قُتل ما لا يقلّ عن (14) شخصاً وأصيب أكثر من (30) آخرين، إثر قصفٍ جوي عنيف طال منطقة جسر الشغور بريف إدلب الغربي، إضافة إلى القرى والبلدات المحيطة بها مثل بلدات (الجانودية ومحبل وبسنقول وقرقور وكفريدين)، وذلك بتاريخ 4 أيلول/سبتمبر 2018، ووفقاً للعديد من الشهادات التي حصلت عليها سوريون من أجل الحقيقة والعدالة، فقد قام طيران حربي يُعتقد أنه روسي، بقصف مدينة جسر الشغور وأريافها الشمالية والشرقية والغربية، ابتداءً من الساعة (11:00) صباحاً وحتى الساعة (4:30) عصراً من اليوم ذاته، ما أدى إلى سقوط العديد من الضحايا المدنيين، فضلاً عن الدمار الذي طال ممتلكاتهم.
وتزامن هذا التصعيد مع اقتراب عقد القمة الثلاثية[1] (إيران وتركيا وروسيا)، والذي من المقرّر عقده في طهران بتاريخ 7 أيلول/سبتمبر 2018، حتى تجري مناقشة تطورات الملف السوري في القمة ووضع خطوات المرحلة المقبلة، وأهمها بحث مصير محافظة إدلب.
وبحسب الباحث الميداني لدى سوريون من أجل الحقيقة والعدالة، فقد قُتل بادئ الأمر خمسة أشخاص، في قصف جوي عنيف استهدف منطقة جسر الشغور بريف إدلب الغربي، حيث شنّ طيران حربي يُعتقد أنه روسي عدة غارات على منازل المدنيين، ما أدى إلى دمار كبير في ممتلكاتهم، كما تسبّب القصف في إصابة خمسة أشخاص بينهم نساء وأطفال، كما أفاد بأنّ الطيران الحربي كان قد استهدف منطقة جسر الشغور بأكثر من (10) غارات جوية في تمام الساعة (3:00) ظهراً من اليوم ذاته، وهو ما أدى إلى ارتفاع حصيلة القتلة إلى (9) أشخاص، حيث عملت فرق الدفاع المدني والإسعاف على الوصول بأسرع وقت الى مكان الحادثة، من أجل انتشال القتلى من تحت الأنقاض، على الرغم من التحليق المكثف للطيران الحربي، وطيران الاستطلاع الذي بدأ يحلّق في أجواء منطقة جسر الشغور بشكل مباشر، وذلك لرصد تحركات الآليات والتجمّعات، مشيراً إلى أنّ مراصد الطيران الحربي، قامت بتحذير الأهالي من التجمّعات ومن التواجد في الأسوق، إضافة إلى المدارس، باعتبار أنها دائماً ما تكون هدفاً للطيران الحربي، ولافتاً إلى أنّ القصف طال أيضاً بلدة الجانودية في ريف جسر الشغور الغربي، حيث تعرّضت لست غارات جوية من قبل طيران حربي يُعتقد أنه روسي، وقد أدى هذا القصف الى إصابة شخصين ودمار كبير في منازل وممتلكات المدنيين.
وقد تزامن هذا القصف مع قصف آخر طال القرى والبلدات المحيطة بجسر الشغور، حيث تعرّضت هي الأخرى إلى قصف جوي عنيف بواسطة صواريخ شديدة الانفجار ومنها بلدات (الشغر وحرش وبسنقول ومحيط بلدة الجانودية وغاني والسرمانية وزيزون وجدرايا وكفريدين وقرقور)، ما تسبّب بحركة نزوح كبيرة من هذه القرى، فضلاً عن تعليق الدوام الدراسي في قطاع جسر الشغور من قبل مديرية التربية بسبب هذه الحملة المكثفة.
كما أضاف الباحث الميداني لدى سوريون من أجل الحقيقة والعدالة، بأنّ امرأة وطفلتها (ولاء سعيد طه وابنتها لما سعيد) كانتا قد قُتلتا في قصفٍ جوي على بلدة محبل في ريف ادلب الغربي، وذلك بعد تعرّض منزلهم للقصف بصواريخ شديدة الانفجار في تمام الساعة (1:00) ظهراً من اليوم ذاته، حيث أدى القصف لانهيار منزل الضحيتين بشكل كامل، وحاولت فرق الدفاع المدني العمل على إنقاذهما من بين الركام، وبقيت فرق الإنقاذ تعمل لمدة أكثر من نصف ساعة حتى تمّ انتشال الأم وطفلتها، لكن بعد أن فارقتا الحياة بسبب انهيار المنزل عليهما.
صورة تظهر بعض القتلى من المدنيين، والذين سقطوا إثر عمليات القصف العنيفة على منطقة جسر الشغور بريف إدلب، وذلك بتاريخ 4 أيلول/سبتمبر 2018، مصدر الصورة: مركز جسر الشغور الإعلامي.
