الرئيسية تحقيقات مواضيعية هجمات عنيفة على أريحا وقصف على كنصفرة في ريف إدلب نيسان/أبريل 2018

هجمات عنيفة على أريحا وقصف على كنصفرة في ريف إدلب نيسان/أبريل 2018

تقرير خاص يسلّط الضوء على عدة هجمات طالت مجمّع الأمين الطبي وأحد الأسواق الشعبية في أريحا، إضافة إلى قصف منازل المدنيين في بلدة كنصفرة بجبل الزاوية

بواسطة wael.m
671 مشاهدة تحميل كملف PDF هذا المنشور متوفر أيضاً باللغة: الإنجليزية حجم الخط ع ع ع

مقدمة: شهدت عدة قرى وبلدات في ريف إدلب، هجمات عنيفة من جانب القوات النظامية السورية وحلفائها وذلك منذ مطلع شهر نيسان/أبريل 2018، ففي يوم 1 نيسان/أبريل 2018، تعرّض مجّمع الأمين الطبي في مدينة أريحا[1] إلى قصف طيران حربي يّعتقد أنه روسي، إذ قام بإلقاء صاروخين شديدي الانفجار على المجّمع، وهو ما أدى إلى خروجه عن الخدمة بشكل كامل.

وفي يوم 3 نيسان/أبريل 2018، تعرّض "سوق الخضار" في مدينة أريحا إلى قصف جوي، إذ قام طيران حربي يُعتقد أنه روسي، بشنّ غارتين محملتين بصواريخ شديدة الانفجار على السوق خلال فترة الصبيحة، وهو ما أدى إلى مقتل اثنين من المدنيين وإصابة عدد منهم.

كما لم تسلم بلدة كنصفرة[2] الواقعة في منطقة جبل الزاوية، من قصف القوات النظامية السورية وحلفائها أيضاً، ففي تاريخ 4 نيسان/أبريل 2018، تعرّضت منازل المدنيين في البلدة إلى قصف طيران حربي سوري، وهو ما أدى إلى دمار تلك المنازل بشكل كبير فضلاً عن إصابة اثنين من المدنيين.

وبحسب الباحث الميداني لدى سوريون من أجل الحقيقة والعدالة، فقد عاشت مدينة أريحا تصعيداً عسكرياً عنيفاً منذ مطلع شهر نيسان/أبريل 2018، مشيراً إلى أنّها ليست المرة الأولى التي يتعرض فيها "سوق الخضار" للهجوم، ففي تاريخ 31 كانون الثاني/يناير 2018، تعرّض السوق إلى قصف جوي راح ضحيته (8) قتلى وعشرات الجرحى، كما لفت الباحث الميداني لدى سوريون من أجل الحقيقة والعدالة، إلى أنّ التصعيد العسكري الذي شهدته مدينة أريحا في الآونة الأخيرة، دفع عدد كبيراً من الأهالي للنزوح إلى أماكن أكثر أماناً، وذلك خشية وقوع هجمات أخرى.

ويأتي هذا الهجوم في إطار الحملة العسكرية التي شنتها القوات النظامية السورية وحلفاؤها على عموم مدن وبلدات محافظة إدلب اعتباراً من شهر تشرين الأول/أكتوبر 2017، والتي بدأتها بمحاولات للسيطرة على قرى وبلدات في ريف حماه الشمالي، ومن ثمّ قرى وبلدات أخرى في ريف إدلب الشرقي والجنوبي، وقد خلّفت هذه الحملة عدداً من المجازر التي ارتكبت بحق المدنيين، إذ كانت سوريون من أجل الحقيقة والعدالة، قد أعدت في وقت سابق تقريراً يوثق وقوع مجزرة مرّوعة راح ضحيتها (20) مدنياً في بلدة كفر بطيخ، وذلك إثر قصف الطيران الحربي على أحد الملاجئ في البلدة وذلك بتاريخ 21 آذار/مارس 2018. كما كانت المنظمة قد أعدت تقريراً آخراً بعنوان "تصعيد عسكري خلال شهر آذار/مارس في محافظة إدلب"، وهو تقرير يوثق وقوع هجمات على منشآت تعليمية في إدلب المدينة ووقوع مجزرة في كفرسجنة بريف إدلب.

