عادت عمليات "الخطف والخطف المتبادل" بين أبناء محافظتي درعا والسويداء إلى الواجهة من جديد، وذلك بحسب باحثي سوريون من أجل الحقيقة والعدالة والذين أفادوا بأنّ بعض تلك الحوادث تتم من أجل طلب فدية وبعضها الآخر هي رد على حوادث اختطاف وعمليات سرقة من هذا الطرف أو ذاك. كما وأفاد الباحثون أن الخاطفين بدأوا باستخدام مواقع التواصل الاجتماعي لاستدراج ضحاياهم، حيث سجلت في شهر أيار /مايو 2018 نحو 27 حالة اختطاف في محافظة السويداء وأكثر من عشر حالات في درعا.
كما وأكد الباحث الميداني في سوريون من أجل الحقيقة والعدالة حادثة اختطاف الشابين سليم ومفيد الزعبي من بلدة المسيفرة، من قبل عصابة في السويداء مطلع أيار/مايو 2018، حيث تم استدراجهما إلى قرب المشفى الوطني في السويداء لاستعادة سيارة "سليم" المسروقة، ليتم اختطافهما من قبل عصابة خطف مشتركة بين درعا والسويداء وبمساعدة وسيط من البدو من سكان منطقة اللجاة، وتم نشر مقاطع مصورة تظهر "سليم" يتعرض للتعذيب، حيث طالب الخاطفون بفدية قدرها 25 مليون ليرة وتم تخفيض المبلغ إلى 19 مليون بعد التفاوض، ليطلق سراحهما بعد دفع الفدية دون استعادة السيارة المسروقة.
صورة مأخوذة من مقطع فيديو نشرته صفحة "أخبار السويداء أول بأول" يُظهر فيه المخطوف "سليم الزعبي-أبو نايف"، وتظهر عليه علامات سوء المعاملة.
وفي حادثة أخرى، روى أحد أقارب مختطف تم الإفراج عنه في 5 حزيران الجاري لسوريون من أجل الحقيقة والعدالة، أن مجهولين خطفوا نسيبه الشاب "باسل جمال المصري" من مدينة طفس والذي يملك محل صرافة للعملة، يوم 20 أيار/مايو 2018 عندما دخل إلى مدينة السويداء لشراء الثلج برفقة شخص من قرية الدور بريف السويداء الغربي يدعى "كمال الشعراني" والذي اتضح أنه متورط بعملية الخطف، وتم نشر مقطع مصور للشاب "باسل" ظهرت عليه آثار التعذيب يناشد ذويه لاطلاق سراحه، حيث طلب الخاطفون بفدية قدرها خمسون مليون ليرة سورية وتم تخفيض المبلغ إلى 10 ملايين تم دفعهم لإطلاق سراحه، وأضاف المصدر أن "باسل" لم يتمكن من تحديد هوية خاطفيه ومكان احتجازه لأنه كان معصوب العينين.
صورة مأخوذة من مقطع فيديو تُظهر الشاب "باسل جمال المصري" أثناء عملية احتجازه من قبل خاطفيه.
وفي حادثة خطف معاكسة، قام شخصان من محافظة السويداء "الأخوين ر – ي علبة" باختطاف شخصين مع سيارتهما المحملة بالدجاج على أوتوستراد دمشق-السويداء، يوم 3 حزيران/يونيو 2018، إذ قام الأخوين "علبة" بعدة عمليات خطف منذ مطلع شهر أيار لأشخاص من درعا لكسب أموال الفدية، وذلك ردا على اختطاف شقيقهما "علاء" الذي يقولان أنه تم اختطافه في درعا، وفق ما نشرت شبكة السويداء 24.
كذلك اختطف مجهولون الشاب "تمام الأعور" من أبناء قرية الحريسة في السويداء، حيث نشرت صفحة "السويداء أول بأول" مقطعاً مصوراً في الـ28 أيار/ مايو 2018 يظهر الشاب يتعرض للضرب على يد شخص ملثم، في حين لم تتمكن سويون من أجل العدالة والحقيقة من معرفة ملابسات الحادثة وتاريخ الاختطاف.
كما سبق أن اعترفت عائلة "قطيش" من محافظة السويداء باختطاف شخصين من محافظة درعا، ردا على سرقة حافلة وسيارة لهما في درعا، وطالبتا بإعادة المسروقات لقاء إطلاق سراح المختطفين، بحسب ما نشرت وكالات أنباء محلية.
ويلجأ الخاطفون في كلا المحافظتين لاستخدام موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" وتطبيق "واتس أب" لاستدراج ضحاياهم، وذلك عبر الإعلان عن الحاجة لعمال مهنيين أو مهندسين للعمل في مشاريع عقارية، حيث نقلت وكالات أنباء عن مصادر أهلية أنها وثقت وقوع نحو عشرين حادثة اختطاف من خلال هذه الطريقة، كما يتم استدارج ضحايا من العاصمة دمشق حيث تم استدراج "إدريس أبو شهاب" عامل في التمديدات الكهربائية إلى مدينة الشهباء عبر إعلان على موقع "فيسبوك" ليتم خطفه من قبل عصابة مجهولة تواصلت مع ذويه وطلبت فدية لإطلاق سراحه، وبك بحسب ما نقلت "شبكة السويداء 24" عن مصادر محلية.
ووثقت "شبكة السويداء 24" اختطاف 25 مدنياً وشخصين من القوات النظامية السورية في محافظة السويداء خلال شهر أيار/ مايو 2018، 18 حالة منهم سجلت من قبل عصابات مجهولة.
وقد كانت سوريون من أجل الحقيقة والعدالة قد أصدرت تقريراً موسعاً ومطولاً حول حوادث الخطف والخطف المتبادل بين محافظتي السويداء ودرعا، حيث جاء التقرير تحت اسم "الخطف كأداة لتفتيت النسيج المجتمعي" – تقرير خاص يسلّط الضوء على حالات "الخطف" و "الخطف المضاد" بين محافظتي درعا والسويداء وأثرها على التماسك الإجتماعي بين المحافظتين.