد البلعوس" والذي تم اغتياله من قبل مجهولين عام 2015.
[2] ختطاف 21 إمرأة وطفلا في السويداء وارتفاع حصيلة ضحايا الهجمات الدامية في المحافظة"، سوريون من أجل الحقيقة والعدالة، 30 تمّوز/يوليو 2018. آزيارة 25 أيلول/سبتمبر 2018 https://stj-sy.org/ar/view/650