عقد فصيل "لواء شهداء القريتين" اتفاقاً مع روسيا بوساطة قادة سابقين في المعارضة السورية المسلحة، يقضي هذا الاتفاق الذي تمّ بتاريخ 16 أيلول/سبتمبر 2018، بخروج مقاتلي الفصيل وخمسة آلاف مدني من مخيم الركبان[1] عند الحدود السورية الأردنية باتجاه شمالي سوريا، وذلك وفق شهادة حصلت عليها سوريون من أجل الحقيقة والعدالة.
ويأتي هذا الاتفاق بعد أن توقف الدعم بشكل كامل عن الفصائل العسكرية المعارضة المتواجدة في المنطقة، حيث كانت تتلقى دعمها من غرفة عمليات الموك التي تشارك فيها عدة دول أجنبية مثل الولابات المتحدة الأمريكية وبريطانيا، وأصبح المقاتلون في الفصائل العسكرية يقيمون في مخيم الركبان.
وقال ناشط إعلامي- فضل عدم كشف هويته- في حديث مع سوريون من أجل الحقيقة والعدالة يوم 19 أيلول/سبتمبر 2018، إنّ "لواء شهداء القريتين" عقد الاتفاق بوساطة قائدين سابقين في الفصائل المعارضة سبق أن وقعا اتفاقات "تسوية/مصالحة" مع القوات النظامية السورية في مدينة الضمير وهما يعرفان باسم؛ "أبو عمر مهين" و"الضبع".
ووفق الناشط فإن الاتفاق نصّ على ما يلي: خروج كافة مقاتلي الفصيل وعددهم 200 مقاتل بسلاحهم الخفيف، وتسليم نحو 40 سيارة بيكاب محملة بعضها بالسلاح المتوسط إضافة إلى إخراج 12 سيارة عسكرية بدون سلاح مع سيارتين شحن على أن لا يتم تفتيشها عند الحواجز التابعة للقوات النظامية، وكذلك نص على خروج خمسة آلاف مدني بينهم 1840 امرأة و800 رجلاً و 2960 طفلاً معظمهم من سكان بلدة القريتين في ريف حمص الشرقي.
ويفترض أن يتم إخراج المدنيين من مخيم الركبان بمرافقة وفد من منظمة الهلال الأحمر السوري والقوات الروسية، وسيتم خروجهم باتجاه مدينة جرابلس بريف حلب الشمالي ومحافظة إدلب، إلا أن موعد الخروج لم يحدد بعد بحسب الناشط.
ولفت المصدر إلى عدم وجود أي تجهيزات أو انشاء مخيمات في الشمال السوري لاستقبال الخارجين من مخيم الركبان فيها، حيث أوضح المفاوضون الروس أن على الخارجين من المدنيين تدبر أمرهم، كما أن المفاوضين الروس هم من حدد العدد المسموح به لخروج المدنين بخمسة آلاف شخص فقط.
ويعاني قاطنو مخيم الركبان من أوضاع انسانية واقتصادية مزرية، حيث تنتشر الأمراض الجلدية بكثرة وسط قلة توفر الأدوية، إضافة إلى انعدام المساعدات الغذائية، حيث سبق أن نشرت سوريون من أجل الحقيقة والعدالة تقارير وأخبار توضح الأوضاع في المخيم[2].
[1] يقع مخيم "الركبان" عند الحدود السورية الأردنية، وهو مخيم عشوائي يمتد على طول 5كم الشريط الحدودي مع المملكة الأردنية الهاشمية داخل الحد السوري وكذلك بطول 7كم وعمق 3كم ضمن المنطقة المنزوعة السلاح بين الأردن وسوريا، وهو مخيم عشوائي لا يوجد له شكل هندسي واضح، كونه قام بمبادرات النازحين دون رعاية هيئات مدنية، ويقطن في المخيم نحو 80 ألف نسمة، يزيد عددهم وينقص تبعاً للظروف الأمنية والمعارك الدائرة وسط وشرقي البلاد، وسط حركة نزوح دائمة من وإلى المخيم، حسب ما أفادت مصادر مسؤولة عن الإحصاء والتوثيق مقرها في المخيم.
[2] "تدهور حاد للوضع الطبي في مخيم الركيان والأردن يمنع دخول المرضى للعلاج"، سوريون من أجل الحقيقة والعدالة بتاريخ 23 تموز/يوليو 2018، آخر زيارة 19 أيلول/سبتمبر 2018، https://stj-sy.org/ar/view/640