الرئيسية تحقيقات مواضيعية اعتقالات تطال سياسيين ومعارضين كرد في شمال شرقي سوريا – حزيران/يونيو 2018

اعتقالات تطال سياسيين ومعارضين كرد في شمال شرقي سوريا – حزيران/يونيو 2018

قوات الأسايش التابعة للإدارة الذاتية كانت قد استولت أيضاً على منازل تعود لذوي سياسيين ومعارضين كرد

بواسطة wael.m
243 مشاهدة تحميل كملف PDF هذا المنشور متوفر أيضاً باللغة: الإنجليزية حجم الخط ع ع ع

مقدمة: أقدمت الجهات الأمنية التابعة للإدارة الذاتية والمتمثلة بقوات الأسايش، على اعتقال عدد من السياسيين والمعارضين الكرد وأنصار المجلس الوطني الكردي في شمال شرقي سوريا وتحديداً في المناطق الخاضعة لسيطرتها، وذلك خلال شهر حزيران/يونيو 2018، ففي تاريخ 20 حزيران/يونيو 2018، أقدمت قوات الأسايش على اعتقال عضو تيار المستقبل الكردي في سوريا "أحمد إبراهيم"[1]، من داخل منزله الكائن في مدينة القامشلي/قامشلو، كما قامت في اليوم ذاته باعتقال عضو الهيئة الاستشارية للحزب الديمقراطي الكردستاني- سوريا "محمد دحام أيو" قبل أن يتمّ الإفراج عنه في اليوم التالي.

 وبتاريخ 21 حزيران/يونيو 2018، عمدت أيضاً إلى اعتقال عضو مكتب العلاقات في تيار المستقبل "رياض أحمد" وعضو التيار "ميلاد دلي" بينما كانا في منزل المُحتجز "أحمد إبراهيم" للاطمئنان على عائلته. كما شهد اليوم ذاته اعتقال "آزاد محمد معصوم" نجل السياسي الكردي وعضو اللجنة المنطقية في حزب يكيتي الكردي "محمد معصوم"، وذلك في مدينة القامشلي/قامشلو أيضاً، في حين شهد يوم 22 حزيران/يونيو 2018، احتجاز والده "محمد معصوم" إضافة إلى أحد أقاربه ويدعى "رشاد معصوم"، وبحسب الباحث الميداني لدى سوريون من أجل الحقيقة والعدالة، فقد تمّ الإفراج عن "معصوم" ونجله إضافة إلى قريبه بتاريخ 26 حزيران/يونيو 2018.

وكان قد سبق لقوات الأسايش أن قامت باحتجاز مسؤول العلاقات الخارجية في تيار المستقبل الكردي في سوريا "عبد الحميد تمو"، في ريف مدينة الدرباسية، وذلك بتاريخ 3 حزيران/يونيو 2018، قبل أن يتم الإفراج عنه بتاريخ 5 حزيران/يونيو 2018.

وبحسب الباحث الميداني لدى سوريون من أجل الحقيقة والعدالة، فإنّ عناصر قوات الأسايش الذين قاموا بتلك الاعتقالات، كانوا ملّثمين، ولم يعرّفوا عن هويتهم أو يقدموا أية مذكرات ايقاف أو اعتقال للمحتجزين أو ذويهم، كما أشار إلى أنّ قوات الأسايش كانت قد عمدت في وقت سابق، إلى الاستيلاء على منازل تعود ملكيتها لذوي سياسيين ومعارضين كرد في مدينة القامشلي/قامشلو، مشيراً إلى أنه وبتاريخ 8 حزيران/يونيو 2018، تمّ الاستيلاء على منزل "بنكين عليكو" نجل القيادي في حزب يكيتي الكردي في سوريا "فؤاد عليكو"، حيث أنها قامت بإسكان عائلتين نازحتين من مدينة عفرين في منزله الكائن في مدينة القامشلي/قامشلو، لافتاً إلى أنها أيضاً قامت في اليوم التالي بالاستيلاء على منزل "أمينة برو" شقيقة السياسي الكردي "ابراهيم برو" سكرتير حزب يكيتي الكردي، وعضو لجنة العلاقات الخارجية في المجلس الوطني الكردي في سوريا، وذلك بعدما قام عناصرها بطرد "أمينة" وزوجها وأطفالها من المنزل مطالبين إياهم بالإخلاء الفوري.