أولاً: ضحايا مدنيون إثر هجمات عنيفة على مدينة أريحا:

في يوم 1 نيسان/أبريل 2018، قام طيران حربي يُعتقد أنه روسي، بشنّ غارة على مجمع الأمين الطبي في مدينة أريحا، إذ كان قد أسقط خلالها صاروخين شديدي الانفجار، وهو ما أدى إلى دمار المجّمع بشكل كبير، كما تسبّب في خروجه عن الخدمة، وكان المجّمع يقدم خدمات الرعاية الصحية لنحو ما يقارب (15) ألف نسمة من أهالي مدينة أريحا والقرى المجاورة لها، وفي هذا الخصوص تحدثت إحدى ناشطات مدينة أريحا "ميرنا حسن" قائلة:

"في تمام الساعة (11:00) ظهراً، قام الطيران الحربي الروسي باستهداف مجّمع الأمين الطبي في مدينة أريحا، إضافة إلى مستودعات الإغاثة التابعة لمنظمة الأمين للمساندة الإنسانية إضافة إلى مرآب منظومة الإسعاف التابعة للمجّمع، وقد تسبّب هذا القصف بخسائر مادية كبيرة بالمجّمع، كما أدى إلى إصابة اثنين من الكوادر الطبية العاملة في المجمع، مع الإشارة إلى أنّ المجمع كان يقدم خدمات الرعاية الصحية للأهالي كما كان يتضمن مركزاً لغسيل الكلية ومركزاً للعلاج الفيزيائي وكان يغطي مدينة أريحا وبعض القرى المجاورة لها، كما أنه كان نقطة استقبال للمدنيين المهجرين من الغوطة الشرقية."

صورة توضح جانباً من الدمار الذي لحق بمجّمع الأمين الطبي في مدينة أريحا، إثر تعرضه لقصف جوي وذلك بتاريخ 1 نيسان/أبريل 2018، مصدر الصورة: منظمة الأمين للمساندة الإنسانية.

صورة أخرى تظهر جانباً من الدمار الذي لحق بمستودع الإغاثة التابع لمنظمة الأمين الإنسانية في مدينة أريحا، وذلك إثر تعرضه لقصف جوي بتاريخ 1 نيسان/أبريل 2018، مصدر الصورة: منظمة الأمين للمساندة الإنسانية.

وتابعت "ميرنا" بأنّ الطيران الحربي عاود القصف على مدينة أريحا بتاريخ 3 نيسان/أبريل 2018، لكن هذه المرة فقد طال القصف أحد الأسواق الشعبية المكتظة بالمدنيين والذي يعرف باسم "سوق الخضار" في المدينة، حيث شنّ طيران حربي يُعتقد أنه روسي غارتين على السوق، أسقط خلالهما صواريخ شديدة الانفجار، وهو ما تسبّب في مقتل مدنيين اثنين وهما (هيثم جقمور واسماعيل نحاس) فضلاً عن إصابة العشرات والدمار الكبير الذي لحق بالسوق.

وفي شهادة أخرى أدلى بها "عارف وتد" وهو أحد أهالي مدينة أريحا، إذ أكدّ لسوريون من أجل الحقيقة والعدالة، بأنّ سوق الخضار في مدينة أريحا كان قد تعرض لهجمة عنيفة من قبل الطيران الحربي في يوم 3 نيسان/أبريل 2018، وفي هذا الخصوص تحدث قائلاً:

"في تمام الساعة (9:00) من صبيحة يوم 3 نيسان/أبريل 2018، وبينما كنت أتجهز للخروج إلى مكان عملي، تناهى إلى مسامعي هدير طائرة حربية وهي تحّلق في أجواء المدينة، وتبعها صوت أحد المشرفين على مراصد الطيران الحربي عبر الجهاز اللاسلكي وهو يحذر من وجود طائرة حربية، وعلى الفور حملت أولادي وهرعت إلى الطوابق السفلية، فسمعت صوت سقوط الصواريخ ثمّ تبعها صوت انفجار صخم هزّ المدينة، وعندما خرجت للاطمئنان على جيراني، سمعت أحدهم يقول بأنّ التنفيذ تمّ على سوق الخضار، فذهبت مسرعاً إلى هنالك كي أقوم بمساعدة من هو بحاجة، ولدى وصولي إلى هناك، صُدمت من هول الدمار، كما رأيت عدداً من الجرحى ملقيين على الأرض، فجاءت سيارات الإسعاف وفرق الدفاع المدني، وشاركت في نقل الجرحى إلى المشافي القريبة، وقد شهدت المدينة في الآونة الأخيرة، حركة نزوح كبيرة باتجاه المناطق الحدودية خشية استمرار القصف الهمجي من قبل قوات النظام."

