الرئيسية تحقيقات مواضيعية هجمات متكررة بواسطة الأسلحة الحارقة والذخائر العنقودية والمواد الكيميائية في الغوطة الشرقية

هجمات متكررة بواسطة الأسلحة الحارقة والذخائر العنقودية والمواد الكيميائية في الغوطة الشرقية

تقرير موجز يوثّق أحداث حمورية في 7 آذار/مارس 2018 و أحداث عربين في 10و11 آذار/مارس 2018

بواسطة wael.m
480 مشاهدة تحميل كملف PDF هذا المنشور متوفر أيضاً باللغة: الإنجليزية حجم الخط ع ع ع

مقدّمة: واصلت القوات النظامية السورية وحلفاؤها، حملتها العسكرية الأعنف[1] على مدن وبلدات الغوطة الشرقية، حيث تمّ استهداف هذه المناطق بمختلف أنواع الأسلحة، سواء من خلال استخدام راجمات الصواريخ من طراز "سميرتش" أو القصف بواسطة البراميل المتفجرة والصواريخ الموجهة والمواد الحارقة. ففي تاريخ 7 آذار/مارس 2018، شهدت مدينة حمورية[2] يوماً دامياً (بعد صدور قرار مجلس الأمن رقم 2401) وذلك إثر قضفها بمواد حارقة شبيهة بمادة الفوسفور وأخرى شبيهة باالنابالم، وحسبما أكدّ الباحث الميداني لدى سوريون من أجل الحقيقة والعدالة فقد جرى ذلك بالتزامن مع استهداف مدينة حمورية ببرميل متفجر محمل بغازات سامة كانت قد أسقطته طائرة مروحية على المنطقة الواصلة مابين مدينتي سقبا وحمورية، إلى جانب استهداف المدينة بصاروخ محمل بذخائر عنقودية في اليوم ذاته، وقد أدى هذا القصف المكثف إلى مقتل ما لا يقل عن (29) مدنياً منهم اثنان قضيا حرقاً بالمواد الحارقة، فضلاً عن إصابة عشرات المدنيين بحالات اختناق نتيجة الغازات السامة، واشتعال الحرائق في الأبنية السكنية

كما لم تسلم مدينة عربين[3] هي الأخرى من القصف الهستيري الذي طالها بواسطة مواد حارقة شبيهة بمادة الفوسفور وأخرى شبيهة بمادة النابالم، وذلك خلال يومي 10 و11 آذار/مارس 2018، وبحسب العديد من الشهادت التي حصلت عليها سوريون من أجل الحقيقة والعدالة، فقد تزامن قصف مدينة عربين بالمواد الحارقة مع استهدافها بغازات سامة في يوم 11 آذار/مارس 2018، دون أن يوقع هذا الهجوم أي حالات اختناق مابين صفوف المدنيين.

ووفقاً للباحث الميداني لدى سوريون من أجل الحقيقة والعدالة، فقد تعمّدت القوات النظامية السورية اتباع سياسة الصدمة بحق الأهالي في الغوطة الشرقية، وذلك من خلال تركيز القصف على عدة بلدات بكل ما استطاعت، وكل ذلك في سبيل إجبار الأهالي على الاستسلام وعدم الوقوف في طريقها، فضلاً عن رغبتها في تهجير الأهالي بشكل كلي، وذلك حتى يتسنى لها السيطرة على الغوطة الشرقية بأقل الخسائر داخل صفوفها.

ومن اللافت الإشارة إلى أنّ مجلس الأمن الدولي كان قد تبنّى القرار رقم (2401) وسط ترحيب من الأمم المتحدة، والذي طالب بوقف الأعمال العدائية في جميع أنحاء سوريا في مدّة لا تقل عن (30) يوماً متتالياً، وذلك للتمكين من إيصال المساعدات الإنسانية وتقديم خدمات الإجلاء الطبّي للمرضى والمصابين.  وكان مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة قد وصف الوضع في سوريا ب"القاتم" وذلك على الرغم من صدور قرار مجلس الأمن الدولي الداعي لوقف الأعمال القتالية لمدة 30 يوما فى جميع أنحاء البلاد.

وكانت سوريون من أجل الحقيقة والعدالة، قد أعدت في وقت سابق تقريراً يوثق استخدام القوات النظامية السورية لمواد حارقة شبيهة بمادة الفوسفور على الغوطة الشرقية وذلك خلال شهر شباط/فبراير 2018، كما كانت المنظمة قد أعدت تقريراً آخراً بعنوان "كأنها القيامة"، من أجل تسليط الضوء على المجازر الأخيرة التي تمّ ارتكابها في الغوطة الشرقية، وذلك بسبب الحملة العسكرية الأخيرة، كما كانت المنظمة قد نشرت أيضاً، تقريراً آخراً يوثق وقوع ثلاث هجمات متتالية في أواخر شهر كانون الثاني/يناير 2018 بواسطة مواد حارقة على الأحياء السكنية في مدينة حرستا.

