بتاريخ 29 كانون الأول/ديسمبر 2016 أعلنت وزارة الخارجية التركية عبر بيان صحفي الأخبار التي تؤكد الوصول إلى عملية وقف إطلاق نار في عموم سوريا والذي يبدأ اعتباراً من الساعة 00:00 ليلاً بتاريخ 30 كانون الأول/ديسمبر 2016. وبحسب البيان نفسه فإنّ هذا الاتفاق لا يشمل المنظمات التي أقرّ مجلس الأمن الدولي على كونها مجموعات إرهابية في قراراته السابقة التي أصدرها بهذا الشأن.
بحسب نشطاء ميدانيين في منطقة ريف اللاذقية وريف إدلب الغربي، فإنّ القوات النظامية السورية سبقت الساعات الست لوقف إطلاق النار بحملة نارية كثيفة على قرى الناجية وبداما والبرناص وأوبين وصفيات والحمبوشية في ريف إدلب الغربي، وقرى جبل التركمان منها "اليمضية وسلور وعين عيسى" وقرى جبل الأكراد منها "تردين والحدادة وتلة الخضر وبرزة" في ريف اللاذقية وجميعها تخضع لسيطرة قوات المعارضة المسلّحة (الجيش السوري الحر) حيت لا يتواجد فيها عناصر من تنظيم فتح الشام (جبهة النصرة) أو التنظيم الذي يطلق على نفسه اسم الدولة الإسلامية والمعروف باسم تنظيم داعش.
فادي أحمد، أحد النشطاء المتواجدين في المنطقة أكدّ لسوريون من أجل الحقيقة والعدالة أن وقف إطلاق شهد خروقات عديدة من قبل القوات الحكومية السورية، حيث شهدت قرى وبلدات المنطقة هجمات بشكل عشوائي ولكن بشكل متقطع، يقول فادي في هذا الصدد:
"جميع القرى الموجودة في ريف اللاذقية وريف إدلب الغربي تخضع لسيطرة الجيش السوري الحرّ (المعارضة المسلّحة) ومن المفروض أن تكون المناطق الخاضعة لسيطرتها ضمن المناطق المشمولة بوقف إطلاق النار بحسب ما سمعنا من الإعلام، ومن المهم الإشارة هنا أنّ تواجد عناصر "فتح الشام" جبهة النصرة سابقاً يتركز فقط في قرية الكبينة، فيما تخضع بقية القرى مثل تردين والحدادة والتفاحية وبرزة وتلة الخضر تحت سيطرة فصائل المعارضة المسلّحة." ويضيف فادي:
"لم تتوقف الرشاشات باستهداف قرى تردين والكندة وتلّة الخضر في اليوم الأول للهدنة 30 كانون الأول/ديسمبر 2016، وخاصة في ساعات الصباح الأولى، وفي ساعات الظهيرة ليوم الجمعة نفسه، استهدفت قوات النظام إحدى السيارات التي كان يستقلّها أحدى الأشخاص دون وقوع إصابات. وفي يوم السبت 31 كانون الأول/ديسمبر 2016 قصف قوات النظام المتمركزة في قلعة (شلّف) بعض القرى في ريف إدلب الغربي دون ورود تفاصيل عن خسائر بشرية، وفي المقابل سقطت قذائف مصدرها قوات النظام المتمركزة في تلّة البيضاء جبل التركمان في ريف اللاذقية الشرقي، وفي حوالي الساعة 09:20 دقيقة مساءً، استهدفت قوات النظام قرية بداما في ريف إدلب الغربي بصواريخ كان مصدرها معسكر جورين، وتكرر المشهد نفسه في حوالي الساعة 11:10 مساءً عندما استهدفت قوات النظام بداما والكندة والناجية بصواريخ كان مصدرها قلعة شلّف، أمّا يوم الأحد 1 كانون الثاني/يناير 2017 وفي ساعات الصباح الأولى فقد تمّ استهداف بداما مرّة أخرى براجمات الصواريخ غير معروفة المصدر وذلك في حوالي الساعة 01:30 صباحاً."
يُذكر أنّ مجلس الأمن الدولى كان قدّ تبنّى القرار الدولي رقم (2336) والذي كانت قد تقدّمت به روسيا وتركيا من أجل وضع حد للعنف في سوريا وبدء عملية سياسية في البلاد.