وكان قد سبق لقوات الأسايش التابعة للإدارة الذاتية، احتجاز عدد من السياسيين والمعارضين الكرد في شهر نيسان/أبريل 2018، وكان منهم المنسق العام لحركة الإصلاح الكردي "فيصل اليوسف" والتي قامت بالإفراج عنه لاحقاً، وقد كانت سوريون من أجل الحقيقة والعدالة قد أعدت تقريراً حول تلك الحادثة، ثم تلاها احتجاز "نعمت داوود" سكرتير حزب المساواة الديمقراطي الكردي في سوريا، وقد تمّ الإفراج عنه لاحقاً، بحسب ما ورد في تقرير أعدته المنظمة، كما أنها قامت أيضاً باعتقال "فادي مرعي" رئيس مكتب العلاقات العامة لتيار المستقبل الكردي في سوريا، وقد تمّ إطلاق سراحه لاحقاً أيضاً، بحسب ما ورد في تقرير آخر أعدته المنظمة.

أولاً: حملة اعتقالات جديدة بحق سياسيين ومعارضين كرد:

في حوالي الساعة (10:00) مساءً من يوم الأربعاء الموافق 20 حزيران/يونيو 2018، أٌقدمت قوات الأسايش التابعة للإدارة الذاتية على اعتقال عضو تيار المستقبل الكردي في سوريا "أحمد إبراهيم" من داخل منزله في مدينة القامشلي/قامشلو، وهو الأمر الذي أكده "علي تمي" عضو مكتب العلاقات العامة لتيار المستقبل الكردي في سوريا، حيث تحدّث لسوريون من أجل الحقيقة والعدالة في هذا الصدد قائلاً:

"في مساء ذلك اليوم طرقت مجموعة مّسلحة ومؤلفة من حوالي (10) أشخاص ملّثمين، باب منزل "أحمد إبراهيم"، ففوجئ عند فتحه الباب بأنهم سرعان ما قاموا بعصب عينيه واحتجازه، دون أن يشرحوا لعائلته من هم ولماذا احتجزوه. وفي اليوم التالي وتحديداً بتاريخ 21 حزيران/يونيو 2018، وبحدود الساعة (8:30) مساءً، اعتقلت هذه القوات وبالطريقة نفسها عضو مكتب العلاقات في تيار المستقبل الكردي "رياض أحمد"، والعضو في التيار "ميلاد دلي" من منزل المُحتجز "أحمد إبراهيم، وذلك أثناء زيارتهما لعائلته لمواساتهم والاطمئنان عليهم."

كما شهد يوم 20 حزيران/يونيو 2018، اعتقال عضو الهيئة الاستشارية للحزب الديمقراطي الكردستاني- سوريا "محمد دحام أيو"، والذي يشغل أيضا منصب رئيس المجلس المحلي للمجلس الوطني الكردي في مدينة القامشلي/ قامشلو، حيث تمّ اعتقاله مساءً من داخل منزله الكائن في المدينة، وبحسب الباحث الميداني لدى سوريون من أجل الحقيقة والعدالة، فقد تمّ الإفراج عنه بتاريخ 21 حزيران/يونيو 2018، بعد أقل من يوم على اعتقاله.

