قامت القوات النّظامية السورية بإجراء أول عملية سحب لعناصرها المنشقين من مدينة بيت سحم جنوبي دمشق، وذلك من أجل إعادتهم إلى القطع العسكرية التي انشقوا عنها، كما استمرت بتسجيل الشبان المطلوبين للخدمة العسكرية الإلزامية وذلك على الرغم من عدم انتهاء مهلة الأشهر الست الممنوحة للشبان بموجب اتفاق السيطرة على المنطقة.[1]
قال الناشط الإعلامي "قيس الشامي"[2] في حديث مع سوريون من أجل الحقيقة والعدالة يوم 24 أيلول/سبتمبر 2018، إن أحد أعضاء "لجنة المصالحة" في بلدة بيت سحم يدعى "أبو عبدو الهندي" طلب في اجتماع عقده يوم 12 أيلول/سبتمبر 2018 مع الشبان في البلدة أن يسارعوا إلى تسجيل أسمائهم في قوائم الالتحاق بالخدمة العسكرية خلال مهلة أقصاها أسبوع واحد محذراً إياهم من تبعات عدم التسجيل وهي التعرض للاعتقال والملاحقة من قبل الأجهزة الأمنية السوريّة.
وأضاف "الشامي" أن الشبان في البلدة بدأوا بتسجيل أسمائهم في مبنى البلدية، وبدأت عملية السحب الأولى للمنشقين والمتخلفين عن الخدمة العسكرية بتاريخ 20 أيلول/سبتمبر 2018، حيث نشر ناشطون مقطعاً مصوراً في اليوم ذاته يظهر نحو 15 شاباً داخل باص يودعون شباناً آخرين، حيث قال الناشطون إن هؤلاء الشبان تم سحبهم حديثاُ وتوجهوا إلى معسكر في القطيفة.
من جانبه، قال الناشط "مطر اسماعيل"[3] في حديث مع سوريون من أجل الحقيقة والعدالة يوم 24 أيلول/سبتمبر 2018، إن حملة التسجيل للالتحاق بالقوات النظامية السورية شملت فقط المنشقين عنها في بلدة بيت سحم، ولم يعرف بالتحديد أعداد الشبان الذين سجلوا ضمن القوائم، مشيراً أن البلدة تضم مئات المنشقين عن هذه القوات.
وحول عملية السحب الأولى التي تمت في البلدة، قال "اسماعيل" إن الدفعة الأولى شملت 18 شاباً وتمت في 20 أيلول/سبتمبر 2018، وتم نقل الشبان إلى الأفرع الأمنية التالية على التوالي؛ فرع الدوريات 216 وفرع التحقيق/الإداري التابع لشعبة المخابرات العسكرية في كفرسوسة والمعروف باسم الفرع 248 والفرع رقم 291، حيث تم إجراء "تسوية وضع لهم" وإعادتهم إلى بلدة بيت سحم بعد إعطائهم مهلة 24 ساعة للالتحاق بقطعهم العسكرية التي انشقوا عنها.
وتابع الناشط قائلاً: "إن مخابرات النظام وتحديداً جهاز الأمن العسكري/شعبة المخابرات العسكرية قد تلاعبت بمهلة الستة أشهر، بعد إعلان قبول طلبات التسويات لجميع الشباب ما عدا المنشقين، الإعلان الذي جاء على لسان شيوخ بلدات يلدا وببيلا وبيت سحم خلال خطبة الجمعة بتاريخ 24 آب/أغسطس 2018، على أن تبدأ مهلة الستة أشهر من حينها، وأن تشكّل لجنة خاصّة بالمنشقين للعمل على تسوية أوضاعهم، لكنّ مخابرات النظام ودون سابق إنذار أعلمت لجنة "مصالحة" بيت سحم بضرورة التحاق جميع المنشقين بقوات النظام مجدداً خلال مدّة أقصاها شهر، وأن مهلة الستة أشهر قد انتهت، وذلك دون أن تتشكّل لجنة خاصّة بالمنشقين مع احتساب النظام للأشهر الماضية على أنها من ضمن المهلة".
وسبق أن أجرت الأجهزة الأمنية التابعة للحكومة السورية والقوات النظامية عمليات دهم واعتقال في بلدات جنوب دمشق طالت العديد من الشبان الذين وقعوا على "اتفاق مصالحة/تسوية"، وكانت سوريون من أجل الحقيقة والعدالة نشرت تقارير مفصلة عن الحوادث[4].
[1] تمكنت القوات النظامية السورية من السيطرة على مدن وبلدات جنوب دمشق في أيار/مايو2018، بعد أن عقدت التفاقات عدة تم بموجبها إجلاء مقاتلين من الفصائل العسكرية المعارضة وبعض المدنيين إلى إدلب، كما عقدت اتفاقاً آخر مع التنظيم الذي سطلق على نفسه اسم "الدولة الإسلامية" خرج بموجبه من المنطقة إلى محافظة السويداء.
[2] من أبناء جنوب دمشق ومقيم حالياً في تركيا والذي حصل على معلوماته من مصادر محلية مقيمة في جنوب دمشق.
[3] من أبناء جنوب دمشق ومقيم حالياً في تركيا والذي حصل على معلوماته من مصادر محلية مقيمة في جنوب دمشق.
[4] اعتقالات بحق سكان مخيم اليرموك في دمشق عقب السيطرة عليه. https://www.stj-sy.org/ar/view/566
"اعتقال وتجنيد شبان من جنوب دمشق في خرق لاتفاق "الستوية/المصالحة"، سوريون من أجل الحقيقة والعدالة بتاريخ 13 أيلول/سبتمبر 2018، آخر زيارة 24 أيلول/سبتمبر 2018، https://stj-sy.org/ar/view/742