صادف يوما 2 و 4 أيلول/سبتمر 2019 الجاري، الذكرى السنوية السابعة لمجزرتين ارتكبتهما ميليشيات الدفاع الوطني الموالية للحكومة السورية بحق عدد من أبناء قرية “الفان الشمالي” في ريف حماه، وراح ضحيتها 29 مدنياً بينهم طفلان واعتقل على إثرها 17 مدنياً ما يزال مصير عدد منهم مجهولاً حتى اللحظة.
التقت سوريون من أجل الحقيقة والعدالة شهود عيان/ناجين من المجزرتين وآخرين ناجين من الاعتقال، رووا تفاصيل المجزرة وما حصل معهم آنذاك، كما أكد الشهود أن المجزرتين كان قد تم التخطيط لهما سابقاً واستند الشهود في ذلك على وقائع وأحداث مهدت لوقوعهما.
كما سبق أن تم نشر عدد من المقاطع المصورة على الانترنت والتي تظهر فيها جثث الضحايا ومراسم الدفن وبعض الجثث عليها آثار التعذيب، كما تظهر محلات في ساحة القرية ومنازل تم إحراقها.
الموقع: تقع قرية الفان الشمالي شمال شرق حماه مسافة 30 كم، وتتبع ادارياً لناحية صوران ويبلغ عدد سكانها حوالي 4200 نسمة، تعتبر القرية “شبه محاصرة” من كافة الجهات من قبل حواجز وقطع عسكرية تابعة للجيش النظامي السوري، ومن الجنوب تحدها قرية “الفان الوسطاني” و “الجنوبي” وهما قريتان يتواجد فيهما عدد غير قليل من الميلشيات غير النظامية المساندة للقوات السورية وتعتبران نقاط عسكرية تحوي عدد من المقرات ومعسكر المجنزرات، وأيضاً بالقرب منها تقع قرية “مريود” التي تحوي عدد من المقرات العسكرية، أما من الشمال تقع قريتا “الزغبة والطليسية” اللتان تحويان على واحدة من أكبر تجمعات للقوات السورية والميليشيات المساندة لها في المنطقة، ومن الشرق يقع اللواء 66 مجنزرات و قرية الخرسان التي تحوي عدد من مقرات الميليشيات غير النظامية وكتيبة الدفاع الجوي قرب “قرية الحزم” وكلاهما من أكبر القطع العسكرية شمال شرق حماة.
أولاً: المجزرة الأولى يوم 2 أيلول 2012:
في لقاء جمع الباحث الميداني لدى سوررين من أجل الحقيقية والعدالة مع عدد من الناجين ومنهم الأستاذ “محمود توفيق” من أبناء قرية الفان وشاهد على المجزرة الأولى، قال:
“إن التخطيط للمجزرة تم الإعداد لها قبل شهر من حدوثها لعدة أسباب: منها موقف القرية المعارض للنظام السوري وخروج جميع أهالي القرية بمظاهرات كبيرة تطالب بإسقاط النظام مما آثار حفيظة أبناء القرى المجاورة للفان الشمالي حيث تعتبر القرية شبه محاصرة من كافة الجهات، أيضاً وقبل 15 يوم من حدوث المجزرة بدأ الإعداد الفعلي والتخطيط للمجزرة وكان هدفهم قتل أكبر عدد من شبان القرية.”
وتابع الشاهد:
“إن عملية الإعداد للمجزرة كانت من خلال التمركز على بعض المناطق المطلة على القرية ورصد تحركات أبناء القرية وتحديد كافة الطرق التي من الممكن أن يسلكها المدنيون للهروب في حال حدوث أي هجوم، وقبل المجزرة بأسبوع وتحديداً بيوم 27 آب/أغسطس 2012، قامت دبابتان من حاجز مفرق المبطن غربي القرية بالتقدم قبالة القرية وتوقفتا على بعد 1 كيلو متر منها وبدأ العناصر فيهما بإطلاق رصاص وقذائف صوتية بشكل كثيف لإرهاب المدنيين في محاولة من القوات النظامية لتحديد طرق الهروب، وفي ذلك اليوم تم تحديد الطريقين الذين هرب منهما المدنيين وهما الطريق الشمالي الذي يربط بين الفان والجنينة والطليسية والطريق الشرقي الذي يربط بين الفان وقصر المخرم وقصر سمرة والزغبة.”
