اعتقلت "هيئة تحرير الشام"[1] ثلاثة نشطاء محليين في مدينة الدانا بريف إدلب بعد أن قام أحد هؤلاء الناشطين بإنزال راية "هيئة تحرير الشام" ومنع رفعها مجدداً خلال مظاهرة خرجت في المدينة، لتقوم الأخيرة باعتقالهم يوم 18 أيلول/سبتمبر 2018 وتفرج عن أحدهم، وذلك حسب شهادة حصلت عليها سوريون من أجل الحقيقة والعدالة.
وروى أحد المقربين من النشطاء الثلاثة -رفض كشف هويته لأسباب أمنية- في حديث مع سوريون من أجل الحقيقة والعدالة يوم 20 أيلول/سبتمبر 2018 الحادثة فقال:
"في يوم الجمعة 14 أيلول/سبتمبر 2018 أثناء مظاهرة خرجت في مدينة الدانا، قام بعض عناصر هيئة تحرير الشام برفع رايتهم فحاول الشاب عثمان يحيى إنزالها مع صديقيه وحدث خلاف وملاسنة كلامية بينه وبين عناصر الهيئة، وثم في يوم الثلاثاء 18 أيلول/سبتمبر 2018، جاءت سيارة تابعة لتحرير الشام إلى السوق حيث يوجد محل عثمان يحيى وطلب منه العناصر مرافقتهم لكنه رفض فقاموا بإطلاق النار بالهواء وحدث شجار كبير مع الناس في السوق وكسر زجاج بعض المحلات التجارية انتهى باعتقال عثمان يحيى وأحمد عارف نجار وفاضل القش."
وبحسب المصدر فقد تم اقتياد الناشطين الثلاثة إلى مخفر تابع لـ"تحرير الشام" حيث تم توجيه إنذار لهم وإطلاق سراح فاضل القش فقط، في حين بقي عثمان يحيى وأحمد عارف النجار قيد الاعتقال، وأضاف المصدر أن المجلس المحلي[2] في المدينة و"مجلس الشورى"[3] طالبا "تحرير الشام" بإطلاق سراح الناشطين وتلقوا وعداً بالإفراج عنهم قريباً.
وسبق أن قامت هيئة تحرير الشام باعتقال ناشطين إعلاميين ومحلين في محافظتي حلب وإدلب موجهة لهم تهماً مختلفة منها "التصوير دون إذن" وأخرى "بسبب نشاطهم الثوري" وفي معظم الحالات لا يتم الإفصاح عن التهمة الموجهة، ووثق ناشطون محليون اعتقال الناشطين أحمد الأخرس ورامي رسلان يوم 26 نيسان/إبريل 2018 في إدلب بسبب التصوير دون إذن، وفي يوم 2 أيلول/سبتمبر 2018 اتم اعتقال الناشط مروان الحميد أثناء عودته إلى منزله دون معرفة التهمة الموجهة له، كذلك في يوم 26 آب/أغسطس 2018 تم اعتقال عبد الجبارالتامر بعد مداهمة منزله دون الإفصاح عن التهمة الموجهة له، وفي يوم 24 حزيران/يونيو 2018 تم اعتقال محمد فضل الجانودي من مكان إقامته في مخيم غربي إدلب بتهمة التصوير دون إذن.
وكانت "هيئة تحرير الشام" اعتقلت نشطاء مدينة مضايا الأربعة الذين وثقوا أوضاع المدنيين أثناء حصار القوات النظامية السورية والميليشيات الموالية لها للمدينة، حيث اعتقلتهم "تحرير الشام" لأسباب مجهولة يوم 9 كانون الأول/ديسمبر 2018،وأطلقت سراح ثلاثة منهم تباعاً ليبقى مصير الناشط أمجد المالح مجهولاً، وسبق أن نشرت سوريون من أجل الحقيقة والعدالة أخباراً مفصلة حول الحوادث[4].
[1] بتاريخ 28 كانون الثاني/يناير 2017، أعلنت عدّة فصائل جهادية في شمال سوريا الإندماج تحت مسمّى "هيئة تحرير الشام" وكانت الفصائل التي أعلنت عن حلّ نفسها والاندماج تحت المسمّى الجديد هي جبهة فتح الشام – تنظيم جبهة النصرة سابقاً، وحركة نور الدين الزنكي، ولواء الحق، وجبهة أنصار الدين، وجيش السنّة، وحركة أنصار الشام الإسلامية، إلا أنه وعلى خلفية اندلاع المواجهات الأخيرة بين حركة أحرار الشام وهيئة تحرير الشام في الشمال السوري بتاريخ 15 تموز/يوليو 2017، أعلنت حركة نور الدين الزنكي انفصالها عن الهيئة بتاريخ 20 تموز/يوليو ٢٠١٧.
[2] المجلس المحلي لمدينة الدانا يتبع للحكومة السورية المؤقتة التابعة للائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة.
[3] "مجلس الشورى" هو مجلس يضم أعضاء قامت "هيئة تحرير الشام" بتعينهم وفق مبدأ "التزكية" ويقضي عملهم بالمشاركة بإدارة المدينة إلى جانب المجلس المحلي.
[4] "لا أخبار عن نشطاء مضايا الأربعة"، سوريون من أجل الحقيقة والعدالة بتاريخ 21 كانون الأول/يناير 2018، آخر زيارة بتاريخ 21 أيلول/سبتمبر 2018. https://www.stj-sy.org/ar/view/390.
"هيئة تحرير الشام تطلق سراح ناشط ثالث من نشطاء مضايا، سوريون من أجل الحقيقة والعدالة بتاريخ 23 حزيران/يونيو 2018، تاريخ آخر زيارة 21 أيلول/سبتمبر 2018. https://www.stj-sy.org/ar/view/588.