الرئيسية صحافة حقوق الإنسان مقتل طفلين وشاب وجرح آخرين برصاص “هيئة تحرير الشام” في بلدة كفر حلب

مقتل طفلين وشاب وجرح آخرين برصاص “هيئة تحرير الشام” في بلدة كفر حلب

اقتحمت هيئة تحرير الشام بلدة كفر حلب في 5 تشرين الأول/أكتوبر 2018، وأسفر الاقتحام عن مقتل طفلين وشاب وجرح أربعة مدنيين واعتقال15 شخصاً وإجبار نحو خمسين آخرين على مغادرة البلدة

بواسطة wael.m
461 مشاهدة تحميل كملف PDF هذا المنشور متوفر أيضاً باللغة: الإنجليزية حجم الخط ع ع ع

 قتل طفلان وشاب وأصيب أربعة مدنيين بإطلاق نار من عناصر "هيئة تحرير الشام" بعد اقتحامها بلدة كفر حلب في الريف الغربي لمحافظة حلب، كما اعتقلت 11 مدنياً وثلاثة مقاتلين من فصائل معارضة أخرى على خلفية الاقتحام، وأجبرت نحو خمسين شخصاً بين مدني وعسكري مغادرة البلدة بشكل نهائي مهددة باعتقالهم حال عودتهم إليها، وذلك وفق شهادة حصلت عليها سوريون من أجل الحقيقة والعدالة حيث وقعت الحادثة يوم 5 تشرين الأول/أكتوبر 2018.

وروى أحد شهود العيان في بلدة كفر حلب -فضل عدم كشف اسمه- لسوريون من أجل الحقيقة والعدالة مشاهداته حول الحادثة قائلاً:

"عند الساعة الرابعة من فجراً يوم 5 تشرين الأول/أكتوبر 2018، سمعنا أصوات إطلاق نار بشكل كبير ومتسارع، وتفاجئنا عندما رأينا أرتالاً عسكرية لعناصر وسيارات تحمل رايات هيئة تحرير الشام ورايات سوداء قد دخلت بلدة كفر حلب دون سابق إنذار، ولم يعرف أحد من الأهالي في البلدة سبب دخول هذه الأرتال، فتوجه بعض الأهالي إلى العناصر وسألوهم عن سبب دخولهم البلدة، فرد العناصر بطريقة مسيئة للأهالي ورفضوا إخبارهم أي معلومات عن سبب تواجدهم، (تبين لاحقاً أن هذا الرتل العسكري جاء من نقطة تمرك لتحرير الشام قرب بلدة ميزناز المجاورة)، بعد ذلك توجه عناصر تحرير الشام إلى منزل قائد في جبهة تحرير سوريا/حركة نور الدين الزنكي، يدعى رائد العبدو، وحاولوا اقتحامه وبادروا بإطلاق النار على المنزل والمنازل المجاورة ليقوم القائد وأهالي تلك المنازل بالرد حيث حصل اطلاق نار متبادل بين الطرفين استمر نحو ساعتين."

وقال الشاهد إن أهالي البلدة سمعوا بخبر مقتل الطفلة "ريم/إيلا عساف" نتيجة إطلاق النار الحاصل من عناصر تحرير الشام على منازل في الحارة ذاتها التي حصل فيها الاشتباك، وخرج الأهالي بمظاهرة صباحاً على إثر ذلك، ليقوم عناصر من تحرير الشام بإطلاق الرصاص في الهواء لإجبارهم على فض المظاهرة وعندما لم يتوقف الأهالي قام بعض العناصر بتوجيه البنادق نحو روؤس المتظاهرين وأطلق أحدهم النار على متظاهر منهم وهو الشاب "معتز فهد ابراهيم" حيث أسعفه الأهالي إلى مشفى قريب ولكنه توفي بعد نحو ساعة، كما منع عناصر تحرير الشام أهل الشاب من دفنه لعدة ساعات.

ونشر ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي مقطعاً مصوراً للمظاهرة التي خرجت في البلدة، ويسمع في المقطع بشكل واضح صوت إطلاق عدة أعيرة نارية تلاه صرخات من الأهالي، إلا أن المقطع لم يظهر سقوط أيّة إصابات.