"أحمد يازحي" وهو قائد قطاع الدفاع المدني في منطقة جسر الشغور، قال لسوريون من أجل الحقيقة والعدالة بأنه وفي تمام الساعة (11:00) صباحاً من يوم الثلاثاء الموافق 4 أيلول/سبتمبر 2018، بدأ سلاح الجو الروسي، باستهداف منطقة جسر الشعور وأريافها الشمالية والغربية والشرقية، وذلك عبر قصفها بصواريخ شديدة الانفجار، مشيراً إلى أنّ القصف استمرّ حتى الساعة (4:30) عصراً من اليوم ذاته، وطال منازل المدنيين وبعض المدارس في قرى ريف جسر الشغور الغربي، كما تعرّض سوق شعبي في بلدة محبل في ريف إدلب الغربي إلى القصف أيضاً، وأضاف قائلاً:
"أدت هذه الغارات إلى مقتل (14) شخصاً، بينهم تسعة أشخاص كانوا قد قُتلوا في جسر الشغور ، واثنان في بلدة محبل، وثلاثة آخرين في محيط جسر الشغور ، كما أصيب حوالي (30) آخرين بينهم أطفال ونساء، وأدت هذه الغارات الى انتشار حالة من الخوف والهلع بين الأهالي في مدينة جسر الشغور وقرية الجانودية، بما أنّ هاتين المنطقتين شهدتا أكبر عدد من الغارات، حيث وصل عدد الغارات المسجّلة على جسر الشغور المدينة قرابة 10 غارات، فيما سُجّل تنفيذ 6 غارات جوية بصواريخ شديدة الانفجار على قرية الجانودية، وهذا ما دفع أعداداً كبيرة من الأهالي للخوف والنزوح باتجاه مناطق أكثر أماناً، وبسبب كثافة الغارات التي شهدتها المدينة والقرى المحيطة بجسر الشغور، فقد تسبّب هذا الموضوع بعبء كبير على عناصر الدفاع المدني أثناء قيامهم بواجبهم، وخاصة بعد تعرّض إحدى الفرق أثناء توجهها الى مكان إحدى الغارات في البلدة، لغارات مزدوجة، لكن والحمد لله أنها كانت بعيدة عن الفريق، ولم تسجّل أي إصابات في صفوفهم، وتابعنا عملنا بشكل متواصل حتى انتهينا من إسعاف آخر مصاب في المنطقة بشكل كامل، وتعدّ هذه الهجمات الأعنف من نوعها والتي شنتها قوات النظام مؤخراً ."
صورة تظهر الإحصاء الذي نشره الدفاع المدني السوري في محافظة إدلب، حول عمليات القصف العنيفة التي تعرّضت لها منطقة جسر الشغور بريف إدلب، وذلك بتاريخ 4 أيلول/سبتمبر 2018، مصدر الصورة: الدفاع المدني السوري في محافظة إدلب.
صورة خاصة بسوريون من أجل الحقيقة والعدالة، تظهر جانباً من الدمار الذي طال ممتلكات المدنيين في منطقة جسر الشغور بريف إدلب، إثر تعرّضها لقصف جوي عنيف وذلك بتاريخ 4 أيلول/سبتمبر 2018.
واستطاع الباحث الميداني لدى سوريون من أجل الحقيقة والعدالة، توثيق أسماء بعض الضحايا المدنيين الذين سقطوا، إثر عمليات القصف العنيفة على منطقة جسر الشغور بريف إدلب وما حولها، وذلك بتاريخ 4 أيلول/سبتمبر 2018، وهم كالتالي:
- محمود محمد الشيخ.
- عبد الرحمن المدنية.
- ابو ابراهيم الحلبي.
- الطفل محمد صخر حيحانو.
- الطفل محمد أحمد حيحانو.
- الطفل طه عز الدين حيحانو.
- الطفل طلال أحمد حيحانو.
- امينة محمود الشيخ.
- قمر صخر حيحانو.
وسبق لمحافظة إدلب أنّ تعرضت لهجمات عنيفة من قبل القوات النظامية السورية وحلفائها، وذلك بتاريخ 13 آب/أغسطس 2018، حيث قُتل ثلاثة مدنيين وجرح عشرة آخرون جراء قصف بالقذائف المدفعية وراجمات الصواريخ على ثلاث بلدات بريف إدلب الجنوبي، وكانت سوريون من أجل الحقيقة والعدالة قد أعدّت خبراً[2] حول هذا الموضوع، كما كانت المحافظة قد شهدت في شهر تموز/يوليو وحزيران/يونيو 2018، هجمات عنيفة انتقامية من قبل القوات النظامية السورية وذلك رداّ على هجمات كانت قد شنتها فصائل المعارضة المسلحة ضدّها في وقت سابق، وكانت سوريون من أجل الحقيقة والعالة قد أعدّت تقريراً [3] حول هذه الهجمات.
[1] " قمة بوتين-روحاني-أردوغان بطهران في 7 سبتمبر"، موقع روسيا اليوم بتاريخ 30 آب/أغسطس 2018، آخر زيارة بتاريخ 9 أيلول/سبتمبر 2018، https://arabic.rt.com/world/966695-%D8%B3%D9%81%D9%8A%D8%B1-%D8%AA%D8%B1%D9%83%D9%8A%D8%A7-%D8%A5%D9%8A%D8%B1%D8%A7%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%82%D9%85%D8%A9-%D8%B7%D9%87%D8%B1%D8%A7%D9%86/.
[2] " قصف بواسطة قنابل عنقودية على بلدات جنوبي إدلب "تحتايا والتح والتمانعة"، سوريون من أجل الحقيقة والعدالة بتاريخ 14 آب/أغسطس 2018، آخر زيارة بتاريخ 5 أيلول/ٍسبتمبر 2018، https://www.stj-sy.org/ar/view/690.
[3] "قتلى وجرحى مدنيون في هجمات عسكرية انتقامية عنيفة على محافظة إدلب- تموز/يوليو وحزيران/يونيو 2018، سوريون من أجل الحقيقة والعدالة بتاريخ 29 آب/أغسطس 2018، آخر زيارة بتاريخ 5 أيلول سبتمبر 2018، https://www.stj-sy.org/ar/view/702.