وأظهر مقطع فيديو نشره مركز إدلب الإعلامي، اللحظات الأولى من قصف الطيران الحربي على أحد الأسواق الشعبية في مدينة أريحا، وذلك بتاريخ 3 نيسان/أبريل 2018.

صور تظهر جانباً من الدمار الذي حلّ في سوق الخضار بمدينة أريحا، وذلك إثر القصف الجوي الذي طاله بتاريخ 3 نيسان/أبريل 2018، مصدر الصورة: أريحا اليوم.

تحليل الأدلة البصرية.

كما أضاف "وتد" بأنّ المناطق السكنية في مدينة أريحا لم تسلم هي الأخرى من قصف الطيران الحربي في يوم 4 نيسان/أبريل 2018، وهو ما أدى إلى دمار عدد كبير من منازل المدنيين فضلاً عن سقوط العديد من الجرحى بين صفوف المدنيين.

ثانياً: قصف على منازل المدنيين في بلدة كنصفرة في جبل الزاوية:

لم يقتصر قصف القوات النظامية السورية وحلفائها على مدينة أريحا فحسب، بل تعرضت بلدة كنصفرة الواقعة في منطقة جبل الزاوية لقصف طيران حربي سوري، وذلك في يوم الأربعاء الموافق 4 نيسان/أبريل 2018، وقد أسفر هذا القصف عن إصابة اثنين من المدنيين، كما أدى إلى دمار المباني السكنية بشكل كبير، وفي هذا الخصوص تحدث "خالد حسون" وهو أحد أهالي البلدة لسوريون من أجل الحقيقة والعدالة قائلاً:

"في حوالي الساعة (11:00) صباحاً، سمعت أحد المراصد وهو يحذر عبر الجهاز اللاسلكي، من تواجد طائرة حربية في أجواء جبل الزاوية، وكان قد دعانا إلى فض التجمعات والاحتماء، وماهي إلا لحظات حتى سمعت صوت الطيران الحربي وهو ينفذ غاراته، وبعدها شعرت بهزة أرضية من شدة الانفجار، فهرعت على الفور حتى أتفقد مكان الغارة، وإذ بالطيران كان قد استهدف منازل المدنيين في البلدة، وهو ما أدى إلى جرح امرأة ورجل مسن، فضلاً عن الأضرار المادية الكبيرة التي لحقت بالمكان."

"حسن عفلوك" شاهد آخر من بلدة كنصفرة، قال لسوريون من أجل الحقيقة والعدالة، بأنّ الطيران الحربي كان قد شنّ عدة غارات على منازل المدنيين في البلدة، مستخدماً صواريخ شديدة الانفجار، وهو ما أدى إلى دمار تلك المنازل بشكل كبير، وتابع قائلاً:

"في حوالي الساعة (10:45) صباحاً وبينما كنت أتبضع في سوق البلدة، رأيت الناس تنظر إلى السماء، وإذ بطائرة حربية تحلق في الأجواء، فحاولت الإسراع قدر الإمكان حتى أستطع الوصول إلى منزلي قبيل حدوث أي غارة، لكن لم تمضِ إلا لحظات قليلة حتى قام الطيران بقصف القرية، وأتبعه صوت انفجار ضخم هزّ القرية بأكملها، وعندما توجهت إلى مكان الغارة، وجدت أن القصف استهدف منازل المدنيين، كما كان الغبار يملأ أرجاء المكان، إضافة إلى أنّ القصف تسبّب في دمار عدد من منازل المدنيين وسياراتهم، إلى جانب إصابة رجل طاعن في السن وامرأة."

وبحسب الباحث الميداني لدى سوريون من أجل الحقيقة والعدالة، فإنّ القوات النظامية السورية وحلفائها عمدت أيضاً إلى قصف عدة قرى في ريف إدلب في يوم 4 نيسان/أبريل 2018، ومنها بلدات (حزارين والبارة ومحيط بلدة جسر الشغور والغسانية واشتبرق وحلوز والكستن)، وقد تسبّبت هذه الهجمات في سقوط عدد من الجرحى المدنيين.

 


[1] تخضع مدينة أريحا إلى سيطرة هيئة تحرير الشام/جبهة النصرة سابقاً.

[2] تخضع بلدة كنصفرة إلى سيطرة هيئة تحرير الشام/جبهة النصرة سابقاً.

منشورات ذات صلة

اترك تعليقاً

* By using this form you agree with the storage and handling of your data by this website.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك عدم المشاركة إذا كنت ترغب في ذلك. موافق إقرأ المزيد