وقعت سبع عمليات خطف بحق مدنيين نفذها مجهولون مسلحون في محافظة إدلب، حيث قتل اثنان من المخطوفين وأطلق سراح طفل وناشط إعلامي في حين بقي مصير ثلاثة آخرين مجهولاً حتى كتابة هذا الخبر، وذلك خلال الفترة الواقعة بين 2 كانون الأول/ديسمبر 2018 و8 كانون الثاني/يناير 2019.
الباحث الميداني لدى سوريون من أجل الحقيقة والعدالة في محافظة إدلب وثق وقوع عمليات الخطف التالية:
أولاً: عمليات خطف مايزال مصير المخطتفين مجهولاً:
في يوم الأحد 2 كانون الأول/ديسمبر 2018 قامت مجموعة مسلحة تتألف من نحو 20 عنصراً ملثماً يستقلون ثلاث سيارات باعتراض طريق الطبيب "عبدو حسين نجار" والذي يعمل في مركز طبي بقرية دير حسان، واقتادته لجهة مجهولة.
وفي يوم 8 كانون الأول/ديسمبر 2018، قامت مجموعة مسلحة ملثمة بمداهمة معصرة زيتون قرب مدينة إدلب واختطفت صاحبها واسمه "زكريا القاسم" -ينحدر من قرية عين شيب- واقتادته إلى جهة مجهولة.
أيضاً في اليوم ذاته، قامت مجموعة مسلحة في مدينة معرة النعمان باختطاف المدني "خلف حسن أبو دماغ"-ينحدر من مدينة الدانا- وما يزال مصيره مجهولاً.
يشار أنه في كل من الحالات الثلاث لم يتم التواصل مع ذوي المختطفين ولا طلب فدية مالية حتى تاريخ إعداد هذا الخبر.
ثانياً: مختطفون تم إطلاق سراحهم:
قام مسلحون مجهولون باختطاف الطفل "حميد سمير بزارة" (14 عاماً) يوم 7 كانون الثاني/يناير 2019، حيث أن والده يعمل في تربية الدواجن في قرية كورين، وتم العثور على الطفل في اليوم التالي قرب منزله وعليه أثار ضرب ولم يتمكن من التعرف على خاطفيه.
كذلك قام مسلحون مجهولون بخطف الناشط الإعلامي "عبد الغني العريان" من مدينة سلقين بإدلب يوم 3 كانون الثاني/يناير2019 ومن ثم إطلاق سراحه في اليوم التالي، وتحدث شقيق الناسط عن الحادثة قائلاً:
"حوالي الساعة 9 مساء من يوم 3 كانون الثاني 2018 وقف أمام منزلنا -الكائن في وسط مدينة سلقين- سيارة من نوع بيك اأب وسيارة أخرى نوع فان، ونزل منها عناصر مسلحين وملثمين وطلبوا أخي عبدالغني واعتقلوه، حاولت جاهداً أن أعرف هويتهم والجهة التي يعملون معها لكن دون جدوى، وحصلت مشاجرة وصراخ بيننا وعندها قام أحد العناصر بضربي بأخمص البارودة واعتقلوا أخي، وفي نفس اليوم تواصلنا مع المحكمة في البلدة ومع عناصر من هيئة تحرير الشام الذين يسيطرون على البلدة وأخبرناهم ما حصل معنا، وسألناهم إن كانوا مسؤولين عن عملية الاعتقال فأجابوا بالنفي وأنهم لا يعرفون مكان عبد الغني، ولم يحدث شيء حتى مساء اليوم الثاني حيث وجدنا أخي مرميا أمام المنزل مكبل اليدين وعليه آثار ضرب مبرح، قمنا بنقله إلى المشفى لتلقي العلاج، الطبيب في المشفى أخبرنا بأنه قد تعرض لضرب بأدوات حادة منها أدت إلى اصابته في خلع على مستوى الكتف الأيمن وإصابات أخرى، أخبرني أخي أنه تعرض للضرب المبرح ولم يعرف أبداً هوية هذه المجموعة ولا سبب ما حدث."
ثالثاً: مختطفون تم قتلهم على يد الخاطفين:
قامت عصابة خطف بإعدام مختطف لديها بعد عدم دفع ذويه الفدية المالية المطلوبة، حيث أعدمت "مروان حمادي الحود" يوم 9 كانون الأول/ديسمبر 2018، وهو مدني يمتلك معصرة للزيتون وينحدر من "قرية مجليا" في جبل الزاوية بإدلب، حيث كانت قد اختطفه يوم 20 تشرين الثاني/نوفمبر 2018.
كذلك، قامت عصابة مسلحة مجهولة باختطاف "حمدو عبد القادر العمر" يوم 10 كانون الأول/ديسمبر 2018، وهو عامل في منظمة "people in need" وتم قلته يوم 5 كانون الثاني/يناير 2019 على الرغم من دفع ذويه الفدية المالية وقدرها 40 ألف دولار أمريكي، حيث تم العثور على جثته قرب مدينة الأتارب بحلب.
وكانت سوريون من أجل الحقيقة والعدالة أحصت ما لا يقل عن 25 حالة خطف في محافظة إدلب وريف حماه الشمالي خلال شهري آب/أغسطس وأيلول/سبتمبر 2018، وسط غياب المحاسبة وازدياد الفلتان الأمني.[1]
[1] تزايد ملحوظ في حوادث الخطف والقتل في محافظتي حماه وإدلب يثير مخاوف السكان، سوريون من أجل الحقيقة والعدالة بتاريخ (17 تشرين الأول/أكتوبر 2018)، آخر زيارة بتاريخ (8 كانون الثاني/يناير 2019). https://stj-sy.org/ar/view/881.