اعتقلت الأجهزة الأمنية التابعة للحكومة السورية 10 نساء لأسباب مختلفة في غوطة دمشق الشرقية، وذلك خلال الفترة الواقعة بين 16 آب/أغسطس و2 أيلول/سبتمبر 2018، حيث نفذت عمليات الاعتقال في مدينتي حمورية ودوما[1]، وذلك بحسب شهادات حصلت عليها سوريون من أجل الحقيقة والعدالة.
تواصلت سوريون من أجل الحقيقة والعدالة مع مصدرين محليين[2] مقيمين في غوطة دمشق الشرقية، حيث أفادا بأن عناصر من "الفرقة الرابعة" و"الحرس الجمهوري" نفذوا عملية دهم واعتقال في مدينة دوما أسفرت عن اعتقال العديد من الشبّان وثلاثة نساء تم اقتيادهن إلى جهة مجهولة كما لم تعرف التهم الموجهة لهن، وذلك يوم 16 آب/أغسطس 2016.
وفي يوم 25 آب/أغسطس 2018، قام عناصر من جهاز الأمن العسكري/شعبة المخابرات العسكرية بمداهمة بناء في مدينة دوما واعتقلوا خمسة نساء دون توجيه تهمة محددة، في حين قال ناشط محلي آخر إن سبب اعتقالهن هو التواصل مع ذويهم المتواجدين في مناطق سيطرة فصائل المعارضة المسلحة في الشمال السوري.
كذلك قام عناصر من فرع أمن الدولة بمداهمة قاعة أفراح في مدينة دوما أثناء إقامة حفل زفاف، واعتقلوا العروس لأنها عقدت قرانها على أحد الشبان المطلوبين للأفرع الأمنية والذي سبق أن غادر المدينة إلى مناطق سيطرة الفصائل المعارضة شمالي سوريا، وذلك في يوم 2 أيلول/سبتمبر 2018 وما يزال مصير الفتاة مجهولاً حتى تاريخ إعداد هذا الخبر.
وفي مدينة حمورية، تم اعتقال امرأة أواخر شهر تموز/يوليو 2018، بتهمة التواصل مع ابنها المقيم في تركيا، وأطلق سراحها بعد 15 يوماً.
وأوضح المصدران أن الأجهزة الأمنية تلاحق النساء اللواتي كان لهن حراك أو نشاط إغاثي أو مجتمعي أو طبي، كما تم استداعاء عدد منهن لإجراء "تسوية/مصالحة" في الأفرع الأمنية، كذلك لفت المصدران إلى تسجيل عدة حالات تحرش بالنساء من قبل العناصر المتواجدين على الحواجز.
وسبق أن سُجلت عمليات اعتقال بحق عدد من سكان الغوطة الشرقية إضافة إلى تجنيد عدداً من أبنائها خلافاً للاتفاق المبرم بين القوات النظامية السورية والفصائل المعارضة آنذاك، حيث نشرت سوريون من أجل الحقيقة والعدالة أخباراً منفصلة حول الحوادث[3].
[1]تمكنت القوات النظامية السورية وحلفاؤها من السيطرة على كامل الغوطة الشرقية عقب حملة عسكرية عنيفة شنتها على مدن وبلدات الغوطة الشرقية، وكانت قد بدأت الحملة بتاريخ 18 شباط/فبراير 2018، وانتهت بتاريخ 8 نيسان/أبريل 2018، وذلك عقب التوصل إلى اتفاق مع جيش الإسلام في مدينة دوما في اليوم ذاته، وقد قضى هذا الاتفاق بإفراج مسلحي جيش الإسلام عن جميع المخطوفين المحتجزين لديهم، مقابل السماح لهم بالخروج مع أهاليهم غير الراغبين بالتسوية، إلى شمال البلاد. وكان قد سبق هذا الاتفاق توقيع عدة اتفاقيات مع فصائل المعارضة المسلّحة هناك، حيث كان أولّها مع حركة أحرار الشام الإسلامية في مدينة حرستا، وذلك بتاريخ 21 آذار/مارس 2018، إذ قضى هذا الاتفاق بإخراج مسلحي حركة أحرار الشام الإسلامية مع عائلاتهم إضافة إلى من يرغب من المدنيين إلى شمال سوريا. ثم تبعها اتفاق آخر مع فيلق الرحمن بتاريخ 2 آذار/مارس 2018، وقد قضى هذا الاتفاق بإخراج مسلحي فيلق الرحمن وهيئة تحرير الشام وعائلاتهم، إضافة إلى من يرغب من المدنيين إلى شمال سوريا، وقد شمل هذا الاتفاق كل من بلدات (عربين وزملكا وعين ترما وجوبر).
[2] تم حجب اسم المصدرين حفاظاً على سلامتهما، أجريت اللقاءات عبر الإنترنت في الفترة الواقعة بين 17 و21 أيلول/سبتمبر 2018.
[3] " خلافاً "للاتفاق المبرم" القوات السّورية تجنّد عدداً من أبناء دوما بشكل قسري وتستخدم آخرين في عمليات نهب"، سوريون من أجل الحقيقة والعدالة، تاريخ النشر في 17 حزيران/يونيو 2018، آخر زيارة بتاريخ 24 أيلول/سبتمبر 2018. https://www.stj-sy.org/ar/view/584
"الأجهزة الأمنية تمنع الشبّان في الغوطة الشرقية من مغادرة مراكز الإيواء وتعتقل عدداً منهم"، سوريون من أجل الحقيقة والعدالة بتاريخ 13 أيلول/سبتمبر 2018، آخر زيارة بتاريخ 24 أيلول/سبتمبر 2018. https://stj-sy.org/ar/view/738