وواصلت قوات الأسايش التابعة للإدارة الذاتية حملة الاعتقالات تلك في اليوم التالي، ففي تاريخ 21 حزيران/يونيو 2018، عمدت إلى اعتقال "آزاد محمد معصوم" وهو نجل السياسي الكردي وعضو اللجنة المنطقية في حزب يكيتي الكردي "محمد معصوم"، حيث روى مصدر من عائلة "معصوم" لسوريون من أجل الحقيقة والعدالة، بأنّ مجموعة مسّلحة من قوات الأسايش كانت أقدمت في ظهيرة ذلك اليوم، على اعتقال "آزاد معصوم" (17) عاماً، من داخل منزله الكائن في الحي الغربي في مدينة القامشلي/قامشلو، وأشار المصدر إلى أنّ قوات الأسايش لم تكتفِ بذلك، بل عمدت في اليوم التالي أي بتاريخ 22 حزيران/يونيو 2018، وتحديداً في تمام الساعة (8:30) صباحاً، إلى اعتقال والده "محمد معصوم" وأحد أقاربه ويدعى "رشاد معصوم"، حيث استمرّ احتجاز "معصوم" ونجله وقريبه عدة أيام، إلى أن تمّ الإفراج عنهم بتاريخ 26 حزيران/يونيو 2018.

وقبلها كانت قوات الأسايش قد عمدت أيضاً بتاريخ 3 حزيران/يونيو 2018، إلى اعتقال مسؤول العلاقات الخارجية في تيار المستقبل الكردي في سوريا "عبد الحميد تمو"، والذي يشغل أيضاً منصب عضو الإئتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السّورية، حيث تمّ اعتقاله في ريف مدينة الدرباسية، بعدما أوقفته سيارة كان يستقلّها نحو (5) مسلحين ملّثمين، حيث ذكرت أحد المصادر لسوريون من أجل الحقيقة والعدالة، بأنّ أولئك المسلحين كانوا قد صوّبوا فوهات أسلحتهم نحوه كي لا يحاول الهرب، وسرعان ما أنزلوه من السيارة وأغمضوا عينيه، ثم اقتادوه إلى جهة مجهولة، واستمرت قوات الأسايش في احتجاز "عبد الحميد تمو" مدة يومين، ومن ثمّ أفرجت عنه بتاريخ 5 حزيران/يونيو 2018.

ثانياً: ردود مستنكرة ورافضة:

وفي ردها على عمليات الاعتقالات المذكورة، اعتبرت الأمانة العامة للمجلس الوطني الكردي، في بيان صحفي صدر عنها يوم الجمعة الموافق 22 حزيران/يونيو 2018، عمليات الاعتقال تلك، استمراراً لسياسة كمّ الأفواه التي يمارسها حزب الاتحاد الديمقراطي  PYD، وطالبت في بيانها بالإفراج الفوري عن أنصار وكوادر وقيادات المجلس الوطني الكردي في سجونه.

بدوره، حمّل مكتب الإعلام في تيار المستقبل الكردي في سوريا، في تصريح أصدره يوم الخميس الموافق 21 حزيران/يونيو 2018، حزب الاتحاد الديمقراطي كامل المسؤولية عن أي أذى قد يتعرض له المحتجزون من أعضاء التيار، مطالباً إياه بالإفراج الفوري عنهم وعن جميع المعتقلين السياسيين.

كما استنكر مركز "عدل" لحقوق الإنسان، في بيان صدر عنه بتاريخ 21 حزيران/يونيو 2018، عمليات الاعتقال الأخيرة من قبل عناصر مسلحة تابعة لقوات الأسايش، مشيراً إلى أن ذلك يشكّل انتهاكاً للحقوق والحريات المنصوص عليها في المواثيق والعهود والقوانين الدولية المتعلقة بحقوق الإنسان، وهو لا يحلّ المشاكل العالقة بين الأطراف السياسية المتنافسة في إطار المجتمع الكردي، والتي تحتاج وفق ما تؤكد عليه المواثيق والاتفاقات المعنية بالسلام وحقوق الإنسان، للحوار المعمق في أجواء الحرية والديمقراطية والتعددية والمساواة واحترام الحقوق والحريات الأساسية للمواطنين.

