تسبب سقوط قذائف هاون -وأخرى صاروخية- بشكل عشوائي على مواقع عدة بمحافظة السويداء جنوبي سوريا بمقتل خمسة أشخاص بينهم طفلة وجرح 17 آخرين، وذلك في الفترة الواقعة بين 18 حزيران/يونيو و3 تموز/يوليو 2018، في حين رجّح شهود عيان مسؤولية القوات النظامية السورية عن سقوط القذائف التي تزامنت مع الحملة العسكرية التي شنتها على محافظة درعا المجاورة وأسفرت عن سيطرتها على معظم المحافظة. ولكن وفي المقابل، فقد اتهمت أطراف اخرى فصائل المعارضة المسلّحة بالوقوف وراء هذه الهجمات.
وبحسب ما نشرت "شبكة السويداء 24"[1] على موقعها الرسمي، فإن قذائف صاروخية سقطت على بلدة القريّا جنوبي السويداء يوم 18حزيران /يونيو 2018 سبقها قصف من القوات النظامية السورية على الريف الشرقي لمحافظة درعا، ونقلت الشبكة عن مصادر محلية أن "مصدر القذائف الصاروخية هو فصائل المعارضة المسلحة في درعا".
وفي الـ19 من حزيران/يونيو 2018، سقطت قائف هاون على قرية الدويرة ولبين شمالي غربي السويداء، كما سقطت قذيفتا هاون على حي مدرسة التجارة في مدينة السويداء وحي النهضة، وقذفتين أيضاً على حي الجلاء تسببت بأضرار في سور مدرسة "عدنان الحايك"، وفي يوم 20 من الشهر ذاته سقطت قذيفتا هاون مجهولتا المصدر على قرية تعارة وقذيفة أخرى على قرية القريا وقرية حران، وفق الشبطة نفسها.
وقالت "شبكة السويداء 24" أن "مالك نجيب أبو علوان" إضافة إلى العنصرين في فرع الأمن العسكري "هشام غالب النجم" و"فراس محمد الحسن" قتلوا جراء سقوط قذيفتين صاروخيتين يوم 21 حزيران/يونيو 2018 على طريق القنوات قرب مطعم الذكريات، كما جرح خمسة أشخاص جراء الحادثة ذاتها، وفي يوم 24 من الشهر ذاته قتلت الطفلة "تولاي أشرف أبو محمود" (9 أعوام) جراء سقوط قذيفة هاون على منزلها في قرية الدور.
وبتاريخ 25 حزيران/ يونيو 2018، سقطت أربعة قذائف هاون على بلدة عرى تسببت بمقتل "نورس رياض مان الدين" وجرح ثمانية أشخاص، كما سقطت في اليوم ذذاته قذيفة على قرية المجيمر المجاورة، وأصيب شخص بجروح نتيجة سقوط ثلاث قذائف هاون على أحياء القنوات والدبسي والمعلب البلدي في مدينة السويداء، كما أصيب ثلاثة آخرون جراء سقوط أربع قذائف قرب حديقة الباسل ومركز الهلال الأحمر في المدينة، وفق الشبكة.
وسجل سقوط قذيفتا هاون على قرية المجيمر في 28 حزيران/يونيو 2018، وخمسة قذائف أخرى يوم 27 من الشهر ذاته تسببت بجرح شخص، وقذيفتين على بلدة الصورة الصغيرة يوم 3 تموز/يوليو 2018، بحسب الشبكة.
ونقلت الصحفية والناشطة "داليا حمزة" المقيمة في مدينة السويداء، في حديث مع سوريون من أجل الحقيقة والعدالة يوم 21 تموز/يوليو 2018، عن شهود عيان أن القذائف التي سقطت على حيي النهضة والجلاء في الـ19 من حزيران/يوليو العام ذاته، هي "قذائف هاون لا يتجاوز مداها 4 كم، وبعضهم شاهدها تخرج من موقع قرب تل الحديد المتاخم لقرية الثعلة وهي نقطة عسكرية للقوات النظامية السورية".
وتابعت "حمزة" قائلة: "إن وسائل إعلام موالية للقوات النظامية استغلت سقوط القذائف العشوائي لتأجيج النعرة الطائفية بين محافظتي درعا والسويداء (…) نوع القذائف ومكان وزمان سقوطها يؤكد أنها صدرت من مكان قريب بشكل مقصود وليس من محافظة درعا، وإن احتمال سقوطها عن طريق الخطأ من مواقع القوات النظامية هو احتمال ضعيف حيث أكدت بعض مشاهدات المدنيين مصدر القذائف".
وكانت "حركة رجال الكرامة"[2] أعلنت التزامها الحياد في الأحداث الجارية بمحافظة درعا، وذلك حسب ما نشر مكتبها الإعلامي يوم 20 حزيران/يونيو 2018، وجاء الإعلان بعد يوم من بيان أصدرته "الجبهة الجنوبية" المتواجدة في محافظة درعا في الـ19 من الشهر ذاته، أوضحت فيه موقفها من سكان جبل العرب وأكدت "الأخوة" بين المحافظتين.
صورة لمنشور صارد عن المكتب الإعلامي لـ"حركة رجال الكرامة" يوم 20 حزيران/يونيو 2018 يؤكد فيه وقوف "الحركة" على الحياد من "الصراعات الداخلية" وما يجري في محافظة درعا.
نسخة من بيان "الجبهة الجنوبية" الصارد بتاريخ 19 حزيران/يونيو 2018، الي تؤكد فيه الأخوة بين أبناء محافظتي درعا والسويداء.
وشنت القوات النّظامية وحلفائها حملة عسكرية على محافظة درعا في 15 حزيران/يونيو 2018، تمكنت خلالها من السيطرة على كامل المحافظة باستثناء منطقة "حوض اليرموك" التي تخضع ليسطرة "جيش خالد بن الوليد" المبايع لتنظيم الدولة الإسلامية، وذلك بموجب اتفاق عقدته فصائل المعارضة العسكرية مع روسيا يقضي بدخول الشرطة العسكرية الروسية إلى معظم البلدات وانسحاب الفصائل من بعضها، وخروج قسم من الفصائل والمدنيين إلى محافظة إدلب، كما سبق أن نشرت سوريون من أجل الحقيقة والعدالة تقاريراً وأخباراً مفصلة حول سقوط قتلى وجرحى ونزوح نحو 300 ألف شخص إلى الشريط الحدودي مع الأردن والجولان السوري المحتل.
[1] أحد المواقع الأخبارية المحلّية السورية، والتي تقوم بتغطية أخبار محافظة السويداء.
[2] مشيخة العقل هي التي تتولّى الخدمة الروحية والاجتماعية العليا لطائفة الموحدين الدروز في سوريا بموجب القوانين المرعية التي كرَّست استقلالها التام بشؤونها الدينية، واوقافها الخيرية، وهي التي تتولى تشريع أنظمتها وإدارة مؤسساتها طبقاً للأحكام الروحية للطائفة وامتيازاتها المذهبية والقوانين والأنظمة المستمدة منها.