بلدة محجة هي إحدى بلدات ريف درعا الشمالي، ويبلغ عدد سكانها حوالي (25) ألف نسمة، وتعاني هذه البلدة منذ حوالي سنتين من حصار شبه كامل، حيث قامت القوات النظامية السوريّة بعزلها بشكل كامل عن الريفين الشرقي والغربي لمحافظة درعا وذلك عن طريق وضع حواجز ونقاط العسكرية حول البلدة لما لها من أهمية استراتيجية، من حيث كونها تقع على اتستراد دمشق-درعا الدولي (القديم) غرباً وتجاور اتستراد دمشق-درعا الجديد شرقاً.
وكانت البلدة تعيش حالة من الهدوء النسبي خلال الأشهر الماضية نتيجة لاتفاق "هدنة" تمّ فرضه على السكان من مدنيين ومقاتلين محليين تحت تهديد قطع المواد الغذائية والكهرباء عن البلدة بشكل كامل. إلاّ أنّ الأمور بدأت تزداد سوءاً خاصة خلال الأشهر الثلاثة الماضية حيث عمدت قوات من الجيش النظامي السوري إلى بناء سواتر ترابية بالقرب من منازل المدنيين وأجبرت بعضهم على الخروج من منازلهم ثم جلب العديد من الأسلحة الثقيلة كالدبابات ودعم بها القوات السابقة المحاصرة للبلدة.
تفاجئ أهالي بلدة محجة مساء يوم الإثنين 26 كانون الأول/ديسمبر 2016 برسالة لسكان البلدة من قبل النظام أن لديهم خيارين لا ثالث لهما، وطلب الإجابة عليهما خلال مدّة لا تتجاوز (48) ساعة. وكان الخيار الأول هو الدخول في "مصالحة شاملة" تشمّل شروط تعجيزية وبدون تقديم أي ضمانات بعدم حدوث اعتقالات أو إعدامات ميدانية في حال تمّت الموافقة على هذه المصالحة سواء من قبل الأهالي أو المقاتلين الموجودين، أمّا الثاني فكان تهديداً واضحاً بتدمير المدينة عسكرياً كما حدث في عدّة مدن وبلدات سوريّة أخرى في حال رفض الخيار الأول.
وقد وجّه أهالي البلدة ندءات استغاثة متكررة للمنظمات والهيئات الدولية للتدخل العاجل لحماية السكان، وبدورها تطالب المنظمات الموقعة على هذا البيان التدخل من أجل منع حصول مجزرة جماعية بحق السكان أو حصول عملية تهجير قسري أخرى كما حصل في حلب وغيرها من المدن السوريّة الأخرى تحت مسمّيات مختلفة، خاصّة بعد تواتر أنباء عن وجود ميليشيات أجنبية في قرية الوردات المحاذية لبلدة محجة.
المنظمات الموقعّة:
سوريون من أجل الحقيقة والعدالة
مرصد العدالة من أجل الحياة في دير الزور