ويتابع الشاهد محمود الذي نجى من المجزرة سرد تفاصيل يوم المجزرة الأولى حيث قال:
“في يوم 2 أيلول 2012، وعند حوالي الساعة 5.45 صباحاً كنت نائماً في منزلي فاستيقظت على صوت طرق الباب فكان أحد أخوتي أخبرني أن الجيش السوري أصبح قريباً من القرية من جهة الغرب، وطلب مني الخروج من المنزل وعندما خرجت من المنزل كانت الدبابات قد وصلت أطراف القرية فحاولت الهرب لم أستطيع الهروب مثلي مثل باقي الشباب فدخلت إلى منزل أحد الجيران وبنفس الوقت كان أحد أخوتي لديه سيارة (طرطيرة) يحاول تشغيلها ليهرب فتعرض لإطلاق نار فترك السيارة ودخل إلى أحد منازل الجيران بهذه اللحظات ازدات وتيرة إطلاق النار بكثافة الإتجاهات وبشكل مخيف جداً، ومازلت أتذكّر ذاك اليوم وأصوات الرصاص في أذني حتى اللحظة.
استمر إطلاق الرصاص لمدة 25 دقيقة وبعدها هدأ لحظات فخرجت من المنزل حتى أرى ماذا حصل فوجدت أخي ومعه عدد من الشباب خلف جدار المنزل، كان المسلّحون/الشبيحة قد دخلوا القرية من جهة الغرب واتجهوا باتجاه الشرق ولم يدخلوا منتصف القرية فكانوا ع أطراف القرية من جهة الشرق حيث يوجد هناك عدد من المداجن عندها صعدت إلى سطح فشاهدت دبابتين وعدد من السيارات مليئة بالعساكر وسيارات أخرى مثبت عليها رشاشات ثقيلة، في هذه اللحظة أتانا إطلاق رصاص لم أستطع تحديد جهته فنزلت من السطح فوجدت أحد الشباب الذي كان يحاول الهروب من الطريق الشمالي يكلم أحد الأشخاص يقول له شاهدت سيارة تعرضت لأطلاق نار وسمعته يقول هي سيارة أحمد العلوش (و هو عمي) وأنّه تمّ استهدافها، وفعلاً كان هناك دخان من جهة الشمال، فتوجهنا أنا وشاب اسمه طارق من بيت لٲخر حتى وصلنا منتصف القرية وصعدنا على سطح أحد المنازل حتى نتمكن من رؤية الشبيحة المتواجدين شمال القرية فشاهدنا مكان تمركزهم شمال القرية ومعهم سيارة هونداي لونها أبيض وفي هذه اللحظة تعرضنا لٳطلاق نار وشاهدنا الشبيحة المتواجدين شمال القرية ركبوا السيارة وتوجهوا باتجاه القرية ووقفوا عند البيت الذي كنا على سطحه وبدأوا يطلقون الرصاص على المنزل مما أدى الى إصابة بنت صغيرة اسم والدها أحمد عزية، وتمكنا نحن من تغيير مكاننا قبل وصولهم.”
