اقتحم مسّلحون يتبعون لفصيل "صقور الشام" مبنى المجلس المحلي في مدينة أريحا، وهددوا الأشخاص المتواجدين فيه بالسلاح محاولين مصادرة المعدّات وإيقاف عمل المجلس نتيجة "سوء فهم" ليتقدم المجلس بدعوى قضائية ضدهم، وذلك في يوم الاثنين 17 أيلول/سبتمبر 2018، وذلك بحسب شهادة حصلت عليها سوريون من أجل الحقيقة والعدالة.
وروى أحد الشهود[1] الذين كانوا متواجدين في مبنى المجلس أثناء اقتحامه لسوريون من أجل الحقيقة والعدالة، وذلك في يوم 18 أيلول/سبتمبر 2018، ما حدث حيث قال:
"كان هناك اجتماع في مبنى المجلس المحلي بين أعضاء المجلس وأعضاء منظمات إنسانية لمناقشة عدة مشاريع، وفي حوالي الساعة الواحدة ظهراً دخل رجل يدعى (م.ح) برفقة أربعة أشخاص مسلحين يرتدون جعابهم، وقاموا بطرد أعضاء المنظمات من المبنى، وطلبوا إغلاق المجلس، وعند رفضنا الانصياع لذلك حصلت مشادات كلامية وأشهروا الأسلحة بوجهنا وقاموا بتلقينها، وقام أحد المرافقين للمدعو (م.ح) بتمزيق قميص أحد أعضاء المجلس وحاول إخراجه بالقوة بعد رفضه الخروج من المبنى".
وبحسب الشاهد، فقد استمر تواجد المسلحين في المبنى لنحو ساعة وحاولوا مصادرة المعدات الموجودة ومزقوا بعض المطبوعات وأخذوا الختم الرسمي للمجلس لمنعه من متابعة العمل، وتابع قائلاً:
"قام أعضاء المجلس باستدعاء أحد وجهاء مدينة أريحا لحل الخلاف وعندما حضر الوجيه وحاور المعتدي ليوضح له الخطأ الذي ارتكبه، احتج الأخير وغضب وغادر المبنى مع مرافقيه دون إعادة الختم الرسمي للمجلس".
وتقدم المكتب القانوني التابع للمجلس المحلي بدعوى قضائية ضد (م.ح) وتابع مزاولة أعماله بانتظار إتخاذ الإجراءات القانونية واستعادة الختم أصولاً.
وقال نشطاء محليون إن الشخص الذي نفذ الاعتداء (م.ح) يلقب بـ"أبو المثنى" وهو يتبع لفصيل "صقور الشام"، حيث رجح الناشطون أن هذا الاعتداء هو عمل فردي من قبله نظراً لأنه جاء نتيجة سوء فهم من المعتدي، وروى ناشط محلي[2] ما حصل قائلاً:
"المعتدي (م.ج) أرسل أشخاصاً من معارفه ليقومو بالتسجيل على المشاريع الصغيرة التي يقدمها المجلس المحلي ولكن من شدة الازدحام لم يتمكنو من التسجيل وذهبوا، بعض الأشخاص أخبر المعتدي أن المجلس رفض عمداً التسجيل لهؤلاء الذين أرسلهم ونقل له كلاماً مغلوطاً بغرض إحداث فتنة، فقام المعتدي بمهاجمة المجلس بدافع الغضب بناء على هذا الكلام".
كما أشار الناشط إلى أنّ المعتدي (م.ح) اقتحم في وقت سابق مبنى البلدية ومبنى السجل العقاري في المدينة واستولى على بعض الأموال العائدة للسجل العقاري.
وشهدت محافظة إدلب العديد من حالات الاعتداء المسلح وحوادث الخطف طالت مدنيين ومنشآت طبية على حد سواء، وسبق أن نشرت سوريون من أجل الحقيقة والعدالة تقارير وأخبار مفصلة حول الحوادث[3].
[1] تم حجب اسم الشاهد وصفته حفاظاً على سلامته.
[2] تم حجب اسم الشاهد وصفته حفاظاً على سلامته.
[3] "ازدياد في وتيرة الاعتداءات على الكوادر الطبية في محافظة إدلب"، سوريون من أجل الحقيقة والعدالة في 25 حزيران/يونيو 2018، آخر زيارة بتاريخ 12 أيلول/سبتمبر 2018، https://www.stj-sy.org/ar/view/610.
"مسلحون يختطفون الطبيب "خليل آغا" والمشافي تعلّق عملها احتجاجاً"، سوريون من أجل الحقيقة والعدالة، في 9 آب/أغسطس 2018، آخر زيارة بتاريخ 12 أيلول/سبتمبر 2018، https://www.stj-sy.org/ar/view/666.
"ازدياد ملحوظ في حوادث قتل وخطف المدنيين في محافظة إدلب نتيجة الفلتان الأمني"، سوريون من أجل الحقيقة والعدالة في 5 تموز/يوليو 2018، آخر زيارة بتاريخ 11 أيلول/سبتمبر 2018، https://www.stj-sy.org/ar/view/618.