ثالثاً: الاستيلاء على منازل تعود لذوي سياسيين ومعارضين كرد:

بحسب الباحث الميداني لدى سوريون من أجل الحقيقة والعدالة، فإنّ ممارسات قوات الأسايش التابعة للإدارة الذاتية، لم تقتصر على حملة الاعتقالات تلك، حيث أنها قامت أيضاً بالاستيلاء على منازل تعود لذوي سياسيين ومعارضين كرد، ففي مساء يوم الجمعة الموافق 8 حزيران/يونيو 2018، قامت قوات الأسايش بالاستيلاء على منزل "بنكين عليكو" نجل القيادي في حزب يكيتي الكردي في سوريا "فؤاد عليكو"[2]، والذي يشغل أيضاً منصب عضو الهيئة السياسية والهيئة العليا للمفاوضات في الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، إذ أنها قامت بإسكان عائلتين نازحتين من مدينة عفرين في منزله الكائن في مدينة القامشلي/قامشلو.

 وفي اليوم التالي، وتحديداً بتاريخ 9 حزيران/يونيو 2018، قامت قوات الأسايش بالاستيلاء أيضاً على منزل "أمينة برو" وهي شقيقة السياسي الكردي وسكرتير حزب يكيتي الكردي "إبراهيم برو"، الكائن في مدينة القامشلي/قامشلو، حيث قاموا بطردها من المنزل برفقة عائلتها مطالبين إياها بإخلاء المنزل، وذلك بعدما كان عناصر ملّثمين من قوات الأسايش قد أقدموا على مداهمة منزلها في وقت سابق، وذلك بحسب ما أفادت به "أمينة برو" لسوريون من أجل الحقيقة والعدالة.

تحديث:
بحسب الباحث الميداني لدى سوريون من أجل الحقيقة والعدالة، فقد كانت  قوات "الأسايش" قد أفرجت عن "أكرم خلف" عضو مكتب السكرتارية في اتحاد الطلبة والشباب الديمقراطي الكردستاني "روجآفا"، وذلك بتاريخ 28 حزيران/يونيو 2018، بعد أن كان قد اعتقلته فجر يوم الأربعاء الموافق 27 حزيران/يونيو 2018.

 


[1] بحسب الباحث الميداني لدى سوريون من أجل الحقيقة والعدالة، فإنّ كل من "أحمد إبراهيم" و "ميلاد دلي" و"رياض أحمد"، أعضاء تيار المستقبل الكردي في سوريا، مازالوا محتجزين لدى قوات الأسايش حتى لحظة إعداد هذا التقرير بتاريخ 27 حزيران/يونيو 2018، كما أفاد بدوره إلى أنّ قوات الأسايش التابعة للإدارة الذاتية كانت قد اعتقلت في فجر يوم الأربعاء الموافق 27 حزيران/يونيو 2018، عضو مكتب السكرتارية في اتحاد الطلبة والشباب الديمقراطي الكردستاني "روجآفا"، "أكرم خلف"، وذلك من داخل منزله في  مدينة القامشلي/قامشلو، دون ورود أي معلومات أخرى.

[2] بحسب الباحث الميداني لدى سوريون من أجل الحقيقة والعدالة، فإنّ النيابة العامة لمحكمة الدفاع عن الشعب في الجزيرة، كانت قد رفعت في وقت سابق دعوى قضائية ضد الرئيس السابق للمجلس الوطني الكردي، "إبراهيم برو"، و"فؤاد عليكو" موجهة لهما تهمة "الخيانة والقيام بأعمال “إرهابية” وقتل المدنيين".

منشورات ذات صلة

اترك تعليقاً

* By using this form you agree with the storage and handling of your data by this website.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك عدم المشاركة إذا كنت ترغب في ذلك. موافق إقرأ المزيد