وتابع:
بدأت سيارات أخرى بدخول مركز القرية وكانت تدور في شوارع القرية والناس مختبئون، لم نكن نعلم بعد ما الذي حدث في الحي الشرقي من القرية، بقيت السيارات تدور لنحو ساعتين وأثناء خروج السيارات تراجعت الدبابتان وسيارات أخرى تقل الشبيحة نحو الشمال، وهنا قمت مع بعض الشبان بالتوجه إلى السيارة التي استهدفها الشبيحة وهي سيارة عمي، لقد كان عمي وابنه وأخي وجارنا يستقلونها، رأيت السيارة قد احترقت بالكامل وكانت شبه مصهورة، بدأنا بالبحث عن أقاربي ووجدنا أحذيتهم بعيدة عن السيارة واعتقدنا هنا أنهم هربوا، ولكن عدت إلى السيارة ورأيت جثة متفحمة لأحدهم، لم أكن أعرف جثة من.. لم أستطع تحديد هويتها هل هي لأخي؟! ثم فقدت الوعي لمدة قصيرة وعندما استيقظت، كان قد وصل عدد من شباب القرية، عندها حاولنا معرفة هوية الجثة وعندها عاود الشبيحة إطلاق الرصاص مرة أخرى علينا ورجعنا باتجاه القرية، وعندما وصلت إلى الطريق الرئيسي منتصف القرية سمعت رجلاً جانب المسجد ينادي بأعلى صوته “صارت مجزرة شرقي القرية كلشي راح على الطريق الشرقي قتلوه الشبيحة”.
بحسب الشاهد فإن عناصر الشبيحة كانوا قد نصبوا كميناً قرب أحد المداجن على أطراق القرية الشرقية وقاموا بقتل كل شخص هرب باتجاه هذا الطريق.
“بعد أن هدأ إطلاق النار خرج الناس تباعاً من منازلهم وتوجهوا إلى الطريق الشرقي للبحث عن أقاربهم.. بعد دقائق قليلة بدأت الجثث بالتوافد، عثر الأهالي على 21 جثة بينهم طفلان بعمر 8 و 9 أعوام.. جُمعت الجثث وجُهزت للدفن.. كان يوماً لا ينسى.” ختم الشاهد بقوله.
تم دفن الجثث في مقبرة القرية وبعد إتمام الدفن غادرت معظم العائلات من القرية ونزحت منها بشكل كامل خوفاً من تكرار الحادثة، بحسب الشاهد.
ووثق الباحث الميداني لدى سوريون من أجل الحقيقة والعدالة أسماء الضحايا جراء المجزرة وهم؛ حسان علي الخليف والطفل كنعان الخليف والطفل علي الخليف وسرحان الخليف وعبد القهار الخليف وعبد الله الخليف وفادي الخليف وأحمد الخليف وعبد الرزاق الخليف ونور الدين عبيد العلي وعبد الله عبيد العلي ومحمد علي العبيد وعبد الكريم علي العبيد وعبد المعين الحسين وثلجي خلف العبيد وأكرم محمود العمر وهمام عبد الهادي المحمد وحسين عبد العزيز المحمد وأحمد حسين المحمد ومحمد خالد الخليفة وسلوم جاسم الخميس.
ثانياً: المجزرة الثانية يوم 4 أيلول 2012:
بتاريح 4 أيلول/سبتمبر 2012 قام عناصر من القوات النظامية وعدد من الشبيحة باقتحام القرية عند الساعة السادسة صباحاً من عدة محاور، وتزامن ذلك مع قطع الاتصالات وإغلاق الطرق المؤدية للقرية، وبحسب ناجين من المجزرة فإن الهجوم قد بدأ من حاجز المياه/حاجز كوكب غربي القرية وحاجز المبطن ومعسكر المجنزرات جنوبها.