 كذلك قتل طفل نازح مقيم في البلدة جراء إطلاق الرصاص من قبل عناصر تحرير الشام على المنازل بشكل عشوائي، حيث قال الشاهد إنهم لم يتمكنوا من معرفة هوية الطفل بعد كونه ليس من أبناء البلدة، كما أصيب إثر إطلاق النار أربعة رجال وامرأة.

صورة  نشرها ناشطون محليون في بلدة كفر حلب لما قالوا أنها تظهر الطفلة "إيلا/ريم عساف على اليمين، وطفل مجهول الهوية نازح في بلدة كفر حلب" مقتولين جراء إطلاق نار على منازل المدنيين في بلدة كفر حلب من قبل عناصر هيئة تحرير الشام يوم 5 تشرين الأول/أكتوبر 2018.

وحول سبب اقتحام هيئة تحرير الشام لبلدة كفر حلب، قال الشاهد إنه بعد الأحداث التي وقعت قال عناصر من هيئة تحرير الشام إنهم ينفذون عملية مداهمة لاعتقال أشخاص بتهمة "الانتماء لتنظيم داعش وتهمة والترويج للمصالحات مع الحكومة السورية"، وبعد ذلك غيّر العناصر أقوالهم وقالوا إنهم ينفذون مداهمة لإلقاء القبض على متهمين بقضايا سرقة وأمور جنائية وأن لديهم قائمة بأسماء هؤلاء الأشخاص، ووفق ما أفاد الشاهد أن هؤلاء الأشخاص المطلوبين لقضايا السرقة ليسوا موجودين في البلدة نهائياً كما أن عناصر تحريرالشام لم يداهموا منازلهم ولم يتعرضوا لأحد من ذويهم بالسؤال عنهم، بل انهم اقتحموا منزل "عبد الله الشواف" واتخذوه مقراً لهم خلال ذلك اليوم، واقتحموا عدة منازل أخرى وقاموا باعتقال 11 مدنياً و3 مقاتلين بعد أن حاول هؤلاء الأشخاص التصدي لاقتحام البلدة، والمعتقلون المدنيون هم؛  محمود عبيد (معاون مدير مدرسة ثانوية البنين) وعبد الحق حاكم وجميل عدنان حاكم وعمر عبد الحميد زريق وأحمد عبد الحميد زريق وحسين خالد نجيب(صاحب بقالية) وأحمد سعود زريق ومحمود عساف ومحمد العيسى وعبد الله محمد فارس و محمد وليد عبد القادر.

أما المعتقلون من الفصائل العسكرية المعارضة هم؛ ليث عبد الحق حاكم (تحرير سوريا) وأحمد جمال ياسين( فيلق الشام) ومحمد خالد نجيب (عنصر سابق في تحرير الشام).

وانسحبت هيئة تحرير الشام من بلدة كفر حلب بعد أن عقدت اتفاقاً مع المجلس المحلي في البلدة –والذي يتبع لحكومة الإنقاذ- يفيد بإجبار نحو خمسين شاباً مناهضين لتحرير الشام بالخروج من البلدة باتجاه مدينة الأتارب وتعهدهم بعدم العودة إلى البلدة تحت طائلة الاعتقال، ومن ثم توصلت تحرير الشام مع جبهة تحرير سوريا لاتفاق ينهي الخلاف الحاصل بينهما على خلفية الاشتباك الحاصل في بلدة كفر حلب وفي نقطة تتمركز بها تحرير الشام قرب بلدة ميزناز.

 

نسخة عن الاتفاقين اللذين عقدتهما "هيئة تحرير الشام" مع المجلس المحلي لبلدة كفر حلب ومع جبهة تحرير سوريا، مصدر الصورة ناشطون محليون. 

منشورات ذات صلة

اترك تعليقاً

* By using this form you agree with the storage and handling of your data by this website.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك عدم المشاركة إذا كنت ترغب في ذلك. موافق إقرأ المزيد