في يوم الأحد الموافق 8 تشرين الأول/أكتوبر 2017، قُتل مالايقل عن عشرة مدنيين بينهم طفلين وامرأة وأُصيب أكثر من أربعين آخرين، وذلك نتيجة القصف الذي طال أحد الأسواق الشعبية في مدينة معرة النعمان بريف إدلب الجنوبي، ووفقاً لمراسل سوريون من أجل الحقيقة والعدالة، فقد شنّ طيران حربي يرجح أنه تابع لسلاح الجو السوري غارته على السوق بينما كان يعج بالمدنيين في فترة الظهيرة.
حازم المحمود أحد أهالي المدينة اللذين كانوا متواجدين في السوق لحظة وقوع الحادثة، تحدّث لسوريون من أجل الحقيقة والعدالة حول ماجرى، قائلاً:
"في حوالي الساعة (2:15) ظهراً، وبينما كنت أتجول في سوق الخضار لشراء بعض الحاجيات، تناهى إلى مسامعي صوت طائرة حربية تقترب من المدينة، وعلى الفور سارعت مع بعض الأشخاص إلى الاحتماء داخل أحد الدكاكين، وماهي إلا لحظات حتى سمعنا صوت انفجار ضخم نتيجة الغارة الجوية التي استهدفت السوق، أذكر تماماً كم كان المشهد فظيعاً حينها، فالشظايا تطايرت من حولنا والغبار ملأ أرجاء المكان، أما جثث القتلى فكان بعضها مقطعة والبعض الآخر يحترق، وبلا أي تردد قمت بمساعدة أحد الجرحى الذين كانوا بحاجة ماسة إلى الإسعاف، وفي هذه الأثناء كانت فرق الدفاع المدني قد وصلت لإخلاء الجرحى ونقل الجثث وإخماد الحرائق المشتعلة في السيارات والأبنية المجاورة."
ووفقاً لشهادات العديد من الأهالي الذين قابلهم مراسل سوريون من أجل الحقيقة والعدالة، فإن المنطقة المستهدفة خالية تماماً من أي مظاهر عسكرية، وهذا ما أكده أيضاً أبو أحمد وهو أحد الباعة في السوق، حيث بينّ بأن السوق لحظة تعرضه للقصف كان مكتظاً بالمدنيين ولاسيما الأطفال والنساء منهم، وفي هذا الخصوص تابع قائلاً:
"بينما كنت أقوم بتوضيب الخضار، أرعبني صوت طائرة حربية، فاحتميت داخل دكاني إضافة إلى بعض الأشخاص الذين كانوا يتسوقون، بدايةً لم أدرِ بأنني تعرضت للإصابة بإحدى يديّ نتيجة الشظايا، فسارعت بمجرد انتهاء الغارة إلى الخارج، وسمعت صراخ وعويل الأطفال والنساء الذين كانوا متواجدين بالقرب من مكان سقوط الصاروخ، انتابني رعب كبير لدى رؤيتي للأشلاء وهي منتشرة من حولي، ومن ثم وصلت فرق الدفاع المدني حيث قاموا بإسعافي ونقلي إلى مشفى المدينة، والحمد لله لم تكن إصابتي شديدة."
وقد استطاع مراسل سوريون من أجل الحقيقة والعدالة توثيق أسماء القتلى الذين قضوا نتيجة ذلك القصف، حيث كان منهم:
- الطفل لؤي حسن الدودي.
- الشاب نضال دياب.
- عبد الحميد الغريب.
- جميل تناري.
- الطفل محمود الحركاوي.
- محمد حسين الطعمة .
- زكريا البش.
- سمر العوض.
- أحمد الرعد.
- قتيل لم يتم التعرف على هويته.
ومن الجدير ذكره أنه في تاريخ 4 أيار/مايو 2017، كانت الدول الراعية لمحادثات آستانة (روسيا وتركيا وإيران) قد وقعت على مذكرة تفاهم لإقامة مناطق خفض التصعيد في سوريا، حيث شملت تلك المناطق كلاً من محافظة إدلب، وبعض أجزاء شمال محافظة حمص، والغوطة الشرقية في ريف دمشق، وبعض أجزاء المحافظات المتاخمة لها (اللاذقية، وحماة، وحلب) إضافة إلى بعض أجزاء جنوب سوريا.
صورة خاصة بسوريون من أجل الحقيقة والعدالة، تظهر إسعاف عناصر الدفاع المدني لأحد الأطفال الذين أصيبوا جراء القصف الذي طال أحد الأسواق الشعبية في مدينة معرة النعمان بريف إدلب بتاريخ 8 تشرين الأول/أكتوبر 2017.
صور خاصة بسوريون من أجل الحقيقة والعدالة، تظهر الدمار الذي لحق بالمكان عقب القصف الذي طال أحد الأسواق الشعبية في مدينة معرة النعمان بريف إدلب بتاريخ 8 تشرين الأول/أكتوبر 2017
صورة توضح المكان الذي سقط فيه الصاروخ.
صورة توضّح مكان سقوط الصاروخ تماماً.
تحليل الأدلة البصرية المأخوذة من أحد مقاطع الفيديو المنشورة من قبل (مركز المعرّة الإعلامي) والذي يبين مكان الضربة.
تحليل الأدلة البصرية المأخوذة من أحد مقاطع الفيديو المنشورة من قبل (تلفزيون أورينت) والذي يبين مكان المركز الثقافي القريب من مكان حدوث الهجوم.
وحسبما أكدّ مراسل سوريون من أجل الحقيقة والعدالة، فهذه هي ليست المرة الأولى التي يتم فيها استهداف السوق الشعبي ذاته في مدينة معرة النعمان، ففي يوم 4 و11 كانون الأول/ديسمبر 2016، أغار طيران حربي تابع للقوات النظامية السوريّة على السوق، مخلفاً العديد من القتلى والجرحى من المدنيين، كما أشار مراسل سوريون من أجل الحقيقة والعدالة إلى أن مدينة معرة النعمان لاتتبع لسيطرة أي فصيل عسكري، وإنما تتبع لإدارة المجلس المحلي في المدينة.