            خارطة توضح توزع أماكن السيطرة في الغوطة الشرقية في بداية شهر آذار/مارس 2018.

خارطة توضح توزع أماكن السيطرة في الغوطة الشرقية حتى تاريخ 15 آذار/مارس 2018.

أولاً: استهداف مدينة حمورية بصواريخ محملة بمواد حارقة:

كان لمدينة حمورية الخاضعة لسيطرة فيلق الرحمن، نصيب وافر من القصف والمجازر التي تمّ ارتكابها بمختلف أنواع الأسلحة، وكان آخرها مساء يوم الأربعاء الموافق 7 آذار/مارس 2018، حيث عمدت القوات النظامية السورية إلى قصف الأحياء السكنية في مدينة حمورية براجمات صواريخ محملة بمواد حارقة شبيهة بمادة الفوسفور، وقد جرى ذلك بالتزامن مع استخدام أسلحة أخرى منها مواد حارقة شبيهة بمادة النابالم، إلى جانب غاز الكلور الذي أسقطته طائرة مروحية من خلال برميل متفجر مستهدفاً المنطقة الواصلة مابين مدينتي سقبا وحمورية، فضلاً عن استهداف المدينة بصاروخ محمل بذخائر عنقودية في اليوم ذاته.

وحسبما أكدّ الباحث الميداني لدى سوريون من أجل الحقيقة والعدالة، فقد أدى هذا القصف المكثف إلى مقتل ما لا يقل عن (29) مدنياً منهم اثنان قضيا حرقاً بالمواد الحارقة، فضلاً عن تسجيل خمسين حالة اختناق جرّاء الغازات السامة، واشتعال الحرائق في الأبنية السكنية.

فقد أدى هذا القصف المكثف إلى مقتل ما لا يقل عن (29) مدنياً منهم اثنان قضيا حرقاً بالمواد الحارقة، فضلاً عن خمسين حالة اختناق بغاز الكلور، واشتعال الحرائق في الأبنية السكنية.

صور تظهر لحظة استهداف مدينة حمورية براجمات الصواريخ المحملة بمواد حارقة شبيه بمادة الفوسفور، وذلك بتاريخ 7 آذار/مارس 2018، مصدر الصورة: الدفاع المدني السوري بريف دمشق.

صورة تظهر جانباً من احتراق منازل المدنيين في مدينة حمورية، إثر قصفها بمواد حارقة شبيهة بمادة الفوسفور، وذلك بتاريخ 7 آذار/مارس 2018، مصدر الصورة: مركز الغوطة الإعلامي.

صورة تظهر مدنيين اثنين قُتلا حرقاً نتيجة استهداف مدينة حمورية بمواد حارقة شبيهة بمادة الفوسفور، وذلك بتاريخ 7 آذار/مارس 2018، مصدر الصورة: الدفاع المدني السوري بريف دمشق.

وفي شهادة أدلى بها أحد المدنيين الذين حاولوا النزوح من بلدة مسرابا باتجاه مدينة حمورية بتاريخ 7 آذار/مارس 2018، حيث تحدث لسوريون من أجل الحقيقة والعدالة قائلاً:

"بينما كنا في بلدة مسرابا المحاذية لمدينة حمورية، تعرضنا لقصف شديد بمختلف أنواع الأسلحة وخاصة البراميل التفجرة، حتى تمّ استهداف المبنى الذي كنا نقطن فيه بحاوية متفجرة، فخرجنا على الفور من المبنى وغادرنا مسرابا مشياً على الأقدام عبر الاراضي الزراعية باتجاه مدينة حمورية، إلا أنان لم نستطع أن نكمل طريقنا بسبب اشتداد القصف على حمورية، لقد شاهدنا حمورية وهي تشتعل بالفوسفور مساءً، فغيرنا وجهتنا نحو بلدة مديرا."

وأظهر مقطع فيديو بثه مركز الغوطة الإعلامي، لحظات استهداف مدينة حمورية بمواد حارقة شبيهة بمادة الفوسفور، وذلك بتاريخ 7 آذار/مارس 2018.

