الرئيسية صحافة حقوق الإنسانقصص وشهاداتقصص مكتوبة “تلاشى حلمي في الحصول على الجنسية السورية”

“تلاشى حلمي في الحصول على الجنسية السورية”

قصة "إسماعيل محمد".. سبعون عاماً من الحرمان من الجنسية

بواسطة wael.m
265 مشاهدة تحميل كملف PDF هذا المنشور متوفر أيضاً باللغة: الإنجليزية, الكردية حجم الخط ع ع ع

لم يكن في حسبان "إسماعيل" أنه قد يتجاوز السبعين عاماً، دون أن يتمكن بعد من تحقيق حلمه والحصول على الجنسية السورية، فقد كان دائماً ما يأمل أن يصبح مواطناً كغيره من المواطنين المتمتعين بالجنسية السورية، إلا أنّ معاناته مازالت حاضرة حتى يومنا هذا وخصوصاً أنّ شيئاً لم يتغير في وضعه القانوني لكونه واحداً من الكرد السوريين المجردين من الجنسية.

"إسماعيل محمد" من مواليد بلدة القحطانية/تربسييه في محافظة الحسكة (70) عاماً، متزوج ولديه أطفال، يصنّف إسماعيل على أنه واحدُ من الكرد السوريين الذين حرموا من الجنسية السورية، وتحديداً من فئة "مكتومي القيد"، وهو ما جعله يعاني الأمرّين لأعوام طويلة، بحسب ما روى للباحث الميداني لدى سوريون من أجل الحقيقة والعدالة في شهر آذار/مارس 2018، حيث قال:

"عندما تمّ إجراء الإحصاء الاستثنائي، أصبحت مكتوم القيد بينما أصبح أخي مواطناً يتمتع بالجنسية السورية، وحاولت كثيراً تعديل وضعي القانوني، لكن وبسبب انتسابي للحزب الديمقراطي الكردي السوري وقتها، لم أفلح في ذلك، فعندما ذهبت في إحدى المرات إلى دائرة الأحوال المدنية برفقة أحد الأشخاص من ذوي الشأن، أخبروه بأنّ اسمي تحته خط أحمر، وبأنّ محاولاتي لن تنجح، وحينما تركت صفوف الحزب، لم أنجح في تعديل وضعي القانوني أيضاً، شأني شأن الكثيرين غيري ممن كانوا مكتومي القيد وهم غير حزبيين. ولم يتمكنوا من الحصول على الجنسية السورية، لذا لم أسأل بعدها كثيراً، وبدأت أشعر بأنّ موضوع الحصول على الجنسية أمرُ صعب ومستحيل."

رغم إصدار المرسوم رقم (49) والقاضي بتجنيس فئة "أجانب الحسكة"، لم يتقدّم إسماعيل كغيره من المجرّدين من الجنسية، إلى دائرة الأحوال المدنية من أجل تعديل وضعه القانوني، فقد كان حينها قد يأس وتلاشى أمله في تحقيق الحلم والحصول على الجنسية السورية، حيث أضاف قائلاً:

"واجهتنا العديد من المشاكل بسبب وضعنا القانوني، فأولادي مثلاً لم يتمكنوا من إكمال دراستهم، كما أننا حرمنا من امتلاك أي شيء، وحتى الأملاك التي لدينا كنا نقوم بتسجيلها باسم أحد أقاربنا من المواطنين الذين يتمتعون بالجنسية السورية كما أنه لم يتوفر لي العديد من فرص العمل بسبب وضعي القانوني، وهو ما دفعني لاحقاً للعمل في دكّانة متواضعة، ناهيك عن المصاعب التي تعرّضنا لها خلال السفر داخل البلاد، فابني الكبير على سبيل المثال،

تمّ توقيفه ثلاث مرات من قبل عناصر الأمن خلال محاولته السفر داخل المحافظات السورية، فقط لأنه مكتوم القيد، وهو ما دفعه لاحقاً للسفر إلى تركيا والحصول على الهوية التركية، باعتبار أن زوجتي كانت مواطنة تتمتع بالجنسية التركية، ورغم أنّ زوجتي مقيمة في سوريا منذ حوالي الخمسين عاماً، لم يمنحوها أيضاً أوراق الإقامة إلا قبل عدة سنوات فقط."

 

منشورات ذات صلة

اترك تعليقاً

* By using this form you agree with the storage and handling of your data by this website.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك عدم المشاركة إذا كنت ترغب في ذلك. موافق إقرأ المزيد