وحول تفاصيل ما حدث تحدث الباحث الميداني إلى أحد الناجين من المجزرة واسمه راكان ويلقب “بأبو اليمان”، حيث قال:
“اقتحم الجيش والشبيحة القرية عند السادسة صباحاً ولم يخرجوا منها حتى الساعة ال 11 والنصف ظهراً، كنت مختبئاً فى أحد المنازل فسمعت صوت السيدة “تركية” زوجة دحام الجاسم تقول لعناصر الجيش “شو بدكم منا وليش جاين”، وبعدها سمعت صوت إطلاق رصاص واختفى صوتها، كان معي ابن خالي الذي أشار إلي بيده أنهم قتلوها، لم نكن نستطيع الكلام لقربهم منا ونحن مانزال مختبئين داخل الكاديك (وهو عبارة عن غرفة جدرانها من الحجر الاسود بنيت منذ زمن قديم) ثم سمعنا صوت ضابط يطلب من عسكري يتوجه للكاديك ويتأكد من عدم وجود أي شخص فيها، من حسن حظنا والحمد لله أن الغرفة كانت مظلمة جداً ولم يتمكن العسكري من رؤيتنا، وبعدها انسحبت قوات النظام من القرية ولكن وجدنا أنهم قتلوا ثمانية أشخاص رمياً بالرصاص.”
ووثق الباحث الميداني ضحايا هذه المجزرة وهم؛ السيدة تركية الحمود وطفليها حسين و وردان، ورياض الجاسك وأحمد الجاسم وهويان الخليف وزكريا الحسين ونصر المحيميد.
وحول مقتل السيدة تركية الحمود، تحدث أحد أبناها الذي نجى من المجزرة آنذاك عن تفاصيل ما حدث:
“دخل إلى منزلنا خمس عناصر من الشبيحة بقيادة الشبيح “عبدو.م” الملقب بالزحلوط وهو من قرية الفان الوسطاني وكان يعمل سائق سرفيس على خط حماة ثم تحول إلى شبيح وهو معروف لمعظم سكان المنطقة، لقد قام بإطلاق الرصاص على أخي حسين البالغ من العمر 32 عام وأخي وردان وعمره 19 عاماً وبن عمي أحمد وعمره 37 سنة كما قام الشبيح “سائر.ح” بإطلاق الرصاص على ابن عمي الشاب رياض وقتله، وعندما خرجت والدتي وبدأت بالصياح ونادته باسمه (يقصد عبدو.م) قام بإطلاق الرصاص على رأس أمي فقتلها بالقرب من اخوتي.”
التغييرات في مقبرة القرية ما بين العام 2012 والعام 2014.
ثالثاً: عمليات اعتقال رافقت المجرزة:
قال شهود عيان وناجون من الاعتقال إن المجزرة التي ارتكبتها القوات النظامية والشبيحة في قرية الفان الشمالي يوم 4 أيلول/سبتمبر 2012 قد ترافقت مع عمليات اعتقال طالت 17 مدنياً، تم إطلاق سراح 15 منهم تباعاً في حين ما يزال معتقلان اثنان مجهولا المصير حتى تاريخ إعداد هذا التقرير.
تحدث الباحث الميداني لدى سوريون من أجل الحقيقة والعدالة إلى أحد الناجين من الاعتقال وهو الصيدلاني أحمد عزية، حيث روى تفاصيل ما حدث قائلاً:
“عند اقتحام الشبيحة وقوات النظام القرية من الجزء الجنوبي، كانت كامل عائلتي في المنزل ولم نستطيع الهروب، كان والدي جمعة عزية ونحن 7 شباب أغلق والدي الباب فكسر العناصر قفل المنزل ودخلوا وطلبوا البطاقات الشخصية ودفتر خدمة العلم، لم نتمكن من التعرف على أي شخص منهم كانوا يرتدون أقنعة ولباساً عسكرياً، وضعونا على الفور في سيارة ومن ثم أحضروا أبناء عمي؛ محمد وخالد عزية وكذلك أحضرو هيثم عترية وجهاد عترية وكان جهاد من ذوي الاحتياجات الخاصة، كما أحضروا شابان من جيراننا هما عرب العيسى ومجد أحمد الرزوق وعدد من شباب القرية، وتم نقلنا في سيارة إلى قرية مريود، وخلال الطريق تعرضنا لتعذيب شديد وكان معهم هراوات كهربائية يعذوبنا فيها، وعندما وصلنا إلى المبنى الذي اعتقلونا فيه وضعونا في غرف منفردة وبدأو التحقيق بشكل فردي مع كل واحد وترافق التحقيق بتعذيب شديد وضرب مبرح، وبعد نحو ساعتين جاء ضابط مسؤول عن حاجز قرية قنص وأمر بنقلنا، وهنا عندما أخذونا إلى السيارات جاءت امرأة تحمل بنزين تريد أن تحرقنا وكانت تحمل بندقية وتصرخ أننا قتلنا أهلها، وبعدها وصلنا إلى حاجز قرية قنص حوالي الساعة 12 ظهراً، ووضعونا في مستودع وبدأوا التحقيق معنا، كانت أيدينا مربطة وأعيننا مغطاة، كان أخي محمود متطوع في الفنية الجوية، كان يخبرهم أنه في القرية باجازة رسمية لكنهم لم يصدقوه واتهموه بأنه منشق، كما كان معنا عسكري آخر معتقل، لقد تعرضنا لتعذيب لايوصف يومها.”
