أعدم تنظيم "الدولة الإسلامية" والمعروف باسم تنظيم "داعش"، إحدى المخطوفين الـ 26، الذين قام باختطافهم بعد هجمات دامية على مدينة السويداء منذ تاريخ 25 تموز/يوليو 2018[1]، حيث أرسل مقطعاً مصوراً إلى أحد أعضاء لجنة التفاوض القديمة[2]، ويظهر عملية الإعدام بطلقين ناريين بالرأس، وهدد فيه بإعدام جميع المختطفين لديه بحلول يوم 5 تشرين الأول/أكتوبر 2018، في حال لم يتم تنفيذ مطالبه، وفي أثناء ذلك نظمّ أهالي المختطفين اعتصاماً أمام مبنى المحافظة في مدينة السويداء مطالبين الحكومة السورية بالتحرك لإنقاذ المختطفين.
وقال الناشط المحلي "سلام عزام" في حديث مع سوريون من أجل الحقيقة والعدالة يوم 5 تشرين الأول/أكتوبر 2018، إنّ المقطع المصوّر الذي يظهر عملية إعدام الشابة "ثروت أبو عمار" (25 عاماً) وصل إلى لجنة التفاوض القديمة، حيث يظهر فيه عنصران ملّثمان قالا: "بسبب المماطلة في تنفيذ مطالب الدولة الإسلامية بوقف الحملة العسكرية على منطقة الصفا وإطلاق سراح أسيرات الدولة الإسلامية لدى الحكومة السورية، فإنهم سيعدمون الشابة "ثروت" وسوف يلاقي مصيرها جميع المخطوفين بحال لم يتم تنفيذ المطالب بحلول يوم الجمعة 5 تشرين الأول/أكتوبر 2018".
وكانت "ثروت أبو عمار" قد اختطفت من منزلها في قرية الشبيكي في ريف السويداء، فجر25 تموز/يوليو 2018 وذلك بعد أن ذبح عناصر "داعش" والديها أمامها في المنزل، بحسب "عزام".
وأوضح "عزام" أنه بعد انتشار المقطع المصوّر، نظّم أهالي المختطفين اعتصاماً مفتوحاً أمام مبنى المحافظة، وقامت الحكومة السورية بإرسال وفد يترأسه لواء من الحرس الجمهوري إلى مكان الاعتصام يوم 4 تشرين الأول/أكتوبر 2018 للتفاوض مع الأهالي، ولم تتبيّن أية نتائج حتى اللحظة، حيث أشار "عزام" إلى أنّ الوفد المرسل لم تكن لديه أي معلومات عن القضية ولم يعلم ما هي أعداد المخطوفين، ولا الأحداث التي تلت عملية الاختطاف.
ونقل "عزام" عن أحد أهالي المختطفات أنّ تنظيم "داعش" طالب أيضاً بفدية قدرها مليون ليرة سورية عن كل مختطفة لديه إضافة إلى إطلاق سراح جميع أسراهم لدى الحكومة السورية وليس فقط النساء منهم، مردفاً أنّ الأهالي ومشاركون في الاعتصام مازالوا بانتظار قرار الحكومة السورية، حيث توجه وفد منهم صباحاً إلى لقاء "اللواء كفاح الملحم" نائب رئيس شعبة المخابرات العسكرية في دمشق.
وكانت أوضاع المختطفات قد ازدادت سوءاً مؤخراً، حيث قام تنظيم "داعش" بإعدام الشاب "مهند دوقان" في 5 آب/أغسطس 2018 ومن ثم أعلن عن وفاة "زاهية الجباعي" بسبب تدهور وضعها الصحي في التاسع من الشهر ذاته، وبعد ذلك أعلن عن وفاة جنين نتيجة ولادة مبكرة في الـ12 من الشهر ذاته أيضاً، حيث كانت إحدى المختطفات وهي أم لأربعة أطفال حاملاً، وبعد هذه الحوادث أصبح عدد المختطفين من الأطفال الذكور 7، ومن الأطفال الإناث 11 ، وعشرة من النساء والفتيات فوق الخامسة عشرة، حيث سبق أن نشرت سوريون من أجل الحقيقة والعدالة أخباراً مفصلة حول الحوادث[3].
[1] "اختطاف 21 إمرأة وطفلا في السويداء وارتفاع حصيلة ضحايا الهجمات الدامية في المحافظة"، سوريون من أجل الحقيقة والعدالة، 30 تمّوز/يوليو 2018. (آخر زيارة 25 أيلول/سبتمبر 2018 https://stj-sy.org/ar/view/650.
[2] بحسب معلومات حصلت عليها سوريون من أجل الحقيقة والعدالة، فقد تمّ تشكيل لجنتين للتفاوض على إطلاق سراح المخطوفين لدى تنظيم "داعش"، الأولى تشكلت بتاريخ 27 تموز/يوليو 2018، من قبل ناشطين من الطائفة الدرزية المقيمين خارج سوريا، واستمرت هذه اللجنة بالتفاوض مدة شهرين تقريباً، وعندما أعلنت فشلها عقب خمس مفاوضات، قام "مشايخ العقل" بتعيين لجنة مفاوضات جديدة بتاريخ 23 آب/أغسطس 2018، وبحسب مصادر أخرى، فقد تمّ انسحاب هذه اللجنة بتاريخ 2 تشرين الأول/أكتوبر 2018، ومن ثمّ تسلّم لجنة التفاوض الشيخ "حكمت الهجري".
[3] "عمليات إعدام واسعة بحق مدنيين تزامنت مع هجمات نفذها تنظيم "داعش" في السويداء، سوريون من أجل الحقيقة والعدالة بتاريخ 31 تموز/يوليو 2018، آخر زيارة بتاريخ 25 أيلول/سبتمبر 2018، https://stj-sy.org/ar/view/652.
"داعش" يعدم أول المخطوفين لديه من أبناء محافظة السويداء، سوريون من أجل الحقيقة والعدالة بتاريخ 11 آب/أغسطس 2018، آخر زيارة بتاريخ 25 أيلول/سبتمبر 2018، https://stj-sy.org/ar/view/670