في تموّز/يوليو 2017، قام الأرشيف السوري بالشراكة مع منظّمة سوريّون من أجل الحقيقة والعدالة ومنظّمة العدالة من أجل الحياة وبيلنغكات ومنظّمة رصد الطيران، بنشر تقرير تحت اسم: مرافق طبيّة تحت النار: تقرير مفصّل عن استهداف 8 مشافي ومنشأة طبيّة في إدلب خلال شهر نيسان/أبريل 2017. حيث وجدنا حينها أنّه في شهر نيسان/أبريل 2017 كانت القوّات المسلّحة السوريّة والروسيّة هي المسؤولة عن العجمات الثمانية على المستشفيات السوريّة ومراكز الإستشفاء – هذه المرافق الصحيّة في إدلب كانت تقدّم خدماتها لحوالي 1.3 مليون شخص (عدد الأشخاص المحرومين من الخدمات يفوق عدد سكّان مدينة بروكسل).
والآن وبعد ستّة أشهر لم يتغيّر الوضع، بحسب مدير الأرشيف السوري “هادي الخطيب” الذي صرّح:
“بالرغم من حصول المشافي على وضع الحماية تحت القانون الإنساني الدولي، ولكنّها لا تزال خطّ جبهة في الصراع السوري حيث يتمّ استهدافها بشكل متكرّر، خلال أربعة أسابيع، تمّ استهداف أربعة مشافي في محافظة إدلب، تقع مناطق “خفض التصعيد” التي أقرّتها محادثات الآستانة بين روسيا وتركيّا وإيران، وتبيّن التحليلات البصريّة وأقوال الشهود والمعلومات من مرصد مراقبة الطيران مسؤوليّة الطيران السوري أو الروسي. ثلاثة من هذه المشافي كانت قد تمّ الهجوم عليها خلال أسبوع واحد.”
قام المشاركون في هذا التقرير بتحليل وتأكيد نمط الهجمات بالرجوع إلى معلومات المصدر المفتوح البصريّة (50 فيديو مؤكّد)، وإفادات الشهود (10 شهود تمّت مقابلتهم)، ومعلومات مراصد مراقبة الطيران (1698 مرصد). تحمل جميع هذه الهجمات نفس النمط، حيث تكرّر قصفها، ولم يتمّ تحذيرها، في وقت غياب الأهداف العسكريّة في وقت الهجوم. ومع مراجعة العديد من المصادر عن المعلومات عن كلّ هجوم، قام المشاركون بتأكيد وتقوية الاستنتاجات عن طريق المعلومات البصريّة والتحليليّة.
لقد تمّ استهداف المرافق الطبيّة بشكل مباشر ومتعمّد بحسب هذا التقرير. الصور من الهجوم على مشفى الأورينت في كفرنبل في 5 شباط/فبراير 2018 يشير بوضوح أنّ المشفى كان قد تمّ استهدافه بشكل مباشر، عن طريق أحد الفيديوهات التي توضّح لحظة سقوط القنبلة في الهواء واصطدامها بالقسم الشرقي من مبنى المشفى.
بالرغم من قيام السفارة الروسيّة في المملكة المتّحدة بإصدار تصريح صحفي في تاريخ 15 شباط/فبراير 2018 تنكر فيه مسؤوليّتها في الهجمات على المرافق الطبيّة في إدلب، النتائج التي وجدها هذا التقرير تؤكّد العكس. بحسب المعلومات من مراصد الطيران في 4 شباط/فبراير 2018 قصفت عدّة طائرات مشفى معرّة النعمان الوطني والتي كانت قد أقلعت من مطار حميميم العسكري “الذي تديره روسيا” والتي قامت بالتحليق شمالاً، وقامت بالالتفاف حول المشفى وقصفه في تمام الساعة 8:40 مساءً بتوقيت دمشق.
وزير الخارجيّة الروسي “سيرغي لافروف” كان قد صرّح مراراً وتكراراً أنّ الطيران الحربي السوري غير قادر على إطلاق الرحلات الجويّة الليليّة، وجدنا من خلال التقرير أنّه إمّا:
- الطيران الحربي السوري قد تمّ تطويره وتطوير إمكانيّاته بشكل كبير، ممّا قد يدخل القوّات الحكوميّة السوريّة بهجمات ليليّة سابقة كالغارة على القافلة الإنسانيّة.
- أو أنّ الطيران الحربي الروسي كان أحد المسؤولين عن الهجمات على المرافق الصحيّة في محافظة إدلب.
- أو أنّ الطيران الحربي التابع لطرفٍ ثالثٍ قام بالطيران بطائرات روسيّة أقلعت من قاعدة جويّة روسيّة هو المسؤول عن الهجمات على المرافق الطبيّة في محافظة إدلب، ممّا قد يدلّ على فشل روسيا على فرض قوّتها وسلطتها على قواعدها العسكريّة.
للتساؤلات الصحفيّة يرجى التواصل مع: hadi@syrianarchive.org
لقراءة وتحميل التقرير باللغة العربيّة وبصيغة ملف PDF يرجى الضغط هنا