الرئيسية صحافة حقوق الإنسان مسلّحون مجهولون يغتالون عدداً من عناصر من الدفاع المدني في بلدة تل حدية بريف حلب

مسلّحون مجهولون يغتالون عدداً من عناصر من الدفاع المدني في بلدة تل حدية بريف حلب

الحادثة وقعت بتاريخ 26 أيار/مايو 2018 في مناطق سيطرة هيئة تحرير الشام

بواسطة wael.m
421 مشاهدة تحميل كملف PDF هذا المنشور متوفر أيضاً باللغة: الإنجليزية حجم الخط ع ع ع

نفذّت مجموعة مسلحة مجهولة عملية إعدام ميدانية بحق عدد من عناصر من الدفاع المدني السوري "الخوذ البيضاء" في مركزهم ببلدة تل حدية بريف حلب الجنوبي، وذلك بتاريخ 26 أيار/مايو 2018، وأسفرت العملية عن مقتل ستة عناصر وإصابة آخر، بحسب ما أكدّه الدفاع المدني السوري لسوريون من أجل الحقيقة والعدالة.

وتحدّث الناطق الإعلامي للدفاع المدني "إبراهيم أبو الليث" مع سوريون من أجل الحقيقة والعدالة يوم 4 حزيران /يونيو 2018، موضحاً تفاصيل الحادثة قائلاً: "في فجر يوم السبت 26 أيار/مايو 2018 داهمت مجموعة مسلحة مجهولة لم نستطع تحديد هويتها مركز الدفاع المدني في تل حدية وجمعت العناصر المتواجدين في غرفة واحدة وكانوا سبعة عناصر، وأطلقت النار عليهم وقتلت أربعة منهم على الفور وأصيب ثلاثة آخرون، توفي أحدهم بعد نصف ساعة وتوفي آخر في الـ3 من تموز/يونيو 2018 متأثرا بجراحه ونجا عنصر مازال قيد العلاج، وبحسب التحليلات الأولية فإنّ عناصر الخلية استخدمت بنادق روسية وعددهم أربعة أفراد، وسرقوا سيارة خدمة ومعدات تقنية وأجهزة اتصال، وتولت الأمنية التابعة للشرطة الحرة التحقيق في الحادثة."

عناصر الدفاع المدني الذين قتلوا في حادثة اغتيال نفذتها مجموعة مسلحة مجهولة بحقهم في مركزهم ببلدة تل حدية بريف حلب الجنوبي يوم 26 أيار/مايو 2018، مصدر الصورة مديرية الدفاع المدني السوري في محافظة حلب الحرة.
ونشرت مديرية الدفاع المدني السوري في محافظة حلب مقطعا مصوراً يظهر الغرفة التي تمت فيها عملية الاغتيال وآثار الأعيرة النارية والدماء على الجدران والأرضية.

صورة مأخوذة من مقطع فيديو تمّ نشره من قبل صفحة (مديرية الدفاع المدني في محافظة حلب الحرّة)، وتُظهر الصورة علامات طلقات نارية على الجدران والتي تتوافق عادة مع عمليات إعدام ميدانية من مسافة قريبة.

من جانبه، قال رئيس المجلس المحلي لبلدة تل حدية "علي حاج ديبو" في حديث مع سوريون من أجل الحقيقة والعدالة في الـ3 من تموز/ يونيو 2018، إن الحادثة وقعت في مركز الدفاع المدني الكائن في "مبنى بحوث القطن" والذي يبعد حوالي 1300متر عن بلدة تل حدية و300 متر فقط عن بلدة بابص، وانتقل إليه عناصر الدفاع المدني قبل أيام قليلة من وقوع الحادثة، حيث كانوا سابقا يعملون في "مبنى الإرشاد الزراعي" والذي أمضوا فيه فترة ثمانية أشهر. وأكد "ديبو" أن الحادثة هي الأولى من نوعها في المنطقة.

ومن جهة أخرى، تحدّث شاهد آخر من المنطقة رفض الكشف عن اسمه لأسباب أمنية، لسوريون من أجل الحقيقة والعدالة يوم 5 تموز/يونيو 2018، حيث اعتبر أن عملية الانتقال من المركز القديم إلى المركز الجديد كانت بمثابة فخ من قبل هيئة تحرير الشام[1] نفسها، حيث جرت عملية الاغتيال فقط بعد عدّة ايام من انتقالهم. وأضاف الشاهد أن عدداً من الحواجز العسكرية المنتشرة في المنطقة تم سحبها من أماكنها في ذلك اليوم.

