مسلّحون مجهولون يختطفون أحد عمّال الإغاثة جنوب إدلب لقاء فديةٍ مالية

قامت مجموعة مسلّحة مجهولة الهوية، باختطاف أحد عمال الإغاثة في منظمة "سيريا شيريتي"، أثناء أدائه مهمة في ريف إدلب الجنوبي، وذلك يوم 19 أيلول/سبتمبر 2018، حيث قام الخاطفون بطلب فدية مالية قدرها 200 ألف دولار أمريكي لإطلاق سراحه، لتقوم المنظمة لاحقاً بتعليق عملها وإمهال الخاطفين مدة أسبوع لإطلاق سراحه مهددة بإنهاء عملها في المنطقة بشكل كامل، وذلك بحسب شهادات حصلت عليها سوريون من أجل الحقيقة والعدالة.

وقال أحد الشهود الذين كانوا موجودين أثناء عملية الاختطاف -فضل عدم كشف هويته- في حديث مع سوريون من أجل الحقيقة والعدالة:

"كان مدير مكتب منظمة "سيريا شيرتي" في ريف حماه الشمالي "علاء عليوي" في مهمة من أجل توزيع مبالغ الكفالة الشهرية للأيتام في قرية صهيان التابعة لناحية حيش بريف إدلب الجنوبي، وخلال عمله جاءت سيارة "فان من نوع هوندا" وفيها أشخاص مسلّحون وملّثمون وجهوا مسدساً إلى رأس "عليوي" وسحبوه لداخل السيارة، كما أخدوا هواتف محمولة وجهازي كمبيوتر محمول كانوا بحوزة فريق العمل إضافة إلى مبلغ مالي وقدره ألفا دولار أمريكي وسيارة "عيلوي"، وذهبوا باتجاه بلدة بابولين بريف إدلب الجنوبي ثم اختفتوا بشكل كامل".

وبعد مرور خمسة أيام على حادثة الخطف، تواصل الخاطفون مع زوجة "عليوي" وطبلوا فدية مالية قدرها 200 ألف دولار أمريكي، وأرسلوا صوراً ومقاطع مصورة تظهر فيها آثار التعذيب واضحة على المختطف، وأشار الباحث الميداني لدى سوريون من أجل الحقيقة والعدالة إلى أنّ "عيلوي" هو نازح من مدينة حلب وكان يعمل مسعفاً فيها قبل مغادرتها أواخر عام 2016.

صورة لـ"علاء عليوي" بعد اختطافه تظهر تعرضه للتعذيب، أرسل خاطفوه الصورة إلى زوجته بعد خمسة أيام من اختطافه مطالبين بفدية قدرها 200 ألف دولار أمريكي، مصدر الصورة: مواقع التواصل الاجتماعي.-

وتعقيباً على حادثة الخطف، أصدرت منظمة "سيريا شيرتي" في 3 تشرين الأول/أكتوبر 2018، بياناً أعلنت فيه تعليق عملها مدة أسبوع بشكل مؤقت وطالبت بإطلاق سراح المختطف وإن لم يتم ذلك خلال هذا الأسبوع فسوف تنهي المنطمة عملها بشكل كامل في المنطقة، حيث أنها تقدّم خدمات طبية وإنسانية وإغاثية في ريف حماه الشمالي وريف حلب الجنوبي.

صورة عن بيان منظمة "سيريا شيريتي" الذي أصدرته بتاريخ 3 تشرين الأول/أكتوبر 2018 تعلن فيه لتعليق عملها مدة أسبوع وتهدد بإنهاءه في ريفي إدلب الجنوبي وحماه الشمالي على خلفية اختطاف مدير مكتبها هناك.

وسبق أن سجلت حوادث اختطاف عدة بحق أطباء وعمال إغاثة ومدنيين وتمّ إطلاق سراح معظمهم مقابل فدية مالية في محافظة إدلب وريف حماه الشمالي، ولم تعرف الجهات المسؤولة عن هذه العمليات وفي معظم الحالات لم يتمكن المختطفون من تحديد هوية خاطفيهم، حيث ستقوم سوريون من أجل الحقيقة والعدالة بنشر تقرير مفصل حول حوداث الخطف التي حصلت مؤخراً في المنطقة، كما سبق أن نشرت أخباراً منفردة حول عمليات خطف طالت أطباء وصيدلانين[1].