ثانياً: استهداف مدينة عربين بمواد حارقة بالتزامن مع استهدافها بغازات سامة:

ما إن مضت أيام على استهداف مدينة حمورية بمواد حارقة وغازات سامة، حتى قامت القوات النظامية السورية باستهداف الأحياء السكنية في مدينة عربين بمختلف أنواع الأسلحة خلال يومين متتاليين، ففي يوم السبت الموافق 10 آذار/مارس 2018، صعّدت القوات النظامية السورية حملتها على المدينة مستهدفة الأحياء السكنية بثلاث عشرة غارة جوية، بينها غارتان محملتان بمواد حارقة شبيهة بمادة النابالم الحارق، إضافة إلى قذائف محملة بمواد حارقة شبيهة بمادة الفوسفور، فضلاً عن عشرات صواريخ "الغراد" وأرض- أرض، وكانت حصيلة القصف في ذلك اليوم (9) قتلى من المدنيين وعدد من المصابين، فضلاً عن اشتعال حرائق في عدد من الأبنية السكنية.

وفي اليوم التالي وتحديداً بتاريخ 11 آذار/مارس 2018، جددت القوات النظامية السورية قصفها على المدينة بأكثر من أربعين غارة جوية، منها غارة بصاروخين محملين بمواد حارقة شبيهة بمادة النابالم الحارق، بالتزامن مع غارة أخرى محملة بمواد حارقة شبيهة بمادة الفوسفور، وثالثة محملة بغازات سامة،  حيث أفاد مصدر طبي لسوريون من أجل الحقيقة والعدالة، بعدم وقوع إصابات جرّاء هذا الهجوم، فيما سقطت طفلة وامرأة حرقاً ووقع عدد من المصابين في المنطقة بحسب الباحث الميداني لذى سوريون من أجل الحقيقة والعدالة.

أبو هاني وهو أحد الناشطين في مدينة عربين، تحدث لسوريون من أجل الحقيقة والعدالة حول ماجرى قائلاً:

"في ذلك اليوم قامت القوات الحكومية باستهداف مدينة عربين بأكثر من أربعين غارة جوية منها غارة محملة بصاروخين نابالم استهدفا الحي السكني الذي كنت أتواجد فيه، وقد حدث ذلك بالتزامن مع استهداف حيين سكنيين آخرين أحدهما بالفوسفور والثاني بغاز الكلور السام في وسط البلدة، وقد أتى هذا الاستهداف عقب يوم سابق دموي حيث سبقه في يوم السبت الموافق 10 آذار/مارس 2018، استخدام النظام السوري للفوسفور والكلور السام أيضاً مساءً، إلا أنه لم يسقط فيهما ضحايا، إذ أنّ كل الضحايا الذين سقطوا في اليوم نفسه كانوا بسبب سلاح الجو المحمل بالصواريخ الفراغية."

صورة خاصة بسوريون من أجل الحقيقة والعدالة، تظهر أحد المصابين بحروق، نتيجة قصف مدينة عربين بمواد حارقة شبيهة بالنابالم، وذلك بتاريخ 11 آذار/مارس 2018.

صور تظهر جانباً من احتراق أحد منازل المدنيين في مدينة عربين، وذلك إثر قصفها بمواد حارقة شبيهة بالنابالم، وذلك بتاريخ 11 آذار/مارس 2018، مصد الصورة: الناشط زكوان كحالة.

 


[1] في يوم 17 شباط/فبراير 2018، قامت القوات النظامية السورية والميليشيات التابعة لها بحشد عدد كبير جداً من الآليات والجنود في عدّة نقاط متاخمة للغوطة الشرقية، وبحسب مصادر عسكرية فإنّ هذه الحشود جاءت كجزء من تحضيرات للعمليات العسكرية التي تشارك فيها "قوات النمر" التابعة ل"سهيل الحسن" من أجل السيطرة على عموم منطقة الغوطة الشرقية، وقد بدأت هذه الحملة بقصف مكثف  اعتباراً من تاريخ 18 شباط/فبراير 2018، سواء من خلال الطيران الحربي و طائرات هلكوبتر أوالمدفعية الثقيلة، مخلفةً منذ بداية هذه الحملة وحتى يومنا هذا مئات القتلى من المدنيين وذلك بحسب الباحث الميداني لدى سوريون من أجل الحقيقة والعدالة.

[2] تخضع حمورية لسيطرة فيلق الرحمن.

[3] تخضع عربين لسيطرة فيلق الرحمن.

منشورات ذات صلة

اترك تعليقاً

* By using this form you agree with the storage and handling of your data by this website.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك عدم المشاركة إذا كنت ترغب في ذلك. موافق إقرأ المزيد