انتشرت ظاهرة بيع المخدرات وتعاطيها إضافة إلى أنواع مختلفة من الحبوب المخدّرة في مدينة الطبقة وريفها في محافظة الرقة، لاسيما بين الأطفال حيث تقدّر نسبة الأطفال المتعاطين والمروجين لها بنحو 20% من عموم أطفال المنطقة التي تشمل السكان المحليين والنازحين من مناطق أخرى، وتشير المعلومات الواردة من المدينة إلى تورط بعض قادة وعناصر من قوات سوريا الديمقراطية في الأمر إلى جانب تجار من المدنيين حيث يتقاسم الطرفان السيطرة على تجارة المخدرات في المنطقة.
وقال الناشط "مهاب ناصر" في حديث مع سوريون من أجل الحقيقة والعدالة يوم 29 آب/أغسطس 2018، إن الأنواع المخدرة المتنشرة في مدينة الطبقة وريفها تشمل مادة "بودرة الهيروئين" وحبوب الكبتاغون والزلام والبالتان والحشيش، وتأتي من مصدرين، المصدر الأول عبر بعض القادة في قوات سوريا الديمقراطية وأشخاص مقربين منهم، وتدخل إلى منطقة الطبقة عبر المناطق الخاضعة لسيطرة القوات النّظامية السورية، أما المصدر الثاني فهو عبر تجار من المدنيين يعملون لحسابهم الخاص ويتعاملون مع أفراد ينتمون إلى ميليشيات موالية للقوات النظامية السورية، حيث يتم شراء المواد المخدرة من خارج المناطق الخاضعة لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية ويتم إدخالها بطرق التهريب أو عبر سيارات المدنيين والمواصلات العامة. ويستخدم كلا الطرفين النساء والأطفال لبيع وترويج المواد المخدرة، حيث يحصلون على الحبوب المخدرة مجاناً مقابل جلب الزبائن، ويتم البيع في منازل المروجين في معظم الأوقات وعلى بعض بسطات بيع الدخان في الشوارع، بحسب "ناصر" الذي أضاف أن للنساء دور في إدخال المواد المخدرة إلى المنطقة، حيث تم اعتقال امرأة قبل أسبوعين عند أول حاجز لقوات سوريا الديمقراطية من قبل القوات نفسها في ريف الطبقة الجنوبي الذي يفصلها عن مناطق سيطرة القوات النظامية السورية، وكانت المرأة قادمة من دمشق وبحوزتها 100 غرام من مادة "الهيروئين".
وقدّر الناشط إن نحو 30% من سكان مدينة الطبقة وريفها (أصليين ونازحين) يتعاطون المخدرات، وأنّ حوالي 10% من هؤلاء المتعاطين هم من الأطفال، في حين تقدر نسبة الأطفال المتعاطين من عموم سكان مدينة الطبقة وريفها بنحو 20%، (…) ظاهرة تعاطي المخدرات كانت موجودة سابقاً في المنطقة قبل سيطرة قوات سوريا الديمقراطية عليها ولكنها كانت محدودة جداً وتقتصر على عدد بسيط من المتعاطين لا يتجاوز العشرات، ولكنها تنامت بشكل سريع مؤخراً بسبب الفقر".
وحول الخطوات المتخذة للحد من انتشار الظاهرة ومكافحتها، قال الناشط "مهاب ناصر" إن قوات سوريا الديمقراطية اعتقلت عدداً من المروجين والمتعاطين وتم تحويلهم إلى "القضاء" التابع لها، لكن هؤلاء الأشخاص سجنوا أياماً عدة فقط وتم إطلاق سراحهم بموجب كفالة مالية وعادوا لمزاولة العمل مجدداً، وتابع قائلاً: "بعض المروجين لا يتم اعتقالهم رغم إثبات تورطهم ومعرفة هويتهم وذلك لأنهم على صلة قرابة أو معرفة بأحد القادة في قوات سوريا الديمقراطية".
وبحسب الناشط فإن عدداً من منظمات المجتمع المدني نظمت حملات توعية من أخطار المخدرات في مدينة الطبقة، ولكن هذه الحملات كانت ذات نطاق ضيق وشملت بعض الأحياء فقط.