وتابع الشاهد:
“عند قرابة الساعة الثانية أخبرونا أنهم سوف يطلقون سراحنا وقاموا بإيقاف سرفيس على الطريق لنستقله، وأطلقوا سراح 12 شخصاً كنت من ضمنهم في حين بقي أخواي مع 3 آخرين، وبعد 18 يوماً أطلقوا سراح أخوتي وكانوا قد تنقلوا بين عدة أفرع أمنية في حماة وتعرضوا لتعذيب شديد ما تزال آثاره واضحة على جسد أخي، ومن ثم بعد أربعة أشهر و20 يوماً أطلقوا سراح شخص آخر في حين ما يزال مصير كل من مجد أحمد الرزوق وهيثم سليمان مجهولاً حتى اليوم.”
رابعاً: المسؤولون عن ارتكاب المجزرتين بلا محاسبة حتى الآن:
أفاد شهود عيان في القرية وناحون من المجزرة أن المسؤل الأول عن تنفيذ المجزررتين كان النقيب يونس.ع المسؤول عن حاجز قرية المبطن وينحدر من مصياف، وقد تم تكريمه لاحقاً من قبل أهالي قرية الطلسية بإعطاه وسام شرف ومبلغ مليون ليرة سورية وكما أنهم زوجوه إحدى فتيات القرية.
وتمكن عدد من الناجين من التعرف على هوية بعض العناصر الذين شاركوا في ارتكاب المجزرة وهم (حسب الشهود) ؛ سفر.خ من قرية الزغبة ومحمد ابن مختار قرية الشعتة وأسامة.ع من قرية الزغبة وأبو دانيال من قرية الفان الجنوبي وهو عنصر في فرع أمن الدولة وجميل.ز من قرية الفان الجنوبي .
ويشير الباحث الميداني إلى أن عدداً كبيراً من سكان قرية الفان الشمالي كانوا قد تركوا القرية ونزحوا إلى مناطق متفرقة (معظهم إلى منطقة الحمراء في ريف حماه الشرقي ومن ثم إلى محافظة إدلب) بعد المجزرتين، وذلك خوفاً من التعرض لحوادث مماثلة، وما تزال القرية تقع تحت سيطرة الحكومة السورية ولم يتمكنوا من العودة إليها حتى الآن، وما تزال خالية بشكل شبه كامل من الأهالي حتى تاريخ إعداد هذا التقرير.
وبحسب عدد من ذوي الضحايا فإنهم لم يتمكنوا من التقدم بأي شكوى أو اتخاذ أي إجراء من أجل محاسبة مرتكبي المجزرتين لاسيما أنهم تعرفوا إلى عدد من العناصر المشاركين فيهما، وذلك بسبب خوفهم من تعرضهم للقتل أو الاعتقال ولاسيما أنهم نزحوا من القرية، وبالرغم من ذلك فإن ذوي الضحايا مازالو يطالبون بتحقيق العدالة ومحاسبة المنتهكين.