بعد شهرين من الاختطاف مايزال مصير مختطفي السويداء مجهولاً

مايزال مصير 26 امرأة وطفلاً مختطفين لدى التنظيم الذي يطلق على نفسه اسم "الدلة الإسلامية" والمعروف باسم تنظيم "داعش" مجهولاً وذلك بعد مرور شهرين على اختطافهم خلال هجمات دامية شنها التنظيم على محافظة السويداء بتاريخ 25 تموز/يوليو 2018[1]. حيث تلا ذلك اعدام الشاب الوحيد من ضمن المخطوفين، إضافة إلى وفاة امرأة مسنة من المخطوفات نتيجة تدهور وضعها الصحي وأيضاً وفاة جنين بعد ولادة مبكرة لسوء ظروف الاختطاف.

قال "أسامة أبو ديكار" عضو لجنة التفاوض المعينة من قبل "مشيخة العقل"[2] في حديث مع سوريون من أجل الحقيقة والعدالة يوم 24 أيلول/سبتمبر 2018، إن اللجنة طلبت من الوسيط بينهم وبين الجهة الخاطفة إرسال مقطع مصور يوضح الوضع الصحي للمختطفين على أن يتم نشر هذا المقطع عبر الحسابات الرسمية لتنظيم "داعش" وأن يرفق بقائمة مطالب الخاطفين، ولكن المقطع المصور لم يصل بهذا الشكل ولم يحمل أي مطالب، فقد كانت مدته 47 ثانية وتحدثت فيه إحدى المختطفات عن عدم وجود مفاوضات مع أي جهة.

وأكد "أبو ديكار" عدم وجود أي جهة للتفاوض معها وكذلك عدم وجود أي مطالب للخاطفين وبالتالي ليس هناك أي اتفاق لاطلاق سراح المختطفات الذين ظهر عليهم آثار التعب ونقص الغذاء في الفيديو الأخير الذي وصل منهم بتاريخ 12 أيلول/سبتمبر 2018.

بدوره، تحدث الناشط المحلي سلام عزام[3] في حديث مع سوريون من أجل الحقيقة والعدالة يوم 24 أيلول/سبتمبر 2018، عن وجود شكوك بين أهالي المختطفين حول هوية الجهة الخاطفة، حيث أن الأهالي ولجنة التفاوض يؤكدون عدم وجود أي مطالب من الخاطفين وعدم وجود أي شيء يدل على هويتهم في الفيديو الأخير، كما أنه لا يوجد عملية تفاوض بين الخاطفين وبين الحكومة السورية والحكومة الروسية.

وقال "عزام" إنه بعد عملية الاختطاف مباشرة تم تشكيل لجنة للتفاوض جميع أعضائها مقيمون خارج سوريا، وبحسب تصريحات هذه اللجنة فإنها فشلت في خمس محاولات للتفاوض مع تنظيم "داعش" الذي طرح آنذاك مطالب كبيرة تفوق قدرة أهالي السويداء على تنفيذها، وبالتالي فشلت المفاوضات وتم لاحقاً تشكيل لجنة جديدة للتفاوض من قبل "مشيخة العقل" بتاريخ 23 آب/أغسطس 2018، ولم تتمكن هذه اللجنة من التفاوض مع الخاطفين أو إحراز تقدم في القضية.

من جانب آخر، نقلت وسائل إعلام محلية عن أحد أعضاء لجنة التفاوض وجود اتفاق[4] بين تنظيم "داعش" وروسيا يقضي بنقل عناصر التنظيم المحاصرين في بادية السويداء إلى مدينة هجين في محافظة دير الزور إضافة إلى إطلاق سراح 101 شخصاً حددهم التنظيم من سجون الحكومة السورية، ولكن هذا الاتفاق الذي تم في 21 آب/أغسطس 2018 على أن يتم تحديد موعد للتنفيذ ولم ينفذ منه شيء حتى الآن، كما أوضح عضو اللجنة أن دور الجميع في العملية انتهى بمجرد دخول روسيا كضامن للاتفاق.

ولفت الناشط "عزام" إلى وجود مخاوف من تنفيذ عمليات إعدام جديدة بحق المختطفات لاسيما أن قضية المختطفات لم يتم تسليط الضوء عليها والاهتمام بها من قبل المنظمات الحقوقية، إضافة إلى عدم وجود جهود ومحاولات لإنهاء معاناتهم.

وازدات أوضاع المختطفات سوءاً حيث قام تنظيم "داعش" بإعدام الشاب "مهند دوقان" في 5 آب/أغسطس 2018 ومن ثم أعلن عن وفاة "زاهية الجباعي" بسبب تدهور وضعها الصحي في التاسع من الشهر ذاته، وبعد ذلك أعلن عن وفاة جنين نتيجة ولادة مبكرة في الـ12 من الشهر ذاته أيضاً، حيث كانت إحدى المختطفات وهي أم لأربعة أطفال حاملاً، وبعد هذه الحوادث أصبح عدد المختطفين من الأطفال الذكور 7، ومن الأطفال الإناث 11 ، وعشرة من النساء والفتيات فوق الخامسة عشرة، حيث سبق أن نشرت سوريون من أجل الحقيقة والعدالة أخباراً مفصلة حول الحوادث[5].