قامت عناصر من جهاز فرع المخابرات الجوية السّورية بحملة اعتقالات في مدينة داعل في ريف محافظة درعا الأوسط، حيث طالت 26 شاباً من المدينة، وذلك فجر يوم السبت 11 آب/أغسطس 2018، علماً أن مدينة داعل كانت من أوائل المدن والبلدات التي خضعت لسيطرة القوات السّورية بعد التوقيع على اتفاق "تسوية" مع القوات السّورية بضمانة روسية، وذلك بتاريخ 30 حزيران/يونيو 2018، حيث نصّ الاتفاق في أبرز بنوده هو عدم القيام بأية اعتقالات بحق أبناء المدينة.
وقد تحدّثت سوريون من أجل الحقيقة والعدالة لأحد سكان مدينة داعل (عبر الانترنت) بتاريخ 12 آب/أغسطس 2018، حيث أفاد بالتالي:
"في حوالي الساعة الخامسة من فجر يوم السبت قدمت قوات أمنية سوريّة من حاجز "أبو كاسر" العسكري والذي يقع على طريق داعل–خربة غزالة، وتسيطر عليه عناصر من المخابرات الجوية، حيث قامت بحملة اعتقالات في أنحاء المدينة شملت مدنيين وعسكريين/مقاتلين سابقين في قوات المعارضة السورية المسلحة، وكانت حجة القوات المقتحِمة أنها تبحث عن عناصر ينتمون لتنظيم الدولة الإسلامية، وقد بلغ عدد العناصر المقتحمة حوالي سبعين عنصراً."
وأضاف المصدر أنّ تلك القوات اعتقلت 26 شخصاً، حيث تمّ وضعهم في مخفر المدينة قبل أن يتم نقلهم في وقت لاحق إلى جهة مجهولة، واستطرد قائلاً:
"عُرف من المعتقلين: مشعل المصري ومحمد العزات الحريري وبلال جهاد أبو زيد وعبودة بدر أبو زيد ومجد أبو زيد وأبو عذاب أبو جيش واثنين من أبناء ماهر أحمد أرشيد المصري (لم تعرف أسمائهم)، وشابين من عائلة الحريري (لم تعرف أسمائهم)، كما تمّ اعتقال شابين آخرين لم يتم معرفة أسمائهم؛ أحدهم من مدينة الشيخ مسكين والآخر من بلدة عتمان وهما يقيمان في مدينة داعل منذ فترة طويلة."
وقد أكدّ المصدر لسوريون من أجل الحقيقة والعدالة أنّ المحتجزين لم يكونو موالين أو منضويين في صفوف التنظيم الذي يطلق على نفسه اسم الدولة الإسلامية والمعروف باسم تنظيم "داعش".
وختم المصدر بقوله أنّ حالة الخوف التي يعيشها أبناء مدينة داعل حالياً هي ذاتها التي كانوا يعيشونها في العام 2011، حين كانت الأجهزة الأمنية السورية تقتحم المدن وتقوم بحملة اعتقالات دون علم مسبق أو تهم واضحة. إلاّ أنّ الشيء المختلف في العام 2018 هو مشاركة قادة سابقين في المعارضة السّورية المسلّحة[1] في هذه الحملات إلى جانب القوات الأمنية السّورية.
سوريون من أجل الحقيقة والعدالة، كانت قد أصدر تقريراً حول اعتقالات بحق العديد من الشبّان في منطقة اللجاة في ريف درعا، وذلك في خرق "لاتفاق التسليم" الذي عقدته مع الفصائل المعارضة على مرحلتين، والذي نصّ في أحد البنود على عدم دخول القوات النّظامية للقرى قبل الشرطة العسكرية الروسية ودون إجراء "تسويات" وعدم التعرض لأي أحد من السكان، وذلك بحسب الباحث الميداني لسوريون من أجل الحقيقة والعدالة في درعا.[2]
[1] تم إطلاق تسمية "القوات الرديفة" على عناصر من فصائل المعارضة أجروا "مصالحة" مع القوات النظامية السورية بموجب الاتفاق بين الطرفين لإنهاء النزاع في محافظة درعا، وتضم مئات العناصر من "لواء أحرار طفس ولواء المعتز بالله وجيش الأبابيل وألوية قاسيون وجيش الثورة وغرفة عمليات "واعتصموا" والمجلس العسكري في الحارة والمجلس العسكري في تسيل وغرفة سيوف الحق ولواء أحرار قيطة وغرفة عمليات النصر المبين وفصائل أخرى من المنطقة الشرقية". وذكر المصدر في هذا الخبر تحديداً بعض أسماء القادة المشاركين في اقتحام داعل وهم "فائق جاموس وأسامة العاسمي وأبو باسل أبو زيد ومشهور كناكري".
[2] للمزيد اقرأ: "اعتقالات بحقّ شبّان في محافظة درعا من قبل القوات السّورية خلافاً "للاتفاق" الموقّع"، موقع منظمة سوريون من أجل الحقيقة والعدالة، 3 آب/أغسطس 2018. (آخر زيارة 13 آب/أغسطس 2018) https://www.stj-sy.org/ar/view/659.