وهذه ليست الحادثة الأولى بحق عناصر الدفاع المدني، ففي حادثة سابقة، اقتحم مسلّحون مجهولون على مركز للدفاع المدني في بلدة سرمين بإدلب في 12 آب/أغسطس 2017، وقتلوا سبعة عناصر فيه وسرقوا كامل المعدات والآليات الموجودة، وفق ما نشر الدفاع المدني حينها، حيث وجه ناشطون محليون وأهالي البلدة الاتهامات إلى أشخاص موالين للنظام السوري تسللوا من بلدتي كفريا والفوعة المحاصرتين من قبل "جيش الفتح"، واللتان تبعدان 10 كم فقط عن بلدة سرمين. فيما اتهم نشطاء آخرون تنظيم جند الأقصى[2] وهيئة تحرير الشام بالقيام بالعملية.

غرفة في مركز الدفاع المدني ببلدة سرمين بإدلب بعد تعرض عناصر المركز لعملية اغتيال نفذها مسلحون مجهولون في 12 آل 2017، مصدر الصورة وكالة سمارت للأنباء.

وحول حادثة 12 آب/أغسطس 2017، أعلنت مجموعة تابعة ل "جند الأقصى" ومنضوية تحت راية الحزب الإسلامي التركستاني، أنها ألقت القبض على الأشخاص الذين نفذوا عملية الاغتيال بحق عناصر الدفاع المدني ونشرت "اعترافات" لهم وقامت بإعدامهم بعد أسبوع من ذلك، أي بتاريخ 18 أيلول/سبتمبر 2017. وتمّ نشر الخبر آنذاك عبر قناته في تطبيق تلغرام والتي أغلقتها إدارة التطبيق في وقت لاحق، حيث لم تتمكن سويون من أجل الحقيقة والعدالة من التأكد من هوية جميع الأشخاص الذين تمّ إعدامهم ومجريات عمليات التحقيق. في حين تداولت وسائل إعلامية الحادثة ونشرت مقطعاً لوالد أحد الأشخاص المعدمين يندد به بإعدام ابنه. وهو "عمر عيدو"، وذكر الخبر أن الشرعي "أيمن سرواتي" هو الذي أفتى بقتل ابنه وباقي المتهمين.

كما سبق أن تعرّض عناصر الدفاع المدني لاعتداءات أخرى في مدينة جسر الشغور، بحسب ما صرح مصدر من الدفاع المدني لوكلات في 21 أيلول/سبتمبر 2017، حيث قام ثمانية مسلحين باستيلاء على سيارتهم على الطريق الواصل بين الجانودية ودركوش، بعد أن هددوهم بالسلاح، وأضاف أنهم "تحدثوا باسم هيئة تحرير الشام، وكانوا يستقلون سيارة تحمل لوحة دمشق، وتوجهوا نحو بلدة دركوش بعد ذلك.

 


[1] بتاريخ 28 كانون الثاني/يناير 2017، أعلنت عدّة فصائل جهادية في شمال سوريا الإندماج تحت مسمّى "هيئة تحرير الشام" وكانت الفصائل التي أعلنت عن حلّ نفسها والاندماج تحت المسمّى الجديد هي جبهة فتح الشام – تنظيم جبهة النصرة سابقاً، وحركة نور الدين الزنكي، ولواء الحق، وجبهة أنصار الدين، وجيش السنّة، وحركة أنصار الشام الإسلامية، إلا أنه وعلى خلفية اندلاع المواجهات الأخيرة بين حركة أحرار الشام  وهيئة تحرير الشام في الشمال السوري بتاريخ 15 تموز/يوليو 2017، أعلنت حركة نور الدين الزنكي انفصالها عن الهيئة بتاريخ 20 تموز/يوليو 2017.

[2] تنظيم جند الأقصى كان يحمل اسم "سرايا القدس" اثناء تبعيته إلى "جبهة النصرة" التي انشق عنها بسب عدائها لتنظيم الدولة الإسلامية، إذ أن عناصر فصيل جند الأقصى يوصفون بأن ميولهم لصالح تنظيم الدولة، ويتركز معقلهم في مدينة سرمين بإدلب، وشنت "تحرير الشام" عملية عسكرية ضدهم بعد أن توغلوا جنوب إدلب  وشمال حماة، انتهت باتفاق تقرر فيه السماح لهم بالذهاب إلى مناطق سيطرة تنظيم "الدولة" شرقي سوريا، ليحل نفسه وينقسم إلى ثلاث مجموعات الأولى اعتزلت العمل العسكري وانضمت مؤخرا إلى تنظيم "حراس الدين"،  والثانية انضمت إلى الحزب الاسلامي التركستاني والأخيرة هي التي توجهت إلى مناطق سيطرة تنظيم الدولة شرقي سوريا.

منشورات ذات صلة

اترك تعليقاً

* By using this form you agree with the storage and handling of your data by this website.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك عدم المشاركة إذا كنت ترغب في ذلك. موافق إقرأ المزيد